************
الزواج أغلظ المواثيق وأكرمها على الله، لأنه عقد متعلق بذات الإنسان ونسبه، فالله بنفسه سماه (الميثاق الغليظ) ولهذا التعبير قيمته في الإيحاء بموجبات الحفظ والمودة والرحمة. ولو رشدنا إلى ما أحاطه به القرآن الكريم بدءاً من الخطبة، ثم المشاركة، ثم انتهاء هذا العقد، سواءً بالموت أو الأنفصال والزواج عقد عظيم القدر ، بعيد الأثر فى حياة الفرد والجماعة ، حبيب إلى الله تعالى ، حبيب إلى النفوس الشريفة ؛ فحلّ هذا العقد ضياع لهذه الآثار العظيمة ، وقطع لروابط المحبة والتعاون ، وانحلال اجتماعي خطير يهدد الأسر والأمم بالشقاء ,
ولا ينازع أحد في جدواها، وحاجة كل من الزوجين إليها حينما يتعذر العيش تحت ظل سقف واحد
وعلى الرجل ألا يصدر هذا الحكم القاسي إلا بعد تفكير عميق، وروية كافية، فإذا تعذرت الحياة الزوجية، وفشلت جميع أسباب الإصلاح بين الزوجين
فلا غرابة أن تكون هذه الكارثة الاجتماعية بغيضة إلى الله تعالى , ولم يحّلها على بغضها إلا عند الضرورة القصوى التي لامفر منها.يشير إلى ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم" أبغض الحلال إلى الله الطلاق " فهو حلال ولكنه أقرب أنواع الحلال إلى كراهة الله.
ولكن المتأمل في حال البعض من الناس يجد لديهم استخفافاً بعقد النكاح فيبادر إلى الطلاق بلا سبب أو بسبب أوهن من خيط العنكبوت متناسياً قوله تعالى (ولا تنسوا الفضل بينكم)
وبعد هذه المقدمة تحضرني هذه القصة التي أحزنتي كثيراً، وأنا أعرف صاحبة تلك القصة معرفة تامة، تطلقت بسبب تافه وهو بعد أن رُزقت بمولودة إختلفت مع زوجها في إختيار الإسم، وكانت النتيجه أبغض الحلال عند الله (الطلاق) ماذنب تلك الإنسانة، وما ذنب تلك الطفلة التي ستعيش حياتها بعيدة عن حضن والدها ؟
الله سبحانه جعل الطلاق حل أخيراُ بعدما تفشل كل الحلول لحسم النزاع فهو كدواء يستعمل عند الحاجة وفق طريقة معينة رسمها الشارع فإذا إستعمل من غير حاجة أو أستعمل بطريقة غيرالمرسومة له فإنه سوف يندم حيث لا ينفع الندم, فبعض الناس إلا من رحم ربي ومع كل أسف يتلاعبون في الطلاق فبعظهم يطلق عند أدنى سبب وعند أول إشكال بينه وبين زوجته فيضرنفسه وبزوجته والبعض الآخر يتزوج ويطلق تفكهاً من غير مبرر للطلاق وأصبح الطلاق عادة له ومثل هذا ينبغي أن يعلم أن فعله هذا مكروه ومن الناس من يجري الطلاق على لسانه بسهولة فيستعمله بدل من اليمين إذا أراد أن يحلف على نفسه قال عليّ الطلاق فإذا إنتقضت يمينه وقع في الحرج وصار يسأل عن الحلول التي تنقذه من هذا الطلاق الذي حلفه, وبعض الناس يتلفظ بالطلاق هازلاً وما علم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاث جدهن جداُ وهزلهن جداُ النكاح، والطلاق، والرجعة) والبعض يأخذ منه الشيطان مأخذه من الغضب فيبت زوجته بالطلاق ثلاثاً دفعة واحدة، وكل هذا بسبب تلاعب الشيطان ببني آدم ليوقعهم في الحرج ...
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يؤلف بين كل زوجين ويرزقهما السعادة في الدارين ... لكم مني أطيب تحيه ...
والسّلام عليكم.