عنوان الموضوع : استراحة محارب 01 للابتدائي
مقدم من طرف منتديات العندليب

سلسلة استراحة محارب 1
المقصود من المحارب هنا هو المعلم، لم أجد لقبا أفضل من هذا، نيتي رفع المعلم إلى المنزلة التي يستحقها و أكثر
في عصر، بدأنا نفقد فيه القدرة على الصبر، وصار صبرنا ينفذ بسرعة، و الفئات المستهدفة من طرف عدو الصبر القلق هم المعلمون و الأساتذة بدرجة اكبر، و من مبدأ "و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر" أقدم لكم في هذه السلسة الأولى قَصصا نقرأها فتكون لنا جرعة من إكسير الحياة، جرعة تخفف عنا القلق، وتدفعنا إلى مزيد الصبر
2 الأب المُعلم، الأب المربي :
أيها المعلمون ! أيها الأساتذة ! نعود لحديث الصبر
الصبر صبران صبر مجاهد و هذا في قوله تعالى(( و لنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين )) و صبر عابد و هذا في قوله تعالى في قصة أيوب عليه السلام ((إنا وجدناه صابرا نعم العبد ))
إنها العطلة استرحْ أيها المحارب ! طالعتنا الأخبارمن فرنسا عن قاتل الأطفال بدعوى خدمة الدين و الإنتصار لأطفال فلسطين
والحقيقة ليس كل مهاجر عربي ينتمي إلى الإسلام (ورث الإسلام عن أجداده و آبائه ) هو قاتل أطفال و معلمين كيفما كانت ديانتهم و جنسيتهم
أيها المعلمون !أيها الأساتذة !ابذروا مع أبنائكم أطفالكم، و مع أبنائكم تلاميذكم الخير
أيها المعلمون !أيها الأساتذة !انتم تعلمون أن مصائبنا هي مصائب دفع و رفع إليكم قصة حقيقية عن التربية بالقدوة و المثل و الأناة وكثير من الصبر، الصبر الذي يأخذ من العمر عمرك وقتك الذي هو حياتك إليكم جميعا و إلى أخي النويري
تعّود إمام داعية كلّ يوم جمعة بعد انقضاء الصلاة على النزول إلى الشوارع بضواحي أمستردام، بهدف توزيع كتيّب صغير على المارة، يحمل عنوان» الطريق إلى الجنة « .. ثمّ انضمّ لمساعدته ابنه الغض الصغير ، رغم أنه لم يتجاوز بعد الإثنتي عشر ربيعاً .. وكان سعيداً به وبمرافقته وتنشئته على الدعوة والتفكير في مصير الآخرين! وفي أحد الأيام بعد صلاة الجمعة، حان وقت نزول الإمام وابنه كما جرت العادة إلى الشوارع من أجل المهمة المذكورة ... لكن الجو كان بارداً جداً فضلا عن هطول الأمطار بتدفق و غزارة غير عادية! الإمام تردد في النزول .. لكن الإبن سارع إلى ارتداء المزيد من الملابس كي لا يشعر بالبرد ..وخاطب والده قائلاً : أبي أنا مستعد .. أجل أنا مستعد .. سأله والده: أنت مستعد لأي شيء؟ فردّ عليه: أبي هل نسيت! لقد حان وقت خروجنا الأسبوعي لتوزيع كتيب» الطريق إلى الجنة ! « أجابه والده: يا بني إن الطقس شديد البرودة في الخارج والمطر يهطل بغزارة.. لكن الصبي انتفض قائلا: لكن يا أبي رغم هطول المطر ما يزال هناك ناس يذهبون إلى النار! اندهش الأب من هذه الإجابة .. لكنه مع ذلك قرر عدم النزول. لم يكن أمام هذا الصبي سوى طلب الإذن من والده للنزول ... تردد الوالد قليلاً، ثم أجابه: نعم يا بني يمكنك الذهاب ثم قدّم له رزمة من ذلك الكتيب .. قال الصبي: شكراً لك أبي على الموافقة .. لكن لا تنس الدعاء لي بالتوفيق في مهمتي. خرج الصبي يحمل بضاعته، وراح يجري من شارع إلى شارع، غير عابيء بشدّة برودة الطقس وعدم توقف هطول الأمطار .. بعد أكثر من ساعتين من المشي والركض تحت المطر ، بقي مع الصبي كتيب واحد فقط.. ظل يبحث عن أحد المارة في الشارع كي يسلّمه إياه، لكن الشوارع كانت مهجورة تماماً! فكّر الصبي في العودة، لكنه استدار باتجاه الرصيف المقابل، وقرّر في أعماق نفسه أن يدقّ على باب أول بيت يقابله لكي يسلّم ساكنيه النسخة المتبقية معه من الكتيب! لم يمش سوى خطوات قليلة حتى وجد نفسه في مقابل أحد المنازل الفخمة.. اقترب ودقّ على جرس الباب.. مرة ومرتين وثلاث ... لكن لا أحد يجيب! لم ييأس فكرّر ذلك مرات عديدة .. فكّر في المغادرة .. لكن شيئا ما يمنعه! في المرّة الأخيرة حملق في الباب ودقّ الجرس، ثم راح يطرق على الباب بقبضته بعنفوان .. ولم يعرف في قرارة نفسه ما الذي جعله ينتظر كل هذا الوقت .. وفجأة فُتح الباب ببطء .. كانت امرأة عجوز تقف وراء الباب .. تظهر على ملامحها علامات الحزن الشديد .. ثم قالت: لكن ما الذي يمكنني أن أفعله لك يا بني ؟! قال لها الصبي الصغير بعد أن نظر لها بعينين بريئتين وعلى وجهه ابتسامة أضاءت لها العالم: سيدتي .. أنا آسف إذا كنتُ أزعجتكِ .. لكن فقط أريد أن أقول لكِ: إن الله يحبّكِ حقا ويعتني بكِ .. وقد جئتُ لكي أهديك آخر كتيب معي، وسوف يخبركِ كلّ شيء عن الله وما أعده لعباده. والغرض الحقيقي من الخلق وكيفية تحقيق رضوانه. ثم أعطاها الكتيب وهمّ بالانصراف، فقالت له: شكرا لك يا بني .. ظننتك جئت تطلب شيئا أنت بحاجة ماسة إليه .. في الأسبوع الموالي، وبعد صلاة الجمعة، كان الإمام يقدّم محاضرة. وعندما انتهى من الإلقاء، قال كعادته: هل لدى أي أحد من الحضور سؤال أو مَن منكم يريد أن يقول شيئا؟ ببطء وترنح .. وفي الصفوف الخلفية بين السيدات ، كانت سيدة عجوز يُسمع صوتها تقف وهي تقول: لا أحد في هذا الجمع يعرفني .. ولم أحضر إلى هنا من قبلُ .. وقبل الجمعة الماضية لم أكن مسلمة كما لم أفكّر أن أكون كذلك .. فقد توفي زوجي منذ أشهر قليلة و تركني وحيدة تماماً في هذا العالم .. ويوم الجمعة الماضي كان الجو بارداً جداً كما كان ماطراً وبغزارة، و نظراً للكآبة التي تلفني من كلّ ناحية، فقد قرّرت أن انتحر! لأنه لم يبق لديّ أيّ أمل في الحياة! لذا أحضرتُ حبلاً وكرسياً، وصعدتُ إلى الغرفة العلوية في بيتي، ثمّ قمتُ بتثبيت الحبل جيداً في احدى عوارض السقف الخشبية، ووقفت فوق الكرسي، وثبتُّ طرف الحبل الآخر حول عنقي .. وقد كنتُ وحيدة يملؤني الحزنُ .. وكنتُ على وشك أن أقفز .. وفجأة سمعتُ صوت رنين جرس الباب في الطابق السفلي .. فقلتُ سوف أنتظر لحظات ولن أجيب .. ومَن يطرق الباب سوف يذهب بعد قليل! انتظرتُ ثمّ انتظرتُ كي ينصرف مَنْ بالباب .. لكن صوت الطرق على الباب و رنين الجرس لم يتوقفا! قلتُ في نفسي: مَن على وجه الأرض يمكن أن يكون هذا؟ لا أحد على الإطلاق يدقّ جرس بابي ولا أحد يأتي ليراني! رفعت الحبل من حول رقبتي وقلتُ: فلأذهب لأرى مَن بالباب يدقّ الجرس والباب بعنف وبإصرار ملفت وغير مفهوم. عندما فتحتُ الباب لم أصدّق عينيّ، فقد كان صبيا صغيرا وعيناه تتألقان وعلى وجهه ابتسامة ملائكية لم أر مثلها من قبل، لا يمكنني أن أصفها لكم. الكلمات التي جاءت من فمه مسّت قلبي الذي كان ميتاً ثمّ قفز إلى الحياة مرة أخرى، وقال لي بصوت ملائكي: سيدتي لقد أتيتُ الآن أقول لكِ إنّ الله يحبّكِ حقيقة ويعتني بكِ. ثمّ أعطاني هذا الكتيب الذي أحمله «الطريق إلى الجنة ». وكما أتاني هذا الملاك الصغير فجأة فقد اختفى فجأة كلمح البصر ، وذهب من خلال البرد والمطر، وأنا أغلقتُ بابي .. وبتأنٍ شديدٍ قمتُ بقراءة كل كلمة في الكتيب. ثمّ صعدتُ إلى الغرفة العلوية وقمتُ بإزالة الحبل والكرسي، لأنني لن أحتاج إلى أيّ منهم بعد الآن. وأنتم ترون فأنا الآن سعيدة جداً، لأنني تعرّفتُ إلى الإله الواحد الحقيقي. ولأن عنوان المركز الإسلامي مطبوع على ظهر الكتيب، جئتُ إلى هنا بنفسي لأقول لكم: الحمد لله .. وأشكركم على هذا الملاك الصغير الذي جاءني في الوقت المناسب تماماً، وبسببه تمّ إنقاذ روحي من الخلود في الجحيم .. لم تكن هناك عين لا تدمع في المسجد ... وبعد ذلك تعالت الأصوات .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. أما الإمام الأب فنزل من المنبر وذهب إلى الصف الأمامي حيث كان يجلس ابنه الملاك الصغير .. واحتضن ابنه بين ذراعيه وأجهش في البكاء أمام الناس دون تحفظ .. لم يكن بين هذا الجمع أب فخور بابنه مثل هذا الأب .. إنها بذرة الخير والبركة تثمر ولو بعد حين بإذن ربها ...


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

أين نحن من كل هذا ؟ماذا قدمنا لديننا ؟
جزاك الله خيرا .قصة شيقة ومؤثرة

=========


>>>> الرد الثاني :

جزاك الله خيرا.

=========


>>>> الرد الثالث :

حقا لايمكن لعين ألا تدمع بعدما تسمع وتقرأ ما كتبت لنا أخي الكريم
بارك الله فيك وفي أمثالك ممن يزرعون الخير
تحية عطرة من أخيك المعلم:فارس

=========


>>>> الرد الرابع :

كيف له ان لا يفخربابن كهذا
سبحان الله،ماأروعها من قصة،يحبها ربي تلك العجوز اذ هداها،ويحبه ربي ذلك الامام اذ رزقه بولد كذاك
جزاك الله خيرا على هذه الدرر المنثورة ونفع بك أخي
شكرا جزيلا لك


=========


>>>> الرد الخامس :

إلى الأحبة، في حقل التربية و التعليم، إلى الذين قرأوا و قالوا كلمات ليست كالكلمات، والذين قرأوا و كتبوا كلمات ليست ككل الكلمات، شكرا لكم جميعا
إلى الزملاء في حقل التربية و التعليم الشائك، اطلب من كل الأفاضل الدعوة لي في ظهر الغيب بالشفاء في رحلتي للعلاج و الاستجمام، مع خالص الاحترام و التقدير
Abde_abde

=========


طهورا إن شاء الله . أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك . آمين


حقا قصة غاية في الروعة جزاك الله خيرا