عنوان الموضوع : احذروا ... أطفالنا لا يقرؤون تعليم ابتدائي
مقدم من طرف منتديات العندليب

احذروا ... أطفالنا لا يقرؤون
آراء غيري أحترمها ... غير أن تجربتي في الحياة علمتني أن التنظير الأكاديمي المصنف لأسباب غياب القراءة عند أطفالنا وكذا في كيفية صناعة عادة القراءة لديهم لم يستطع أن يقعد قواعد تتبع فيكون لدينا طفلا قارئا ...
أعقِل جيدا يا إخواني كم أننا ونحن ثلة كبيرة من الأطفال نشأنا في أسر لا تعرف القراءة والكتابة في معظمها، حتى ولجنا أبواب المدرسة ... غير أن هناك عاملين جعلا منا نبحث بشغف عن الكتاب ونحن في مصاف الابتدائي والمتوسط فالثانوي متابعة إلى الجامعة وهما:
العامل الأول: المدرسة ... لم نلمس في طفولتنا قبل التمدرس صفحة كتاب واحدة جراء جهل أوليائنا رعاهم الله لكن تشبعنا بخيال حكايات الجدة والأم الحنونة خاصة في ليالي الشتاء ... لكن لما ولجنا عالم المدرسة السحري أتذكر حين كان يحتم علينا المعلم أن نزور المكتبة لأجل القراءة أمسية الإثنين والخميس آنذاك ... ليزور المكتبة متفقدا حضورنا ... مواصلا حضوره المميز وكأننا بالقسم ... فرعى فينا نماء بداية حب القراءة ... لذا لم أنس حتى اللحظة التي أكاتبكم فيها يا إخواني العناوين التي قرأناها وتبادلناها بشغف ... عناوين تشبع الخيال مزينة بأجمل الصور أنتجتها مطابع لبنان.
العامل الثاني: وجود المكتبة وقربها، فقد كنا نسكن مدينة في مصاف القرية اليوم صغيرة معدمة من مرافق شتى كما هو الآن ... لكن بها مكتبة من أغنى المكتبات عرفت بتوفر كل منابع المعرفة ... حيث كنا أطفالا لا يرد لنا طلب يروي شغفنا ... قربتنا المكتبة منها واحتضنتنا فكانت مدعاة لأن تكون أمنا الثانية ... لا نجد اللذة حتى نصنع لأنفسنا فيها مكان انزواء والتبحر في تلك القصص بصورها التي توغل بنا في عالم الخيال، والأمر الذي جعل منا نقرأ ونقرأ ولا نمل أننا أعطينا حرية اختيار ما نقرأ ... تصوروا مازال عالقا بذهني ونحن في مرحلة المتوسط أن طلب منا تحضير بحث مستفيض عن الشيخ عبد الحميد بن باديس فوصل بنا الحد لتبادل قراءة كتابه "مجالس التذكير" بشغف لا أتصور نفسي قادرا الساعة على تفسير أسبابه ... لمجرد أن الكتاب وضع في المتناول، ولم ينهرنا لحظتها أحد بمدعاة أنه يجاوز سنكم

اليوم يا سادتي تغيرت الأمور حيث برزت عوامل في ظاهرها منتجة لطفل مستعد للقراءة لكن في حقيقتها غير ذلك:
1/ ميلاد منافس شرس يسلب الألباب "التلفاز" يقوم عليه أكبر المختصين في جذب الطفل إليه حتى لتناديه فلا يرد لك جوابا ... مع رداءة خياراتنا نحن العرب إنتاجا وإخراجا لما يتعلق بأطفالنا ...
2/ وجود الحاسوب بالبيت حيث مازلنا نراوح أماكننا في حسن استغلال هذا الجهاز ... فالألعاب فيه تطغى على تعداد برامجه المنصّبة فيه أصلا ... مع قناعتنا بعد سنوات أن الحاسوب لا يصلح أن يكون واجهة مطالعة وتعلم ... لم يستطع أن يتجاوز متعة التطلع من نافذة الكتاب على عالم بديع.
3/ غياب النص الممتع في كتاب القراءة اليوم ... أطفالنا يحملون على ظهورهم محافظ بها كتب قراءة تمت لأي شيء بالصلة إلا أن تكون بها نصوص قراءة طفولية ... لقد جردت النصوص من روح الإمتاع فهي لا تؤنس الطفل ولا حتى يُفهم مغزاها ... مازلت أحتفظ بذاكرة تسلمنا للكتاب المدرسي بداية السنة آنذاك ليكون صاحبنا ومالكنا لليال طويلة لا نتبرم من قراءة نصوصه حتى ننهيها ... مستعدين لإعادة طرقها بكل حب مع معلمنا.
3/ أصبحنا اليوم نختار لأبنائنا ما يقرؤون وكأننا نخاف على توجههم الفكري بقدر خوفنا على أنفسنا ... فلنعط لأطفالنا حرية الاختيار أمام اختيارات شتى من العناوين التي تليق بطفولتهم، وبذلك يصنعون لأنفسهم حصانة واستعدادا لحياة مقبلة ... وأنتم سادتي الكرام تعلمون أن الأمم التي فقهت فن وقيمة القراءة تفتح باب المكتبة لأجيال مستقبلها وتدفعهم ليسبحوا فيما شاءوا من الخيارات التي لا تنتهي.
4/ غابت القصة الجذابة ... حتى القصة المستوحاة من القصص القرآني رغم أهميتها القصوى يغيب فيها التشويق فهي في غير أيد متخصصة ضمان ربحها المادي مسيطر على تصور هدف إنتاجها، لتطغى عليها "المعلومة" نسخا لا تصويرا، لذا لا بد أن تكيف للطفل فخياله يجاوز النص المحدود رسما وكلنا نسجل كم يسرح الطفل كثيرا حين يلاحظ القصة مجسدة بالصورة لا مخطوطة ... ولو تصفحت قصصا قديمة للاحظت فيها:
- مساحة صفحاتها كبيرة لدرجة ملفتة
- الصورة بدقة رسمها وألوانها الجذابة تطغى في المساحة الورقية المتاحة على الكتابة التي تحتل حيزا صغيرا ...
وهذا ما قد تفطن إليه الغرب منذ أن فقه للقراءة أهميتها حيث اكتفى بإنتاج قصص للأطفال بها القصة مصورة بروعة ليضغط الطفل على زر بزاوية من زوايا الصفحة فيسمع ... وقد فُقد هذا النوع من القصص بمكتباتنا بعدما كان موفرا خلال سنوات السبعينات، وبداية الثمانيات.
5/ الغلاء الفاحش لكتاب الطفل ... اليوم "الشعب الياباني" يخصص مكتبات من دور شتى يقرأ فيها الطفل دون أن يدفع فلسا ... يختار منها ما شاء أن يختار ... متوخين لغتهم في إبداعاتهم لأطفالهم.
درءا للإطالة ... أكتفي بهذا القدر؛ فالموضوع يا إخواني يهز أشجان ماض أحببته شخصيا بشدة ... فيه الكتاب احتل صفحات كثيرة من طفولتي؛ على الأقل ترك أطلالا فكلما التفت إلى كرونولوجيا حياتي إلا وبانت رغم بعدها ... فأمد يدي لرف مكتبتي لأقرأ ولو صفحة أملا في مواصلة إقناع نفسي أنه مازال لي حق تملك تلك الأطلال مما يتوجب علي أن أضع أرتب بعضا من لبناتها أو مواصلا البناء بعدما كنت دائما شغوف بالانشغال فيها إعلاءً لصرحها.



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

شكرا لك اخي على التحذير

=========


>>>> الرد الثاني :

شكرا لــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك

=========


>>>> الرد الثالث :

فعلاً هم لايقرأون والسبب هو أن الكتب المدرسية مملة
حمّل إحدى كتب الخامسة من دولة فلسطين ولاحظ الفرق في الشكل والمضمون

=========


>>>> الرد الرابع :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alibaba7dz
فعلاً هم لايقرأون والسبب هو أن الكتب المدرسية مملة
حمّل إحدى كتب الخامسة من دولة فلسطين ولاحظ الفرق في الشكل والمضمون

ولم يا أخي ..؟
يكفي فقط إعادة الإطلاع على كتب المرحلة الابتدائية والأساسية كم هي جذابة النصوص المقتبسة من كتابات لكبار الكتاب ...

=========


>>>> الرد الخامس :


=========