عنوان الموضوع : مقال رائع ..... اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

قال لمن اعتقلوه، بكبريائه الموجوع، لا تقتلوني يا أبنائي، لكن الأبناء لم يسمعوا ولم يطيعوا هذه المرة ونفذوا الإعدام بدم بارد، لأن المواقع اختلفت، وغيّر معسكر الرعب موقعه، وتحول الأخ العقيد إلى فريسة سهلة، يتمتع هذا ويتلذذ ذاك برفسه وصفعه وركله، وهو الذي رفس الجميع وقتل الجميع، ثم تذكر فجأة أنهم أبناؤه؟!

أليس هؤلاء الذين ينتقدهم العالم أجمع الآن بسبب عدم احترامهم لحقوق الإنسان من تربوا في بيئة من الخوف والرعب المستمرين، وعاشوا كجثث مع وقف التنفيذ، معلقي الأرواح طيلة أربعة عقود ونيّف؟ ألا يمتلك جميعهم صورا في ذاكرتهم الموجوعة، لقتلى وشهداء ومفقودين، سواء كانوا أبا أو أخا أو صهرا على يد العقيد وأبنائه؟ أليس هؤلاء من كان يحرقهم الأخ العقيد ويتلذذ بقطع رؤوسهم ورميهم وراء القضبان دون محاكمات، فلا يعرف أحد مصيرهم، ثم يصفهم بالكلاب الضالة والجرذان؟
هل عرفتهم الآن أيها العقيد وهم يقتلونك، وأنت الذي سألتهم قبل أشهر عند اندلاع الثورة، من أنتم؟!
إنها غريزة الانتقام التي زرعها القذافي وأبناؤه في نفوس الليبيين، غريزة وحشية، وحيوانية، ولعل الجميع يتذكر هنا، صورة ذلك المواطن الساكن في مدينة مصراتة التي دخلها العقيد جثة هامدة، وهو يصرخ بأعلى صوته عندما رأى عائلته وقد تحولت إلى جثث هامدة، فيقول: والله يا معمر، سأعثر عليك حيا أو ميتا، وآكل لحمك بأسناني؟!
لا شماتة في الموت، صحيح، ولكن لا رأفة مع الاستبداد والمستبدين، وقد كان للقذافي أن يختار نهاية أقلّ وجعا من تلك التي رآها العالم في الصور المهرّبة من الجحيم، كان يمكن له البحث عن نهاية أفضل، لو أنه ترك جيشا نظاميا، وبلدا ديمقراطيا وشعبا يؤمن بحقوق الإنسان، لكن هيهات فقد أسّس لسنوات القتل والتدمير وسفك الدماء، ولاشك أنه كان متيقنا بأن مصيره لن يختلف عن هذا الحقد الأسود، وبأنه سيذوق من نفس الكأس المرّة التي تجرعها الليبيون على مدار أربعة عقود.
كيف يكون القذافي شهيدا وقد تسبّب في حرب مات فيها 25 ألف شخص من الأبرياء خلال ثمانية أشهر فقط؟ وكيف يكون الثوار مجاهدين وهم استعانوا بالأجنبي وأمعنوا في ممارسة الرقص على الجثث والعبث بالدماء؟!
إنه العبث، ما وقع في ليبيا، عبثٌ أقل من الثورة، وأكثر من مجرد حرب أهلية، بل إنه عبث منظم، مؤامرة اشترك فيها الداخل والخارج، صنعها القذافي بدكتاتوريته وفساده، وساهم فيها أسياد العهد الجديد بموالاتهم للخارج، وجوعهم للسلطة، وتسبب الجميع في وأد الجميع، وفي رمي البلد برمته في أتون حرب مفتوحة وجهنم لا يعرف أحد، كيف ستنتهي.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :