عنوان الموضوع : قابلية الانتكاب؟؟؟ اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

نكبة.. أم قابلية للانتكاب؟!
عماد صلاح الدين


في هذا الشهر المصادف لتاريخ النكبة الفلسطينية والعربية ال64، صادف لي ان اطلعت على اجزاء من فكر المفكر الجزائري الراحل مالك بن نبي رحمه الله، وكان مالك بن نبي مفكرا وفيلسوفا اسلاميا طرح فكرا غير تقليدي وكذا غير مرتهن للانبهار الذي احدثته الحضارة الغربية المادية ذات الطابع الاستهلاكي غير المتجاوزة الى افق ورحاب الخلق والدين.

ففي تناوله لمسألة التغيير، يتحدث مالك في كتابة: شروط النهضة ومجالس دمشق ووجهة العالم الاسلامي وغيرها، ان عناصر الحضارة ثلاثة: الانسان والتراب والزمن، ويعتبر مالك بن نبي ان الانسان هو عنصر التغيير الحضاري وفاعله الاقوى بالنظر الى العناصر الاخرى المشار اليها.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ما الذي صنعه الحراك الثوري والاجتماعي الفلسطيني منذ ما قبل النكبة عام 48 وحتى يومنا هذا؟

بنظرة وجولة سريعة نجد ان هذا الحراك كان جل تركيزه على الحالة النخبوية الحزبية او الحراك الاجتماعي المحدود بواقعية القائم طبقيا وعائليا في المجالين الاقتصادي والاجتماعي فلسطينيا.

ولم يكن هذا الحراك منضبطا في اطار منهج مرجعيته الاخلاق في اطارها الاسلامي الانساني الواسع، وبما يشمله من اتجاه نحو صياغة الانسان ذي الفاعلية في غير مجال حياتي وفي سياق يشمل جل المجتمع نسبيا، بما يرد في نهاية المطاف العافية الاخلاقية والاجتماعية للانسان الفلسطيني في ثقته بنفسه وعدم تقبله للانكسار والهزيمة والتوقيع على اتفاقيات استسلام مع العدو الصهيوني( راجع مقالنا المنشور فلسطين... عبدنا السياسة ونسينا الانسان).

ان تحقيق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من بيوتهم واراضيهم من قبل العصابات الصهيونية، يحتاج من الشعب الفلسطيني وعموم قواه، ومن الشعوب العربية الثائرة اليوم وقياداتها الثورية، الى اداء الواجبات المتعلقة بصياغة انسان فلسطيني وعربي مسلم، يشعر بحريته وكرامته، ويعمل على استغلال واستثمار الممكن ماديا في بلده، من خلال الاستثمار الافضل لمفهومي الزمن والتراب( الوطن).

نتزيد كثيرا الى درجة الافراط في تحميل العامل الخارجي( الاحتلال والاستعمار) ما آل اليه وضعنا المنكوب والمنكوس خلال قرن من الزمن، والحقيقة ان ما نعانيه من تأخر وتخلف واحتلال واحلال مرجعه في الاساس قابليتنا للاحتلال والاستعمار، وهذا ما نحته المفكر الاسلامي الراحل مالك بن نبي كمفهوم اصبح عالميا وشائعا في اطار مشروعه الحضاري الثقافي للتغيير( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)

ان الشعوب القوية والفاعلة قد تتعرض للهزيمة والاحتلال، ولكنها تستطيع خلال سنوات ان تعود من جديد وبوضعية الرائد، طالما كان الانسان فيها غير مهزوم من داخله، ويعمل على استثمار الوقت والوطن ضمن الممكن والمتاح، ضمن منهج اصيل يجمع ما بين تراث بيئته وما هو ايجابي لدى الثقافات الاخرى، وما نموذجا المانيا واليابان، الا احدى تجليات هذه الحقيقية، التي وقف امامها واعجب بها عالم الاجتماع الجزائري مالك بن نبي عليه رحمة الله.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :