عنوان الموضوع : المستضعفون في الارض خبر مؤكد
مقدم من طرف منتديات العندليب
لو أخذنا فيلًا أسيرًا في السيرك ،على سبيل المثال، وربطناه منذ صغره بحبلٍ متينٍ مشدودٍ بوتدٍ راسخٍ في الأرض، لَحاولَ الفيلُ التحرَّرَ جاهدًا، فتراه يشُدُّ الحبلَ، يحاولُ قَضْمهُ، يَنْهَمُهُ، ثم يشدّ الحبل ثانيةً دون أن يؤثر ذلك على الحبل.
بعد ذلك يصلُ الفيلُ الصغيرُ إلى مرحلةِ يأسٍ يدركُ فيها أن لا جدوى من المحاولة فالحبلُ أقوى منه، ثم يصرفُ النظَرَ عن الأمر نهائيًا.
يكبُر الفيلُ الصغير وفي ذاكرته أنّه أراد الخلاص من شيءٍ ما منذُ مُدّةٍ وفشل في ذلك. هو اليومَ قادرٌ على اقتلاع جذور شجرةٍ أو تخريب السيرك بكل سهولة، ومع ذلك يمكن تقييده بحبلٍ رفيعٍ مثبتٍ في عمود مكنسة، ولن يحاول التحرر منه.
لأنّ هناكَ حبلًا وهميًا يسكن فكرَه وروحَه، يمنعه من رؤية حقيقة قوته ومن التحرر.
كذلك لا يدركُ الشعبُ المستضعفُ حقيقةَ قوتِه كما هي في الواقع، بل يراها من خلال الإيديولوجيات السياسيةِ للدكتاتورية الخانقةِ التي تحكم عليه بالعجز والتبعية.
في ظلّ نظامٍ جائر، يتمّ تلقينُ الشعب بكل الطرق أنّ السلطةَ والقوّةَ تكمنُ في قمّة الدكتاتورية، وبأنّ بناءها متينٌ غير قابلٍ للهدم، وبأنّها تُطبّق بصفةٍ نازلةٍ من الأعلى إلى الأسفل، وبأنّ الشعب لا يملك من أمرِه شيئًا، لا سلطةَ ولا قوّة، ويتوجّبُ عليه الطاعةُ والرضوخ.
تنشر الدكتاتورية مفهومًا متآلفًا للقوة والسلطة داخل أرواح هؤلاء المستضعفين.
عندما يرى الشعب رأس الدكتاتورية عبر التلفزة يسير على بساطٍ أحمر بينما يسير البقيةُ على الأرض، وحين يراه يتفقّد الجندَ بينما حرابُ ماسوراتهم القاتلة منتصبةٌ نحو الأعلى تحيةً له، وحين يرى إطراءَ الوزراءِ الرسميين والصحفيين، عندها تترسّخُ في ذهنه فكرةُ أنّ السلطةَ تكمُن في قمّة الديكتاتورية.
كما أنّ سجنَ واغتيالَ المعارضين السياسيين من جهة، والعفوَ الموسمي عن المجرمين والمحكوم عليهم بالإعدام من جهة أخرى، تنحُتُ في الأذهان أنّ قمة الديكتاتورية تُحيي وتميت تماما كما إدعى النمرودُ منذ آلاف السنين: “ألم تر إلى الذي حاجّ إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت، قال أنا أحيي وأميت”.
حين يرى الشعب أيضا العروضَ العسكريةَ ويرى الشرطة في كل الأمكنة، وحين يقال له أنّ المخابرات حتى وإن كانت غير ظاهرة للعيان فإنّ لها آذانًا وأعينًا في كل مكان.
حين يشهد الشعب أيضًا “هُبَلْ” وكذا ركائَزَ البنايات الحكومية أو حتى المشاريعَ الهندسيةِ الكبرى، كالطرق السيارة، والملاعب، الخ. حين يرى الشعبُ مظاهراتٍ ضخمة يتمّ تفريقها بالعصا والقزولة.. عندها تقذف في ذهنه صورةٌ يُبطِنُها بأنّ السلطةَ ثابتةٌ متينةٌ ودائمة.
عندما يشهد الشعب أيضا نتائجَ الانتخابات الحرة تُرفض بانقلاب، وأنّ الانتخاباتَ المزوّرةَ غالبًا ما تتعارض مع إرادته، حين يعاني مرارًا من عجزه عن إصلاح الفساد الذي يراه أو يعاني منه يوميًا، حينها يتمّ تلقينه أن لا حول ولا قوة له، فيُغرسُ في داخله الإحساسُ بالعجز.
حين يُدرك الشعب أنّ ثمنَ المعارضة هو السجنُ أو التعذيبُ أو القتلُ أو الإفقارُ أو العزلُ والنفي، وحين تُفهمه الديكتاتورية أنّ الصمتَ والخضوعَ هما البديلُ الوحيدُ للحفاظ على سلامته ورزقه، فإنه يتعلّمُ وينشأُ تمامًا مثل الفيل على الطاعة والانقياد.
إنّ المفهومَ المتآلفَ للسلطة الذي تُروّجه الدكتاتورية يَحولُ دون رؤيةِ الشعب لقوته الحقيقة، ومن ثَمّ يتقاعس عن الانتفاض.
في حقيقة الأمر ليست السلطةُ أحاديةً بل هي متعدّدة، وليست مركّزةً في قمة الهرم ولا جوهريةً أصليةً في الدكتاتوريين، بل هي متفرّقةٌ ومصدرها الشعب على الخصوص.
ليست السلطةُ متينةً دائمةً، بل هشّةً ومؤقّتة.
في الواقع ليس الشعبُ عاجزًا، فهو يملك قوةً هائلةً. يكفي أن يُدرك ذلك، حتى يتمكّن من الإطاحة بالدكتاتورية.
وبالفعل فإنّ الشعب هو مصدر السلطة. وكما يقول غاندي: لا تستطيع أكثر الدكتاتوريات استبدادًا وقساوةً الاستمرارَ دون تعاونِ وموافقةِ الشعب.
ليس المستضعف ضعيفًا في الأصل بل لديه شيءٌ من القوة والسلطة، وإلّا لما كلّفه الله سبحانه بمسؤولية حالته:
“إن الذين توفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا: فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا: الم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها”
“وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ”
إذن هناك دومًا فضاءٌ للحرية والوعي والعمل حتى في ظلِّ الأنظمةِ الأكثر استبدادًا.
تتراءى سلطةُ النخبة الدكتاتورية للمستضعف في شكل بُنيةٍ متمركزةٍ عمودية، غير قابلة للكسر ومنتظمة.
“إن الذين توفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا: فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا: الم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها”
“وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ”
إذن هناك دومًا فضاءٌ للحرية والوعي والعمل حتى في ظلِّ الأنظمةِ الأكثر استبدادًا.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
اعوان ايران الى مزبلة التاريخ
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
سلمولي على اخوانكم من بني صهيون...هههههههههههههه
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :