عنوان الموضوع : حكاية كل عاشق .... من المجتمع
مقدم من طرف منتديات العندليب
حكاية كل عاشق
قصة حبٍ حقيقية .... أحداث وحوارات حقيقية ....
أما لماذا أفردت لها موضوعاً خاصاً ... فالجواب هو أنني وجدت فيها عبراً كثيرة ستكتشفونها ولا شك بعد قراءتها ....
بدأت أحداث هذه القصة عام 1994 وانتهت عام 2016 ....
هي لم تنتهي ... ولكن أحداثها هي التي انتهت ...
والآن صديقي صديقتي ... هل تحبون قراءة هكذا نوع من القصص ؟ .... وهل لديكم نفسٌ طويل في القراءة ؟ .... إذاً سأسردها لكم وعن لسان صاحبها أي بطلها ....
ضعوا موسيقى هادئة على آذانكم واسمعوا ماذا يقول ذلك الشاب ...................................................... .................................................. ...................
طوال حياتي كنت أعتقد أن قلبي كالصخرة بل أشد ... وأنه لن تقدر أية فتاة على ترطيبه ثم الولوج إليه لا أعلم لم .... إلى أن سمعت تلك المقطوعة الشعرية الرائعة بإسلوب الشعر الحديث ....
كنت أتحدث مع فتاة على الهاتف ( زميلة ) وأخذنا الحديث إلى موضوع الشعر والشعراء .... فقالت لي ....
- اسمع هذا الشعر على لسان فتاة وأعطني رأيك .... ( وبدأت بسرده على مسامعي )
- يا لجماله ( قلت لها ) ... من تلك التي كتبته ؟
- إنها قريبتي ... هل أعجبك حقاً ...
- إن فيه سحر ومشاعر دفاقة وأحاسيس مميزة .... إسمعي ... هل تسدين لي خدمة ؟
- طبعاً ... تفضل
- أريد أن تعرفيني على قريبتك ....
- لماذا ؟
- حقاً إن هذه الفتاة أثارت فضولي وأريد التعرف على شخصيتها عن كثب أحس أن لديها مشاعر مميزة وموهبة كبيرة ....
( وبعد عدة محاولات كانت شبه صعبة استطعت أن أتعرف عليها وفعلاً بدأنا نتحادث على الهاتف ... ثم التقيتها وبعد فترة قصيرة ظهر بيننا انسجام كبير وصرنا فعلاً أصدقاء بكل معنى الكلمة ....
أدخلتها إلى قلبي وأطلعتها على كل أفكاري وهمومي وهواجسي ... وفعلت هي كذلك الأمر نفس الشي ..... وكانت تعيش حياة متعبة مع والدها العجوز وأختها الكبيرة ( العانس كما يقولون ) ...
وبعد شهر ونصف تقريباً من تعارفنا صارحتها بحبي وصارحتني هي كذلك .... كانت سعادتها كبيرة ... فلقد كنت بالنسبة لها والدها وأخوها وصديقها وحبيبها وكل شيء .... كنت لها كل الحنان والحب والأمان .... كانت علاقتنا قمة في التفاهم والرقي ... وكنت من جهتي أشعر بارتياح كبير وأنا أحادثها أو أمشي معها ....
أخبرتها ذات يوم أنني أريد الزواج منها كما وعدتها ولكنني سأ تأخر ربما سنتين أو ثلاثة سنوات حتى أكون نفسي وأكون جاهزاً ... فقالت لي إن كنت تعدني وعد رجل بأنك لن تتركني فأنا سأنتظرك مدى الحياة ولن أتنازل عنك ..... وفعلاً هذا ماحصل ... لقد بدأت بانتظاري ورفضت كل العرسان الذين تقدموا لها ..... واستمرت علاقتنا .... أنا أعمل بجد وأدخر ... وهي تنتظرني ....
ذات يوم كنت متعباً نفسياً .... لم أذهب للعمل .... وعند الساعة الثانية عشر تقريباً جلست في إحدى الحدائق الصغيرة في أحد الأحياء وبدأت أتصفح جريدة كنت قد اشتريتها لا أعلم لم ....
بعد دقائق نظرت إلى جهة اليمين فرأيت فتاةً عبر نافذة مطلة وقريبة جداً من سور الحديقة المنخفض .... كانت تجلس
أمام طاولة وتحتسي القهوة بأناقة عجيبة .... نظرت إليها ...
- يا إلهي ما أبهى تلك الفتاة .... ما أجملها ... ما أشد الهيبة والوقار اللذان يصدران منها ....
بدأ قلبي يدق بسرعة كبيرة .... لم يدق قلبي في حياته كما دق الآن .... أحسست وأنا مازلت أنظرها بشيء يسري في جسدي .... أول مرة أشعر وكأن شيئاً يدفع أوصالي لترجف .... لا أعلم لا أعلم ...
وجدت مقعداً أقرب إلى النافذة فذهبت إليه وجلست .... وفعلاً ظهرت لي ملامح الفتاة بشكل أوضح وأبهى .... كانت تقرأ في كتيب صغير وكنت أنظر إليها كالمجنون ... أو كمن فقد شيئاً ويئس منه ثم وجده فجأة .... لا أعلم ....
كان وبالقرب من نافذتها بعض الصغار يلعبون بالكرة ... فخطرت على بالي فكرة لم أستطع مقاومتها وكأن السحر قد أصابني .... ذهبت إلى الأولاد وقلت ...
- مرحباً يا شباب ...
- أهلين عمو ....
- أنا قاعد لحالي وكتير مالل ... شو رأيكن تلعبوني معكن ... أنا لحالي وإنتو كلكن علي .... شو ؟
- إي إي موافقين يالله ....
( وفعلاً بدأت المباراة وأخذت الكرة أولاً وبدأت أقترب من النافذة وعندما وصلت إليها قذفت الكرة لبعيد وجرى وراءها الصغار .... هه ....
وهنا أخرجت من جيبي بطاقتي ( كرت فيزيت ) عليه اسمي ورقم بيتي ومحلّي ووضعته على حافة النافذة وقلت للفتاة التي كانت تنظر إلي باستغراب .... قلت لها ....
- فعلاً آسف لهذه الطريقة ولكنني مضطر .... هناك أمور يجب أن أقولها لك ... وأتمنى أن تمنحيني الوقت لأخبرك إياها ... ممكن ؟
- مدت يدها الرقيقة وأمسكت الكرت وقرأته بشيء من الإستهزاء المصطنع .... ثم .... ثم مزقته ورمته أمامي وقامت من مكانها وهي تقول لي .... لو سمحت إذهب من هنا ... فأنت تلفت النظر إلي بوقفتك هذه ألا تلاحظ ....
( ثم دخلت للداخل ............ يا إلهي ماذا جرى .... ماذا فعلت ....
ألف سؤال تبادر إلى ذهني في لحظة واحدة ... لماذا فعلت هذا .... ماذا فعلت بي هذه الفتاة ... ماذا بشأن الفتاة التي أحبها وسأتزوجها ....
ذهبت إلى البيت ودخلت غرفتي وأنا أسب اللحظة التي لم أذهب بها إلى عملي ....
لم أنم ليلتها أبداً .... وأنا أفكر بها وأسأل نفسي بتلك الأسئلة نفسها دون أن أجد لها جواباً واحدأ ....
لقد أحببتها .... نعم لقد أحببتها بجنون .... هذا ما توصلت إليه ... وحبي لتلك الفتاة الطيبة لم يتعدى عن كونه حب عطف كما يسمونه .... أحترمها وأقدرها وأعجب بها ولكنني كنت أعتقد بأنني أحبها ... يا إلهي ما هذه الورطة التي قذفت بنفسي إليها ....
لم أعلم على من ألقي اللوم .... ألقيته على نفسي في الآخر ...
ماذا أفعل ؟؟؟ ماذا أريد ؟؟؟ لم أعلم
بعد ثلاثة أيام أو أربع ذهبت في نفس الموعد إلى نفس الحديقة ... وجلست قرابة الساعة حتى ظهرت الفتاة .... لا أستطيع أن أصف مالذي اعترى قلبي لحظتها .... ولكن سرعان ما تبدل شعوري عندما شاهدتني الفتاة ثم إقتربت من النافذة وأغلقتها بقوة ....
هنا خرجت عن طوع عقلي وقمت فجأة وخرجت من الحديقة إلى مدخل المبنى الذي تسكن فيه ... وطرقت الباب الذي توقعت أنه باب منزلها طرقات خفيفة .... يا لجنوني .... لم أكن أعرف ماذا سأقول لها أو من سيفتح لي أو ماذا سأقول إن فتح لي شخص غيرها ...
من حسن حظي أنها هي التي فتحت الباب بعد أن نظرت من ( عين الساحرة ) .... فتحت وقالت
- هل أنت مجنون ؟ ماذا تريد ؟ إياك أن تعيدها .....إذهب الآن قبل أن أصرخ لأمي ....
وكانت تنظر للداخل تارة وإلي تارة وهي تتحدث بصوت هامس ....
- قلت لها بهدوء مع ابتسامة صغيرة .... هل تعلمين ماهو أجمل شيء في الوردة ؟
- لا أريد أن أعرف .... هيا إذهب من هنا ....
- سأذهب ولكنني سأسألك مجدداً ...
( وذهبت .... ذهبت ومشيت في الشوارع حتى منتصف الليل وأنا أفكر وأتساءل ... أندم وأحس بأنني خائن تارةً ... ثم أعزي نفسي بأشياء وأسباب لم أعلم يومها إن كانت منطقية أم لا ....
ومضى أسبوعين وأنا مشتت .... قليل النوم ... كثير الهم ... لاحظ علي والداي وإخوتي وأصدقائي إلا الفتاة التي واعدتها بالزواج لأنني لا أستطيع أن أتخلى عن ذرة واحدة من طريقة معاملتي لها أو أسلوبي في حديثها وهي التي وثقت بي عدا عن أنني لا أكن لها إلا كل شعور طيب و جميل وأحترمها بكل معنى الكلمة ....
وبعد أسبوعين وبعض اليوم .... رن هاتف المنزل حوالي الساعة الخامسة صباحاً ....
كنت نائماً وكان الهاتف بجانبي ....
رفعت السماعة بسرعة وقلت ...
- ألو ..... ألو ..... ألو ...
- صباح الخير
- صباح الخير ....
- هل أنت ( فلان )
- نعم أنا فلان ... من يتحدث ؟
- توقعت أنك ستعرف صوتي ....
- أهذا أنت ؟ .... معقول ؟
- ولم العجب ؟
- ولكن كيف عرفت اسمي ورقمي ؟
- هه ... حفظتهما من بطاقتك التي رميتها لي قبل أن أمزقها ....
- مممممممممممممم ...
- هل أزعجتك ؟
- لا أبداً .... بل أنا سعيد بهاتفك وأرجو أن لا يأتي أحد من طرفك ليقطع حديثنا ...
- اطمئن ... والدي يعيش في أوربا مع عمله وزوجته ... وأخواتي وأخوتي جميعهم متزوجون ...أنا هنا لوحدي مع والدتي وهي نائمة الآن ...
- عظيم ....
- اسمع ... أنا اتصلت لأنني أحسست أن لديك أشياء لتقولها فعلاً .... وأحببت أن أمنحك فرصة ...
- حسناً أنا أشكرك ... فعلاً لدي ما أقوله
- ولكن أولا أحب أن أعرف ماهو سر سؤالك ذاك
- أية سؤال ؟
- سؤالك عن ماهو أجمل مافي الوردة ...
- آآآ ... نعم أحببت أن أعرف رأيك ...
- أجمل مافي الوردة هو .... هو .... را ئحتها أو شكلها ... يعني المسألة نسبية ...
- أما أنا فأظن أن أجمل مافيها هو أشواكها ...
- أشواكها ؟؟
- أجل .... ولهذا السبب فلقد !!!!!!!!!!
- ماذا ؟؟؟
- فلقد أحببتك ....
- أحببتني أنا .... لماذا ؟؟؟ ماذا تعرف عني كي تحبني ؟
- وهل يجب أن أعرف عنك أي شيء حتى أحبك .... يبدو أنه لديك وجهة نظر معينة في الحب ...
( وهنا صمتت .... فقلت لها ....)
- أرجو أن لا أكون قد ضايقتك بشيء ....
- لست متضايقة .... لكنني مستغربة .... وفي رأسي الآن عدة أسئلة وعلامات استفهام ....
( ثم ضحكت برقة حتى رفرف قلبي .... سألتها لماذا تضحكين ... قالت ...
تذكرت حيلتك مع الأولاد كي تتحدث معي ... ومن ثم جرأتك في دق باب بيتي ..... في الحقيقة لم أشك أبداً أن جرأتك تلك كانت بدافع من شعور قوي وليس بدافع الطيش لأنني لا حظت من مظهرك أنك على قدر من الإتزان وفي كلامك أيضاً .... ربما هذا ما شجعني لأتصل بك .....)
( واستمرت مكالمتنا ثلاث ساعات وربما أكثر .... كانت أجمل لحظات حياتي ... نسيت فيها كل شيء ... نسيت الدنيا بأكملها ... سبحت في عالم من السحر ... أسلمت نفسي وجوارحي وقلبي للحب .... ولكن ثمة شيء كان يؤلمني من الداخل .... ويوقظني كل دقيقة ....
إنها تلك الفتاة التي واعدتها بالزواج ....
يا إلهي أية دوامة أوقعت بها نفسي .... لا أستطيع أن أخلف وعدي لتلك الفتاة بالزواج منها مهما حصل .... ولا أستطيع قهر حبي لتلك الفتاة ذات البهاء الخاص والسحر الذي غطى كل مافيها ... والرقي في كلامها في صوتها في فكرها في شكلها في حركاتها ... في سكناتها ....
يا رب ماذا أفعل ؟؟؟ ماذا أفعل )
.................................................. .................................................. ..........
إلى هنا أصدقائي ينتهي القسم الأول من هذه الحكاية .... وغداً إن شاء الله وإن لم أمت سأكمل لكم البقية الحارة من هذه القصة ....
وإلى ذلك الوقت أرجو لكم كل الحب ....
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
هذه الحكاية جمعت بين طياتها الكثير من التناقضات .... فيها كل الألم وكل السعادة .... فيها وفاء وخيانة ... فيها دموع وضحكات ... وصال وفراق ... تضحية وأنانية .... لهذا كانت فعلاً بمثابة حكاية كل عاشق .... والآن أصدقائي سأدعكم مع بطل هذه القصة ليكمل لكم قصته وعذراً للإطالة بالنيابة عنه فهو يتحدث بحديث قلبه لا لسانه فاعذروه .... وإليكم ) ...................................................... .................................................. .....................
(ثلاثة ساعات على الهاتف .... تارةً أحسها وكأنها صحفية تجري معي لقاءً صحفياً ... وتارةً أحسها وكأنها حبيبة تحيطني بعطفها وخوفها علي وحرصها على مشاعري ....
تجاوبت معها إلى أبعد الحدود .... وحاولت أن أبعث في قلبها الراحة والأمان وأظن أنني نجحت ....)
قلت لها في آخر المكالمة ....
- أنت طوال الوقت تكلمينني بدافع من عقلك .... فهل لك أن تقولي شيئاً من قلبك ؟؟
- سأقول ( قالت لي ) .... في الحقيقة أنا سعيدة بمشاعرك وأنا فعلاً أميل إلى تصديقك لكنني ....
- ماذا ؟
- لكنني لا أملك لك شيء ...
( وهنا صمتُ ... صمت لأنني لم أعرف إن كنت أملك الحق في أن أطالبها بشيء .... وأنهيت المكالمة بطريقةٍ ما دون أن أعلق على قولها ....
وبعدها مر شهر كامل لم تتصل خلاله .... ولم أجدها على نافذتها المطلة على الحديقة ....
شهر كامل والنافذة مغلقة لم تفتح ... شهر كامل كل يوم أذهب ... كل يوم ...
كان قلبي يخوض أعتى المعارك مع عقلي .... وأتألم وأسهر ... وأمشي ... لا أرى أمامي إلا طيفها ....
بدا تأثيرها واضحاً على ملامحي وتصرفاتي وحتى عملي الذي أهملته ... فهي لم تكن مجرد قصة حب .... وإلا لكنت من أسعد البشر بها ....
وبعد شهر ... وفي أحد الأيام رن الهاتف عند الساعة الخامسة صباحاً تقريباً ....
انتفضت من فراشي وهرعت إلى السماعة ....)
- ألو ... ألو
- صباح الخير...
- صباح الخير ... أين أنتِ ...
- أنا هنا !!
- لماذا لم أعد أراك على النافذة ؟
-( قالت لي ) اسمعني أرجوك .... أريد أن أسألك شيئاً ...
- قولي ... اسالي ...
- أنت تحبني أعلم ذلك .... ولكن ماذا بعد ؟؟؟
- هذا سؤال قاتل .... لو تعلمين كم يقتلني كل يوم وكل ساعة ....
- لماذا ..؟
- سأخبرك ....اسمعي ....
أنا أحببتك بكل قلبي وعقلي دون إرادةٍ مني أو عزم أو استعداد .... هكذا فجأة ...
وأردت أن أخبرك بحبي كي لا أختنق ... أردت أن أخبرك لماذا أحببتك وكيف وبماذا أشعر .... ولكنني .... ولكنني لست واثق من أنني أريد أن تكوني جزءاً من حياتي أو رفيقة فيها ..
- ( قالت ) ... لماذا ؟؟
- سأخبرك وأرجو أن تتفهمي ....
- أعدكَ ...
( وهنا أخبرتها بقصة تلك الفتاة الطيبة التي تحبني وتنتظرني .... أخبرتها بكل التفاصيل ... وعندما انتهيت صمتت .... صمتت طويلاً ... سمعت منها تنهيدةً قصيرة شقت رأسي نصفين وفطرت قلبي ....
- ( قلت لها) ما بك ؟
- ( قالت بصوت يرتجف ) .... لا يهم ...
- ما الذي لا يهم ؟
- لا يهم طالما أنك أحببتني وأحببتك ...
- أحببتني ؟؟؟؟
- أجل .... أحببتك ... أحببتك ....
سأحيا بحبك حتى آخر لحظة ممكنة ... سأحبك دون أمل ... فهل تستطيع أن تبقى معي .... هل أملك الحق أن أكون أنانية وأطالبك بالبقاء ....
( وصارت تبكي ..... بكت ... وبكيت معها بمرارة .... ثم أكملت قائلة ....)
- كنت طوال الشهر الفائت أراقبك من طرف نافذتي تلك لأملأ عيني منك .... لكنني لم أستطع أن أبتعد عنك أكثر .... خفت أن تتركني ....
أجل لقد أحببتك ... أحببتك من اللحظة الأولى وأنت تعطيني بطاقتك ... أحببتك من اللحظة التي رأيت فيها عينيك المليئتين بالحب والدفء .... ومن لحظة سمعت صوتك المليء بالرقي والاحترام والقوة ...
لو تعلم كم كان قلبي يدق وأنا أقرأ بطاقتك وأنت أمامي ..... مزقتها وكأنني مزقت قطعةً من جسدي ...
هل تعدني أن تبقى ... هل ستسمح لمشاعري أن تحيا كمشاعر بقية البشر ممن أحبوا حتى ولو بدون أمل أنا موافقة .... أم أنك ستقتلها وهي كالطفلة في المهد .... أخبرني .....
- أعدك .... أعدك سأبقى .... سأبقى وسأحبك ....
أجل سأحبك إلى أن يشاء الله ويقدر مصيرنا .....
- أحقاً ؟
- نعم صدقيني ...
- لن أستطيع أن أخفي شعوري بالذنب ...
- وأنا أيضاً .... ولكن سأدع قلبي ليحيا حياته بعيداً عن كل دنياي الخاصة
- إذاً أنت حبيبي ؟؟
- نعم حبيبتي ..... حبيبك أنا ياحلوتي ...
- ههه يا إلهي لا أصدق ...
- أحبكِ
- أحبكَ
- أحبكِ
-أحبكَ ....
( وبدأت علاقة الحب مع مرور الوقت تنمو بيننا أكثر فأكثر .... ومرت سنوات ... كانت سريعة لم نشعر بها .... كانت أجمل أيام حياتنا ... جسدنا الحب بكل معانيه ... بكل تفاصيله ... وعشنا كل مشاعره ....
كنا نضحك سويةً ونبكي سويةً .... نغفو ونأرق ونصحو سويةً ....
الحب الذي خلق ليغمر الدنيا نذر نفسه لنا .... مشاويرنا كانت حكايا .... أشعارنا رسائلنا التي تبادلناها كلماتنا وكل المغامرات المجنونة التي عشناها كانت أنموذجاً فريداً لقصة من قصص الحب
طوال الوقت لم تسألني ( وماذا بعد ؟ ) ولم أسألها شيئاً ....
أما الفتاة التي كانت تحبني فكانت تسألني بين الحين والآخر نفس السؤال فتقول ( لا أعلم ... أحس وكأن بداخلك حزنٌ كبير .... ماهو ياترى ... ؟ ) وكنت أبتلع دموعي التي كان لطعمها في حلقي مرارة العلقم ... ثم أخفي عنها وجهي كي لا تلاحظ ملامحي وأجيبها بنفس الجواب كل مرة ( إنها الحياة .... الحياة تحب أن ترسم على وجوهنا ... تحب أن تترك آثار التعب دائماً ... لاتقلقي ... )
ومرت السنين .... ودقت ساعة الصفر .... وزاد ضغط والداي علي كي أتزوج وقد صرت جاهزاً لهذا الأمر ....
وأخيراً وبعد تردد طويل أخبرت حبيبتي بهذا الأمر .... أخبرتها بضغط والداي ... وبأنني صرت جاهز ... أخبرتها وقلبي يحترق بكامله ....
وماكان منها إلا أن قالت لي .... )
- هل أنت متأكد من أنك صرت جاهزاً للزواج ؟؟؟
- نعم (قلت لها )
- حسناً .... أريد منك أمراً هل تنفذه ....
- قولي ...
- أريدك أن تأتي غداً إلى النافذة عند الساعة التاسعة صباحاً ....
- لماذا ؟؟
- هناك شيء سأتركه لك ...
- ماهو ؟
- تعال وستعرف ....
- سآتي ولكن هل سأراك ؟
- طبعاً .... يجب أن تراني وأراك ... يجب ...
( وفي اليوم التالي ذهبت فعلاً ... دخلت الحديقة وكانت فارغة إلا من الحارس الجالس على بابها ...
وتوجهت إلى النافذة بحذر ... نظرت وإذ بظرف صغير ... أخذته وجلست على المقعد وأنا أنتظر خروجها .....
وفتحت النافذة .... أطلت منها كالشمس كالربيع كالسحر .... ولكن ثمة شيء ... فلقد كانت عينيها ليستا على طبيعتهما .... وكأنها كانت تبكي .... ماذا هنالك أومأتُ لها ....
فأجابت بالإشارة لا شيء وفجأةً أغلقت النافذة ودخلت ....
فاجأني تصرفها ولكنني كنت أعلم أنه ثمة شيء وكنت أتوقع أي شيء بعد الذي قلته لها البارحة
.... فتحت الظرف وإذ به منديل صغير فيه خصلة صغيرة من شعرها ( آآآآآآآآآآآآآآآآآه يا عمري .... آآآآآآآآآآآآآآه يا قلبي ... قلتُ في نفسي ) ....
وفيه ورقة صغيرة فتحتها وإذ بها حرفياً ....
(- إمض حبيبي .... إمض إلى وعدك وعهدك ....
كن رجلاً وامض ولا تلتفت للخلف أبداً .... ولا تندم على أي شيء ...
أنا لست نادمة ... بل أنا ممتنةٌ لك ... ممتنةٌ للحب ....
أنا أحببتك وعشت حبك بإرادتي واختياري .... وسأكمل حبي لك ولكن هذه المرة لوحدي ....
لوحدي بين جدران غرفتي ... بين أوراقي ... وعلى وسادتي ...
لم أعد أملك لك إلا أمرين ... وأعدك بهما .... الأول هو أنني سأحبك ماحييت ... والثاني هو أنني سأسمي أحد أولادي باسمك إن اضطررت يوماً للزواج ...
سامحني حبيبي .... فأنا أدرك تماماً كيف سيكون وقع كلماتي عليك ... لكن ماعندي غيرها ...
سأصارحك بأمر ....
عندي أمل واحد ... وهو أن نتزوج في الجنة .... أرجوك ... عدني بذلك بينك وبين نفسك ...وستسمعك روحي وسأصدقك ... فقط عدني ...
والآن وداعاً .... وداعاً يا بطلي ... يا حبيبي ... يا عيوني ...
وعش حياتك كما ينبغي ..
( فلانة )
( التوقيع ) . )
................................................
( عدت إلى البيت جثةً هامدة .... وبقيت أكثر من أسبوعين مريضاً في الفراش .... لا آكل ... لا أتكلم .... تنهمر الدموع من عيناي بصمت ...
وضعوا لي ( السيروم ) .... وبكت عليّ أمي وأخواتي ... وحزن أبي كثيراً ....
وجاء أصدقائي وأقاربي لزيارتي والكل مستغرب مما اعتراني فجأة ....
ونجح أخيراً أحد الأطباء أن يقنعني بأن أشرب كوباً من عصير البرتقال .... وصار يأتي كل يوم ليجالسني ويحاول أن يفهم مني بأسلوبه ماجرى معي وماهو سبب إنهياري المفاجئ ... ولكنني تكتمت ... وقررت أن أنهض .... ونهضت فعلاً ... ( إلى الآن مازال والداي يجهلان سبب مرضي ذاك ويضعان احتمالاً تلو الآخر دون أن ينطلي عليهم العذر الذي قدمته لهما ... )
أما تلك الفتاة الطيبة فأخبرتها أختي بأنني مسافر بإيحاء مني ....
وبعد أن استعدت عافيتي كان علي أن أقرر .... وفعلاً قررت .... قررت وحزمت أمري بعد عدة أيام فقط ....
قررت أن أتزوج تلك الفتاة الطيبة التي أحبتي بصدق .... قررت لأنني أخبرتها بأنني أحببتها ووعدتها بالزواج وانتظرتني كل هذه السنين .... وإن كان لأحد أن يدفع الضريبة فهو أنا وليست هي ....
دست على قلبي بكل ثقلي ...دست على كل سنين الحب ورسائل الحب ودموع الحب وعناق الحب وسهر الحب ....
دست على صدري ورأسي .... وقررت أن أكون رجلاً وأحكم بضميري ....
أخبرت والدتي التي كانت تعلم مسبقاً بها بان تطلبها من أهلها للزواج ... وفعلت على الفور وكلها فرح وسرور ....
وتم الأمر بسرعة .... وتزوجتها .... أجل تزوجتها ....
ومضت السنين ... سنة تلو سنة .... عشت معها زوجاً صالحاً ودوداً بكل ما أستطيع .... وبملئ إرادتي .... كنت ومازلت معها كما تحب هي أن أكون معها ....
وطوال تلك السنين ... بقيت تلك النافذة مغلقة .... لم تفتح أبداً وكأن كل من في البيت قد رحل ....
مازلت أمر من هناك بين الحين والآخر أقف دقيقة صمت على روح حبنا الذي استشهد في سبيل الضمير والوعد .... ومازلت أتألم كلما خطر على بالي ذلك السؤال ( أين هي وماذا جرى لها )
ومازالت زوجتي تسألني بين الحين والآخر نفس السؤال .... ( أحس ياعزيزي وكأن بداخلك حزناً كبيراً .... آه كم أتمنى أن أدخل إلى قلبك وأقرأ ما فيه ... )
وتستمر الحياة ويستمر الألم ..
تمت .
.................................................. .................................................. ........................
(
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
قصة مشوقة مليئة بالسوسبانس.............لكن أردت ان اسأل هذا العاشق الولهان
كيف له ان يحب الاولى من خلال سماع اشعارها...ويحب الثانية من خلال النافذة فقط
لكنني اجيب مكانه واقول انها حكمة القلوب التي لا نملك لها سلطانا
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
أنا أعتقد أن أحلى الأوقات في الجهاد
أحلى الحياة هي الحياة الحق
حياة القتل والقتال حياة الضرب والنزال
حتى استعادة الأقصى
أعذرني على هذا الرد
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
يقال : للرجل سبعة قلوب والثامن مقلوب لا تسكنه إلا واحدة فقط
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
السلام عليكم
والله انا ابكييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييييييييييييييي الان ونفسي انقطع.............................................