عنوان الموضوع : القصيدة اليتيمة ، لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ تعليم ابتدائي
مقدم من طرف منتديات العندليب

قصيدة راائعه سميت باليتيمة لانه لا يوجد قصيدة بجزالتها وقوتها في نفس الموضوع
الشاعر العباسي أبو الحسن علي بن زريق البغدادي

وكان له ابنة عم أحبها حبًا عميقًا صادقًا و كان فقير الحال فأراد أن يغادر بغداد إلى الأندلس طلبًا للغنى حتى يمدح أمرائها وعظمائها،ولكن حبيبته خافت عليه من الأخطار وطلبت اليه البقاء فلم ينصت لها
وسافر
قصد الأمير أبا الخيبر عبد الرحمن الأندلسي في الأندلس ومدحه بقصيدةٍ بليغة جدًا فأعطاه عطاءً قليلاً، فقال ابن زريق- والحزن يحرقه :"إنا لله وإنا إليه راجعون, سلكت القفار والبحار إلى هذا الرجل فأعطاني هذا العطاء القليل؟

ثم تذكَّر ما اقترفه في حق بنت عمه من تركها وما تحمَّله من متاعب مع الفقر فاعتلَّ غمًّا ومات.


والأمر الحزين في هذه القصة إنَّ عبد الرحمن الأندلسي أراد أن يختبره بهذا العطاء القليل ليعرف هل هو من المتعففين أم الطامعين الجشعين, فلما تبيَّنت له الأولى سأل عنه ليجزل له العطاء فتفقدوه في الخان الذي نزل به, فوجدوه ميتًا وعند رأسه رقعة مكتوب فيها هذه العينية.

فبكاه عبد الرحمن الاندلسي بكاءً حاراً.
وكانت قصيدته موجهه إلى ابنة عمه يطلب منها أن لا تلومه وأن تسامحه ويلوم هو نفسه ويندم أشدّ الندم ...

لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ
قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ
جاوَزتِ فِي لَومهُ حَداً أَضَرَّ
بِهِ مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ
فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً
مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ
قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ
فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ المَهرِ أَضلُعُهُ
يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ
مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ
ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ
رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ
كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ
مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ
إِنَّ الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً
وَلَو إِلى السَدّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ
تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه
للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ
وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ
رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ
قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ
لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ
لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى
مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ
وَالحِرصُ في الرِزقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت
بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ
وَالمَهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه
إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ
اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً
بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ
وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي
صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ
وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً
وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ
لا أَكُذبث اللَهَ ثوبُ الصَبرِ
مُنخَرقٌ عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ
إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ
بِالبينِ عِنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ
رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ
وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ
وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا
شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ
اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ
كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ
كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ
الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ
أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ
لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ
إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفِنُها
بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ
بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ
بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ
لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذ
ا لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ
ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ المَهرَ يَفجَعُنِي
بِهِ وَلا أَنّ بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ
حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا
بِيَدٍ عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ
فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ
وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ
مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ
كَما لَهُ عَهدُ صِداقٍ لا أُضَيِّعُهُ
وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا
جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ
لَأَصبِرَنَّ لِمَهرٍ لا يُمَتِّعُنِي بِهِ
وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ
عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً
فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ
عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا
جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ
وَإِن تُغِلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ
فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ



للشاعر ابن زريق البغدادي


اللوم والعتاب لا يفيد جريحاً بل يزعجه وينفره



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

حقا إنها يتيمة
كلمات تدمي القلب قبل أن تدمع العين
شكرا على الاختيار الراقي يا نور

=========


>>>> الرد الثاني :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة etthr
حقا إنها يتيمة
كلمات تدمي القلب قبل أن تدمع العين
شكرا على الاختيار الراقي يا نور

شكرا لك اخي الكريم
وصالكم اسعدني
دمت بخير


=========


>>>> الرد الثالث :



=========


>>>> الرد الرابع :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العمري محمود

وبارك الله فيك اخي الفاضل

=========


>>>> الرد الخامس :

رااااااااااااااااااااااااائع يانور

=========


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساندبال
رااااااااااااااااااااااااائع يانور

الأروع وصالكـ غاليتي سانـــدي


ملأ الله قلبكم حمدآ ..
وكتب لكم في قلوب العباد ودآ ..
وأمدكم من فضله في الرزق مدآ ..
ولا يسلط عليكم من أهل السوء أحدآ..


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد1974
ملأ الله قلبكم حمدآ ..
وكتب لكم في قلوب العباد ودآ ..
وأمدكم من فضله في الرزق مدآ ..
ولا يسلط عليكم من أهل السوء أحدآ..

يا الله على هذه الدعوات التي تنير القلوب
رفع الله شأنك اخي الكريم واسعد قلبك في هذه الليلة المباركة


إنها قصيدة رائعة حقا

بارك الله فيك على هذا الاختيار والذوق الراقي


ليس غريبا عنك الذوق الرفيع بوركت اخيتي .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حورية1971
ليس غريبا عنك الذوق الرفيع بوركت اخيتي .

أرجو تصحيح الخطأ عاجلا من فضلك

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بنايلي
إنها قصيدة رائعة حقا

بارك الله فيك على هذا الاختيار والذوق الراقي

وبارك الله فيك أخي محمد أسعدتني زيارتكم الجميلة
تقديري




سلام عليكم طبتم،..

هي يتيمة الأبوين والاعمام والخالات
انتقاء مميز وذائقة فريدة كتفرّد القصيدة
لكن قراءتها دائما تشعرني بغصّة لا تفارق الحلق وتقف في وجه النفس والريق والطعام
ولا أدري لم لست أدري
شكرا استاذة

سلا..م