عنوان الموضوع : الحب قبل الزواج ؟؟!! ف الحياة الزوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب
الحب قبل الزواج فيه مَحاذيرُ كثيرة، تقضي عليه بالفشل في أغلب الأحيان:
أولاً: أنه يتنافى مع شَريعَتِنا، فهو مُحرَّم لا يَجوز من الأساس.
ثانيًا: كونه قائمًا على العاطفة فقط، فيَعْمَى الطَّرفان عن رُؤية عيوبِ الآخر، حتى ينكشف المستورُ بعد الزواج، فيُفاجأ كلاهما أنَّه تزوَّج شخصًا آخر غيرَ الذي يعرفه، فالْمَساوئ والعيوب إنَّما تظهر بعد الزواج عندما يصطدما بالمشكلات الحياتية، فيتحطَّم الحبُّ الزائف مع أولِ بادرةٍ في الطريق؛ لأنَّهما ما تعودا المسؤوليةَ، والتضحية، والتنازلَ؛ إرضاءً للآخر، فتنجلي الصورةُ الحقيقية، ويتبخَّر رِفقُ ولِينُ وتفاني المحبَّيْنِ المصطنع، وتطفو المشكلاتُ على السطح، ويستيقن الطرفان أنَّهما خُدِعَا وتعجَّلا، ويَحلُّ الندمُ مَحلَّ الحب، فتكون النتيجة الحتمية هي الطلاق.
ثالثًا: غالبًا ما يكون الحبُّ قبلَ الزواج محفوفًا بالمحرمات، والمحاذير الشرعية والأخلاقية، من الخَلْوة، والنظر، واللَّمس، والكلام الخائن المليء بالحبِّ والإعجاب، والمثير للغرائز والشهوات، وقد يصل إلى ما هو أعظم من ذلك، كما هو مشاهد وواقع في كثير من البلاد الإسلامية.
رابعًا: فرارُ كثير من الشباب من الفتاة التي خدعوها دون زواجٍ؛ لانعدام الثقة بها، ولو تَمَّ الزواج، فلا ينسى خيانتها لربِّها وأهلها معه، حتى يصاب بالوَسْوَاس في تصرفاتِها، وإن تابت، ويُحدِّث نفسَه بأنَّها ذاتُ ماضٍ مُظلم مع غيره أيضًا، فلا يزال به حتى يتركَها أو تتركه.
خامسًا: وهو أعظمها وأخطرُها لمن كان له قلبٌ، وهو أنَّ المتحابَّيْنِ قبل الزواج عرَّضَا نَفْسَيْهما لمكرِ الله وعقابه، ولعلَّ هذا هو السر الخفي في عدم توفيقهما في الزواج إن تزوجَا وفشلهما، والسببُ الرئيسي أنَّها قامت على مَعصية الله وعلى علاقات آثمة، ولو بهدف الزَّواج، فالغاية النبيلة لا تُحِلُّ الوسيلةَ المحرَّمة إلاَّ عند غير المسلمين، ولذلك ترى العقابَ الربانيَّ العادل لأهلها بالمرصاد؛ كما قال الله - تعالى -: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ [طه: 124]، وقال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96]، ففساد الزواج نتيجةٌ لقلة التقوى وانعدامها، كما أن الحياة الطيبة ثَمَرة للإيمان والعمل الصالح؛ كما قال الله - تعالى -: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].
قال الإمام ابنُ القيم في "إغاثة اللهفان" (1/38):
"إنَّ مَن أحبَّ شيئًا سوى الله - تعالى - ولم تكن مَحبته له لله - تعالى - ولا لكونه معينًا له على طاعة الله - تعالى - عُذِّبَ به في الدنيا قبل يومِ القيامة، كما قيل:
أَنْتَ الْقَتِيلُ بِكُلِّ مَنْ أَحْبَبْتَهُ فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ فِي الْهَوَى مَنْ تَصْطَفِي
فإذا كان يوم المعاد ولّى الحَكَم العَدْل - سبحانه - كل محب ما كان يُحبه في الدنيا، فكان معه: إما منعمًا أو معذبًا، ولهذا يمثل لصاحب المال ماله شجاعًا أقرع يأخذ بلهزمتيه؛ يعني: شدقيه، يقول: أنا مالك أنا كنزك، ويصفح له صفائح من نار يكوي بها جبينه وجنبه وظهره، وكذلك عاشق الصور إذا اجتمع هو ومعشوقه على غير طاعة الله - تعالى - جَمع الله بينهما في النار، وعُذِّبَ كلٌّ منهما بصاحبه؛ قال تعالى: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67].
إلى أنْ قال: والمقصود: أنَّ من أحب شيئًا سوى الله - عزَّ وجلَّ - فالضرر حاصل له بمحبوبه: إن وَجَده، وإن فَقَده، فإنه إن فقده عذب بفواته، وتألم على قدر تعلق قلبه به، وإن وجده، كان ما يحصل له من الألم قبل حصوله ومن النكد في حال حصوله، ومن الحسرة عليه بعد فوته - أضعاف أضعاف ما في حصوله له من اللذة:
فَمَا فِي الْأَرْضِ أَشْقَى مِنْ مُحِبٍّ
وَإِنْ وَجَدَ الْهَوَى حُلْوَ الْمَذَاقِ
تَرَاهُ بَاكِيًا فِي كُلِّ حَالٍ
مَخَافَةَ فُرْقَةٍ أَوْ لِاشْتِيَاقِ
فَيَبْكِي إِنْ نَأَوْا شَوْقًا إِلَيْهِمْ
وَيَبْكِي إِنْ دَنَوْا حَذَرَ الْفِرَاقِ
فَتَسْخَنُ عَيْنُهُ عِنْدَ التَّلاَقِي
وَتَسْخَنُ عَيْنُهُ عِنْدَ الْفِرَاقِ
وقال في "الوابل الصيب" (ص 15):
"وقد قضى الله - تعالى - قضاءً لا يرد ولا يدفع: أنَّ مَن أحب شيئًا سواه، عُذِّب به، ولا بد أنَّ من خاف غيره، سُلِّطَ عليه، وأن من اشتغل بشيء غيره، كان شُؤمًا عليه، ومن آثر غيره عليه، لم يبارك فيه، ومن أرضى غيره بسخطه، أسخطه عليه ولا بد". اهـ.
والحاصل أنَّ الحب بعد الزواج قائمٌ على التجربة والمعاشرة والمودة والرحمة، التي يجعلها الله بين الزوجين تفضلاً منه - سبحانه - وتزداد مع الأيام، فتملأ البيت دفأً وسرورًا ينعم فيه الأبناء، وإن اعتراها منغصات، فلا تعصف بالبيت ما دام الكل يؤدي ما عليه، ويتقي الله في الآخر.
قال الله - تعالى -: ﴿ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [التوبة: 109].
ولعل بهذا البيان قد تبين أنه لا وجه للمقارنة بين الزواجُ عن حب والزواج الشرعي (التقليدي)، إلا كالمقارنة بين الحرام والحلال.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
بارك الله فيك اخي. هذا بين للعقلاء.
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
الحمد لله الذي سخر لنا من عباده من يعيننا على قضاء حوائجنا فربنا اغفر لأخينا ذنوبه و تجاوز عن خطاياه و إجعله من ورثة جنة النعيم.و أبقه ذخرا لهذا الوطن العظيم وطن المليون و نصف المليون شهيد.
لا جف قلمك و لا عميت سريرتك.
شكرا و ألف شكر
قولوا آمين رجاءا
فَمَا فِي الْأَرْضِ أَشْقَى مِنْ مُحِبٍّ
وَإِنْ وَجَدَ الْهَوَى حُلْوَ الْمَذَاقِ
تَرَاهُ بَاكِيًا فِي كُلِّ حَالٍ
مَخَافَةَ فُرْقَةٍ أَوْ لِاشْتِيَاقِ
فَيَبْكِي إِنْ نَأَوْا شَوْقًا إِلَيْهِمْ
وَيَبْكِي إِنْ دَنَوْا حَذَرَ الْفِرَاقِ
فَتَسْخَنُ عَيْنُهُ عِنْدَ التَّلاَقِي
وَتَسْخَنُ عَيْنُهُ عِنْدَ الْفِرَاقِ [/font][/size][/color]
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
الحب الناجح هو الذي يتوج بالزواج ...وهناك الملايين من القصص الناجحة و تزوج اصحابها و يعيشون اسعد ايامهم ..و بالنسبة لقشل الزواج بسبب حب قبله فهذا ليس مقياس عام فهناك عدد هائل من الزيجات التي فشلت و كانت بدون علاقة حب قبلية ..و في رايي الشخصي ان اخذت فتاة عن حب حقيقي ستعيش معها اجما ايام حياتك..و عموما تبقى المسائل نسبية بالنسبة للبعض بصح الي امجرب الحب الصادق و الحقيقي هو الي يعرف و اقدر اكثر.
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
بارك الله فيكم جميعا على المرور الطيب .
أسكنني الله و إياكم جنة الفردوس الأعلى مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا
بالنسبة لك أخي " sarl " في بداية الموضوع قلت بأن نسبة النجاح - المقصود بالنجاح هنا هو تحقق السكن و السعادة الزوجية و ليس استمرار الزواج - ضئيلة مقارنة بالزواج الشرعي المبني على قواعد و أسس صحيحة ، لكن بارك الله فيك على الرد و التعقيب و لكل رأيه و وجهة نظره .
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
راني معاك الف بالمئة
بارك الله فيك