عنوان الموضوع : الزّواج والحبّ حياة اسرية
مقدم من طرف منتديات العندليب
الزّواج والحبّ
بقلم: د. م. حسين أحمد سليم آل الحاج يونس
الزّواج يوفّر الإستقرار الإجتماعي والإطمئنان النّفسي في حياة الإنسان, رؤى فلسفة البحوث العلمية في مضمار السّلوك الإنساني. فالزّواج هو إرتباط مقدّس بين إنسانين في ظلّ حياة مشتركة, يسودها الحبّ والمودّة والصّفاء والثّقة, رحمة كبرى ومودّة عظمى من الخالق جلّ وعلا...
الأسرة بالمفهوم العام هي الرّباط القويّ لإقامة كينونة الحياة, وإستمرارية العيش الرّغيد في ظلّ العشّ الدّافيء, الذي يوفّر لكلا الزّوجين أسباب الإرتياح التّام, والسّعادة الإنسانيّة التي تنهض على أسس من الألفة والمحبّة. فالزّواج هو تكامل بين الزّوجين, وإنتفاء الشّعور بالنّقص الذي يعتري كلاّ من الرّجل والمرأة...
الحبّ هو جوهر الحياة الزّوجيّة, وأسس الحّب تتجسّد في مكارم الأخلاق التي يتمتّع بها طرفي العلاقة, وتتكامل العلاقة بين الزّوجين في التّضامن والتّفاهم والتّضحية والتّسامح والإحترام المتبادل, وتتأكّد من خلال التّعاون المشترك بتحمّل المسؤوليّة التكليفيّة. وبدون الحبّ تبدو جميع الأشياء خاوية فارغة لا معنى لها, فالإنسان يحيا بالحبّ ومن أجل الحبّ, فالحب هو ذلك الإحساس الرّوحيّ الذي ينتاب العقول قبل القلوب, وهو تلك المشاعر الرّاقيّة النّبيلة التي ترشد الإنسان إلى معالم الطّريق, والحب هو المشعل الذي يضيء دروب سالكيه بشفافيّة, وهو تلك الشّعلة المتوقّدة في الصّدور والقلوب, مانحة من يمتطي صهوتها أرقى المشاعر والأحاسيس بالدّفء والحنان والسّلام...
رؤيتي للحبّ أنه ذلك الإيحاء المتناهي للإنسان من البعد الاخر, يحمل الرّذاذ المتهادي بإنسياب ولطافة, كاشفا النّقاب عن الحقائق الواضحة في مشهديات من الجمال تنبض بها الحياة, موحية للإنسان بما لا يقبل الجدل أو النّقاش أنّ الحبّ هو الأساس في الحياة, وهو العامل الفاعل الكبير في ضمان إستمراريّة هذه الحياة وتكاملها...
تعميق مشاعر الحبّ بين الزّوجين وتعزيز أحاسيس المودّة, تتشكّل في كلمة طيّبة تختصر معاني مكارم الأخلاق, وتتجسّد في موقف جريء صادق مفعم بالرّحمة التي أودعها الله تعالى في القلوب, وتتاكّد في نظرة دافئة تحمل عبر سيّالاتها الشّفيفة كلّ معاني الحياة, أو في لمسة دافئة مفعمة بالحنان تنتقل من انامل حانية لأنامل حانية, مكملة مسيرتها إلى القلوب النّابضة بالحبّ في الصّدور, وصولا إلى العقول المؤمنة بالله تعالى جاعل المودّة والرّحمة بين المرأة والرّجل...
جذوة الحبّ تتّقد أكثر عن طريق التّعبير بين الزّوجين عن منتهى هذا الحبّ, فالحديث الطّيّب والإهتمام المتبادل والتّعاون المشترك, والتّكامل في الرّؤى والأفكار والتّطابق في الخواطر والأهداف وتحقيق الامال, جميعها نواح كفيلة برفع درجة الشّعور بالحبّ إلى أعلى المراتب. وبالرّغم ممّا يعترض حياة الإنسان الزّوجيّة من سلبيّات طارئة, إلاّ أنّها تتحوّل لمناسبات لإثبات وتمتين عواطف المحبّة والمودّة والتّضامن بين الزّوجين...
نجاح الحبّ بين الزّوجين تجليات الصّدق عن الرّياء, والصّفاء من كلّ الشّوائب, والخلوّ من التّصنّع... وأن يكون نابعا من الصّميم, طالعا من القلب, ممتدّ من الرّوح, في معالم من النّقاء وبوارق من الصّفاء, لتوطيد حسن الوئام في مشهديّات الجمال...
عظمة الإقتران بين المرأة والرّجل تتّضح في عمليّة الزّواج السّعيد, بكافّة جوانبه المادّيّة والمعنويّة, لأنه نوع آخر من الصّداقة الصّادقة والمحبّة الطّاهرة والألفة الشّفّافة, والتي تتمازج فيما بينها لتنسكب في الإندماج والتّفاعل الملبّي لإحتياجات الرّوح والجّسد في آن... فالحبّ هو عاطفة صادقة, تتفجّر في وقتها المناسب, وتعبّر عن نفسها في الزّمن المناسب أيضا, وتكشف الغطاء عن جوهرها في الظّرف الملائم... والحب بين الزّوجين القائم على الحبّ في الله تعالى, والذي يحمل في جبلته الصّدق والعاطفة النّبيلة, هو حبّ روحانيّ مقدّس لا يعرف للمقايضة شكلا, ولا يعرف للتعامل التّجاريّ مدخلا, لأنّه قبس إشعاعيّ في نور كلّيّ تنزيل من لدن الله تعالى مودّة ورحمة...
المرأة المخلوق الآخر في موازين الحياة, مقابلة مع خلق الرّجل, تعتبر من الأهمية الكبرى للدّور الكبير المكلّفة به, بحكم كينونة خلقها كأنثى, بحيث يفوق دورها دور الرّجل رحمة من الخالق, بحيث أنّ حبّ المرأة يمنح الرّجل شعورا كبيرا بالثّقة, ويحدّد مسارات الحياة الزّوجيّة... فتتمكّن المرأة من خلال الحبّ من أن تبعث في قلب الرّجل شعورا فيّاضا بالحيويّة, ممّا يجعلها تنفذ بما تحمل في كينونتها الانثويّة لتحتلّ المنزلة الأثيريّة لديه...
وفعل الإستقرار في ضجعة الحبّ عند سكينة النّفس, هو دخول مرحلة النّموّ وتحقيق رؤى الأمل المرتجى, الأمل الذي يكتسح في طريقه كل مظاهر الإضطراب, ويقضي في دربه على كلّ مصادر القلق, ليزرع مكان كلّ منها الإرتياح والطّمأنينة والسّلام...
هذا الحبّ بصرحه المتعالي في البعد اللامنظور, والمتشاهق في العقول والصّدور والقلوب, هو ما يحمي المرأة ويقيها كلّ الغضب في حالة فقدان الشّعور بالحبّ, الحبّ ذلك النّبع الصّفي المفعم بمشاعر الإستقراروالهدوء والفرح...
الرّجل يتفكّر في المرأة كثيرا وطويلا, ويتراءى له بحكم كينونته انّ المرأة هي النّصف الآخر لوجوديّته, فيتوقّع منها الحبّ الصّادق النّبيل, لأن في وجوديّة المرأة إلى جانب الرّجل يكمن السّرّ العظيم العجيب, والسّرّ الأشدّ عظمة وعجبا يكمن وراء إنطلاق الرّجل, بحيث صدق من قال: أن وراء نجاح الرّجل ونجاحه وتألّقه أمرأة ناجحة متألّقة والعكس صحيح...
تتوالد المودّة من رحمة الله تعالى بين الزّوجين عند فعل عمليّة الإقتران, فتنصهر خصائصهما ومقوّماتهما الشّخصيّة بنموّ المودّة بينهما, فتتمخّض عن الحبّ الذي جمعهما بإتحادهما الكلّيّ, معالم الإيثار والتّسامح والتّضحية... لتدخل الحياة الزّوجيّة مرحلة جديدة تتلاشى فيها كلّ المقوّمات الشّخصيّة, لتولد شخصيّة جديدة تجمع موحّدة توأمها لتنهض على التّكامل الذي يحقّقه الزّواج القائم على الحبّ, فترتفع الأسرة الإنسانيّة إلى مرتبة القداسة والملائكيّة...
منقول للأمانة
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
بارك الله فيك موضوع جيد ورائع شكرا جزيلا
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
بارك الله فيك .....................
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
بارك الله فيك على الموضوع
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
و فيكم بارك الله
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :