عنوان الموضوع : أيها الباحثون عن الحقيقة ..... خبر مؤكد
مقدم من طرف منتديات العندليب

بسم الله الحمان الحيم
الصلاة والسلام الدائمين المتلازمين إلى يوم الدين على الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم . وبعد :
أحبتي في الله أيها الباحثون عن الحقيقة ....
سبحان مبين الأمور وحقائقها ، سبحان مدبر الأمور ومسيرها ، سبحان الذي يبتلي عباده ليميز الخبيث من الطيب ، والصالح من المفسد ، والظالم من المظلوم ...
قارنوا بيم ماعرفتموه بما ستعرفون ، تجردوا من أفكاركم المسبقة ، والتي علمناها من وسائل مظللة ومغيرة لحقائق الأمور ، لخدمة مصالحها وأهواءها ، وتحقيق أهدافها .

أيها الباحثون عن الحقيقة ...ماذا عرفتم عن العلامة الشهيد سعيد رمضان البوطي رحمة الله عليه ؟ ماذا عرفتم عن أحوال سوريا ؟ الأمور من قبل كانت جد غامضة . لكن شاءت قدرة الله تعالى بعد إستشهاد العلامة رحمة الله عليه أن تتجلى الأمور وتتضح للكثيرين . أزودكم أحبتي بهذا الرابط وهو ملف مظغوط يتكون من مقالات كتبت عن العلامة الشهيد ، ولقاءات متلفزة معه وبعض خطب الجمعة ، ودروسه الرائعة في فقه السيرة زودنا الله وإياكم بصالح الأعمال وفقهنا في دينه . إقرؤوا هذا كله واسمعوا وحللوا ودققوا وقارنوا . ووالله تتضح لكم الرؤى ، وتزدادون بها تقربا إلى المولى وحبا له . ودعاءا ملحا للمسلمين في الشام أن يرفع عنهم هذا البلاء ، ويدمر الطغاة الظلمة . آمين آمين آمين والحمد لله رب العالمين .
إليكم رابط التحميل مع دعاؤكم الخالص .
بعض خطب الجمعة ودروس في فقه السيرة و ماقاله العلامة البوطي ومقالات عنه
https://www.gulfup.net/uploads/13648388641.rar


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

إنه زمن الإنتصار للذات والنفس والمذهب والقبيلة والجماعة

لم يعد احد يهتم بعلم العلماء بقدر ما يهتمون لآرائهم وميولاتهم السياسية

يظل العالم عالما في نظر الناس ولكن بمجرد ما يقول كلاما لا يعجبنا ولا يتوافق مع أهوائنا

فنصب عليه جام غضبنا ونصفه بكل شيئ عميل ... رافضي ... من علماء البلاط ... الخ

الغريب أن الذين يقولون دائما ان لحوم العلماء مسمومة هم أكثر الناس أكلا للحوم العلماء

المسلمون طوائف وفرق لكل منها عالمها الذي لا يخطئ في نظرها وكل العلماء الآخرين على خطأ

كلهم يأتون من نفس الكتاب ومن نفس الحديث وكلهم ينتقدون بعضهم


لهذا كنت دائما أقول ابعدوا الدين عن السياسة وابعدوا رجال الدين عن أهواء الحكام

على الإمام أن يكون بعيدا عن براثين السياسة والنفاق

على الإمام ان يكون لجميع الناس للموالين والمعارضين وأن يدعو للخير والصلح والسلام







__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مواطن وخلاص
إنه زمن الإنتصار للذات والنفس والمذهب والقبيلة والجماعة

لم يعد احد يهتم بعلم العلماء بقدر ما يهتمون لآرائهم وميولاتهم السياسية

يظل العالم عالما في نظر الناس ولكن بمجرد ما يقول كلاما لا يعجبنا ولا يتوافق مع أهوائنا

فنصب عليه جام غضبنا ونصفه بكل شيئ عميل ... رافضي ... من علماء البلاط ... الخ

الغريب أن الذين يقولون دائما ان لحوم العلماء مسمومة هم أكثر الناس أكلا للحوم العلماء

المسلمون طوائف وفرق لكل منها عالمها الذي لا يخطئ في نظرها وكل العلماء الآخرين على خطأ

صدقت.





لهذا كنت دائما أقول ابعدوا الدين عن السياسة وابعدوا رجال الدين عن أهواء الحكام

على الإمام أن يكون بعيدا عن براثين السياسة والنفاق

على الإمام ان يكون لجميع الناس للموالين والمعارضين وأن يدعو للخير والصلح والسلام






الدفاع عن الوطن من التدخل الخارجي واجب شر عي و يجوز الجهاد ولو مع الظالم والجائر المتغلب للد فاع عن الوطن ولو سلمنا بهذا لكان العز ابن عبد السلام رحمه الله قد تدخل في السياسة والبوطي مثل العز من أكبر علماء السنة وجمع بينهما المغول
ولا حظ ان العلامة البوطي قال لمن يتولون اليهود والنصارى ويقاتلون في صفوفهم بأسلحتهم " انتم إخواننا اجتهدتم فأخطأتم تعالوا نتحاور" ولم يحكم عليهم بالكفر أما هم فكفروه علنا و أستحلوا دمه في المسجد!!!
متى يعقل هؤلاء ان دم المسلم حرام خصوصا الذي لا يقاتل؟
رحمه الله تعالى أدخلوه الجنة واستحقوا الخلود في جهنم يرافقهم غضب الله ولعنته وما أعد لهم من العذاب الأليم.


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

شكرا أختىfatiha-10

العالم البوطى قدم الخير والعلم و الشرف إن شاء الله عالم جليل بحجم الشام وبحجم أمة الإسلام... وسطي معتدل .. سني .. شافعي .. أشعري .. أزهري .. يكفي أن يقدم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، كتاب فقه السيرة ، ويقدم لله العلي كتاب العقائد الكونية ،وباقي مؤلفاته التي ستنفع المسلمين.. ويكفي أن يقدم على الله شهيداً مضرجاً بدمائه التي أسالها أصحاب الكتيبات المشبوهة و الفتاوى المدفوعة الأجر عملاء إسرائيل وأمريكا الدائمين .أسال الله لك ولنا الهداية والصبر على البلاء حتى تنقشع هذه الغمة.


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

شكرا لكم جميعا وإليكم هذا المقال الرائع لصاحبه موسى حسام ولذي نشره في منتدى عمرو خالد قسم الرأي والرأي الأخر
بسم الله الرحمن الرحيم
بعض أبعاد وخيوط المجزرة التي أودت بحياة د.البوطي
مقتل الشيخ محمد رمضان البوطي على النحو الذي تناقلته وسائل الأنباء صورة لمأساة تعيش أطوارها أزهد الأمم في علمائها
وبين نفي كل طرف ضلوعه في هذا المشهد يتبين حجم المؤامرة التي تستهدف مستقل الأمة برمّتها
حينما تُشَنّ حرب لا هوادة فيها على المصابيح
حتى إذا ما أفرِغت الساحة بقبض العلماء أو بتقزيمهم على الأقل اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسُئلوا فأفتوا فضلوا وأضلوا كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم
قد يقال إن البوطي وقف مع النظام الجائر الذي قرر تصفية أبناء سوريا
وقد يبرر البوطي موقفه بوجوب السمع والطاعة ولو على حساب جلد الظهور إلا أن نرى كفرا بواحا لنا فيه من الله برهان وقد يبرر مسلكه بتوجسه من الجماعات التكفيرية ومن الوهابية التى ستقطف الثمرة بحكم سيطرتها في الميدان ولا شك في نظره أن هذه الجماعات سترتكب المجازر في حق المعارضة المقاتلة الى جنبها بمجرد تسلمها مقاليد الحكم وقد يشير إلى أن من وراء كل ذلك دول وعلماء
بيد أن ما استفزني حقا أني رأيت بعض الابواق الحاقدة تقيم مأتما وعويلا على روح الفقيد بالتوازي مع تحميل الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين
مسئولية الإطاحة برأس علماء الشام(!!)
رغم ما نقلته بعض وسائل الانباء عن البيان الصادر من الاتحاد
وقد رأيت أن أثبت أحد النقول بالحرف الواحد دفعا لكل شبهة إذ جاء فيه:
"طالب الاتحاد العالمى للعلماء المسلمين، برئاسة الدكتور يوسف القرضاوى، الأمم المتحدة بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق فى تفجير مسجد الإيمان والتى استشهد خلالها العالم السورى الدكتور محمد رمضان سعيد البوطى، رئيس اتحاد علماء الشام، لكشف الجناة الحقيقيين
وندد الاتحاد فى بيان له بمقتل العلامة الشيخ البوطى، ومقتل أى عالم على فكره واجتهاده مهما اختلفنا معه، لأن ذلك محرم حتى لرجال الدين من غير المسلمين
كما ندد الاتحاد الاعتداء على المساجد وقتل الأبرياء داخلها، من أى طرف كان، حيث تدل النصوص الشرعية الكثيرة على أن القتل لا يترك فسحة للمسلم، وأنه أعظم الذنوب بعد الشرك فقال تعالى"وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"، كما أن تدمير المساجد من الكبائر قال تعالى "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِى خَرَابِهَا أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِى الدُّنْيَا خِزْى وَلَهُمْ فِى الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"
وحمل الاتحاد النظام السورى مسئولية مقتل العلامة البوطى ومن معه، لأنه هو المسئول عن أمنهم، كما أن أصابع الاتهام توجه إليه بعدما تبرأت المعارضة السورية العسكرية والمدنية عن ذلك
وأكد الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين أنه هاله ما حدث فى مسجد الإيمان بدمشق، حيث أدى تفجير داخل المسجد إلى مقتل أكثر من 40 شخصاً بينهم الشيخ محمد سعيد رمضان البوطى العالم المعروف بعلمه، وبتأييده للنظام، وذلك أثناء درسه الأسبوعى، فى مسجد الإيمان، حيث يعد هذا تطوراً خطيراً، لأنه لأول مرة يحدث تفجير داخل المسجد يؤدى إلى مقتل هذا العدد الكبير، وإن كان النظام الأسدى الجائر دمر مئات من المساجد، ولم يرعَ حرمة لا لمسجد، ولا لعالم، ولا لحى ولا لميت"
إن الفتاوى النارية الصادرة من قبل الشيخ القرضاوي بحق النظام ومن يوالي النظام على حد زعم نفس الأبواق كانت وراء الجريمة النكراء على الرغم من ناحية أخرى من أن د عماد الدين رشيد أستاذ كلية الشريعة بجامعة دمشق الذي كان على اتصال دائم مع الشيخ يعلن أن جهات منذ فترة قريبة ذكرت أن الشيخ بدأ يراجع رؤيته السياسية المشوشة وأن هذه المراجعة لو تمت لأحدثت هزة في أركان النظام
ومن هنا فالمستفيد الأول من الجريمة بالطبع هو النظام نفسه.
إخواني إن الأزمة أكبر من أن تتصورها العقول الكليلة إذا ما اعتبرنا أن معايير النصر تتوقف على مدى تحقيق الأهداف المسطرة
فقد علم الغرب أن حصانة الأمة في إسلامها وأن قوة الاسلام إنما تتجلى في مدى يقظة وحركة الراسخين في العلم
ومن هنا فالخطة تقتضي إما أن يوظف العلماء لخدمة مآربهم أو أن يتم تهميشهم وإلا فالقتل المعنوي أو تصفية الاجساد لهم بالمرصاد
وبحسابات دقيقة نجد أن العلماء اليوم بين مهمش أو مشوه أو قتيل
فلمصلحة من يتم تشويه العلماء؟
رأيت فضائح أخلاقية تسري في جسد الكنيسة ورأيت الغرب برمّته يتطلع الى من ينقذ الكنيسة
فما لي أرى بني جلدتنا يوجهون سهامهم نحو العلماء وهم أطهر من هؤلاء؟
ألا فيلعلم من لا شغل له الا لحوم العلماء أن المصابيح إذا طمست أو حُطمت فلا مستقبل عندئذ الا لخفافيش الظلام الذين امتصوا دماء الشعوب ولا تزال ضرباتهم تتهاوى على جسد الاسلام المثخن بالجراح
لقد فتحت الصحوة الاسلامية التي في أغلبها صحوة عاطفية أعينها في جو يخيم عليه شؤم التراشق بألفاظ تكفيرية أو تفسيقية منتنة
فما هي الثمرة التي جنتها أمتنا المسكينة طيلة هذه الفترة إن لم يكن التخبط في الفكر والارتجال في العمل والتهور في المطالبة بالحقوق؟
وبفساد الأمزجة والتصور سُفِكت الدماء فيما لا يعيد مجدا ولا يخطو بالانسان نحو السعادة المنشودة
إن التسرع في إصدار الأحكام صار السمة البارزة لدى السواد الأعظم ,فهلا التفتَّ ولو مرة الى هدي نبيك صلى الله عليه وسلم؟
جاء في الآداب للبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال : قال نبي الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس : « إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله : الحلم والأناة » . وروينا عن مصعب بن سعد ، عن أبيه ، يرفعه : « التؤدة في كل شيء ، إلا في عمل الآخرة »
والحلم كما قال علماؤنا هو الأناة وضبط النفس أما الأناة فهي التمهل والتثبت والانتظار والتأخر فهل من الايمان ومن الحب لله ورسوله أن تزهد في خصلتين يحبهما الله ورسوله وأن تركب رأسك فترسل الأحكام جزافا دون تورع أو أدنى نظر في العواقب؟ وأيهما أسلم لك في دينك ومروءتك ورجاحة عقلك أن تخطيء فلا تؤذي أخاك أم أن تخطيء فلا تؤذيه؟
اعلم أنه بالنظر إلى أن تقدير حجم المفاسد أو طبيعة المنكر المترتب عن النهي عن المنكر يختلف من مجتهد الى آخر وإلى أن مزالق الشيخ البوطي تمخضت عن التشوش في الرؤية السياسية في نظره بشهادة الدكتور عماد الدين رشيد الذي قضى نصف عمره معه في الكلية تلميذا و زميلا فقد يقتضي التورع التماس العذر له وعزاؤنا في هذا ما أورده البخاري تحت عنوان الجاسوس وقوله تعالى { لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ }: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ مَرَّتَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ:
بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَالزُّبَيْرَ وَالْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ قَالَ انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً وَمَعَهَا كِتَابٌ فَخُذُوهُ مِنْهَا فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الرَّوْضَةِ فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ فَقُلْنَا أَخْرِجِي الْكِتَابَ فَقَالَتْ مَا مَعِي مِنْ كِتَابٍ فَقُلْنَا لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنُلْقِيَنَّ الثِّيَابَ فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا فِيهِ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى أُنَاسٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا حَاطِبُ مَا هَذَا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ بِمَكَّةَ يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنْ النَّسَبِ فِيهِمْ أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي وَمَا فَعَلْتُ كُفْرًا وَلَا ارْتِدَادًا وَلَا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الْإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ صَدَقَكُمْ قَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ قَالَ إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ قَدْ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ.
لا شك أن الخيانة العظمى تقتضي الإعدام وقد وصم عمر حاطبا رضي الله عنهما بالنفاق, كيف لا ونجاح خطة فتح مكة عنوة كان يتوقف على مدى سرية الحركة في حين أن كشف الخطة للعدو كان كفيلا بأن يسيل الدماء بين المسلمين وكفار مكة أنهارا فقد كان التكتم عنصرا من عناصر المفاجأة , لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصدّقه حين قال: وَمَا فَعَلْتُ كُفْرًا وَلَا ارْتِدَادًا وَلَا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الْإِسْلَام
فما حمله على ما فعل إلا حماية أهله
ومما شفع له أيضا هو سابقته وتضحيته ببدر
فاعتبر أخي رحمك الله!
إخواني إن من أكبر المؤامرات على الاسلام وأتباعه أن ينازلوا الاسلام في عقر داره وبمعاول أبنائه وتلك هي قمة الغزو والمكر والخديعة
فبعد تطويق العالم الاسلامي وشن حملات صليبية فاشلة على الشرق قرر الغرب بتفوقه الحضاري أن يقتحم قلب العالم الاسلامي هذه المرة عسكريا واقتصاديا وثقافيا
فلم يغادر آخر جندي محتل حتى وضع أذنابا تذود عن مصالح الغرب وعن فكره وثقافته دون التمييز بين الغث والسمين منها ودون أدنى اعتبار للقيم الأصيلة
فكان الذوبان وسياسة التذويب والتطويع هي الشغل الشاغل للفئة المتسلطة..
حدث كل هذا في ظل الفراغ الذي شهدته الساحة
وغياب البدائل السليمة بغياب علماء الأمة وجمودهم !
وإذا كان المعسكر الاشتراكي فيما كان يبدو نصيرا للشعوب الضعيفة وعدوا للمعسكر الرأسمالي فالمعسكران متفقان على ضرورة تثبيت الدكتاتوريات وحراستها ولا يهمها بعدئذ قمع الرؤوس المعارضة
وهو ما أسهم في تحويل القول الليّن إلى غلظة في صفوف المضطهَدين
والى تحويل الاعتدال الى تطرف وكذا الدعوة بالتي هي أحسن إلى الدعوة الى الجهاد والاطاحة برؤوس الظلمة والموالين لهم بل ومن يشك في تكفير من يكفرون
واستبيحت الدماء بالكفر أو التكفير لأدنى شبهة
وتم في نهاية المطاف اختراق هذه الجماعات فكان من السهل توظيفها خدمة للاستراتيجية الغربية
فحينما أرادت أمريكا أن تحل محل السوفيات بأفغانستان صنعت القاعدة كخطوة أولى وباندحار الدب الروسي وفي خطوتها الثانية كان لا بد لها من بيرل هاربر جديدة فكان انهيار مركز التجارة العالمي إيذانا بالتدخل العسكري في أفغانستان وفي العراق فيما بعد لأنه كان يمثل النموذج العربي القابل للتعميم
وإذا كان اتفاق سايكس بيكو قد أسهم في تفتيت العالم العربي فمن السهل إقحام الجماعات المخترقة في تفتيت البلد الواحد بإشعال نار الفتنة الطائفية أو على الأقل تهيئة الظروف لاستدراج هذه الجماعات بل وبمدها بالاسلحة أو بإفساح الطريق لتسلحها
وقد تكون الشماعة التي يعلق عليها الغرب آماله للتدخل عسكريا بغرض قلب الموازين لصالحه
وإذا علمت أن هذه الجماعات لا بديل لها ولا يمكن أن تتبنى مشروعا حضاريا كفيلا بدحر المشروع الحضاري الغربي وخاصة وأن أغلبها يتبرأ من علماء الامة الذين يسعون الى بناء المجتمع المسلم المتوازن والذين يمهدون لمشروع حضاري متميز
فهنا يقع التشوش في الرؤى ولا يخفى أن الحكم فرع عن تصوره
ومن هنا تتراشق الفتاوى
وتلك هي محنة الشيخ د.البوطي وغيره!
إنني أرى أناسا أزهد الناس في علماء الامة
كما أرى من وسائل الاعلام الموجهة من تريد الوقيعة بين العلماء
وهنا المأساة الكبرى
وإنني أتساءل حين يتحامل بعض أهل العلم من الوهابية على غيرهم من العلماء
وحين يشير بعض علماء الصوفية وغيرهم إلى الوهابية بأصابع الاتهام
وحين يحط بعض أهل العلم من شأن بعض الدعاة
ماذا بقي للأمة من ورثة الأنبياء؟
ليست المشكلة في زلة العالم فلكل عالم زلته ونحن مأمورون باتقاء الزلة وليس باتقاء العالم أوالتنفير منه..
فلنعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه
ولنكن يدا واحدة على من أراد بنا سوءا
روى البخاري عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ
وفي كتاب الله وصف للجماعة الاسلامية التي يغيض الله بها الكفار:{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح:آية 29]
اللهم اغفرلنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وارحم فقيدنا فنحن على علمه ودينه وخلقه من الشاهدين فاكتبه اللهم من الشهداء المخلصين
وقد مات على ما عاش عليه فابعثه اللهم على ما مات عليه..

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :