عنوان الموضوع : الدولة الإسلامية.. دينية أم مدنية؟ الأخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

الدولة الإسلامية.. دينية أم مدنية؟

د. عيسى الغيث

الإسلام بمنهجه العام يشمل الدين والدنيا، وكما أنه عقيدة وشريعة فكذلك هو أخلاق وسلوك ومنهج حياة، ولكن التساؤل الذي سوف يفضي إلى ثمرة لا مجرد خلاف لفظي؛ هو عن دينية الدولة أم مدنيتها، وبالتالي يترتب عليه بقية مسائلها.
ومن المسلم به أن الدولة (إسلامية) بمعنى أنها تجلب موجب (الدين) وتدرأ ما يخالف (الدين)، وهذا من جهة (أدائها)، وكذلك من جهة (ولي أمرها)، بحيث لا يلزم أن يكون من علماء (الدين)، وهناك ما يسمى عند بعض طوائف المسلمين (ولاية الفقيه)، وأما عند السنة فلا ولاية للفقيه وإنما هو كغيره من آحاد المسلمين، وعلى ذلك فالدولة (مدنية) وليست (ثيوقراطية) كالتي عرفها الغرب في العصور الوسطى تحت حكم (رجال الدين) الذين يتحكمون في رقاب الناس وحتى ضمائرهم باسم (الحق الإلهي)، وهنا يجب أن نقف موقفًا وسطيًا بين طرفين، أحدهما يريدها دولة (علمانية) تفصل بين الدين والحياة، والآخر يريدها دولة (دينية) تجعل الحاكم من علماء الدين وكل شؤون الحكم تدور على موجب الدين وليس على ما لا يخالف الدين، وفرق بينهما، لأن الدولة الإسلامية (مدنية) وبمرجعية (دينية) وليست (علمانية)، كما أن آليتها (شورية)، ولذا قال الخليفة الأول أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - في أول خطبة له: (أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم، إن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني)، ومثله قول الخليفة الثاني عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في خطبته: (من رأى منكم في اعوجاجًا فليقومني)، وعليه فالحاكم ليس وكيل الله بل وكيل الأمة، فهي التي تختاره وتراقبه، وهي التي تحاسبه وتعزله إذا استوجب ذلك، لأنها دولة وسلطة قائمة على البيعة والاختيار، ومنه قوله تعالى: (وأمرهم شورى بينهم)، فهي مدنية بين المدنيين يتشاورون في شؤون (دنياهم) وبما لا يخالف (دينهم)، ولذا فنحن بحاجة إلى (فقه الدولة في الإسلام)، حتى ندرك هذه المعاني والدلالات، وفي جميع الحالات لا مشاحة في الاصطلاح.
وحسبنا دولة الإسلام في عهد النبوة، حيث أرسى عليه الصلاة والسلام ثوابتها، ومن بعده خلفاؤه الراشدون، حتى جاء المُلك العضوض، بخلاف حياة المجتمعات المدنية الراشدة، ومؤسساتها الرشيدة، وجميع الدول في التاريخ الإسلامي لم تكن دينية وإنما مدنية إسلامية.
وكذلك المدنية تأتي بمعنى مقابل للبداوة أو العسكرية أو الدينية، والدينية قد تعني الطبيعة الإلهية للحاكم أو الحق الإلهي المباشر أو غير المباشر، وبالتالي فالإسلام يرفض الدولة الدينية بهذا المعنى الثيوقراطي، ولكن لا يعني هذا رفض الإسلام التام وإبطاله المطلق لعزل الدين داخل دور العبادة كما يطرحه (جون لوك)، أو جعل قوانين الدين مجرد أحكام عقلية غير ملزمة كما يطرحه (هوبز)، ولعل أصدق مثال معاصر على الدولة الإسلامية المدنية هو الدولة السعودية بمراحلها الثلاث، لأن الإسلام يرفض مطلقًا أن يتم عزله عن الحياة المدنية وسلطاتها، لأن الإسلام دين أتمه الله (اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا)، وشامل لكل مناحي الحياة حيث يحكمها بالنص تارة وبالسكوت والعفو تارة أخرى، وبأصوله وقواعده ومقاصده، والاجتهاد فيما لا نص فيه بما يحقق المصلحة ولا يخالف الدين، والحاكم في الإسلام واحد من الناس ليس بمعصوم ولا مقدس، ويجتهد لمصلحة الأمة، فيصيب مرة ويخطئ أخرى، ويستمد سلطته من الأرض لا من السماء، ومن المخلوقين لا من الخالق، ولا يقوم عليها (رجال الدين) بالمعنى الكهنوتي، وإنما (علماء الدين) يعتبرون من أهل الحل والعقد والنصيحة والمشورة وليسوا من (ولاة الأمر) لعدم بيعتهم ولعدم ازدواجية المبايعة، ولا بد من التفريق بين الأمرين وعدم الخلط بينهما، لأن النظم والمؤسسات والآليات في الدولة المدنية تصنعها الأمة بما لا يخالف الدين، ولأن الدولة الإسلامية دولة مؤسسات، فكانت القيادة فيها والسلطة جماعية وترفض الفردية لعدم المعصومية، كما ترفض الديكتاتورية والاستبداد، وحسبنا حال الاختلاف في الدولة المدنية الإسلامية الرجوع لقوله تعالى: (فإن تنازعم في شيء فردوه إلى الله والرسول).
وكذلك التفصيل في مصطلح (الديموقراطية) حسب الفهم الإسلامي، فهو منشأ غربي يعني حكم الشعب لنفسه والمرجعية برمتها إليه، ولكن مرجعية الشعوب الإسلامية هي للدين في شؤونه، وللدنيا بما لا يخالف الدين، وبالتالي يستلزم وضع ضوابط لهذه الديمقراطية لتلافي ما يخالف الشريعة الإسلامية، وأصبحت حينها بمعنى (الشورى)، وغدت أداة من أدوات الحكم ومشاركة المسلمين في (شؤون دنياهم)، ولذا فلا يليق الوقوف عند المصطلحات وردها جملة وتفصيلًا لكون بعض مفاهيمها غير مقبولة دينيًا، وكذلك لا يجوز العكس بحيث تقبل بالجملة ولو خالفت الثوابت الإسلامية، فالعبرة بالمعاني وليس القبول أو الرفض لمجرد المباني، وحسبنا أن (الحكمة ضالة المؤمن).


المصدر
https://www.anbacom.com/articles.php?action=show&id=7762


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

سبق وان قلت هذا لكن الدين الجديد الذي هو السلفية يابى انصاره ان تطلق مصطلح المدنية حتى على الدولة الاسلامية لان لهم حساسية من كل مالايفهمونه .


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

لا أحد فوق الأرض يملك تصورا للدولة الاسلامية حقيقيا وواقعيا

كل جماعة اسلامية وكل رجل دين وكل داعية وكل كاتب اسلامي له تصوره المختلف

لكن المشكلة ليست في التصور بل في الواقع والتطبيق

منذ 14 قرنا لم يستطع احد إقامة دولة اسلامية

وكل المحاولات التي جرت تم نقدها ورفع صفة الاسلام عنها

في كل مرة يصل شخص أو جماعة يقيم دولة اسلامية على منهجه هو

ويرتكب حماقات كثيرة وعندما ياتي من بعده يقول العبارة الشهيرة الجاهزة :

هذا لا يمثل الاسلام وهذه المجموعة لا تمثل الاسلام

السؤال الذي يجب أن يسبق سؤالك هو :

لماذا لم تقم الدولة الاسلامية منذ 1400 سنة ؟

ومن يمثل الاسلام ؟





__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدون جمال
سبق وان قلت هذا لكن الدين الجديد الذي هو السلفية يابى انصاره ان تطلق مصطلح المدنية حتى على الدولة الاسلامية لان لهم حساسية من كل مالايفهمونه .

السلفيون يعرفون جيدا ماذا تعني الدولة الاسلامية وكاتب المقال سلفي ولكن أعداء الاسلام والشريعة وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أتباع الديانات العلمانية والتغريبيةالمنتسبين زورا الى الاسلام فهم يتحسسون من هذا المصطلح فقط لأنه يحمل كلمة اسلامي فلو قلت قلت الدولة الاشتراكية أو الشيوعية أو الرأسمالية فلن يعترض عليك أحد من هؤلاء من منافقي العصر فسبحان الله عما يصفون

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مواطن وخلاص
لا أحد فوق الأرض يملك تصورا للدولة الاسلامية حقيقيا وواقعيا
كل جماعة اسلامية وكل رجل دين وكل داعية وكل كاتب اسلامي له تصوره المختلف
لكن المشكلة ليست في التصور بل في الواقع والتطبيق
منذ 14 قرنا لم يستطع احد إقامة دولة اسلامية
وكل المحاولات التي جرت تم نقدها ورفع صفة الاسلام عنها
في كل مرة يصل شخص أو جماعة يقيم دولة اسلامية على منهجه هو
ويرتكب حماقات كثيرة وعندما ياتي من بعده يقول العبارة الشهيرة الجاهزة :
هذا لا يمثل الاسلام وهذه المجموعة لا تمثل الاسلام
السؤال الذي يجب أن يسبق سؤالك هو :
لماذا لم تقم الدولة الاسلامية منذ 1400 سنة ؟
ومن يمثل الاسلام ؟

كلامك صحيح هنا

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

لرياض- (رويترز): قال الشيخ صالح اللحيدان السعودي المحافظ ان النساء اللائي يقدن السيارات يخاطرن بالاضرار بمبايضهن وانجاب اطفال مصابين بخلل إكلينكي في مواجهة ناشطات تدعون لمنحهن هذا الحق.

وانتشرت سريعا الأسبوع الماضي حملة على الانترنت تدعو النساء لتحدي الحظر وقيادة سياراتهن احتجاجا في 26 اكتوبر تشرين الأول ولقيت الحملة دعما من ناشطات معروفات. وحجب موقع الحملة داخل المملكة اليوم الأحد.

وبوصفه عضوا في هيئة كبار العلماء التي تضم 21 شخصا يحق للشيخ اللحيدان اصدار فتاوي وتقديم النصح للحكومة ويتبعه عدد كبير من المريدين من المحافظين. وشغل اللحيدان منصب رئيس مجلس القضاء الأعلى حتى عام 2009.

وكانت تعليقاته في السابق مادة لحوارات داخل المجتمع السعودي وهو يعارض بشدة الاصلاحات المبدئية الرامية لمنح النساء مزيدا من الحريات التي اعلنها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وفي مقابلة نشرتها صحيفة سبق الالكترونية قال ان النساء اللائي يرغبن في الغاء حظر قيادة المرأة للسيارة ينبغي أن “يقدمن العقل على القلب”.

ورغم أن الهيئة لا تضع السياسات في السعودية إلا انها قد تعرقل خطوات الحكومة.

ولم يتضح إذا كان بقية اعضاء الهيئة يشاركون اللحيدان تأييده للحظر غير ان موقفه يعكس معارضة بعض المحافظين لقيادة النساء السيارات.

وقال اللحيدان “إذا قادت (المرأة) السيارة لغير الضرورة… قد يؤثر ذلك عكسيا على الناحية الفسيولوجية فإن علم الطب الوظيفي الفسيولوجي قد درس هذه الناحية بأنه يؤثر تلقائيا على المبايض ويؤثر على دفع الحوض لأعلى”.

وتابع “لذلك نجد غالب اللاتي يقدن السيارات بشكل مستمر يأتي اطفالهن مصابين بنوع من الخلل الإكلينيكي المتفاوت لدرجات عدة”.

ولا تتصمن السيرة الذاتية للشيخ اللحيدان المنشورة على موقعه الالكتروني معلومات عن خلفية طبية ولم يستند لاي دراسات لتأكيد مزاعمه.

ووصف دبلوماسيون امريكيون في برقية صادرة من السفارة الامريكية في الرياض في عام 2009 سربها موقع ويكيليكس اللحيدان بانه ينظر إليه كعائق أمام الاصلاح إلى حد بعيد وقالوا ان تصريحاته غير الحكيمة احرجت المملكة في اكثر من مناسبة.

ولا يوجد قانون يحظر قيادة النساء السيارات غير ان تراخيص القيادة تمنح للرجال فقط. وقد تغرم المرأة في حالة القيادة دون ترخيص ولكن بعضهن اعتقلن وحوكمن ايضا في السابق بتهمة الاحتجاج السياسي.

وصرح الشيخ عبد اللطيف آل شيخ الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لرويترز قبل اسبوع بانه لا يوجد نص في الشريعة الاسلامية يحرم قيادة المرأة للسيارات.