>>>> الرد الأول :
قال شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله (كل ما خرج عن دعوى الإسلام و القرآن من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة، فهو من عزاء الجاهلية، بل لما اختصهم مهاجري و أنصاري، فقال المهاجري: يا للمهاجرين، و قال الأنصاري: يا للأنصار، قال النبي صلى الله عليه و سلم..أبدعوى الجاهلية و أنا بين أظهركم .وغضب لذلك غضباً شديداً. انتهى.
ومما ورد في ذلك من النصوص قوله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَ أَقِمْنَ الصَّلاةَ و آتِينَ الزَّكَاةَ وَ أَطِعْنَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ[11]
و قال تعالى: إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ[12]
وفي سنن أبي داود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية)).
و في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: ((إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد و لا يفخر أحد على أحد)).
...........
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية و فخرها بالآباء إنما هو مؤمن تقي أو فاجر شقي الناس بنو آدم و آدم خلق من تراب و لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى)).
و هذا الحديث يوافق قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثَى وَ جَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَ قَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ.[13].
أوضح سبحانه بهذه الآية الكريمة أنه جعل الناس شعوباً وقبائل للتعارف لا للتفاخر والتعاظم، وجعل أكرمهم عنده هو أتقاهم، وهكذا يدل الحديث المذكور على هذا المعنى ويرشد إلى سنة الجاهلية التكبر والتفاخر بالأسلاف والأحساب، والإسلام بخلاف ذلك، يدعو إلى التواضع والتقوى والتحاب في الله، وأن يكون المسلمون الصادقون من سائر أجناس بني آدم، جسداً واحداً، وبناءً واحداً يشد بعضهم بعضاً، ويألم بعضهم لبعض، كما في الحديث الصحيح، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً)).
و شبك بين أصابعه و قال صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى و السهر)) .
فتنبه أيها المسلم الراغب في النجاة، وانظر إلى حقائق الأمور بمرآة العدالة والتجرد من التعصب والهوى، حتى ترى الحقائق على ما هي عليه، أرشدني الله وإياك إلى أسباب النجاة.
ومن ذلك ما ثبت في الصحيح أن غلاما من المهاجرين وغلاما من الأنصار تنازعا، فقال المهاجري: يا للمهاجرين وقال الأنصاري: يا للأنصار فسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((أبدعوى الجاهلية و أنا بين أظهركم))
فإذا كان من انتسب إلى المهاجرين و استنصر بهم على إخوانهم في الدين، أو إلى الأنصار و استنصر بهم على إخوانهم في الدين يكون قد دعا بدعوى الجاهلية، مع كونهما اسمين محبوبين لله سبحانه، و قد أثنى الله على أهلهما ثناءً عظيماً في قوله تعالى: وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ.[14] الآية.
............
و من ذلك ما ثبت في الحديث الصحيح عن الحارث الأشعري ، أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (( إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس أن يعمل بهن و يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فذكرها ))، ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم: (( و أنا آمركم بخمس الله أمرني بهن السمع و الطاعة و الجهاد و الهجرة و الجماعة فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع و من دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثي جهنم)) قيل يا رسول الله و إن صلى و صام؟ قال ((و إن صلى و صام و زعم أنه مسلم)).
.............
وجوب بغض الكافرين من العرب و غيرهم، و معاداتهم و تحريم موالاتهم و اتخاذهم بطانة و النصوص في هذا المعنى كثيرة منها قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَ النَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ[15] الآية سبحان الله ما أصدق قوله و أوضح بيانه.
و القرآن يدعو إلى موالاة المؤمنين و معاداة الكافرين أينما كانوا و كيفما كانوا، قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ[16] و يقول الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ إلى قوله تعالى وَ مَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ[17].
شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَ مَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَ مُوسَى وَ عِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ[18]
و يقول سبحانه قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَ الَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَ مِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَ بَدَا بَيْنَنَا وَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَ الْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ[19]
و قال تعالى: لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ[20]
...........
وقد أوجب الله على المسلمين: أن يتكاتفوا و يتكتلوا تحت راية الإسلام، و أن يكونوا جسداً واحداً، و بناءً متماسكاً ضد عدوهم، و وعدهم على ذلك النصر و العز و العاقبة الحميدة، كما تقدم ذلك في كثير من الآيات، و كما في قوله تعالي: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا[21] الآية.
و قال تعالى: وَ لَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَ إِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ[22] فوعد الله سبحانه عباده المرسلين، و جنده المؤمنين بالنصر و الغلبة، و استخلافهم في الأرض و التمكين لدينهم، و هو الصادق في وعده، وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ[23]
و إنما يتخلف هذا الوعد في بعض الأحيان بسبب تقصير المسلمين، و عدم قيامهم بما أوجب الله عليهم من الإيمان بالله، و النصر لدينه، كما هو الواقع، فالذنب ذنبنا لا ذنب الإسلام، و المصيبة حصلت بما كسبت أيدينا من الخطايا، كما قال تعالى: وَ مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ[24]
فالواجب على العرب وغيره: التوبة إلى الله سبحانه، و التمسك بدينه، و التواصي بحقه، و تحكيم شريعته، و الجهاد في سبيله، و الاستقامة على ذلك من الرؤساء و غيرهم، فبذلك يحصل لهم النصر و يهزم العدو، و يحصل التمكين في الأرض، و إن قل عددنا وعدتنا، و لا ريب أن من أهم الواجبات الإيمانية: أخذ الحذر من عدونا، و أن نعد له ما نستطيع من القوة، و ذلك من تمام الإيمان، و من الأخذ بالأسباب التي يتعين الأخذ بها، و لا يجوز إهمالها، كما في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ[25] و قوله تعالى: وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ[26]
و ليس للمسلمين أن يوالوا الكافرين أو يستعينوا بهم على أعدائهم، فإنهم من الأعداء و لا تؤمن غائلتهم و قد حرم الله موالاتهم، و نهى عن اتخاذهم بطانة، و حكم على من تولاهم بأنه منهم، و أخبر أن الجميع من الظالمين، كما سبق ذلك في الآيات المحكمات، و ثبت في: (صحيح مسلم )، عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل بدر فلما كان بحرة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة و نجدة ففرح أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم حين رأوه فلما أدركه قال لرسول الله جئت لأتبعك و أصيب معك و قال له رسول الله صلى الله عليه و سلم لتؤمن بالله و رسوله؟ قال لا قال ((فارجع فلن استعين بمشرك)) قالت ثم مضى حتى إذا كنا بالشجرة أدركه الرجل فقال له كما قال أول مرة فقال له النبي صلى الله عليه و سلم كما قال أول مرة فقال لا قال ((فارجع فلن استعين بمشرك)) قالت ثم رجع فأدركه في البيراء فقال له كما قال أول مرة ((تؤمن بالله و رسوله؟)) قال نعم، فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ((فانطلق)) فهذا الحديث الجليل، يرشدك إلى ترك الاستعانة بالمشركين، و يدل على أنه لا ينبغي للمسلمين أن يدخلوا في جيشهم غيرهم، لا من العرب و لا من غير العرب؛ لأن الكافر عدو لا يؤمن.
و ليعلم أعداء الله أن المسلمين ليسوا في حاجة إليهم، إذا اعتصموا بالله، و صدقوا في معاملته.
لأن النصر بيده لا بيد غيره، و قد وعد به المؤمنين، و إن قل عددهم و عدتهم كما سبق في الآيات و كما جرى لأهل الإسلام في صدر الإسلام،
و يدل على تلك أيضا قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَ مَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقلُونْ[27]
فانظر أيها المؤمن إلى كتاب ربك و سنة نبيك عليه الصلاة و السلام كيف يحاربان موالاة الكفار، و الاستعانة بهم و اتخاذهم بطانة، و الله سبحانه أعلم بمصالح عباده، و أرحم بهم من أنفسهم، فلو كان في اتخاذهم الكفار أولياء من العرب أو غيرهم و الاستعانة بهم مصلحة راجحة، لأذن الله فيه و أباحه لعباده، و لكن لما علم الله ما في ذلك من المفسدة الكبرى، و العواقب الوخيمة، نهى عنه و ذم من يفعله، و أخبر في آيات أخرى أن طاعة الكفار، و خروجهم في جيش المسلمين يضرهم، و لا يزيدهم ذلك إلا خبالا، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَ هُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ[28]
و قال تعالى: لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلا خَبَالًا وَ لَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَ فِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ[29]
فكفى بهذه الآيات تحذيراً من طاعة الكفار، و الاستعانة بهم، و تنفيراً منهم، و إيضاحاً لما يترتب على ذلك من العواقب الوخيمة، عافى الله المسلمين من ذلك، و قال تعالى: وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ[30]
و قال تعالى: وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَ فَسَادٌ كَبِيرٌ[31].
................
إن اجتماع المسلمين حول الإسلام، و اعتصامهم بحبل الله، و تحكيمهم لشريعته، و انفصالهم من أعدائهم و التصريح لهم بالعداوة و البغضاء، هو سبب نصر الله لهم و حمايتهم من كيد أعدائهم، و هو وسيلة إنزال الله الرعب في قلوب الأعداء من الكافرين، حتى يهابوهم و يعطوهم حقوقهم كاملة غير منقوصة، كما حصل لأسلافهم المؤمنين.
فقد كان بين أظهرهم من اليهود و النصارى الجمع الغفير، فلم يوالوهم و لم يستعينوا بهم، بل والوا الله وحده، و استعانوا به وحده، فحماهم و أيدهم و نصرهم على عدوهم و القرآن و السنة شاهدان بذلك، و التاريخ الإسلامي ناطق بذلك، قد علمه المسلم و الكافر. و قد خرج النبي صلى الله عليه و سلم يوم بدر إلى المشركين، و في المدينة اليهود، فلم يستعن بهم، و المسلمون في ذلك الوقت ليسوا بالكثرة، و حاجتهم إلى الأنصار و الأعوان شديدة، و مع ذلك فلم يستعن نبي الله و المسلمون باليهود، لا يوم بدر و لا يوم أحد، مع شدة الحاجة إلى المعين في ذلك الوقت، و لا سيما يوم أحد، و في ذلك أوضح دلالة على أنه لا ينبغي للمسلمين أن يستعينوا بأعدائهم، و لا يجوز أن يوالوهم أو يدخلوهم في جيشهم، لكونهم لا تؤمن غائلتهم، و لما في مخالطتهم من الفساد الكبير، و تغيير أخلاق المسلمين، و إلقاء الشبهة، و أسباب الشحناء و العداوة بينهم، و من لم تسعه طريقة الرسول صلى الله عليه و سلم و طريقة المؤمنين السابقين فلا وسع الله عليه.
و أما حقد غير المسلمين على المسلمين إذا تجمعوا حول الإسلام، فذلك مما يرضي الله عن المؤمنين و يوجب لهم نصره، حيث أغضبوا أعداءه من أجل رضاه، و نصر دينه و الحماية لشرعه.
و لن يزول حقد الكفار على المسلمين، إلا إذا تركوا دينهم و اتبعوا ملة أعدائهم، و صاروا في حزبهم، و ذلك هو الضلال البعيد و الكفر الصريح، و سبب العذاب و الشقاء في الدنيا و الآخرة، كما قال سبحانه: وَ لَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَ لا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَ لَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا نَصِيرٍ[36]
و قال تعالى: وَ لا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَ مَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَ هُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ[37]
و قال تعالى: ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَ لا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَ إِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ[38]
فأبان الله سبحانه و تعالى في هذه الآيات البينات: أن الكفار لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم، و ندع شريعتنا، و إنهم لا يزالون يقاتلونا حتى يردونا عن ديننا إن استطاعوا.
و أخبر أنه متى أطعناهم و اتبعنا أهواءهم، كنا من المخلدين في النار، إذا متنا على ذلك، نسأل الله العافية من ذلك، و نعوذ بالله من موجبات غضبه و أسباب انتقامه.
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
من أغرب ما كتب عن الثورة السورية بقلمي.
تركوني ضحية ملقاة في حمام من الدماء بعد أن أغتصبو ما تبقى من شرف.
جاؤوا بعد فوات الأوان..بعد أن وجدوني جثة هامدة لفظت أنفاسها الأخيرة.
هي لله هي لله.
لم يعد هناك وقت كافي..حلت ساعة الصفر..
أكثر دهاء...شكرا...على العدم.
شكرا...فاقد الشيء لا يعطيه.
شكرا...لقد انتهت حفلة الأقنعة و لابد لليلى أن تغادر الحفلة عند حلول ساعة الصفر.
أعدوا بسرعة و الأعداء يلاحقوني لإلحاق الأذى بي فإذا بي أرفع إلى السماء.
هي لله هي لله..
لم تقتل- تصلب - و إنما رفعت إلى السماء..!!
لا يزالون في ضلالهم القديم يا سوريا...متى يدركون هي لله هي لله.
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
هذا هو السبب
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
سورية تدفع خيانة الأعراب للقضية الفلسطينية .
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزمزوم
سورية تدفع خيانة الأعراب للقضية الفلسطينية . |
و لكن سوريا لا تزال عصية على الأعداء و الغزاة .
أنت المجد لم يغب.
........
و قال تعالى: ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَ لا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَ إِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ[38]