عنوان الموضوع : كيف تخطط بوعي لاختيار شريكة العمر ؟! من المجتمع
مقدم من طرف منتديات العندليب

منقول للفائدة

الزواج هو أساس تكوين المجتمع المسلم ، وأساس صناعة المملكة العظيمة التي تبدأ من زوجين ، والزواج هو أحد أهم العلاقات الاجتماعية بين الناس بل هو الطريق الأهم في تحقيق مقصد الشارع من تعارف الناس بعضهم ببعض إذ يقول الله تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا . . "
ولمّا كان الزواج بهذه العظمة والاهتمام في نصوص الوحي ، ومن ثم في أهمية التواصل والعلاقات الاجتماعية بين الناس ، كان من المهم جدّاً حين يقبل عليه الشاب أن يقبل عليه إقبالاً يستشعر فيه هذه العظمة في نفسه الأمر الذي يدعوه أن يتبيّن ويهتمّ بإنشاء هذه اللبنة بصورة صحيحة وعلى أساس متين يضمن بقاء هذه الأسرة كما يضمن له تحقيق تعظيم هذه الشعيرة حق التعظيم ، ومن هنا فإن التخطيط السليم يجنّبنا التسرّع والعجلة ، كما أنه يعطينا الفرصة حتى يكون اختيارنا اختياراً ناجحاً والاختيار الناجح سبب في العشرة الصالحة ودوامها ، و يحسّن نوعيّة أفراد المجتمع .

تنتشر بين الناس عبارة ( الزواج قسمة ونصيب ) !!
وهي عبارة كثيراً ما يرددها الناس إمّا عند الهرب من التخطيط أو عند الفشل !!
صحيح أن الزواج قسمة ونصيب لكن ذلك لا يعني العجز والكسل عن أن يخطط الإنسان من أجل أن يحظى بالنصيب الوافر وذلك بسلوك طرقه وسبله .
لأجل هذا كانت هذه الكتابة أهديها لكل شاب مقبل على الزواج عسى أن تفتح له آفاقاً وتعطيه خطوطاً في التصوّر من أجل اختيار موفق لشريكة الحياة !!

جاء في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج . . "
ومعلوم أن الشاب إذا وصل مرحلة البلوغ فقد أصبح قابلاً لأن يتزوج ، لكن بلوغه لا يشفع له أن يكون مؤهلاً للزواج ، إذ الذي يؤهله للزواج هو حصول الاستطاعة على الباءة .
وقد فسّر جمع من أهل العلم الباءة بالقدرة على الجماع ، وإن كانت معاني أهل العلم في تفسير الباءة متكاملة في ضم بعضها إلى بعض . .
فمن الاستطاعة الاستعداد المادي والاجتماعي والثقافي للشاب حتى يتم له التأهيل التكاملي - ولو على الحدّ الأدنى من ذلك - حتى يكون مؤهلاً للزواج وأن يكون على قدر من المسئولية .

التخطيط الواعي هو الذي يوازن بين اعتبار القيم ومعايير القبول عند وضع الشروط المراد توفرها في شريكة العمر ، هذا التوازن يضمن - بإذن الله - أن يتخلّص الشاب من عقدة الشروط ومن التهوّر وعدم الرويّة . .

• قيم وأسس الاختيار .
- الدين .
- الحسب .
- المال .
- الجمال .
جاء في الحديث من حديث أبي هريرة مرفوعا : " تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك "
هذه القيم الأربع هي القيم التي يعتبرها الناس ولا يخرجون عنها في تحديد معايير القبول والرفض ، وهي التي ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار على تفاوت في أهمية كل قيمة عن الأخرى .

• معايير القبول .
أ / المعايير الاجتماعية :
1- النسب .
2- الحسب .
3- المال .
4- الأقارب .
5- المنبت الصالح .
6- الحرفة . ( موظفة - غير موظفة ) .

ب / المعايير الشخصية ( في الزوجة ) :
1- التدين .
والأصل فيه حديث : " فاظفر بذات الدين تربت يداك "
2- الجمال .
والجمال من المعاني والمعايير المعتبرة في النكاح ومن أجله أبيح النظر إلى المخطوبة ، وفي بعض الآثار : ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته !
3- الودود .
4- الولود .
جاء في الصحيح : " خير نسائكم الولود الودود المواسية المواتية إذا اتقين الله . . "
وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال وإنها لا تلد أفأتزوجها ؟ قال : " لا "
ثم أتاه الثانية فنهاه ثم أتاه الثالثة فقال : " تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم "
5- البكر .
جاء في الحديث الذي يحسنه الإمام الألباني - رحمه الله - عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواها وأنتق أرحاما وأسخن أقبالا وأرضى باليسير من العمل " . وجاء في وصيته صلى الله عليه وسلم لجابر رضي الله عنه :" هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك "
6- العمر .
الفارق العمري بين الزوجين له دور مهم في صناعة الاستقرار الزوجي ، ومراعاة هذا الفارق من الاعتبار بمكان .
7- العلم والمعرفة .
فالمتعلمة تختلف بالطبع عن المرأة غير المتعلمة ، لكن ما هو الحدّ التعليمي بالنسبة للمرأة الذي يحقق الاستقرار الزوجي والأسري في مستقبل الأيام ؟! هل هو بلوغها أعلى الرتب العلمية أم يكفيها أن تكون غير أمّية ( بمعنى أنها تقرأ وتكتب ) ؟!

ج / معايير خارجية .
1- موافقة الوالدين .
2- يسر المهر وجهاز الزواج .

د / معايير ( تحفيزيّة )
* تطوّعيّة : .
1- أن تكون الفتاة يتيمة .
2- مطلقة بلا أولاد .
3- مطلقة بأولاد .
4- أرملة .
5- من ذوي الاحتياجات الخاصّة .

* تحفيزية نفسيّة :
الحب والإعجاب .

من خلال الموازنة بين أولويات القيم وأوليات هذه المعايير بواقعيّة تستطيع أن تخرج باختيارموفق إن شاء الله .


وحتى تكون أيها الشاب أقرب إلى الواقعيّة في تحديد شروطك وتحديد المعايير المناسبة التي تضمن لك اختياراً تطمئنّ إليه نفسك وتقرّ به عينك لعلّي أن أنبهك إلى أمور :

- الأصل في معايير القبول اعتبار ( صفة الدين والأخلاق ) .
وأن هذه القيمة هي الأساس الذي يُبنى عليه غيره ، فالمراد بالدّين هو الإسلام في إطاره العام ، والاستقامة عليه في الإطار الخاص ، وهو الصلاح الذي يؤكّده الله تعالى في كتابه بأكثر من وصف ، فمرّة يشير إليه بوصف الإيمان كما في قوله تعالى : " وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ "
ومرّة بوصف ( الطيب ) كما في قوله : " وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ . . "
ومرّة يصرّح فيه بوصف الصلاح كما في قوله : " وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ "
وفي السنّة تأكيد لهذا المعنى كما مرّ في الحديث السابق " فاظفر بذات الدين تربت يداك " .
وحدّ التدين المقبول هو المحافظة على الفرائض والشعائر الظاهرة .
أما الأخلاق فالحدّ المقبول في الفتاة هو التزام أدب الإسلام في ذاتها وخاصّة فيما يتعلّق بعفتها وشرفها وحجابها وصيانة نفسها عن مواطن الريب ، وحدّ لطيف أشار إليه الحديث " خير نسائكم الودود " فالودّ واللطف ملحظ ينبغي ملاحظته في خُلق الفتاة .

- الجمال .
هو أحد أهم الاعتبارات التي تحصل بها الالفة بين الزوجين ، ومما يدل على أهمّية هذا الاعتبار أن النصوص قد ندبت إلى اعتباره فمن ذلك :
ما جاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال : إني تزوجت امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم " ألا نظرت إليها فإن في أعين الأنصار شيئا !! "
ولمّا سئل صلى الله عليه وسلم : أي النساء خير ؟!
قال : " التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره "
ومما يدل على أهمّية اعتبار الجمال : إباحة النظر إلى المخطوبة ، ومعلوم أن النظر إنما ليُعرف القبح والجمال في المرأة .
يقول الغزالي رحمه الله في فصل عقده بعنوان ( ما يراعى من أحوال المرأة ) قال :
الثالثة : حسن الوجه , فذلك أيضاً مطلوب , إذ به يحصل التحصن , و الطبع لا يكتفي بالدميمة غالباً , وما نقلناه من الحث على الدين , وأن المرأة لا تنكح لجمالها , ليس زاجراً من رعاية الجمال , بل هو زجر عن النكاح لأجل الجمال المحض مع فساد الدين .

المقصود أن الجمال هو أحد أهم أسباب حصول الألفة بين الزوجين ، لكن حتى تكون نظرتنا إلى هذا الاعتبار نظرة متزنة لابد أن نعي أموراً :
أ / أن الجمال في المرأة له شقّين :
الشق الأول : جمال الظاهر . ( الجسد )
وهو جمال الصورة ، وهذا أمر نسبي عند الرجال ، فكما قيل : الجمال في العين !!
فعين ترى المرأة جميلة وعين لا تراها كذلك !!
فالوالدة أو الأخت أو الخطّابة قد ترى الفتاة جميلة وهي في عينك قد لا تكون كذلك ، وقد تكون في عينهم غير جميلة وهي في عينك جميلة ، ولذلك فالمعوّل هنا على الرؤية ( الشرعية ) . وقد سبق أن بيّنت لك أهمّية هذا الشق .
الشق الثاني : جمال الباطن . ( الروح )
وهو جمال الروح بالدين والأخلاق والأدب ، فكم من فتاة غير جميلة الصورة لكنها جميلة بروحها وشفافية أخلاقها ، وكم من جميلة في الصورة دميمة في مخبرها وخلقها وسلوكها .

والفرق بين جمال الصورة وجمال الروح :
:*: أن جمال الصورة تبليه السنين ولا يقبل النّماء بعكس جمال الروح فإنه قابل للنّماء والتألّق ، وهو الجمال الذي امتدحه الله تعالى بقوله : " فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ " .
:*: أن جمال الصورة قابل للتنازل بعكس جمال الروح فإنه لا يقبل التنازل عنه أو التساهل فيه .
وتذكّر وصية حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم إذ أوصاك بقوله : " فاظفر بذات الدين تربت يداك "
ب / بعض ملامح الجمال في ( الصورة أو الروح ) يمكن تكميله وتعويضه .
فلا يلزم من اشتراطك ملامح معيّ،ة في الجمال أن تفرّط في بعض الفرص السانحة بسبب ذلك ، فمثلاً قد تجد فتاة صيّنة دينة على جمال وخلق لكنها ( بدينة ) وأنت ترغب في فتاة غير بدينة ، فالجمال من هذه الجهة ممكن أن يعوّض بمساعدتها مثلا على برنامج للحمية ونحو ذلك ، آما من جهة الدين فقد تجد مثلا فتاة جميلة في ظاهرها الأدب ومعروف عن عائلتها المحافظة لكن فيها ما يعيبها من جهة دينها من حيث جهلها ببعض أمور دينها أو اعتيادها على بعض العادات الاجتماعية غير المقبولة فمثل هذه الأمور التي يمكن تقويمها وتهذيبها لا بأس من التغاضي عنها في سبيل كسب الفرصة التي قد لا تعوّض .

- التوازن بين الشرط والواقع .
نجد في قصص الصحابة رضوان الله عليهم أن جابراً رضي الله عنه تزوج بامرأة وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك فسأله الرسول صلى الله عليه وسلم " أبكراً أم ثيّب ؟ " فقال : بل ثيّباً يا رسول الله !!
فقال صلى الله عليه وسلم : " فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك ، وتضاحكها وتضاحكك ؟ " فقال جابر بن عبد الله : إن عبد الله - يعني والده - هلك وترك [ تسع أو سبع ] بنات ، وإني كرهت أن أجيئهن بمثلهن ، فتزوجت امرأة تقوم عليهن وتصلحهن ، فقال : " بارك الله لك " أو قال لي خيرا .
فلابد أن تتوازن في شروطك مع واقعك فليس من الواقعيّة أن تشترط ملكة جمال زمانها وأنتَ في ذاتك لا تملك من الجمال ما تطلب أضعافه - على أن هذا لا يمنع أن تشترط ذلك لكن سيكون شرطاً لا يتسم بالواقعيّة - وليس من الواقعيّة أن تبحث عن شريكة عمرك في بيوت الثّراء وأنت لا تملك إلا ما يستر حالك !!
المقصود أن الواقعيّة في قراءتك لواقعك أفضل من أن تكون مثالياً !!

- المرأة العاملة تختلف عن المرأة غير العاملة .
فالمرأة العاملة لها إيجابيات منها :
:*: تشارك زوجها في تحمّل أعباء ومتطلبات الحياة .
:*: العمل يكسبها خبرة ودُربة في التعامل .
ولها سلبيات منها :
:*: حصول التقصير ولابد في واجبات الزوجية سواء تجاه زوجها أو تجاه أبنائها .
:*: أقرب إلى الفتنة والافتتان بمنهم خارج البيت .

وللمرأة غير العاملة أيضا إيجابيات منها :
:*: تفرّغها للقيام بواجبات الزوجيّة وتهيّئ الواقع لها .
:*: أبعد عن الفتنة والافتتان بغير زوجها .والتطلّع إلى الآخرين .
ومن سلبياتها :
:*: ضعف الموارد المالي والمدخول الأسري سيما إذا كان الزوج قليل ذات اليد .
:*: الفراغ الذي ستعيشه الزوجة في بيتها سيما في أيامها الأولى .
وغير ذلك من الإيجابيات والسلبيات ، والمقصود ليس هو استقراء ذلك بقدر ما يُقصد التنبيه على أن اختيار هذه أو تلك كما أن لك غنمها فعليك الغُرم أيضاً ، فلا يسوغ مثلاً أن تختار زوجة عاملة ثم تشتكي من تقصيرها في حقوقك لأن اختيارك للمرأة العاملة هو بمثابة ( تنازل من جهتك ) عن بعض حقوقك وواجباتك . .

- اليسر في المهر أمر نسبي بين الناس .
جاء في بعض الآثار : " أعظمهنّ بركة أيسرهن مهراً أو أيسرهن مؤونة "
اليسر هاهنا أمر نسبي يختلف من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر ، والمقياس في يسر ذلك وسهولته هو العرف والعادة إلاّ أن يصل الأمر إلى حدّ التبذير أو الإسراف ، فالتبذير هو بذل المال في محرّم والإسراف هو مجاوزة الحدّ في المباح .
فالبحث عن البركة في المرأة لا يلزم قلّة مهرها ، إنما المقصود هو اليُسر في المهر والمؤونة .
لكن لابد أن تضع في حسبانك أن ( الإفراط ) في الاستدانة من أجل الزواج يوقعك مستقبلاً في حرج مع زوجتك وفي حياتك .

- الاختيار الذي يتوافق مع رضا الوالدين أقرب إلى ضمان استقرار الحياة وحسن الاختيار
قد ترغب في فتاة لا يرغب فيها والداك لأمر أو لآخر أو لا يرغب بها أحدهما ، فإنك كانت الفتاة مما تعوّض صفاتها في أخرى فالنزول عند رضا الوالدين خيرٌ وأولى ، فإن كانت لا تعوّض الفتاة في صفاتها فاجتهد أمرك في محاولة إقناعهما بذلك .

- الحب قبل الزواج !!
في الحديث الصحيح عن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن عندنا يتيمة وقد خطبها رجل معدم ورجل موسر وهي تهوى المعدم ونحن نهوى الموسر فقال صلى الله عليه وسلم [ لم ير للمتحابين مثل النكاح ] .
الحب قبل الزواج من القضايا الحسّاسة التي انقلبت فيها المفاهيم واختلط فيها الحابل بالنابل فمن متساهل فيه إلى حدّ المحظور ومن متشدد فيه إلى حدّ الغلو والتنطّع .
والذي يظهر أن الحب في أصله من الأمور التي قد لا يملك فيها الإنسان مشاعره لأن الحب إنما هو عبارة عن مشاعر و ميلان القلب للمحبوب ، وذلك إذا حصلت أسبابه ومن أهم أسبابه : حصول الإعجاب !
وأهم ما يثير الإعجاب في نفس الرجل أو المرأة : ( المال - الدين - الخلق - الجمال - النسب - موقف - مساعدة - ذكاء ) . هذه الأمور تثير في النفس الإعجاب بمالكها وهذا الإعجاب في أصله لا يُذمّ فيما إذا بقي في حدّ الشعور والميلان ولم يتعدّ ذلك إلى سلوك منحرف .
ومعلوم أن الإعجاب طريق من طرق الحب ، والحب من أينع ثماره أن يتوّج بالارتباط المباح وهو ( الزواج ) ولقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك بقوله : " لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ . . " فالتنصيص على الإعجاب دليل في أنه في أصله لا يُذم ، إنما المذموم أن ينحرف هذا الشعور إلى سلوك غير سويّ أو سلوك محرّم ، ولذلك جاء الإسلام ليضبط هذا الشعور فينتهي إلى سلوك مباح وهو الزواج .

والمتأمل في قصّة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من جويرية بنت الحارث يجد كيف إن الإعجاب الذي حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم بجمالها توّجه بالزواج منها :
فعن عائشة قالت : كانت جويرية امرأة حلوة ملاَّحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها قالت عائشة فوالله ما هو إلا رأيتها على باب حجرتي فكرهتها وعرفت أنه سيرى فيها ما رأيت , فدخلت عليه فقالت : يا رسول الله أنا جويرة بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه , وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك فوقعت في السهم لثابت ابن قيس أو لابن عم له فكاتبته على نفسي , فجئتك أستعينك على كتابي !!
قال : فهل لك خير من ذلك ؟
قالت: وما هو يا رسول الله ؟
قال: أقضي عنك كتابك و أتزوجك
قالت : نعم يا رسول الله .
قال : قد فعلت , قالت: وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج جويرة ابنة الحارث بن أبي ضرار , فقال الناس : أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأرسلوا ما بأيديهم , قالت : فلقد أعتق لتزويجه إياها مئة أهل بيت من بني المصطلق , فما أعلم امرأة كانت أعظم على قومها بركة منها المقصود أن بعض الشباب يقع في نفسه إعجاب بفتاة ربما عايشها منذ الطفولة أو كانت قريبة له أو حصل له مصادفة اللقيا بها في مكان ما كجامعة أو نحو ذلك ووقع في نفسه الإعجاب بها فمثل هذا ينبغي إمّا أن يسلك بهذا الإعجاب مسلكه الصحيح ليخرج مخرجه الصحيح أو يحسم الأمر من حينه حتى لا تكون فتنة .
على أن الإعجاب وحده لا يكفي أن يكون مبرراً للارتباط بالفتاة بل ينبغي أن يراعي اعتبار ( الدّين والخُلق ) أولاً .

- تذكّر دائماً أن ( تحديد هدفك وغايتك بوضوح ) من الزواج يعينك كثيراً على أن تكون أقرب إلى الواقعيّة في شروطك .



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

الزواج في زمانا هذا ولا صعيب يا خو

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :