عنوان الموضوع : الأجندة الأمريكية في الجزيرة العربية: ترويض الشخصية القومية لعرب الجزيرة خبر عاجل
مقدم من طرف منتديات العندليب

الأجندة الأمريكية في الجزيرة العربية: ترويض الشخصية القومية لعرب الجزيرة



من اخطر نتائج الاحتلال الامريكي للعراق 2016 هو حالة «التفكك» العامة التي اصابت العراق من الداخل: تفكك البنى الاجتماعية والسياسية العراقية وتفكك التعبيرات المختلفة للمجتمع العراقي «سبعون حزبا رسميا ومائة وعشرون جريدة يومية».



وتفكك الاحزاب والعشائر والنخب وتفكك الدولة وتفكك الاجتماع السياسي في العراق وتفكك الرؤية العراقية للمستقبل وتفكك الجيش من خلال حله وتفكك القاعدة العلمية الضخمة التي تراكمت في الجامعات والكليات التطبيقية في العراق.

الاحتلال الامريكي للعراق كان ولا يزال يعمل على تفكيك البنى العراقية ذلك لان هذا التفكيك هو اقصر الطرق لترويض الشخصية القومية في العراق اي اضعاف المجتمع العراقي وامتصاص طاقته على مقاومة الاحتلال، هذا ما خلصت اليه ورقة د. وميض نظمي استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد في ندوة مركز دراسات الوحدة العربية التي عقدت في لبنان 12 - 14 يناير .2016 هذا الترويض للشخصية القومية العصيّة في العراق هو الذي سيمكن الاحتلال الامريكي للعراق من الاستمرار هناك.

كل هذا التفكيك الحاصل في العراق يتم ترويجه وتسويقه اعلاميا تحت عنوانين: بناء الديموقراطية ومكافحة الارهاب. من السهولة بيع العنوان الاول على الناس- عموم الناس، فالناس عطشى للحريات العامة والحريات الشخصية الى درجة الثمالة، اما العنوان الثاني (مكافحة الارهاب) فمن السهولة ان يبيعه الامريكان على نظم في حاجة ماسة الى الحليف الخارجي.



سلطة الاحتلال تدرك ان بناء الديموقراطية في العراق قريب من عالم المستحيل نظرا لقوة التنافر الداخلي الذي كشف عن نفسه بعد سقوط نظام صدام، لقد اكد نوح فيلدمان Noah FELDMAN (يهودي من اصل عراقي) ذلك في كتابه الذي نشرته جامعة برنستون 2016 تحت عنوان «Irag: War &the ethics of Nation Building» علما بأن فيلدمان كان مستشارا قانونيا للقوات الامريكية في العراق لسنوات 2016 - .2016 من جهة اخرى تعلم سلطة الاحتلال ان عنوان الديموقراطية للجميع بالرغم من طوباويته في العراق فإنه عنوان محبب وقابليته للترويج السياسي عالية جدا في مجتمع مقموع ومهان تاريخيا مثل المجتمع العراقي ، اما ما تسميه سلطة الاحتلال الامريكي بـ «مكافحة الارهاب» فعمليات الجماعات المسلحة وتصاعدها في العراق دليل مادي على فشل القوات الامريكية في هذا المجال وهو فشل حاولت ان تغطيه باقتحامات بالغة القسوة في مدن المثلث السني«الفلوجة - بعقوبة - الموصل - الرمادي - سامراء» اذ دمرت - حسب التقديرات الامريكية CNBC - في الفلوجة وحدها تسعة آلاف بيت وشردت ما لا يقل عن مائة الف من سكان المدينة وهناك الان في المحاكم العراقية ما لا يقل عن ثلاثة وتسعين الف دعوة رفعها المتضررون من قصف الامريكان لبيوتهم بالمدفعية والطائرات المقاتلة، فاذن لم ينجح المشروع الامريكي في تحقيق عناوينه المعلنة: بناء الديموقراطية ومكافحة الارهاب، ولكنه نجح في تفكيك كل شيء في العراق بحيث يتمكن من السيطرة بعيدة المدى وبناء القواعد الدائمة على تراب العراق في الشمال والجنوب والشرق والغرب ولعل هذا هو الاستهداف الحقيقي لهم هناك.

بالنسبة للجزيرة العربية فيبدو ان الادارة الامريكية راغبة في اتباع سياسة التفكيك الشامل للبنى الاجتماعية والسياسية كما فعلت في العراق لكن دون الاضطرار لركوب الآلة العسكرية ولذلك سنلاحظ انها بدأت تسوق وتروج عناوينها المعهودة:

بناء الديموقراطية ومكافحة الارهاب مع علمها بأن العنوانين خارج سباق الزمان والمكان في الجزيرة العربية بمعنى ان التعثر الدموي للامريكان في العراق بات يخيف الحاكم والمحكوم في اقطار مجلس التعاون الخليجي: فالاوساط الحاكمة في شريط النفط باتت اقل ثقة بقدرات الامريكان السياسية كما تتبدى في سياساتهم النيئة في العراق واما الناس - اي سوادهم ـ بات يرعبهم قصف البيوت على النساء والاطفال في الفلوجة كما شاهدوا ذلك على التلفاز، واما «مكافحة الارهاب» في الجزيرة العربية فلدى عموم الناس قناعة بان هذا الملف مصطنع ولصيق بمقاومة الاحتلال في العراق وليس بعيدا عنه وليس من الحكمة ان تستدرج دول مجلس التعاون الخليجي للتوغل في هذا الملف او ان تنغمس في حروب. وكالة يكون ابناؤها وقودا لها، فاليقظة واجبة لصراع الفيلة في العراق وتداعيات ذلك الصراع على شريط النفط لا مراء في ذلك الا انه لا يجب على دول مجلس التعاون الخليجي تحمل الاخفاقات الامريكية في العراق، وحتى موضوع المرأة المفتعل جزء لا يتجزأ من الاستراتيجية الامريكية لتفكيك البنى الاجتماعية التقليدية في رزالمشروع الامريكي الذي يروم السيطرة والهيمنة تحت ادعائين: بناء الديموقراطية ومكافحة الارهاب وفي حقيقة الامر هو ترويض للشخصية القومية لعرب الجزيرة Domestication اكثر منه Nation Building وسوف نبحث لاحقا باذن الله علاقة موضوع المرأة بعملية الترويض سالفة الذكر.














من مقالات عبد الله النفيسي


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

ان لله وان اليه راجعون ........... في انتظار باقي الدول العربية

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

نحن مسلمون و يكفينا هذا أما القومجية العربية المتخلفة فنحن منها براء

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

والان يسعون لتفكيك سوريا لمصلحة الصهاينة.

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

بارك الله فيك

التفيكيك لم يكن و ليد اللحظة بل هو منذ زمن طويل و يتم بمراحل منظمة و اخطرها المرحلة الاخيرة

و اضف الى دول الخليج العربي باقي الدول العربية كلها دون استثناء

فالتفكيك المقومات الاسلامية و العربية شمل كل الدول و لكن هناك دول لها قابلية مطلقة لهذل التفكيك و هناك دوا تحاول الصمود

شكرا


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :