عنوان الموضوع : tercha+درس اللغة سنة 1 ثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب
اللغة
الطرح الإشكالي:
1 -هل اللغة خاصة بالإنسان أم يشترك فبها مع الحيوان؟
2-هل تنشأ الدلالة والمعنى في اللغة بشكل طبيعي أم بالمواضعة و الإنفاق؟
3-ما معنى العلامة والرمز اللسانيين؟ وما علاقتها بالأشياء وبالفكر؟
4-ما طبيعة العلاقة بين اللغة والفكر ؟وهل يمكن للفكر أن يقوم بمعزل عن اللغة؟
5-ما هي وظائف اللغة؟ وهل تقوم وظيفة التواصل بوظيفة الكشف فقط أم تتعداها إلى وظيفة الإخفاء أيضا؟
المحور الأول :اللغة الإنسانية واللغة الحيوانية .
الإشكال :هل اللغة خاصية الإنسان أم يشترك فيها الإنسان مع الحيوان وما الذي يميز التواصل الإنساني عن التواصل الحيواني ؟
الموقف الفلسفي*ديكارت *
يرى ديكارت أن اللغة من حيث كلام يعبر عن الفكر خاصية بشرية بامتياز ينفرد بها الإنسان دونا عن سائر الحيوان،فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي استطاع أن يبدع لنفسه لغة يعبر بها عن تفكيره ويتواصل بها مع بني جنسه ؛أما الحيوان فرغم قدرة بعض أنواعه عن النطق ببعض الكلمات لتوفرها على جهاز صوتي شبيه بجهاز الصوت عن الإنسان إلا أنها لا تتكلم مثلنا لأنها لاتعي ما تقول. وبالتالي فأصوات الحيوان وحركاته ما هي إلا تعبير عن انفعالات غريزية فطرية مما يجعل أرقى الحيوانات وأكملها لا تصل إلى مستوى أغبى الناس أو ذوي العقول المضطربة.بل الأكثر من هذا فحتى الصم والبكم بالرغم تعطل جهازهم الصوتي إلا أنهم يبدعون لغة خاصة بهم (لإشارات-حركات)لأنهم يتوفرون على ما هو أهم الفكر العقل الوعي.من هذا المنطلق ينفرد الإنسان باللغة بخاصة التفكير بينما تغيب عن الحيوان لانعدام التفكير عنده .
*الموقف العلمي اللساني .
إذا كان ديكارت قد قارب موضوع اللغة من زاوية فلسفية فإن بنفنست اعتمد نظرة علمية لسانية معمقة ليخلص في النهاية إلى نتيجة مفادها أن التواصل الغريزي لدى الحيان لا يمكن تسميته لغة إلا على سبيل المجاز وذلك لكون( لغة) الحيوان محدودة تنحصر في الحاجات المباشرة ولا تستطيع تجاوز العطى الحسي فهي مجرد استجابات انفعالية لمؤثرات خارجية كما أنها ميكانيكية مبرمجة بطريقة غريزية وراثية.في حين تتميز اللغة الإنسانية بالحرية والإبداع وتنوع محتوياتها مما يكشف عن ارتباطها بالفكر و الوعي عند الإنسان.فضلا عن الخاصية الإبداعية والخاصية الصوتية للغة الإنسانية فهي تتميز كذلك بكونها قابلة للتحليل والتمفصل في مكوناتها لتشكل بذلك دلالات ومعان متعددة.فما المقصود بتمفصل اللغة؟
يشكل التمفصل (النطق) المزدوج خاصية إنسانية بتميز كل اللغات الإنسانية.ويقصد بالتمفصل أن الوحدات اللغوية البسيطة سواء الدالة أو الخالية من الدلالة (كلمات-حروف)التي تتكون منها اللغة تكون قابلة للتأليف والتغيير واستبدال مواقعها بشكل يجعلها تنتج دلالات ومعان جديدة.ويتم هذا التمفصل في شكلين:
-التمفصل الأول:ومعناه أن الوقائع والحاجات الإنسانية يتم نقاها عبر مجموعة من الوحدات الدالة وهي ما يسمى بالمونبمات أو المورفيمات التي تتمفصل أو تغير مواقعها حيث تدخل ضمن سياقات جديدة تعبر عن وقائع ومعانات جديدة .مثال (برأس ألم)تتكون من :ب-رأس ألم إلخ قد تعطي (كتب بالقلم).
التمفصل الثاني:ومعناه أن الوحدات الدالة يمكن هي الأخرى أن ترد إلى متتاليتي من الوحدات غير الدالة وتسمى فونيمات (حروف) فمثلا المونيما (رأس ) تتكون من الفونيمات ر-أ-س التي تتمفصل أي تقبل التأليف والتغير والإستندال لتعطي مونيمات مغايرة مثل أسر –رأس-سار…التي تدخل في تأليف منطوقات وجمل جديدة فتعطي معان جديدة .وتتجلى أهمية التمفصلين معا فيما يمثل من اقتصاد في إنتاج منطوقات ودلالات معبرة عن الواقع.فكيف تنشأ هذه الدلالات والمعاني في اللغة؟
المحور الثالث :العلامة والرمز اللسانيين.
الإشكال :ما طبيعة العلامة والرمز اللسانيين؟وما علاقتهما بالأشياء والموضوعات؟
عكس باقي الحيوانات الأخرى التي تستجيب لمؤثرات العالم الخارجي بشكل فوري ومباشر فإن الإنسان اتخذ لنفسه منهجا جديدا ليتلائم مع لوسط الخارجي يمثل في النظام الرمزي.فبدلا من أن يتعامل مع معطيات الواقع بشكل مباشر فإنه يعمل على تحويلها إلى مفاهيم لغوية وصور فنية ورموز حيث كلما تقدم النشاط الرمزي لدى الإنسان كلما تراجع الواقع المادي إلى الخلف إذ بفضل هذا النظام الرمزي المؤلف من مجموع العلامات اللسانية والرموز استطاع الإنسان التحرر من الواقع بدل الخضوع.فما المقصود بالرمز والعلامة وما الفرق بينها؟
كل من العلامة والرمز يقوم على تمثل فكري لموضوع أو معنى بواسطة موضوع أو معنى آخر يتخذ واسطة لاستحضاره في الذهن وتوقعه. غير أن هناك فرقا جوهريا بين العلامة والرمز في حين علاقة كل منهما بما يمثل:
-الرمز:صورة تعبر عن شيء مجرد أي أنه يشير إلى فكرة أو معنى من المعاني ويرتبط بعلاقة طبيعية مع ما يرمز إليه تقوم على التشابه بين محتوى الرموز وخصائصه وبين المعنى المجرد الذي يرمز إليه مثال:الأسد رمز للشجاعة والميزان رمز للعدالة والدائرة رمز للأبدية.
-العلامة :وتعبر عن حادث معين أو شيء ملموس غير أن العلاقة التي تجمع بين العلامة والشيء المدلول عليه اعتباطية تتم بشكل عرضي لا تقوم بأي تبرير عقلي وإنما على أساس ألموا ضعة والاتفاق كالعلامات اللسانية وأعلام الدول…فهل تدل العلامات اللسانية على الواقع أم على الفكر؟
لقد ساد اعتقاد منذ القديم ينص على أن العلاقة بين الدال والمدلول أي العلاقة بين الكلمات ومعانيها علاقة مادية تقوم على المحاكاة حيث يكف سماع الكلمة لمعرفة دلالتها كزقزقة الطيور وحفيف الأشجار وخرير المياه…وهو اعتقاد مع اللغويين المعاصرين حيث يرى ديسوسير أن الدلالة اللسانية لا تجمع بين اسم وشيء وإنما بين تصور ذهني صورة سمعية(الدال والمدلول) وهذا أن العنصران يرتبطان بشكل وثيق حيث يستحيل الفصل بينهما كما أن العلاقة بين الدال والمدلول اصطلاحية واعتباطية لأن الكلمات ليست لهى معنى إلى ما يصطلح عليه هذا المجتمع أو ذاك يدل على ذلك أن نفس الشيء يحمل أسماء متعددة باختلاف الألسن (شجرة)arbre-tree
ولو كانت العلاقة طبيعية منطقية لكان هناك لسان واحد.
المحور الرابع :الفكر والتواصل .
الإشكال:-ا علاقة الفكر باللغة؟هل في علاقة اتصال أم انفصال؟أي هل للفكر وجود سابق على اللغة وخارج عنها أم هي نسيج الفكر وقوامه؟
-كيف تؤدي اللغة وظيفة التوا صل؟وهل تنحصر وظيفتها في التواصل؟ وما علاقتها بالسلطة؟
1-اللغة والفكر:
*الموقف الفلسفي التقليدي (ديكارت)
يعتبر ديكارت أن الإنسان جوهر مفكر؛أن الفكر مستقل عن المادة، وبالتالي فاللغة باعتبارها مجموعة من الأصوات والحركات الخاصة بجهاز النطق مستقلة عن الفكر.ويستند ديكارت في طرحه هذا على الاختلاف الحاصل بين اللغة والفكر من حيث أن لكل منهما كيانه ومحمولا ته الخاصة .
*الفكر جوهر لا مادي أي أنه كيان روحي داخلي مستقل بدالة وظيفته الوحيدة هي التفكير الذي يتميز بالتبات و الاستقرار.
*اللغة كيان مادي خارجي لأنها تشمل أصوات منطوقة وكلمات مكتوبة لها قدرة على الانتقال مما يجعلها تتميز بالحركة والدينامية.
فضلا عن ذلك فإن ديكارت يستدل على مسألة انفصال اللغة عن الفكر وأسبقية هذا الأخير عن اللغة من خلال عقد مقارنة بين الإنسان والحيوان:فالإنسان حتى في غياب النطق يسبب مرض أو خلل تبقى الأفكار قائمة لديه أما الحيوان فرغم قدر ته على تعلم بعض الكلمات فلن يحصل قط على أفكاره أي أنه ممكن وجود فكر غير معبر عنه لكن من المستحيل وجود فكر بمجرد القدرة على النطق.
-من هذا المنطلق ينفي ديكارت إمكانية قيام علاقة مباشرة بين اللغة والفكر باعتبارهما من طبعتين متناقضتين وبالتالي تصبح اللغة مجرد أداة أو وسيلة لتعبر عن الفكر.فكيف يمكن للغة أن تترجم الفكر مع أنها من طبعتين متناقضتين؟وهل يمكن التفكير فعلا بدون لغة؟
*الموقف الفلسفي واللساني والمعاصر:
عكس التصور الكلاسيكي الذي يفرض ثنائية الفكر واللغة ويقر بانفصالها,فإن الفكر الفلسفي واللساني المعاصر اتجه اتجاها مغايرا باعتباره فكر ونشاط وفعالية ذهنية وليس جوهرا أو كيانا مستقلا وبهذا المعنى لا يمكن إدراك الفكر بمعزل عن الكلام الداخلي والخارجي,ويؤدي دي سوسير هذا الارتباط الوثيق(التطابق) بين اللغة والفكر بحيث يستحيل انفصالهما فالفكر لا يدرك ذاته بمعزل عن اللغة وفي غيابها لا يعدو أن يكون ككتلة سديمية عديمة الشكل غير واضحة.من هذا المنطلق فلا وجود لأفكار سابقة ومستقلة عن اللغة ومتمايزة قبل ظهورها لأن هذه الأخيرة هي الإمكانية المثلى للتعبير عن الفكر. إذن فلا فكر بدون لغة ولا لغة بدون فكر إذ هما بمثابة وجهي ورقة نقدية يشكل فيها الفكر الوجه والصوت الظهر بحيث يستحيل أن نقطع وجه الورقة دون أن نقطع ظهرها وهذا الحال مع اللسان لا يجوز أن نعزل الصوت فيه عن الفكر ولا الفكر عن الصوت.يدعم الموقف الفلسفي لميرلوبونتي هذا الالتحام الوثيق للغة بالفكر حيث يقر أن الكلام ليس مجرد علامة للفكر لأن العلامة تدل على موضوع خارجي منفصل عنهما في حين أن الكلام هو الوجود الخارجي للفكر.فلا وجود لفكر خارج اللغة والكلمات بل هما وحدتان متماسكتان بشكل يجعل كلا منهما محتوى في الآخر ومعاصرا له أو بتعبير آخر فالفكر كلام صامت والكلام تفكير صائت أي أنهما متحدان إلى درجة التناهي. فهل اتحاد اللغة بالفكر معناه أن اللغة تستطيع دائما احتواء الأفكار والتعبير عنها أم تجد نفسها أحيانا عاجزة إزاء الفكر؟
-يرى بعض المفكرين أمثال برجسون وديدرو أن هناك من الأفكار والمشاعر أكثر مما هناك من الكلمات بحيث تصبح اللغة عاجزة وقاصرة عن احتواء الفكر. ويعكس هذا العجز في المجال العلمي(الرياضيات-والفيزياء)بحيث لا تستطيع اللغة الطبيعية الإحاطة بالإبداع العلمي لذلك يلجئ العقل إلى إبداع لغة رمزية خاصة تجسد العمليات أو العقلية المعقدة.كما يتجلى عجز اللغة أيضا في مجال التجربة الصوتية الوجدانية حيث تفشل اللغة العادية أو حتى العلمية في ترجمة ونقل
عق تجارب المتصوفة وأفكارهم,يبدو عجز اللغة أيضا في مجال الفنون الجميلة في مجال الأخلاق المجال العاطفي الانفعالي…ويرجع ييرجسون عدم قدرة اللغة مع الإحاطة بالفكر إلى طبيعة هذه اللغة من حيث هي نتاج للعقل العلمي القائم على التحليل والتركيب والتثبيت للأشياء والظواهر.
فهذا العقل باستعماله للغة يثبت الواقع ويجمده فيعجز عن إدراكه في حركيته وصيرورته والحياة في تطورها الدينامي,كما أن هذه اللغة تزيل عن الفكر صفاءه الأصلي وتستهويه من خلال عملية اختزاله لذلك وجب تعويضها بشكل آخر من التعبير وهو الحدس كوسيلة مباشرة تبيح إدراك الواقع في عمقه النابض بالحياة.
2- اللغة والتواصل:
إن ارتباط اللغة بالمجتمع يفرض أن تكون أداة تواصلية بين الأفراد لتعبر عن أفكارهم ومشاعرهم وأغراضهم…ولكي تحقق اللغة عملية التواصل هاتة لابد من توفر عوامل أو شروط ستة يحددها جاكبسون في:
- المرسل: وهو صاحب الخطاب.
-المرسل إليه:وهو المتلقي للرسالة
- الرسالة: وهي خطاب مكتوب أو منطوق.
- المرجع:وهو السياق أو الموضوع المتكلم عنه.
-الاتصال:أي علاقة بين المرسل و المرسل إليه وهو يستوجب قناة مادية (كتاب أو
صوت)وارتباطا نفسيا بينهما.
وتتعدد وظائف اللغة وتختلف تبعا لتعدد هذه العوامل حيث يؤدي كل عامل وظيفة معينة.
-المرسل : وظيفة تعبيرية انفعالية .
-المرسل إليه : وظيفة تأثيرية.
-الرسالة : وظيفة شعرية.
-المرجع : وظيفة مرجعية.
-السنن :وظيفة واصفة.
-الاتصال : وظيفة اتصالية.
هذا فيما يخص وظائف اللغة فهل تؤدي اللغة خلال عملية التواصل وظيفة الكشف أم وظيفة الإخفاء أيضا؟
يفترض في اللغة أن تكون أداة تواصلية كاشفة وناقلة للمعارف والأفكار بشكل واضح وقابل للإدراك,غير أن التجربة توضح أن اللغة ليست دائما شفافة وصريحة بل قد تستخدم كوسيلة للإخفاء والتعتيم والتزييف بشكل غير إرادي ولا مقصود دائما بحيث تحمل هذه اللغة آليات الإخفاء أهمها آليات الإضمار أي أن الإنسان يضمر ما يمكن أن يحاسب أو يعاقب عليه خصوصا قي المواضيع الحساسة التي لا يجوز الخوض فيها بكل شفافية (السياسة-الدين- الجنس…)إذن فاللغة كما يمكن أن تكشف يمكن أن تخفي وتعوض ضرورة هذا التمويه أو الإضمار إلى المقاومات اللاشعورية والأنظمة الطقوسية التحريرية وكذا وجود مجموعة من المحرمات اللغوية في كل جماعة بشرية.فهل قدرة الإنسان على الإضمار معناه أن علاقته باللغة علاقة حرية ؟
علاقة الفرد باللغة ليست علاقة حرية وإرادة لأن الإنسان ليست له سلطة مطلقة عليها بقدر ما تفرض هي نفسها سلطتها عليه من خلال قواعدها النحوية والعرفية والبلاغية ومن خلال المنظومة الاجتماعية التي تنتمي إليها أذن فعلاقة الإنسان باللغة علاقة استلاب لأن الذات مرتبطة بسنن اللسان بحيث تتكلم لا كما تريد اللغة نفسها
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
=========
>>>> الرد الثاني :
=========
>>>> الرد الثالث :
=========
>>>> الرد الرابع :
=========
>>>> الرد الخامس :
=========