عنوان الموضوع : حرمة دم المسلم مجتمع
مقدم من طرف منتديات العندليب
بسم الله الرحمن الرحيم
قول الحق على مستحلي دم المسلم بغير حق
عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم امرىء مسلم أن يهريقه كما يذبح به دجاجة كلما تعرض لباب من أبواب الجنة حال الله بينه وبينه ومن استطاع منكم أن لا يجعل في بطنه إلا طيبا فليفعل فإن أول ما ينتن من الإنسان بطنه رواه الطبراني " صحيح الترغيب
إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسبئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .
أما بعد ..
يقول الحق جلّ وعلا : { وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ } [الاسراء:33] .
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل دم امرىء مسلم يشهد أن لا الَه الا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : الثيّب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه ، المفارق للجماعة )" رواه البخاري ومسلم عن إبن مسعود .
إخوتي في الله :
الدماء لها حرمة عظيمة عند رب الأرض والسماء ، فإن الله سبحانه وتعالى كرّم الإنسان كما أخبر في كتابه العزيز فقال سبحانه {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً } [ الاسراء:70 ] .
فمن تكريم الله سبحانه وتعالى لإبن آدم أن خلقه بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وسخّر له ما في السماوات والأرض جميعا منه ، وأنزل اليه الكتب وأرسل اليه الرسل وأنزل عليه شريعة ضمنت له كل الحقوق وضمنت له الحياة السعيدة الكريمة ، ومن أعظم وأكبر هذه الحقوق هي حق الحياة . والتي لا يجوز لأحد أياَ كان أن يسلب هذه الحياة إلا واهبها جلّ وعلا ، وإلا في الحدود الشرعية التي أمر الله سبحانه وتعالى ، فلا يجوز أبدا أن تنتهك وتسفك دماء المسلمين والمؤمنين إلا بالحق الشرعي الذي قرره الرب العلي ، والحبيب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد قال سبحانه وتعالى { وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقّ } [ الاسراء:33 ] .
والحق هو ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه (( لا يحل دم إمرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث : رجل زنى بعد إحصان ، أو إرتد بعد إسلام ، أو قتل نفسا بغير حقّ ؛ فيقتل به ))" أحمد والنسائي عن عائشة رضي الله عنها وهو صحيح أنظر صحيح الجامع " . فهذه هي الحالات الثلاث التي تسفك فيها الدماء ويكون ذلك على يد ولي الأمر أو ما ينوب عنه ، ولا يترك الأمر فوضى فيتحوّل المجتمع الى غابة فيقتل القوي فيه الضعيف أو يتحول الأمر الى مسألة قبائلية وعشائرية جاهلية أو حزبية مقيتة . والتي جاء الإسلام ليحرر الناس من نتنها لأنها بالفعل منتنة فقد ، قال صلى الله عليه وسلم : ( … ما بال دعوى الجاهلية … ثم قال : دعوها فإنها منتنة ) " جزء من حديث جابر رضي الله عنه رواه البخاري " . وقال أيضا : ( … إنّ الله أذهب عنكم عبيّة الجاهلية وفخرها بالأباء ، إنما هو مؤمن تقي ، أو فاجر شقي ، الناس كلّهم بنو آدم ، وآدم خلق من تراب ) " جزء من حديث أبي هريرة رواه الترمذي وهو في صحيح الجامع " .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( ومن ا دّعى دعوى الجاهلية ، فإنه من جثا جهنّم ) " جزء من حديث طويل رواه الترمذي من حديث الحارث الأشعري رضي الله عنه وصححه الألباني . ومعنى الحديث : أنه من بقي على جاهليته وادّعى بها أي : - ينصر ابن قبيلته وعشيرته سواء ظالم أو مظلوم – فهذا الشيء من فحم جهنم وحصاه والعياذ بالله . وجاء أيضاً " أبغض الناس إلى الله ثلاثة ملحد في الحرم ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه " صحيح الجامع .
إخوتي في الله هذه هي الحالات الثلاثة التي يشرع فيها إقامة القصاص ؛ وهو حد القتل كما أمر بذلك المولى جلّ وعلا ، وأنفذ حكمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر به ولاة أمور المسلمين فهو واجب شرعي لا يجوز إسقاطه إلى أن يرث الله الأرض وما عليها .
فالحالة الأولى للقتل : هي لمن قتل مسلما متعمدا بغير حق " ويشمل ذلك من قتل بيده أو أعان على قتله ويندرج تحت هذا من تسبب بالقتل عن طريق التجسس والخيانة لصالح أعداء الله وأعداء المسلمين ، فوجب إقامة حد القتل عليه ، وهذا ما أمر به المولى جلّ وعلا بقوله :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى } (البقرة:178) . ولا يترك هذا الأمر لغير ولاة الأمر أو ما ينوب عنهم كما أسلفنا ذكره ، حتى لا يكون هناك تارات أو عداوات بين الناس مما يؤدي الى شق عصا المسلمين وتفرّقهم . والحالة الثانية للقتل : هي لمن ارتكب جريمة الزنى بعد إحصان ( أي بعد الزواج ) من ذكر أو أنثى ، فحده القتل رجما بالحجارة . وهذا أيضا يكون بإمر من ولي الأمر أو ما ينوب مكانه .
والحالة الثالثة للقتل : هي حد الردّة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من بدّل دينه فاقتلوه ) " البخاري عن ابن عباس . وهذا أيضا يكون من ولي الأمر .
إخوتي في الله : إن قتل النفس المؤمنة بغير الوجهة الشرعية التي ذكرناها ، تكون جريمة من أعظم الجرائم وتأتي مباشرة بعد جريمة الإشراك بالله سبحانه وتعالى ، والتي وعد الله مرتكبها نار جهنم خالدا فيها ، هذا ما بينه جلّ جلاله في محكم تنزيله عند ذكر صفاة عباد الرحمن فقال سبحانه : { وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً } { يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً }[الفرقان:68 ، 69] . وقال تعالى متوعدا : { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً } [ النساء:93 ] . وأما الأحاديث التي تحذر من إرتكاب مثل هذه الجرائم فهي كثيرة ، نذكر منها الآتي :
- روى أبو داود والحاكم وابن حبان عن أبي الدرداء ، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( كل ذنب عسى الله أن يغفره ، إلا من مات مشركا ، أو قتل مؤمنا متعمدا )) " أنظر صحيح الجامع " .
بين عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث أن قتل المؤمن المتعمد يأتي جرمه مباشرة بعد الإشراك بالله والعياذ بالله سبحانه وتعالى ؛ ولهذا الحديث ذهب إبن عباس إلى أن قاتل المؤمن متعمدا لا توبة له ،
فقد روى الترمذي والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما ؛ أنه سأله سائل فقال : يا أبا العباس ! هل للقاتل من توبة ؟ فقال ابن عباس كالمعجب من شأنه : ماذا تقول ؟! فأعاد عليه مسألته . فقال : ماذا تقول ؟! مرتين أو ثلاثاً . ثم قال ابن عباس : [ أنّى له توبة ! ] سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول : (( يأتي المقتول متعلّقا رأسه بإحدى يديه ، متلبّبا قاتله باليد الأخرى ، تشخب أوداجه دما ، حتى يأتي به العرش ، فيقول المقتول لرب العالمين : هذا قتلني . فيقول الله للقاتل : تعست ويذهب به الى النّار )) ." صححه الألباني أنظر صحيح الترغيب والترهيب " [ ومعنى متلببا : أي متمسكا بالقاتل بشدة ، ومعنى تشخب أوداجه : أي عروقه يتدفق منها الدم تدفقا بغزارة ] .
- وروى الطبراني أيضا من حديث ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( يجيء المقتول آخذا قاتله وأوداجه تشخب دماً عند ذي العزة ، فيقول : يا رب ! سل هذا فيم قتلني : فيقول فيم قتلته ؟ قال : قتلته لتكون العزة لفلان . قيل : هي لله )) صحيح لغيره كما قال الألباني .
[ وهنا في هذا الحديث إشارة تبين للذي يقتل نفسا مؤمنة بأوامر عمياء لأجل فلان أوفلان ، أو حمية لعشيرته أو قبيلته أو حزبه . ومن المعروف أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق جل وعلا ، فإن العزة لله سبحانه ] . جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبية أو يدعو لعصبية أو ينصر عصبية فقتل فقتلة جاهلية ومن خرج على أمتي بسيفه يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه . رواه مسلم .
- ورو ابن حبان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( إذا أصبح إبليس بثّ جنوده فيقول : من أخذل اليوم مسلما ألبسه التاج ، قال : فيجيء هذا فيقول : لم أزل به حتى طلّق إمرته ، فيقول : أوشك أن يتزوج . ويجيء هذا فيقول : لم أزل حتى عقّ والديه ، فيقول : يوشك أن يبرهما . ويجيء هذا فيقول : لم أزل حتى أشرك ، فيقول : أنت أنت . ويجيء هذا فيقول : لم أزل به حت قتل . فيقول : أنت أنت ، ويلبسه التاج )) " صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب " .
في هذا الحديث يبين حبيب الله محمد صلى اله عليه وسلم أن أحب شيء عند الشيطان في إغواء بني آدم ، هو إيقاعهم بالشرك وكذلك القتل ، ويمنح لمن يقوم بهذا العمل من جنوده رتبة بأن يدنيه منه منزلة ، ووسام وهو وضع التاج على رأسه . فبهذا يكون الذي إرتكب هذه الجرم من بني آدم هو نتيجة لعب الشيطان به والإستهزاء منه أن جعله ألعوبة بيده يوجهه كيف يشاء . وما كان لذلك أن يكون إلا بعد أن إستحوذ عليه الشيطان فأوقعه بغضب العصبية والجاهلية فأنساه ذكر الله ، فارتكب ذلك الجرم . فهو ممن قال الله فيهم : { اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ } [المجادلة : 19 ] وقوله تعالى : {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً }{ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصاً }
[ النساء : 120 – 121 ] . ولهذا قال صلى الله عليه وسلم (( إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون ولكن في التحريش بينهم )) رواه أحمد ومسلم والترمذي عن جابر رضي الله عنه . [ ومعنى الحديث أن الشيطان لجأ الى أسلوب التحريش وبث الشحناء والبغضاء بين الناس لما يئس أن يعبده المصلون بعد أن أنار الإيمان قلوبهم ، فمن استجاب له وأذعن لما يدعو إليه لا محالة سيصل به الحال الى السعير لأنها هذه هي دعواه فقد أخبرنا الله تعالى عنه بقوله سبحانه : {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ } [ فاطر:6 ] . - وروى أبو داود عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من قتل مؤمناً فاغتبط بقتله ؛ لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا )) " صحيح أنظر صحيح الترغيب والترهيب " . ومعنى الحديث [ أنه يكون هناك فتن ويكثر فيها القتال بين المسلمين وكل واحد يقاتل ويرى نفسه أنه على الحق فيقتل أحدهم الآخر ، فباعتقاده هذا ينسى نفسه فلا يتوب ويستغفر الله فيبقى على إجرامه فلا يقبل الله سبحانه منه صرفا ولا عدلا ؛ أي لا يقبل الله منه فرضا ولا تطوعا وترد عليه عبادته لأن الله تعالى لا يقبل العبادة إلا من المتقين وأنى يكون له التقوى لمن إستحل دم أخاه ! ] .
- وروى أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يخرج عنق من النار يتكلّم يقول : وكّلت اليوم بثلاثة : بكلّ جبّار عنيد ، ومن جعل مع الله إلهاً آخر ، ومن قتل نفساً بغير حقّ ، فينطوي عليهم ، فيقذفهم في غمرات جهنّم )) " حسن لغيره أنظر صحيح الترغيب والترهيب " .
اخوتي في الله ولعظم هذا الأمر [ أي أمر القتل ] ، فإن الاسلام لم يحرّم دماء المسلمين فحسب بل حرّم دماء المشركين والكافرين غير المحاربين قبل إقامة الحجة عليهم ودعوتهم للإسلام ، وكذلك من كان له عهد أو آمان عند أحد من المسلمين ، وكذلك أهل الذمة من أهل الكتاب وغير ذلك ممن لهم عهد وميثاق ، فهذه بعض الأحاديث التي وردت في هذا الباب :-
- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : (( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما )) " رواه البخاري " ومعنى يرح رائحة الجنة : أي لم يجد ريحها ولم يشمها .
- وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من قتل رجلا من أهل الذمة ؛ لم يجد ريح الجنة ، وإن ريحها لتوجد من مسيرة سبعين عاما )) " رواه النسائي وهو صحيح انظر صحيح الترغيب والترهيب " .
- وعن عمرو بن الحمق قال : قال صلى الله عليه وسلم : (( من أمّن رجلاً على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل ، وإن كان المقتول كافراً )) " رواه النسائي وهو صحيح أنظر صحيح الجامع "
فإذا كان هذا بحق من قتل كافراً بغيرحق فكيف بقتل المسلم الموحد ، فالأمر جدّ خطير بل إنّ ترويع المسلم يعدّ جرماً وإنه من الكبائر فكيف بقتله . أنظر الى بعض هذه الأحاديث التي وردت بالنهي عن ترويع المسلمين فضلاً عن قتلهم :
- قال صلى الله عليه وسلم : (( لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً )) " رواه أبو داود ، أنظر الصحيح المسند " .
- قال صلى الله عليه وسلم : (( لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزغ في يديه فيقع في حفرة من النار )) " رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه " .
- وقال صلى الله عليه وسلم : (( من أشار الى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه وإن كان أخاه لأبيه وأمه )) " رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه " .
- وقال صلى الله عليه وسلم : (( من حمل علينا السلاح فليس منّا )) " رواه البخاري عن عمر رضي الله عنه " .
وأما قتل المؤمن فتلك الطّامة الكبرى ، إسمع أخي في الله بعض ما ورد من أحاديث المصطفى التي ترّهب من قتل المسلم :
- فقد روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنه قال ، قال صلى الله عليه وسلم : (( لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً )) . أي يبقى المؤمن في أمل من أن الله تعالى سيقبل التوبة منه على ذنب اقترفه إن تاب الى الله مالم يسفك دما حراما ، عندها يضيق عليه حاله ويخشى عليه أن لا تداركه رحمة الله تعالى بالتوبة عليه فيكون من الخاسرين . ولهذا قال إبن عمر إنّ من ورطاة الأمور التي لا مخرج منها لمن أوقع نفسه فيها ، سفك الدم الحرام بغير حلّه . وكان يرى رضي الله عنه في عدم قبول التوبة للقاتل .
- وقال صلى الله عليه وسلم : (( كل ذنب عسى الله أن يغفره ، إلا من مات مشركا ، أو قتل مؤمنا متعمدا )) " رواه أبو داود والحاكم عن أبي الدرداء وهو صحيح أنظر صحيح الجامع " .
-
وأما قتل المؤمن فتلك الطّامة الكبرى ، اسمع أخي في الله بعض ما ورد من أحاديث المصطفى التي ترّهب من قتل المسلم :
- فقد روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنه قال ، قال صلى الله عليه وسلم : (( لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً )) . أي يبقى المؤمن في أمل من أن الله تعالى سيقبل التوبة منه على ذنب اقترفه إن تاب إلى الله ما لم يسفك دما حراما ، عندها يضيق عليه حاله ويخشى عليه أن لا تداركه رحمة الله تعالى بالتوبة عليه فيكون من الخاسرين . ولهذا قال ابن عمر إنّ من ورطات الأمور التي لا مخرج منها لمن أوقع نفسه فيها ، سفك الدم الحرام بغير حلّه . وكان يرى رضي الله عنه في عدم قبول التوبة للقاتل .
- وقال صلى الله عليه وسلم : (( كل ذنب عسى الله أن يغفره ، إلا من مات مشركا ، أو قتل مؤمنا متعمدا )) " رواه أبو داود والحاكم عن أبي الدرداء وهو صحيح أنظر صحيح الجامع " . وقال أيضاً " أبى الله أن يجعل لقاتل المؤمن توبة " الطبراني – صحيح الجامع.
- وقال أيضاً : (( قتال المسلم أخاه كفر ، وسبابه فسوق )) " رواه الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، وهو صحيح أنظر صحيح الجامع " . ومعنى قوله كفر : أي من أعمال أهل الكفر فإنهم هم الذين يقصدون قتال المسلمين ، وإذا استحل القاتل دم المسلم بغير الوجهة الشرعية التي ذكرناها سابقا ، فإن ذلك يعد كفر مخرج من الملة والعياذ بالله .
- وروى ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول : (( ما أطيبك ، وما أطيب ريحك ؟ وما أعظمك وما أعظم حرمتك . والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم حرمةً منك ؛ ماله ودمه ، وأن لا نظن به إلا خيرا ) " صحيح أنظر صحيح الترغيب والترهيب " . في هذا الحديث يبين رسول الله صلى الله عليه وسلم كم للمؤمن من حرمة والتي تفوق حرمة الكعبة ، التي لها حرمة عظيمة لا يعلم حرمتها إلا الله ، حيث أن حرمة البيت إنما هي للمؤمنين قال تعالى : { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ } [ آل عمران:96 ] . وهناك حديث (( لهدم الكعبة أهون عند الله من قتل المؤمن )) هذا الحديث ضعيف لا يصح ، أنظر ضعيف ابن ماجه ، وإن كان معناه صحيحا للحديث الذي ذكرناه آنفا (( لحرمة المؤمن أعظم حرمة منك )) .
والأعظم من ذلك في حرمة المؤمن ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الآتي : - قال صلى الله عليه وسلم : (( قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا )) " رواه النسائي عن بريدة رضي الله عنه وهو صحيح أنظر صحيح الجامع " أنظر أخي المسلم حفظك الله ، لهذا الحديث العظيم الذي يبين عظمة حرمة دم المؤمن ، والذي سيأتي مرتكبه يوم القيامة بذنب أعظم عند الله من زوال الدنيا ، فليتفكر قليلا كل من تسول له نفسه قبل أن يرتكب تلك الفعلة الشنعاء و الجرم العظيم ، أنه يوما ما لا محالة آت سيقف فيه بين يدي ملك الملوك وجبار السماوات والأرض وهو يوم لا ريب فيه ، عندما يقوم الناس لرب العالمين ، { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ }[ الصافات:24 ] وسيسأله الملك عن هذه النفس المسلمة بأي ذنب قتلت ؟! :
مثّل وقوفك يوم العرض عريانا مستوحشا قلق الأحشاء حيرانا
النّار تلهب من غيظ ومن حنق على العصاة ورب العرش غضبان
اقرأ كتابك يا عبد على مهل فهل ترى فيه حرفاً غير ما كان
فلمّا قرأت ولم تنكر قراءته وأقررت إقرار من عرف الأشياء عرفانا
نادى الجليل خذوه يا ملائكتي مرّوا بعبد عصاني النّار عطشانا
المشركون غداً في النار يلتهب والموحدون في دار الخلد سكانا .
ولعظم حرمة المؤمن فقد أخبر نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه من قتل مؤمنا أكبه الله في نار جهنم وكذلك من أعان على قتله أو اشترك في قتله أكبهم الله في نار جهنم ، كان من كان وإن كان أهل سمائه وأرضه ، اشتركوا في قتله لأكبهم الله في نار جهنّم ، هذا ما بينه حبيب الله في الحديث الآتي :
- فقد روى الترمذي عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لو أنّ أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مؤمن لكبّهم الله عزّ وجلّ في النار )) " صحيح أنظر صحيح الجامع " . ولعظم هذا الأمر تأمل أخي في الله معي هذا الحديث الآتي :
- فقد روى الإمام مسلم رحمه الله عن جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعثاً من المسلمين إلى قوم من المشركين وإنهم التقوا فكان رجل من المشركين إذا شاء أن يقصد إلى رجل من المسلمين قصد له فقتله ، وإن رجلاً من المسلمين قصد غفلته . قال وكنا نحدث أنه أسامة بن زيد فلما رفع عليه السيف قال لا اله إلا الله ، فقتله فجاء البشير إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فأخبره حتى أخبره خبر الرجل كيف صنع . فدعاه فسأله فقال "لما قتلته" ؟ قال يا رسول الله أوجع في المسلمين وقتل فلانا وفلانا وسمى له نفراً ، وإني حملت عليه فلما رأى السيف قال لا إله إلا الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أقتلته ؟" قال نعم قال " فكيف تصنع بـ لا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة ؟ " قال يا رسول الله استغفر لي . قال : " وكيف تصنع بـ لا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة ؟ " قال فجعل لا يزيد على أن يقول كيف تصنع بـ لا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة )) . وفي رواية (( ….. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقال لا إله إلا الله وقتلته قال : قلت يا رسول الله إنما قالها خوفاً من السلاح قال أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها خوفاً أم لا ، فما يزال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ )) " ومعنى قول أسامة : حتى تمنيت أني لو أسلمت يومئذ : أي لو ابتدأ إسلامي الآن ليمحوا عني ما تقدم . وقال هذا الكلام من عظم ما وقع فيه . " انظر أخي أصلحني الله وإياك ، لهذا الحديث العظيم رجل من المشركين أكثر القتل في المسلمين حتى إذا قدر عليه أسامة رضي الله عنه قال لا إله إلا الله فما كان من أمر أسامة إلا أن قتله وهذا يعد طبيعيا للجميع ولكن ما كان من شأن رسول الله إلا أن هوّل هذا الأمر لما يعلم عليه الصلاة والسلام ما للنفس المسلمة من حرمة عند رب الأرض والسماء ، وكان الواجب على أسامة رضي الله عنه أن يتأنى عليه حتى يعلم حقيقة ما قاله ، بهذا أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلم صحابته وأمته من بعده .
*- وجاء عن العمران بن الحصين أنه قال " أتى نافع بن الأزرق وأصحابه فقالوا هلكت يا عمران قال ما هلكت قالوا بلى قال ما الذي أهلكني قالوا قال الله { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله } قال قد قاتلناهم حتى نفيناهم فكان الدين كله لله إن شئتم حدثتكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا وأنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بعث جيشا من المسلمين إلى المشركين فلما لقوهم قاتلوهم قتالا شديدا فمنحوهم أكتافهم فحمل رجل من لحمتي على رجل من المشركين بالرمح فلما غشيه قال أشهد أن لا إله إلا الله إني مسلم فطعنه فقتله فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هلكت قال وما الذي صنعت مرة أو مرتين فأخبره بالذي صنع فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلا شققت عن بطنه فعلمت ما في قلبه قال يا رسول الله لو شققت بطنه لكنت أعلم ما في قلبه قال فلا أنت قبلت ما تكلم به ولا أنت تعلم ما في قلبه قال فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يلبث إلا يسيرا حتى مات فدفناه فأصبح على ظهر الأرض فقالوا لعل عدوا نبشه فدفناه ثم أمرنا غلماننا يحرسونه فأصبح على ظهر الأرض فقلنا لعل الغلمان نعسوا فدفناه ثم حرسناه بأنفسنا فأصبح على ظهر الأرض فألقيناه في بعض تلك الشعاب وفي رواية بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فحمل رجل من المسلمين على رجل من المشركين فذكر الحديث وزاد فيه فنبذته الأرض فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم وقال إن الأرض لتقبل من هو شر منه ولكن الله أحب أن يريكم تعظيم حرمة لا إله إلا الله " رواه ابن ماجه وهو حسن لغيره
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
ربي يجازيك
بصح اول مرة نسمع ب
جندب بن عبد الله
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
جازاك الله خيرا على هذا الموضوع الرائع .
لعنة الله على كل من يسفك دم امرئ مسلم خاصة اذا كان لا ذنب له لانه بذلك يكون كافر , كل قاتل كافر ليس له ضمير وقلبه مغلق باحكام .
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
السلام عليكم أخي الكريمة
بارك الله فيك
و الله موضوع في وقته ، في وقت اصبح دم المسلمين مستباحا حلالا بينهم لفتية جاهل او استخفافا بحرمة لا اله الا الله
و في وقت اصبح الناس لا يبالون بما لهم و ما لغيرهم و ان حياتهم امانة من الباري عز و جل بين ايديهم فعمدوا الى الانتحار و القتل من اجل الدنيا و الشهوات
لكن و قد علمنا ان الله كان على كل شيئ حسيبا و انه مطلع على كل غائبة في السموات و الارض و ان الكتاب ينطق علينا بكل صغيرة و كبيرة و أن الله عز و جل امر اوامر و كل شخص الا و سيحاسبه وحده ،و لن يقارنه بغيره و هو محاسبه عما منحه و استخلفه فيه و انه تعالى ربنا لا ظلم لديه و انه تعالى لايبدل القول لديه و أنه سبحانه و تعالى قال **فريق في الجنة و فريق في السعير **و ان الله عز و جل حين خلق الخلق خلقه في منظومة متناسقة و يسودها العدل و بمراحل و لو شاء لخلقه دفعة واحدة، لكن جعل ذلك لنا لنأخذ العبر و نكون مسايرين لهذه المنظومة الدقيقة
لكن البشر حادوا عنها و نحن تركنا ما أمرنا به و نبذنا كتاب الله و راء ظهورنا ،فماذا ننتظر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وقد علمنا انه ليس بين العباد و الله نسب او غيره ،الا ان هم عبدوه فينصرهم او يعصوه فيذيقهم المحن
و متى غيرنا غير الله بنا
فماهو حالنا الان و ماذا نريد؟؟
ربي يرجعنا رجعة خيرا الى ديننا و يهدينا سبل السلام
ربي يبارك فيك و يرزقنا و اياك العلم و الحلم و الفهم
شكرا أخي على الموضوع المميز و جزيت الجنة
ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :