السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثرت المواضيع والتهافتات والشكاوى حول تغير الخطاب بعد الزواج
وقد ترد الشكوى من زوج كما ترد من زوجة ..سواء بسواء
ويقرأ أو يسمع العامة من متزوجين وعزاب فكأنهم يفرحون بالخبر
لا لشيء سوى انه جاء مصدقاً لظنونهم واعتقادهم الراسخ " الخطاب رطاب "
وكل شيء سوف يتغير بعد الزواج ,
سوف يتبخر الحب
ويتلاشى الاحترام
وتصبح طلبات كل منهما للآخر مصدر ازعاج و"سماطة "..
لهذا السبب ولأسباب أخرى , قررت أن أكتب موضوعي هذا ...أريده أن يكون شهادة حق في السيد المحترم " زوجي "
وأن يكون مخالفا لما شاع وانتشر بين العامة من أفكار خاطئة جعلت الكثيرين ينفرون من الزواج ويعزفون عنه ..
تزوجت في أواخر سبتمبر من السنة الماضية , لي قرابة أربع أشهر زواج ..
أربعة اشهر قد تبدو قليلة للكثيرين , لذلك أفضل قولها بلغة الايام
لي قرابة 120 يوماً مع زوجي ..معاشرة ومعاملة
وكان لي معه سابقاً 10 أشهر خطبة ..
خلال كل هذه المدة تعرفت الى شخصية هذا الرجل , وتعاملت معه فاختربت اخلاقه ومبادئه
ولست أدعي أنني تعرفت اليه أو تعرف إلي كما أعرف انا نفسي او كما يعرف هو نفسه
فأمر كهذا غير ممكن اطلاقاً..لا الأن ولا بعد ألف سنة زواج ...!
المهم , في فترة الخطوبة تحدثت الى زوجي عدة مرات
وكنت في اول شهور خطوبتنا اتعامل معه بتحفظ شديد , وبنوع من الدفاع المبكر عن النفس
لانني كنت متأثرة كثيرا بما يقال عن دعاويهم وعبطهم و"التمسخير تاعهم " في فترة الخطوبة
ولكن خطيبي كان عجيبا جدا..كنت انتظر منه ان يبدأ مسرحية الوعود فلم يفعل
وكنا نتناقش حول بضع امور فاطلب منه ان يفصل لي فيها بوعد منه فكان يرفض
يرفض وعدي حتى اشكك في مدى جاهزيته لتنفيذ كلامه وتطبيقه مستقبلا
وحين أساله عن الاسباب يقول لي /
لا يمكنني أن أعدك بشيء ..لأنني أصلا لا أملك شيئا
قد يكون بوسعي اليوم اشتراء "كيلو من اللحم "ولكنني غدا قد ألجأ الى أكل " اللوبيا "
تعيشين معي ان كنت تريدين بالقليل والرزق من الله..يأتي اليوم عندي ويذهب غدا لفلان
وكل ما استطيع ان اؤكده لك هو انني لن ابخلك شيئا اقدر عليه ولن اعدك باطلاق بامر من الامور الا ماتعلق باتمام دراستك
(لانني تزوجته وانا ادرس)
المهم
اختبرته فوجدته رجلا صاحب مبدأ ..
لا يكذب
لا يجامل
ولا يكثر من الوعود..بل كان يتخوف منها
وكان يحبني ..كنت التمس ذلك من طريقة حديثه المحترمة معي
ومن احترامه لوجهات نظري..وكثرة مفاجآته لي ..وتجاوز اخطائي والاعتذار عن اخطائه
كان يتوق لساعة فراغ يتحدث الي فيها ..وكان لا يقوى على غلق خط هاتفه عندما يتعب خشية جرح مشاعري
فكان ينام وهو يتحدث الي او وانا اتحدث اليه..
لم يكن يفوت حدثا مهما في حياتي الا ويشاركنيه , وكنت احضر لشهادة البكالوريا فكان اذا عاد من عمله
اختبرني في كذا معلومة ..كانت لدينا مطويات نحفظ منها التاريخ والجغرافيا فكان يعمل نسخا منها كي يذاكر لي بها عبر هاتفه
وفي اسبوع اختبارات البكالوريا كان يسال عن ادائي في كل مادة كما لو انه هو الممتحن ..
يستيقظ من عز نومه للاطمئنان على احوالي واحوال همتي
وكان يقول لي بانه كلما وضع راسه ليسجد..فاض خاطره بالدعاء لي ..
ويوم اعلنت النتائج كان هو اول من ذهب باحثا عن نتيجتي ,اول من عرفها وفرح بها واطلعني عليها
بعد زواجنا ..... لم يتغير زوجي في شيء
هو نفسه ..بكل مبادئه..برفضه للمجاملة في امور (هو غير مقتنع بها )من اجل ارضائي
هو نفسه بصدقه
باهتمامه بي وبدراستي وبكل ما يتعلق باحوالي ..
اذا غضبت يراضيني..واذا حزنت يواسيني ..واذا فرحت يشاركني ويهنئني
ويدخل باكرا لاجلي ..يجلس معي ويسمع مني
اذا كنت بمزاج للنكت انكت ويضحك ..ويتحمل "بسالتي وسماطتي"
اما وعوده التي وعدنيها فانه لم يخل بها في حدود استطاعته ومقدرته
ولهجته معي لم تتغير ..
نتكلم بلغة تحفظ الاحترام بيننا ..
اذا راى احدنا من الاخر سلوكا لا يعجبه , يخبره به ويناقشه عليه
ويسعى الاخر الى تحسينه او تغييره ..
واما مسالة الطلبات فانها كانت ولاتزال "على الراس والعين "
فانا لا اصدق انني عرفت عن شيء يحبه ويرضيه فاسعى اليه
وهو لا يصدق انني طلبت منه شيئا فيحضره لي
وطبعا ..كل في حدود استطاعته ومقدرته..
وبالمختصر احبتي واخوتي
اردت اعطاء هذا النموذج حتى لا يظن شبابنا ان الزواج شر
وحتى لا يتخوفوا او يتوهموا امورا لا وجود لها
فالذي يحصل بعد الزواج ان الكثير من الزوجات يبداون برسم حياة خيالية ويحاولون تمريرها الى الزوج
(ناسين او متناسين بأن الحياة " أخذ وعطاء ")
ثم يتخذون اماكنا معزولة ويجلسون يراقبون كيف يتصرف الزوج حيال مطالبهم واحلامهم ويقيمون الوضع
وسرعان ما يبدأون برفع اصابع الاتهام نحو ازواجهم
وتبدأ الأغنية
** زوجي تغير **!!
وعند ذلك الوقت
يرقص الآباء ...ويصفق الجيران!!