عنوان الموضوع : الحلم الضائع.قصة من واقع حوادث المرور 4 ابتدائي + 5 ابتدائي
مقدم من طرف منتديات العندليب

الحلم الضائع

عندما حل المساء،أغلق صالح محله وتوجه مسرعا إلى البيت،ثم تأهب ليخرج سيارته من المرآب.سألته والدته عن الوجهة التي يريدها فلم ينتبه لذلك أو ربما كان يشعر بضيق الوقت ، أما الزوجة فلم تعر ذلك اهتماما كعادتها فهي تفضل ألا تحرج زوجها الطيب خاصة عند عودته من العمل .ركب صالح السيارة وانطلق هادئا يشق أحياء المدينة الصغيرة .وفجأة استوقفه شاب يبدو أنه من معارفه ،سأله عن الوجهة التي يريدها فأجابه على الفور :المدينة الخضراء.سر الشاب وركب بجانبه قائلا إنها وجهتي أنا أيضا.
انطلقت السيارة بسرعة متزايدة ،والحوار يملأ الأفق ، فالشاب كان تاجرا هو الآخر، ولا شك أن حديث التجارة سيأخذ حصة الأسد ،وما هي إلا دقائق معدودات حتى وصلا .نزل الشاب في مدخل المدينة وشكر صديقه ،ثم انطلقت السيارة من جديد تتهادى بين شوارع المدينة الخضراء إلى أن توقف أمام بيت صهره ،دخل البيت وسلم على الأهل وما إن رأته ابنته حتى هرعت إليه مسرعة :أبي..أبي..عانقها ثم قبلها قائلا اشتقت إليك حبيبتي الغالية جئت لأعود بك إلى البيت كلنا مشتاقون إليك .
جلس صالح وقدمت له العائلة القهوة .وراح يتجاذب معهم أطراف الحديث .كانت الساعة قد تجاوزت السادسة مساءا عندها هَمَ بالخروج فدعته الجدة لتناول العشاء برفقتهم لكنه اعتذر بحجة انه يريد العودة إلى البيت فهو متعب من العمل.ولما أراد أن يصطحب ابنته معه أسرت العائلة على بقائها لتحضرها الجدة في اليوم الموالي .
لم ينزعج صالح من هذا الأمر ربما لأنه أشفى شوقه من رؤية ابنته الغالية ، أو ربما لأنه لم يشأ أن يكسر رغبة الجدة.ضحك الأب الطيب متقبلا الأمر ثم قبل ابنته ثانية وحيى العائلة و خرج.ركب الوالد سيارته وانطلق من جديد يشق طريق العودة . كانت سرعته تزداد شيئا فشيئا ، وبين رغبته في العودة السريعة إلى البيت لينال قسطا من الراحة واسترجاع أجمل لحظات يومه وهو يعانق ابنته ويقبلها ، ومن غير موعد وفي إحدى المنعرجات تفاجأ الأب المسكين بشاحنة تعترض طريقه ،لم يحرك ساكنا ربما لأنه تواجد في الزمان والمكان الخاطئين .قدر الله وما شاء القدير فعل .وفي لحظة مجنونة ضاع حلم الرجل الطيب .مات وهو يداعب ابنته ويرسم البسمة على وجهها في خياله ، رحل فرحلت معه بسمة فلذة كبده.آه كم كان الخبر موجعا وكم بكى الناس وكم تألم الحضور .لالشيء سوى لأنه كان رجلا خلوقا هادئا لم يؤذ في حياته مخلوقا . فدعواتنا أن يتغمدك الله برحمته ويدخلك فسيح جنانه.

ملحوظة/القصة من الواقع ،حدثت منذ شهر تقريبا مع بعض التعديل في أسماء الشخصيات ...أنتظر آراءكم وانتقاداتكم رجاءا..
بقلم/أبوعلاء الطيب


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

شكرا اخي على هذه القصة
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه

=========


>>>> الرد الثاني :

يمكن تقديمها للتلاميذ كمطالعة وفتح النقاش حول حوادث المرور وماتتركه من مآسي أو قراءتها على التلاميذ في حصة التربية الخلقية لنفس الغرض
التلميذ يوصل الرسالة لوالده

=========


>>>> الرد الثالث :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكرك يأخي جزيل الشكر على هده المجهودات المبدولة كما أحييك بتحية الاسلام تحية فيها سلام والسلام عليكم ورحمة اللهتعالى وبركاته

=========


>>>> الرد الرابع :

بارك الله فيك

=========


>>>> الرد الخامس :

إنا لله و إنا إليه راجعون ،و الله فكرة.

=========


بورك فيك اخي الكريم


بارك الله فيك