09 أيار , 2015
القدس المحتلة-سانا
في كل يوم تصور عدسات كاميرات التلفزة الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في القدس المحتلة من قتل واعتقال وتدمير لكن جميع الآذان صماء فلا أحد في الميدان سوى حناجر الفلسطينيين المرددة هتافات تندد بالممارسات الإسرائيلية وتؤكد أن القدس فلسطينية عربية.
ينشغل المجتمع العربي والغربي بالتآمر على سورية تحت ذرائع شتى لتبقى فلسطين خارج الحسابات هبة يقدمها حمد وزبانيته لبني صهيون ورغم الحاح القضية الفلسطينية فإن الاجتماعات تكرس لتدمير سورية وتبقى حصة فلسطين البيع إذ أمكن القضاء على سورية التي لم ينل شعبها من اجتماعاتهم سوى المزيد من سفك الدماء والدمار عبر تزويد الإرهاب بالمعدات والأسلحة والمال من قبل دول الخليج والعالم الغربي متناسين العدو الإسرائيلي الذي يعمل في كل يوم على الاستيلاء على ما تبقى من أرض فلسطينية لتوسيع مستعمراته الاستيطانية.
إسرائيل وبكل صفاقة تحتفل بما تسميه توحيد القدس وهو بالمعنى الحقيقي والتاريخي احتلالها وتهويدها ولكن العرب لايسمعون.. عشرات آلاف المستوطنين يقتحمون المدينة المقدسة وأقصاها الشريف والعرب لايرون أو لايجرؤون حتى انطبق عليهم المثل "إن لم تستح فافعل ما شئت".
ومع اقتحام القدس يعلن الاحتلال اليوم وأمام مرأى العالم وفي خطوة تهويدية توسعية موافقته على مخطط لبناء 296 وحدة استيطانية جديدة داخل إحدى المستوطنات في الضفة الغربية والفلسطينيون يناودن العرب ولكن "لا حياة لمن تنادي".
يوزع المستوطنون في القدس المحتلة المنشورات المبشرة بإقامة مستوطنات جديدة في خطوة استفزازية دون رادع أو احترام لكل الدعوات الدولية الرافضة لاستمرار الاحتلال بإقامة المستوطنات واليوم يؤكد العدو الغاشم ليس في غفلة على المجتمع العربي والدولي بل بأعين العالم موافقته على مخطط لبناء 296 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة بيت ايل شمال مدينة رام الله في الضفة الغربية.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية وفا نقلا عن المتحدث باسم ما يسمى الإدارة العسكرية الإسرائيلية قوله: إن الإدارة أعطت موافقتها على بناء 296 وحدة استيطانية في بيت ايل مبينا أن هذه الموافقة تشكل المرحلة الأولى من مسار قبل انطلاق أعمال البناء على الأرض كما كشف النقاب اليوم عن أن الخطة تتضمن إقامة 12 بناء استيطانيا متعدد الطوابق.
ويعد التصديق على مخطط البناء الجديد وقرار عرض المخطط للاعتراض الخطوة الاخيرة التى تسبق الشروع الفعلى بالبناء استنادا لأوامر مباشرة أصدرها قبل أسبوعين وزير الحرب الإسرائيلي "موشيه يعالون".
ووفقا للمخطط الجديد سيقام في منطقة مايسمى بمعسكر حرس الحدود أربعة أبنية يتكون كل واحد منها من عشرة طوابق ويتضمن كل بناء منها 40 وحدة استيطانية كما سيتم بناء 8 أبنية يتكون الواحد منها من 8 طوابق يضم الواحد منها 17 وحدة وبهذا يصبح مجموع الوحدات الاستيطانية 296 وحدة. واتضح خلال الاستعداد وتهيئة المنطقة لإقامة الحي الاستيطاني الجديد بأن جزءا من الأراضي التي ستقام عليها الأحياء الاستيطانية يعود ملكيته لمواطن فلسطيني.
وفي ظل هذه المأساة العربية فإن الشعب الفلسطيني اتخذ قراره بالصمود فإما أن يحيا بأرضه حرا كريما أو يبذل دمه دفاعا عنها وهذا ما أكدته حشود الفلسطينيين الغاضبة أمس التي واجهت آلة القتل والتعسف الإسرائيلية وقطعان المستوطنين بصدور عارية وعزيمة حامية بعد أن أدركت أن من يتاجرون بقضية الشعب الفلسطيني ويتآمرون على حماة قضيته لا يمكن الرهان عليهم.