عنوان الموضوع : حزب الله وأضخم عملية في تاريخ الجيش الأمريكي منذ بيرل هاربر في الحرب العالمية الثانية اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب
صور تفجير مقر المارينز الاستشهادي الذي أوقع 300 جندي امريكي من المارينز قتلى ومثلهم من الجرحى وذلك ما عجل خروج القوات الأمريكية من لبنان.
وهو أكبر خسارة يتعرض لها الجيش الأمريكي منذ الهجوم الياباني في بيرل هاربر في الحرب العالمية الثانية ,وقد نفذت العملية في طريق المطار في بيروت في الضاحية الجنوبية في 1983 بتخطيط من الشهيد عماد مغنية.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
فقرة من كتاب ((العد العكسي للأزمة - المواجهة النووية المقبلة مع ايران)) حيث يسلط المؤلف كينيث آ. ر تيرمان الضوء على تفجير مقر المارينـز في بيروت خريف العام 1983 ودور الاستخبارات الايرانية والسورية فيه والتداعيات التي أعقبته.
البط الحاضن
كان ستيف ادوارد راسل، الرقيب (e-5) التابع للقسم الثاني من المارينـز، خارج مخيم لوجون شمالي كاليفورنيا، في مركز الحرس المحمي بأكياس الرمل، مقابل مبنى (بي ال تي) مباشرة، حين سمع صوت فرقعة عالية وراءه عند البوابة الرئيسية، تذكر لاحقاً انه كان ((مثل تحطم صغير))، ((في البداية لم اظنه امراً مهماً، لا بد انني قلت في نفسي، حسناً انها الساعة السادسة والنصف من صباح الاحد، مهما يكن، اتعلم امراً، كانت اعمال البناء ممتدة في الاسبوع المنصرم في مبنى المطار، وكانت الشاحنات تخرج من هناك، وكانت هناك ضجة بناء مستمرة، لذلك لم اظن في البدء ان شيئاً مهماً قد حصل)).
ولكن حين نظر راسل خلفه، رأى شاحنة مرسيدس برمائية كبيرة ((تجتاز بوثبة قوية البوابة المفتوحة)). راح راسل يقفز في مكانه وقد اختلطت عليه الامور، و((قلت في نفسي بصوت مرتفع: من اين اتى هذا بحق الله؟)).
وفيما همّ بالقيام عن الكرسي الدوار داخل مركز الحرس لكي يتمكن من رؤية ما كان يجري بوضوح، علق سلاحه الجنـبي 45 بذراع الكرسي، ولم يكن السلاح محشواً. حفاظاً على قواعد الالتـزام الخاصة بمهمة حفظ السلام التي كانت تطبق على الجنود داخل المجمع. وحين تمكن راسل من الخروج من المركز بسلاحه غير المحشو كانت الشاحنة تميل بشدة فيما كانت تنحرف عند حواجز المرور وبدأت تتجه مباشرة نحو كوخ الحراس والثكنة، وعند اقترابها، تمكن راسل من النظر بوضوح الى وجه السائق، ((تلاقت نظراتنا وكان مرتسماً على وجهه ما يمكن وصفه بالابتسامة الكريهة))، كان السائق، الذي استنتج راسل انه في الخامسة والعشرين الى الثلاثين من عمره يرتدي قميصاً مزركشاً وقد يكون لباسه نوعاً من انواع التخفي، ((كان ذا لحية قذرة 0 لربما يمكنني ان ادعوها بلحية قصيرة عمرها 7 ايام، نعم، لم تكن لحية كاملة، بل قصيرة عمرها 7 ايام، وشاربين، وشعر اجعد اسود)).
في ذلك الحين، شيء ما في راسل خاطبه قائلاً: ((كان الامر الوحيد الذي شعرت بوجوب القيام به هو الإنذار)). فراح يركض ويدعو أي جندي يلتقيه للهرب واتجه نحو الردهة لكي ينذر الجنود الذين كانوا نياماً في الطابق العلوي، من خلال اطلاق صفارة الإنذار في الفناء، تمكن راسل من النظر مرة اخيرة الى سائق الشاحنة الذي لحق به الى الردهة، وكان على بعد عشرين او ثلاثين قدماً منه، ((كانت تعلو وجهه ابتسامة انتصار، يمكنك قول ذلك)) استطاع راسل بلوغ ابعد مكان في المبنى حين توقفت الشاحنة بشكل مريب وسط الردهة، كان الزجاج الامامي مكسوراً، ورأى راسل السائق ينحني الى الاسفل، ثم رأى وميضاً ساطعاً، وشرارة صفراء، تبعتها في الوقت ذاته تقريباً ((حرارة وبلبلة وانتهى الامر))، حين أفاق راسل بعد بضع دقائق، وجد نفسه ممدداً على بطنه ولم ير سوى الغبار الرمادي، ((كان اول ما خطر ببالي ان ذلك اللعين قد نجح في تنفيذ عمليته، لقد فعلها)).
عندما استرجع راسل حواسه، سمع صوت جندي اسود يصرخ طالباً المساعدة، لكنه لم يكن يستطيع ان يتحرك، وحين تمكن في النهاية من الزحف على ظهره، وجد ساقه اليسرى ملتفة ويده اليسرى مقطوعة الى شطرين، وقد بقي ممدداً هناك، بلا حول ولا قوة لبضع دقائق الى ان توقف الصراخ، عندها كانت المساعدات قد وصلت.
في مارس/آذار 2003، وبعد عشرين سنة من وقوع هذا التفجير، شهد راسل امام قاعة محكمة واشنطن العاصمة التي غصت بأفراد عائلات زملائه المارينـز، وفي نهاية افادته، انفجر بالبكاء، محرراً الشعور بالذنب الذي اثقل كاهله في العقدين الاخيرين لعدم تمكنه من ايقاف الشاحنة، قال راسل في الختام: ((آمل انني قمت بعمل صائب اليوم، واذا نـزلت الآن عن هذه المنصة ووقعت على الارض ميتاً، فسأكون سعيداً لانني كنت جندياً صالحاً)). وعندها، دوت صالة المحكمة بالتصفيق.
لم يكن سلاح راسل محشواً في ذلك الوقت لأن المارينـز كانوا في مهمة حفظ السلام، وحين سأله احد المحامين، ويدعى توماس فورتشن فاي، عما يعني ذلك، تردد راسل ثم قال: ((في ذلك الوقت، لم نكن نعرف بالضبط، وحتى هذه اللحظة، بصراحة لا يمكنني..)).
فقاطعه القاضي رويس س. لامبرت بلباقة قائلاً: ((حسناً. انت تعلم اليوم انها تعتبر بطاً حاضناً)).
الولايات المتحدة تخفق في رد الهجوم
لقد كان الاعتداء الذي وقع صباح ذلك اليوم في بيروت على مقر المارينـز الاميركيين وراح ضحيته 241 جندياً منهم، قوياً جداً الى حد انه زعزع عواميد الدعم المصنوعة من الخرسانة المقواة الخاصة بالمبنى ((مثل احزمة مطاطية))، بناءً على تقرير خبير المتفجرات في مكتب التحقيقات الفدرالي داني أ. ديفنبو، الذي ارسلته الولايات المتحدة لمعاينة الاثباتات بعد الاعتداء، وقد اكد ديفنبو ان الارهابيين استخدموا مواد ((بي إي تي ان)) Pentaerythrite Tetranitrate المتفجرة الصادرة عن الحكومة والمعززة بقنابل شظايا غاز البوتان ليصنعوا منها هذه المتفجرة المدمرة العاملة على وقود الطائرات، وبموازاة ذلك، وعلى بعد أقل من ميلين، وبعد بضع دقائق من الحادثة، اغتيل ثمانية وخمسون فرنسياً من قوات حفظ السلام بواسطة شاحنة مفخخة.
إن لم يكن لدى المارينـز أدنى فكرة عما كانوا يفعلونه في بيروت، فجمهورية إيران الإسلامية لم تكن تشك في هدفها الذي كان إخراج الولايات المتحدة ذليلة من لبنان. كان الاعتداءان المتوازيان تقريباً ثمرة عمل عملاء الحكومة الإيرانية. وقد جذبت تقنياتهم الحديثة معجباً بعيداً في أسامة بن لادن، الذي امتحن لاحقاً علاقاته بإيران وحزب الله ليعرف أسرارها.
لم يكن هذا الاعتداء الأول من نوعه الذي تقوم به الحكومة الإيرانية على أميركا منذ أزمة رهائن طهران في اليوم 444، لكنها كانت المرة الأولى التي يكون فيها تورّط إيران واضحاً بالنسبة إلى صانعي السياسة الأميركية. واليوم، وللمرة الأولى، أصبح في إمكاننا الإعلان عما كنا نعرفه في ذلك الوقت عن الموضوع، بفضل أربعة أشخاص أعلموا المحكمة بما يعرفونه من جهة، وأعلموني به من جهة أخرى بهدف إعداد هذا الكتاب، وهم: نائب الأميرال (متقاعد) جايمس (آيس) ليونز، ونائب المسؤول السابق عن العمليات البحرية، والوكيل السابق للبحرية جون ليمان، وضابط عمليات الـ((سي آي أي)) السابق روبرت باير، ومحامي دعوى ماريلاند توماس فورتشن فاي.
في 26 سبتمبر/أيلول 1983 أو نحوه – أي قبل أربعة أسابيع من الاعتداء – اعترضت وكالة الأمن القومي رسالة من المقرّ الرئيسي للاستخبارات الإيرانية في طهران إلى حجة الإسلام علي أكبر محتشمي، السفير الإيراني في دمشق. وكانت الرسالة ((تأمر السفير الإيراني بالاتصال بحسين موسوي، قائد المجموعة الإرهابية الإسلامية أمل، (حركة امل الاسلامية المنشقة عن حركة ((امل))) وإعطائه التعليمات.. باتخاذ التدابير الدراماتيكية ضد رماة بحرية الولايات المتحدة)). كما لخص القاضي لامبرت.
لم يتم تسليم الرسالة المعترضة إلى الكولونيل جيريفتي ورجاله ليتمكنوا من تعزيز أمن قاعدتهم. قال لي جيريفتي: ((عموماً، نعم، كنا نعلم بالمشكلة، ولكننا لم نتلق يوماً أي إنذار يذكر اعتداء محتملاً على الثكنة أو يذكر إيران)).
كانت وكالة الأمن القومي ووكالات استخبارات أخرى تنقل آلاف الرسائل المتعلقة بتهديدات موجهة إلى القوات الأميركية في لبنان. ولأن هذه الرسالة المعترضة تحديداً ((لم تذكر بالتحديد أي موعد أو مكان، لم يعتبر (مديرا وكالة الاستخبارات المركزية) انها تصلح لاتخاذ التدابير بشأنها)) كما أخبرني العميل السابق في الـ((سي آي أي)) روبرت باير. ونتيجة لذلك، لم يتم أبداً إرسال الإنذار إلى بيروت. وكان ذلك خطأ مميتاً – وتحديداً نوعاً من الفشل المخابراتي الذي كان من الممكن تجنبه، كما أظهرت لجنة 11/9 بعد عشرين عاماً.
ويذكر الأميرال ليونز جيداً، وكان حينئذ النائب الأعلى للعمليات البحرية للمخططات والسياسة والعمليات، أنه كان أول من أخذ علماً بالرسالة المعترضة من وكالة الأمن القومي. كان ذلك بالتحديد بعد يومين من الاعتداء. قال لي ليونز: ((نقل لي مدير الاستخبارات البحرية الرسالة في محفظة مقفلة. أعطاني إياها، وأعطاها رئيس العمليات البحرية ووكيل البحرية جميعاً في اليوم نفسه)). وفي تكريم شخصي للمارينـز المغتالين ولعائلاتهم، قدم ليونز نسخة عن وثيقة وكالة الأمن القومي الفائقة السرية في مغلّف مختوم إلى المحكمة، وقال: ((إن كانت هناك وثيقة في عيار أربعة وعشرين قيراطاً من الذهب، فهذه هي. وهي ليست وثيقة قدمها القريب البعيد لزوجة محمد سائق التاكسي)). كان ينبغي أن تطلق الرسالة ((كافة الإنذارات والصفارات)).
ما زال ليونز لا يفهم إلى الآن سبب عدم إرسال هذه الوثيقة إلى القادة المختصين حتى بعد الاعتداء. ((طرحت هذا السؤال آلاف المرات)).
بعد الاعتداء، بدأت الـ((سي آي أي)) تحقيقها، وتمكّنت بسرعة من التعرّف بعميل حزب الله الذي ركّب القنبلة داخل الشاحنة. يقول بوب باير: ((كان يدعى ابراهيم صفا. وكان يتعامل مع بسدران – حرس الثورة في إيران – خارج ضواحي بيروت الجنوبية. وفي السبعينيات، في أثناء الحرب الأهلية، كان رجلاً خبيراً بالمتفجرات)).
كان سائق الشاحنة – ذاك الملتحي ذو الابتسامة ((الكريهة)) – إيرانياً يدعى وليد، ويُعرف كذلك باسماعيل العسكري. لم يكن السفير الإيراني محتشمي يثق في حلفائه اللبنانيين تماماً لتنفيذ العملية حتى النهاية – أي الانتحار – وأراد التأكد من ذلك بأن يتحمل أحد مواطنيه المسؤولية الأخيرة في قيادة الشاحنة وتوجيهها نحو خط النهاية.
بعد التفجير، أمر الرئيس ريغن سراً بالقيام بهجوم انتقامي، طالباً من البحرية الأميركية وهيئة رؤساء الأركان إعداد لوائح بالأهداف. وبناء على أقوال العديد من المشاركين في هذه اللقاءات الداخلية السرية للغاية، أدّت الحكومة السورية دوراً مهماً أيضاً في المؤامرة، وبالتالي أضيفت أسماء مسؤولين سوريين عديدين إلى قائمة الأهداف. كذلك كان الأمر بالنسبة إلى وزير الدفاع السوري ومقرّ حرس الثورة الإسلامية الإيرانيين في ثكنة الشيخ عبدالله في وادي البقاع في لبنان.
وقد أكد لي وكيل البحرية السابق جون ليمان أنه ((وفق ما أذكره، تم إعلامي بمن قام بالتفجير وبالإثبات المتوافر. كما أني أُعلمت بالأسماء الفعلية للسوريين وأماكن وجودهم. وقد قيل لي عن الإثبات إن الحكومة الإيرانية كانت مباشرة وراء الاعتداء، وإن الأشخاص الذين نفذوه خضعوا للتدريب في بعلبك وإن العديد منهم كان مختبئاً فيها في ذلك الوقت. أذكر بشكل واضح ان الفاعل لم يكن موضع شك. لم أسمع يوماً أي مخبر أو أي شخص في الممر يقول: ((آه، ربما لا نعرف من قام بالتفجير)).
في الأسابيع الثلاثة التالية للاعتداء، تمّ جمع ما يكفي من المعلومات لتحديد مكان تنفيذ الرد بالضبط وكيفيته، وعرض على الرئيس موجز لخطة كاملة للهجوم المضاد. ويقول الذين وضعوا الخطة إنها شملت إطلاق ثمانية صواريخ ((توما هواك)) من بارجة نيو جيرسي باتجاه وزارة الدفاع السورية وأهداف قيادية أخرى في سوريا. وكانت مهمة الجنود المقتحمين المتمركزين على ناقلة أي6 – أي ان يقصفوا ثكنة الشيخ عبدالله في هجمة مشتركة مع الفرنسيين. كما ان الخطة شملت أيضاً خطف بعض المسؤولين السوريين في لبنان وهم الذين ساهموا في تنفيذ هذه العملية5.
كان قد بوشر ببرمجة الإحداثيات في صواريخ التوما هواك، وتم تزويد طياري أي – 6 وفرق الخطف بالمعلومات اللازمة، كما أكد لي مسؤولون في الاستخبارات والدفاع معنيون بالتخطيط، إلى أن ألغى أحدهم كل شيء. وإن هذا الشخص، وفق المصادر كلها، هو وزير الدفاع كسبار واينبرغر.
ولكن ما الذي حضّ واينبرغر على التراجع؟ حين طرحت عليه هذا السؤال مباشرة بعد مرور عشرين عاماً، قال واينبرغر: ((إن المعلومات التي كنا نملكها حول الجهة الكامنة وراء الاعتداء كانت غير واضحة)). واضاف: ((لم يكن لدينا أية معلومات قبل التفجير، مع أنني غالباً ما حذّرت من أن الوضع الأمني (في بيروت) كان سيئاً جداً. كنا وسط ساحة القتال، ولكننا لم نكن نعلم من يهاجم هذه الساحة)).
ويصرّ واينبرغر على كونه لم يتلق ((يوماً أية معلومات دقيقة)) حول مسؤولية الإيرانيين عن هذا الاعتداء. ولتوكيد انه لم يكن ضد الهجوم الانتقامي، يضيف: ((لو أنني علمت، لما ترددت لحظة. من الواضح ان الاعتداء كان منظماً، لكنه من الصعب تحديد الفاعل من بين مختلف المجموعات. لم يكن الرئيس يريد قصفاً سجادياً يؤدي إلى مقتل العديد من الضحايا الأبرياء. كانت هناك مجموعات عديدة، ولم تكن جميعها مسؤولة أمام حكومة إيران. جلّ ما نعلمه هو أنها كانت جميعها تتلاقى في كرهها لأميركا)).
فوجىء العديد من المشاركين الآخرين بأقوال واينبرغر، وكانوا على اطلاع أوّلي على معلومات الاستخبارات. وقال أحدهم: ((لربما لم يسلّمه العاملون معه تلك الرسالة المعترضة)).
في تلك الفترة، كانت المواد السرية جداً الخاصة بوكالة الأمن القومي، مثل رسالة دمشق المعترضة، تسلّم إلى رئيس هيئة رؤساء الأركان، الجنرال جون فيساي، وإلى المعاون العسكري لوزير الدفاع، الذي يحدد ما إذا كان الأمر يقتضي إعلام وزير الدفاع شخصياً أم لا. أما معاون الوزير في ذلك الوقت فكان اللواء كولن باول.
لكن فيساي قال لي إنه ((لا يذكر)) أنه رأى المعلومات حول تورّط إيران في الاعتداء. وقال: ((أرى أنه لا يعقل أن ما من أحد رفعها إليّ وإلى وزير الدفاع من خلال وكالة استخبارات وزارة الدفاع)). المهم ان النظام أخفق في مكان ما. يقول فيساي: ((لا أعلم ما الذي حصل)). في رأي رئيس أركان باول في وزارة الخارجية، الذي أمضى إحدى وثلاثين سنة في الجيش وكان على اطلاع تام على كيفية تناقل هذا النوع من المعلومات الفائقة السرية، لم تصل هذه الرسالة المعترضة يوماً إلى الملخص اليومي الذي يرفع إلى الرئيس، والذي يتضمن موجزاً عاماً لمعلومات الاستخبارات كافة، والذي كان وزير الدفاع يطّلع عليه أيضاً. اتفق باول، وفيساي، وواينبرغر جميعاً على أنهم لو علموا بأمر الرسالة المعترضة لكانوا أمروا بإطلاق الغارات الانتقامية من دون تردد.
في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 1983، تلقى واينبرغر اتصالاً هاتفياً من شارلز هرنو، وزير الدفاع الفرنسي، يعلمه أن المقاتلات – القاذفات التابعة للواء الأعلى الفرنسي تستعد للاعتداء على مواقع حرس الثورة الإسلامية الإيرانيين في بعلبك. في مذكراته، يشير واينبرغر إلى أنه لم يحصل ((على أي أوامر أو بلاغات من الرئيس أو من أي شخص كان)) قبل ذلك الاتصال الذي تلقاه من باريس والذي لم يمنحه وقتاً كافياً كما قال لإعداد الطائرات الحربية الأميركية.
كنت في تلك الأثناء أغطي أخبار القتال الدائر بين ياسر عرفات وثوار منظمة التحرير الفلسطينية المدعومين من سوريا، في طرابلس في لبنان، وأذكر جيداً انني شاهدت الطائرات الفرنسية التي يمكن تمييزها بوضوح من شكلها، وهي تتجه صوب بعلبك. كانت الغارة فاشلة تماماً، حيث قُتل راع محلي من دون أن يمسّ حرس الثورة في ثكنة الشيخ عبدالله أي سوء لكونهم أخلوا المكان قبيل وصول الطائرات، أي حين كنت أشاهدها بنفسي وهي تتجه صوب سهل البقاع. ونُقل لاحقاً ان شخصاً في وزارة الدفاع الفرنسية قد أنذر الإيرانيين بحصول الغارة المهددة قبل دقائق من انطلاق الطائرات.
مهما كانت أسباب رفض أميركا للانضمام إلى الغارة الفرنسية الانتقامية، لا شك في أن الإرهابيين وقادتهم قد اتخذوا من عدم رد الولايات المتحدة المناسب على هذا الاعتداء دليلاً على ضعفها. ومباشرة بعد مرور خمسة أشهر، قام الإرهابيون الذين خططوا للاعتداء على ثكنة المارينـز باتخاذ المسؤول عن مركز الـ((سي آي أي)) وليم باكلي رهينة وبتعذيبه بشكل شنيع لأكثر من سنة حتى مات.
وقد أشار أسامة بن لادن إلى انسحاب الأميركيين من بيروت على أنه إثبات واضح ((لضعف الجندي الأميركي، الذي كان مستعداً لخوض الحروب الباردة لا الحروب الطويلة)). من جهته، توصل وزير الخارجية السوري عبد الحليم خدام إلى خلاصة مشابهة في أثناء المفاوضات المتعلقة بانسحاب الولايات المتحدة من لبنان بعد بضعة أشهر، فقال: ((إن الولايات المتحدة نفسها قصير. يمكنك دائماً انتظار نهايتها)).
بالنسبة إلى الكولونيل تيم جيريفتي، ((إن أولى رصاصات الحرب على الإرهاب التي نخوضها اليوم، قد أُطلقت في بيروت في العام 1983. وإن إدارة (بوش) تقوم الآن بما يجب القيام به بالضبط، أي مهاجمة أعداء الحرية في عقر دارهم عوضاً من السماح لهم بالاعتداء علينا في عقر دارنا)).
ويضيف جيريفتي: ((لكن عدم الردّ على إيران وسوريا في العام 1983 كان خطأ مميتاً. كان ذلك عملاً حربياً. وكنا نعلم من هم اللاعبون. ولأننا لم نرد، لا شك في أننا شجعناهم على زيادة العنف)).
[b]ووفاء لذكرى هؤلاء الشهداء، أقيم نصب تذكاري صغير في مدافن آرلينغتون الوطنية، على الضفة التالية لنهر بوتوماك مقابل واشنطن العاصمة، يشير إلى مقابر 241 جندياً من المارينـز، و17 موظفاً في السفارة الأميركية، و6 رهائن أميركيين قضوا في لبنان في ثمانينات القرن العشرين. وأعلى الموقع، زُرعت شجرة أرز من لبنان. وفي 23 اكتوبر/تشرين الأول من كل عام، تجتمع العائلات للاحتفال بذكرى هؤلاء الأميركيين الذين كانوا أولى ضحايا حرب إيران القاسية والوحشية التي لا تنتهي على أميركا
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
مواقف رجولية وبطولية مازلت أتذكرها
هؤلاء القوم لا يسمحون أن تحتل أرضهم أبدا
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
ههههه 300 فقط !!!! ما هذه الحنية المبالغ فيها من حزب اللات ؟
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :