عنوان الموضوع : العدد الصحيح لا يقبل القسمة إلا على نفسه!. حياة زوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب


السلام عليكم و رحمة اله و بركاته

الشخصية .. ما هي إلا مجموع صفات الشخص كما تبدو في علاقاته مع الناس، انها حزمة مختلفة تميز الشخص عن غيره

خاصة من ناحية التكيف للمواقف الاجتماعية...

فالمزاج هو جملة الصفات التي تميز انفعالات الفرد عن غيره، يؤلف جانبا من الشخصية لا الشخصية كلها...

اما سيمات الشخصية في حياتنا اليومية نحكم عليها أحكاما نخرج بها من انطباعات عامة، نقول إن فلانا ذو شخصية

قوية أو جذابة، مسيطرة أو مهزوزة.... .

غير أن علم النفس لا ترتضيه هذه الانطباعات إذ ينظر الى الشخص الذي تجري عليه تجربة بعد ذهابه الى العيادة النفسية

للاستشارة في مشكلة يعانيها أو يذهب الى مراكز استشارية متنوعة لها خاصية نفسية كي تعينه ... حيث ينظر علم

النفس الى هؤلاء نظرة تحليلية من زوايا مختلفة.

الزوايا هذه تسمى سمات الشخصية traits أو أبعاد الشخصية dimensions ومفهوم البعد مستمد من مفاهيم العلوم

الرياضية والطبيعية....... فالأمانة، السيطرة، الميل الى الاعتكاف عن الناس، عقدة النقص، القدرة على احتمال الشدائد،

الانطواء. من سمات الشخصية أو أبعادها..

السمة استعداد دينامي أو ميل ثابت نسبيا، الى نوع معين من السلوك، يبدو أثره في عدد كبير من المواقف المختلفة.

هذه السمات ليست صفات طارئة عابرة عارضة أي تتوقف على المواقف الخاصة التي تعرض للفرد بل صفات ثابتة

نسبيا، يبدو أثرها لديه في عدد كبير من المواقف المختلفة. على هذا فمعرفة سمة معينة لشخص تعين على التنبؤ

بسلوكه الى حد كبير..

نتيجة الصراع القائم مع النفس غالبا في دواخلها، أما المحيط الذي تدور فيه الانفعالات هو بيئة واقعية غير مستوحاة من

الخيال نتيجة الظروف المحيطة او الهجرة او الحروب ....الخ ..جعلت الشخصية تمتص كل التقلبات، تطرح الى السطح

على لسان وأفعال وإنفعالات الشخوص بشكل هلوسات وتحديات متنوعة، لكنها كما تبدو شخصية واحدة تعاني من

ازدواج، حيث تحملت الكثير، تحت سقف مجتمعي ثقيل.

إن الشخصية المزدوجة حالة من حالات الهستيريا تظهر وتتطور كرد فعل لما يشعر به المريض من قلق، أو يعتبر وسيلة

يعتدي بها الفرد على نفسه لا شعوريا كوسيلة للعقاب ولتخليص الفرد من حالة القلق بعد صراع معين، ذلك أن المريض

يعاقب نفسه على جرمه لا شعوريا عندما يسجن شخصيته الأولى ويمنعها من الاستمتاع جزاء سلوكها في الحياة.

يعتبر الازدواج وسيلة هروبية، كما أنه يجعل المريض مركز عناية، لجذب انتباه الغير إليه. إن الأعراض تستعمل لعزل

العينة عن عالم الحقيقة، بمعنى أنها تجعل النموذج وردود أفعاله لا تلائم نسبيا ردود الآخرين ولا تخضع لها.

أما السلبية في سلوك الشخصية المزدوجة فهو أمر واضح ذلك أن الاشتراك مع الغير ممن كان الفرد يشاركهم في

مظاهر نشاطه ونشاطهم يصبح مستحيلا.

وقد تكون الحياة اللاشعورية للفرد، مستودع الرغائب المتوقفة عن التنفيذ. يلاحظ أن الإنسان هنا يستفيد من عمليتين لا

شعوريتين واضحتين:

1- العزل الزائد: معنى ذلك ان المريض لا يبعد من شعوره أو من حياته الشعورية، سلوكه الظاهر، خبراته العادية ما كان

سببا في حدوث الصراع فحسب، بل يستبعد كل شخصيته القديمة بأكملها.

2- الكبت الزائد والضغط: يقصد بذلك أن إحدى الشخصيتين تكبت عن طريق النسيان كل خبرات الشخصية الأخرى

وتمحوها من ذاكرة المريض... فعندما تظهر شخصيته في الشعور، تختفي الأخرى، تظهر في صورة مخالفة، أي أنه

يحدث في هذه الظاهرة أن تجهل إحدى الشخصيات الأخرى.

عند القدماء من اليونانيين تنسب الحالة الى الشياطين، الطب النفسي شيزوفرينيا معناها؛ شيزو انفصام، فرينيا العقل،

متلازمة من عدة أمراض تسبب للإنسان معاناة يصحبها تغير نفسي، جسمي، حركي، نشاط يصدر من الإنسان، يتعامل

مع البيئة، يتفاعل بشكل لا جسمي ولا نفسي خالص وإنما توأمت الشخصية.

ان اضطراب الشخصية في أدائها الوظيفي يسبب تصدع الوعي عند الفرد ويؤدي الى تحول في آراء جزء منها مستقلا

عن الأجزاء الأخرى مما يجعل الفرد يفقد هويته. حيث ينشطر وعي الشخص الى جزءين يجعلان من يعيش بشخصيتين

مختلفتين في أوقات مختلفة أو متوالية.

وفي بعض الحالات تكون هناك أكثر من حالتين للشخصية، ثلاث أو أربع أو حتى خمس حالات، تختلف الواحدة عن

الأخرى في سلوكها وسماتها. من بينها شخصية فاضلة، ثانية مقيتة، ثالثة ملتزمة بقواعد العرف، رابعة هازلة، خامسة

جادة .. حيث ينتقل الفرد من شخصية الى أخرى دون وعي منه.

يرجع ازدواج الشخصية وتعددها في أسبابه الى رغبات دفينة في اللاشعور لدى الفرد، لا يمكن تحقيقها إلا عن طريق

شخصية أخرى. انه يتقمص التي تناسب ذلك الموقف وتتكافأ معه.

عبر الشاعر العربي بحس إنساني كاشفا تقلبات الشخصية مستهجنا تعددها وتلونها بقوله:

لا خير في ود أمرئ متلون اذا الريح مالت مال حيث تميل ..

لكن الشاعر لا يعرف مخزون الشخصية التي تقرر مظهرها وسلوكها من الخارج انما حكم عليها بعين العرف والتقاليد.

فتجد المرء في بيته غيره في عمله، مع مرؤوسيه غيره مع رؤسائه، مع أصدقائه غيره مع الغريبين عنه.. كذلك تتغير

حسب تغير الزمان والمكان، يتقمص الفرد الشخصية التي يتطلبها الموقف.

ازدواج الشخصية وتعددها في الحياة ظاهرة سلوكية أحيانا ترتبط بالأخلاق، القيم، المعتقدات، المثل، عادات وتقاليد

البيئة الاجتماعية، الحضرية، الريفية .. ليست كلها حالة مرضية بل القصد منها التوافق غير أن هذا التوافق قد لا يكون

سليما أو مقبولا

اذ ان شخصية الفرد السوية هي التي يتميز بها بتوافقه الحسن مع نفسه ومع مجتمعه فلا يكون مع

السراق سارقا ومع الزهاد زاهدا واذا ما اختلى بنفسه كان لا هذا ولا ذاك.


أترك التعليق لكم يا اخوتي الكرام و اخواتي الكريمات ...

مع أجمل تحية ...


بتصرف ..



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

السلام عليكم
خطر ببالي سؤال في اثناء قراءة هذا المقال
هل التعامل مع الاخرين وفق شخصيتهم يعتبر ازدواجا في الشخصية خاصة ان كان الغرض هو الحفاظ على العلاقات العامة؟


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فارس الجزائري
السلام عليكم
خطر ببالي سؤال في اثناء قراءة هذا المقال
هل التعامل مع الاخرين وفق شخصيتهم يعتبر ازدواجا في الشخصية خاصة ان كان الغرض هو الحفاظ على العلاقات العامة؟

و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته ..و شكرا لتواجدك القيم..

و انا كذلك خطر ببالي جواب في اثناء قرائتي لردك و استفسارك ألا و هو ..

كان فرويد أكثر الناس ازدواجا للشخصية لم يكن يملك قناعا واحدا فحسب بل عدة اقنعه ..هذا يعامله

على هذا الاساس و الآخر على ذاك الاساس ..و كل مرة كان يبرر بقوله لا أستطيع أن اؤذي الناس !..

فهل منطقه هذا له أساس ؟.



__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اشراق الفكر
و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته ..و شكرا لتواجدك القيم..


و انا كذلك خطر ببالي جواب في اثناء قرائتي لردك و استفسارك ألا و هو ..

كان فرويد أكثر الناس ازدواجا للشخصية لم يكن يملك قناعا واحدا فحسب بل عدة اقنعه ..هذا يعامله

على هذا الاساس و الآخر على ذاك الاساس ..و كل مرة كان يبرر بقوله لا أستطيع أن اؤذي الناس !..

فهل منطقه هذا له أساس ؟.

أعتقد أنه في هذا الوقت له أساس حتى لا نخسر علاقاتنا الاجتماعية باعتبار أن شخصية الفرد قد لاتتلائم مع جميع الناس وبتالي هناك من نحتاج الى فبركة في التعامل معهم حتى نبقى معهم وحتى لانخسرهم
طبعا بدون زيف وكذب ودون أن نفرط في حقوقنا
لذا لا أعتبر أن فرويد وإن كنت لست من أنصاره قد أحسن في تصرفه وفي مبرراته في ذلك


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي عائشة على الموضوع
للأسف لم أستطع فهمه كلّه لاحتوائه على مصلحات علمية
أرجوا تلخيص الموضوع بطريقة أخرى حتى تتاح لنا
فرصة الفهم إن شاء الله وجزاك الله خيرا مسبقا..



__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فارس الجزائري
أعتقد أنه في هذا الوقت له أساس حتى لا نخسر علاقاتنا الاجتماعية باعتبار أن شخصية الفرد قد لاتتلائم مع جميع الناس وبتالي هناك من نحتاج الى فبركة في التعامل معهم حتى نبقى معهم وحتى لانخسرهم
طبعا بدون زيف وكذب ودون أن نفرط في حقوقنا
لذا لا أعتبر أن فرويد وإن كنت لست من أنصاره قد أحسن في تصرفه وفي مبرراته في ذلك

تلك وجهة نظرك و نحترمها ..و بارك الله فيك على تنويرك الصفحة ..مع التحية