عنوان الموضوع : اليوم العالمي للمعلم ...عمال التربية بين التنويه والتشويه انشغالات البيداغوجية
مقدم من طرف منتديات العندليب
ما يلاحظ مؤخرا بان عمال التربية اصبحوا عرضة للتشويه والتشهير قد يكون الامر مقصودا او غير مقصود او قد يكون منهجيا منظما او عشوائيا اعتباطيا ورغم ذلك فالأمر يثير الريبة والشك، لان المتابع يجد بأن في كل القطاعات حينما يرتكب الموظف او العامل خطأ ما فان الاعلام يحمل المسؤولية للإدارة او وزير القطاع المعني شخصيا، بينما في قطاع التربية فان المجتمع وأولياء أمور التلاميذ والصحافة بأنواعها المكتوبة والمسموعة والمرئية تحمل اللوم دائما فأي مشكلة حدثت أو اضراب وقع لعامل التربية وحده وقلما تحمل المسؤولية للإدارة او الوزارة.
فمثلا في قطاع السونلغاز حينما يرتكب عامل ما خطأ في تركيب الاسلاك والتوصيلات وينجم عن ذلك خلل يتسبب في فصل الكهرباء عن احياء بكامله او قطعه لساعات او أيام عن مناطق بكاملها فان اللوم يوجه لشركة سونلغاز على اعتبار ان ذلك يدخل ضمن صلاحياتها ومسؤولياتها، بينما في قطاع التربية دائما ما توجه أصابع الاتهام لعمال قطاع التربية ونقاباتهم على اعتبار أنهم سبب كل المشاكل، فتقرأ غالبا في الجرائد وعلى صفحات الانترنيت مثلا عناوين مثل:" معلم ينتحر في ولاية ...." ،" أستاذ يفرط في السرعة ويتسبب في مذبحة عل الطريق الوطني رقم... " فاذا انتحر موظف في قطاع الصحة او الجمارك او سونطراك مثلا او في أي مؤسسة او إدارة عمومية أخرى فإننا نجد عناوين صحفية مغايرة تماما مثل: " انتحار مواطن في ولاية ... " بسبب الإفراط في السرعة حادث مرور يؤدي الى مقتل مواطن على الطريق الوطني..."، وقد يكون المواطنين كليهما يعملان في شركة عمومية او إدارة عمومية أخرى ولا تذكر الصحافة الوطنية صفتهما او وظيفتها، بينما نجد الصحافة دائما حينما يتعلق الامر بعمال التربية نسمع ذكر متعمدا لصفته معلم، مربي، أستاذ حتى توحي للقارئ أو المستمع أو المشاهد بان قطاع التربية هو قطاع فاشل وكارثي والذين يعملون فيه ليسوا على قدر المسؤولية، ودائما ما يتم توجيه رسالة ضمنية الى المجتمع من خلال هذا التشويه بان ابنائكم ليسوا بأيادي امينة، بينما في القطاعات الأخرى لا تذكر فيها صفة الموظف الذي يقوم باي فعل ,أحيانا نستغرب اخبارا غريبة جدا لا علاقة لها بالمنطق الاعلامي ..
فعمال التربية لا توجد لديهم نقابات واعية تدافع عنهم رغم كثرة النقابات، فالأمر لم يعد مقتصر على مطالب مهنية واجتماعية ترسل لوزارة التربية، وانما يجب ان يكون للمربي رأيا مسموعا ويسمع صوته مدويا في الاصقاع، وليعلم الجمع بأن للأستاذ كرامة يجب أن تصان وهيبة يجب أن تحفظ، وعلى العالم ان يسمع ذلك ويفهمه ويعيه جيدا، فلقد أصبح كل من هب ودب، وكل مريض نفسيا ومتأزم عصبيا، يريد أن يتخذ المعلم مطية للرقي على ظهره والاستثمار في مشاكله للوصول الى مبتغاه، وليحصل على مجد اعلامي أو بريق زائف يضاعف به أرقام سحب جريدته أو زيادة نسبة مشاهدة قناته.
لهذا فان مكانة وسمعة المربي على المحك، ومن هنا فاني اهيب بالنقابات، ان تجعل استعادة المعلم لمكانته في المجتمع والرقي به في كل المجالات هدفا تسعى لتحقيقه بكل السبل المشروعة، فلم يعد مقبولا ان تظل النقابات غارقة في المجادلات والمهاترات والترهات وان تحشر نفسها في زاوية المطالب المادية والمهنية فقط رغم أهميتها، وانما عليها أن تسعى بكل ما أوتيت من قوة وعزم وحزم على الذود عن المعلم وصيانة كرامته وفرض احترامه من طرف المجتمع.
وفي الأخير ان الاحتفال باليوم العالمي للمعلم الموافق للخامس من أكتوبر لهو فرصة حقيقية لتقييم وضع المعلم في المجتمع ودراسة سبل الرقي به نحو آفاق أرحب، فالمعلم هو أساس كل نهضة حقيقية تصبو اليها كل أمة, لذا جاء شعار الاحتفال هذا العام ضمن هذا المسعى، "استثمروا في المعلمين"، نعم استثمروا في المعلم يرتقي مستوى التعليم، استثمروا في المعلمين تنجحوا وتفلحوا, استثمروا في المعلمين، تخرج لكم أجيال مثقفة، واعية, مبدعة تحقق النمو والتقدم والنهضة المرجوة, استثمروا في المعلمين قولا وفعلا، ولن يتأتى ذلك الا بتحقيق مطالب المعلمين المشروعة وتوفير الحماية الكاملة لهم والحرص على أن تكون بيئة عملهم سليمة، صحية وآمنة، وإعادة النظر في الإصلاحات التربوية بإشراكهم فيها والاخذ باقتراحاتهم وآرائهم فهم العاملين في الميدان وهم الأدري بالعملية التربوية من غيرهم. فالمعلم شمعة تحترق ليخرج النور الذي يضيئ على الاخرين.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
=========
>>>> الرد الثاني :
=========
>>>> الرد الثالث :
=========
>>>> الرد الرابع :
=========
>>>> الرد الخامس :
=========