عنوان الموضوع : بحث حول اسباب انهيار الحضارات السابقة للاولى ثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب
السلام عليكم راني نحوس على بحث حول اسباب انهيار حضارات الامم السابقة الموجود في درس الشريعة تاع الترف فمن فضلكم ليعندو اي حاجة ممكن يفيدني بيها بيها يعطيهاني
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
أسباب انهيار الأمم
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: أسباب انهيار الأمم (نـدوة)
إذا تكبرت الأمم وطغت وانتشر فيها الفساد عاجلها الله بالعقوبة، قال تعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ [الفجر:6-10] ماذا عملوا، وما صنعوا؟ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ [الفجر:11-12] فكانت النتيجة فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ [الفجر:13-14] فما هو الفساد والطغيان؟ فأوجه الفساد والطغيان كثيرة، ولكن هل في البشرية من يتدبر ويعقل؟! العقلاء هؤلاء يرفعون العقيرة بالنذر، وهم قليل جداً في التاريخ.
وبما أننا في عصر قد عُظِّمت فيه أوروبا وحضارتها الغربية المسيطرة على العالم، والتي تقوده إلى الدمار والهاوية؛ فلننظر ماذا قال علماء وباحثو الغرب ومفكروه العقلاء -وهم قلة- لما رأوا أمتهم تمضي إلى هذا الدمار والانهيار، تفكروا في حال أممهم وبحثوا عن أسباب الانهيار؟ وأسباب الفساد الذي أدى إلى من قبل في انهيار الامبراطورية الرومانية، وانهيار الحضارات.
انتشار التبرج والزنا والخمور
هناك رجل غربي يعرفه كل مفكر غربي، وهو المعروف بـأرنولد توينبي ، ويعتبر توينبي أكبر مؤرخ في هذا العصر، فقد درس جميع الحضارات، وأحصى الحضارات القديمة التي يمكن أن تعرف، واستطاع أن يجد أن هناك أكثر من إحدى وعشرين حضارة من الحضارات، بعضها استمر ألف سنة، وبعضها خمسمائة سنة، في أنحاء مختلفة من الأرض، ومنها الحضارات التي نعرفها جميعاً: الحضارة اليونانية، الحضارة الرومانية، الحضارة التي يسميها هو الحضارة العربية، ثم الحضارة الأوروبية، هذه الأربع المعروفة الآن في التاريخ، وما قبلها مندثر منقرض، ومن آخر الحضارات حضارة لم تنقرض إلا قبل خمسمائة سنة في أمريكا الجنوبية ، وما تزال أعلامها ماثلة إلى اليوم، فوجد أن كل هذه الحضارات في التاريخ المكتوب تنهار وتنقرض وتدمر بأسباب منها: أن تخرج المرأة وتترك وظيفة الأمومة، وينتشر التبرج والزنا، فمن تتبع سقوط هذه الحضارات وجد أن السبب هو هذه الظاهرة.
انقرض اليونان لأن المسارح أصبحت علناً، وانتشر فيهم الاختلاط والخمر والزنا والتبرج..! وكذلك الحضارة الرومانية وقد كان من أسباب انهيار الحضارة الإسلامية في بغداد انتشار المعاصي والذنوب، كما شهد بذلك أعداء الإسلام وهم كفار، حتى أن الخليفة -الذي كان في بغداد لما دخلها هولاكو وحاصرها- كان قد كتب إلى أمير الموصل يقول: 'بلغنا أن مغنياً مشهوراً عندكم أوجد نغمات جديدة في السلم الموسيقي، فنريد أن تبعثوا به إلينا' وكان اسمه صفي الدين .
فسبق دخول هولاكو دخول ذلك المغني، فحصل الدمار، وقُتل من المسلمين على أيدي أولئك الوثنيين وبتعاون من الروافض الملاعين أكثر من مليون وقيل: مليوني رجل، وأقل ما قيل إنهم ثمانمائة ألف قتلوا من المسلمين في بغداد من أهل السنة ومن خيار أهل السنة ، فلما انتشرت المعاصي وانتشر الترف والتبرج والغناء، كانت النتيجة هي الدمار والخراب.
وهذا رجل غربي آخر يدعى توينبي : " الحضارة الغربية اليوم سوف تنهار لأنه ينتشر فيها شرب الخمر" فذكر أحد الأسباب: شرب الخمر، والسبب الآخر الذي ذكره قال: ' إن أوروبا سوف تصبح أقلية بين الشعوب ولهذا تنهار أوروبا '.
الكفر بالله من أعظم أسباب الانهيار
نحن نعلم أن السبب هو: الكفر بالله عز وجل، وأما باقي ذكره فهي أسباب عرضية أو فرعية، فلماذا تصبح أوروبا أقلية؟
في جميع البحوث التي أجريت في أكثر من دولة أوروبية، تبين لهم أن السبب في نقص عدد السكان وكثرة عدد الوفيات بالنسبة للمواليد هو: خروج المرأة لتعمل ولتشارك الرجل في العمل، فلما خرجت لم تتزوج، واكتفت بالعشيق فلم تنجب، فكانت النتيجة أن عدد المواليد أقل من عدد الوفيات، وبالتالي ستصبح هذه الأمة أقلية، فمن سنن الله أنه لم يجعل الدمار والانهيار فجأة بغير مقدمات وبغير أسباب تؤدي إلى نتائج.
وأما أوزوالد اشبنجلر المؤرخ الألماني الذي أصدر كتاباً ضخماً في ثلاث مجلدات عن تدهور الحضارة الغربية وانحطاطها، مع أن هذا الرجل توفي عام 1923م أو قريباً من ذلك، قبل أن يصل الفساد إلى ما نراه اليوم -يقول هذا الرجل: 'إن خروج المرأة من البيت هو المنعطف الخطير الذي إذا وصلت إليه أي حضارة من الحضارات بدأت بالسقوط، وبدأت بالانهيار'.
ويضرب لذلك مثالاً ببطلة إبسون -إبسون هو أديب من أدبائهم- يقول: ' إذا أصبحت بطلة إبسون هذه هي النموذج للمرأة الغربية، فالحضارة الغربية سوف تنهار ' وهذا ما وقع والانهيار حاصل، فقد أنطقهم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لما تدبروا ولما تأملوا والأمثلة على ذلك كثيرة.
الترف من أسباب الانهيار
من أسباب الانهيار التي ذكرها الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: انتشار الترف، ولهذا فإن أول من يرد دعوة الأنبياء هم المترفون، كما قال تعالى: إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ [سبأ:34]، وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً [الإسراء:16]، وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا [الأنعام:123] فأكابر المجرمين المترفين يردون الحق والدعوات وواعظ الخير، لأن ترفهم قد ران على قلوبهم، فالترفُ وحبُّ الدنيا يُقسِّي القلب، فلا يطيق صاحبه أن يسمع شيئاً عن الآخرة، هذا الرجل المترف الذي هذا حاله، لو جلست معه أو جلس أمام أي منظار أو مرآة أو مشهد ساعات فإنه لا يمل، ولو جاءه رجل يذكره بالموت خمس دقائق لملَّ ولخرج، لا يريد أن يسمع ذكراً للموت، ولا يريد أن يسمع ذكراً للآخرة -نسأل الله العفو والعافية- قست قلوبهم، حتى إذا جاءهم العذاب، فإنه يأتيهم وهم في تلك القسوة فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ [الأحقاف:24-25] هكذا قسوة القلب فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُم [الأنعام:43].
يقول الحسن البصري رحمه الله: [[يا أهل العراق لا تدفعوا عذاب الله بأيديكم وأرجلكم، ولكن ادفعوه بالتوبة إلى الله، فإن الله تبارك وتعالى يقول: فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا [الأنعام:43] ]] تضرعوا إلى الله وتوبوا إليه يكشف ما بكم من سوء ويبدل حالكم.
يقول مالك بن دينار : [[ ذهب أهل البصرة يستسقون فلم يمطروا، فعادوا وقالوا: عجباً والله! استسقينا ولم نمطر، قال مالك: سبحان الله! ستبطئون المطر، أما والله إني لأستبطئ الحجارة من السماء ]].
فالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ما جعل للمطر وللنعم سبباً إلا الاستغفار فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً [نوح:10-12] استغفروا الله وتوبوا إليه [[ تستبطئون المطر، أما والله إني لأستبطئ الحجارة من السماء ]] هكذا يقول مالك بن دينار رحمه الله في عصر الخير، في القرن الأول أو بداية الثاني، وأين نحن من هذا؟!
رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا رأى غيماً أو سحاباً يخاف ويصفر وجهه، وكأن عذاباً سينزل، وأولئك الذين قست قلوبهم يقولون: (عَارِضٌ مُمْطِرُنَا) فلنقارن بين الحالين، ولننظر في واقعنا، هل نحن أقرب إلى حال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الخوف من عذاب الله وتوقع عذاب الله بسبب ذنوبنا ومعاصينا، أم نحن أقرب إلى قسوة عاد، ونظرتها إلى كل هذه الأمور أنها ليست إلا عوارض، أو أمور تنتهي؟
البطر والملك من أسباب الانهيار
من الأسباب الأخرى والعوامل التي تنخر في كيان الأمم والشعوب البطر والملل من الحياة الرغيدة الهنيئة، فقد ذكر الله تعالى لذلك مثالاً لأمة عجيبة ذكرها القرآن تفصيلاً وهي سبأ: لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ [سبأ:16] جنة عن يمين وجنة عن شمال كلوا واشربوا من هذه النِعم، بلدة طيبة معطاءة، ورب غفور يغفر الخطايا، استغفروا وكلوا وتمتعوا، فماذا كانت النتيجة؟ أعرضوا! وهذا الإعراض هو الذي دمر الأمم، فماذا كان من تلك الجنات؟ وأين ذهبت؟ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ [سبأ:16].
لقد رأيت هذا بعيني، وإنها لعبرة لمن يذهب إلى هنالك، وأنت ترى ما ذكره الله من الأثل والسدر القليل، في تربة يزيد سمكها عن عشرة أمتار، من أجود أنواع التربة، ولا ينبت فيها شيء إلا الأثل وشيء من سدر قليل، كما أخبر الله، والماء يجري إلى اليوم، وإذا جاء السيل فإنه يجري جرياناً كأنه نهر عظيم، والتربة خصبة ولا يوجد إلا أثل وشيء من سدر قليل، فالذنوب وأثرها يتعدى إلى الأرض فلا تنتج بل تجدب، يتعدى إلى الدواب، فتعذب البهائم بالقحط، وتعذب بالزلازل والغرق، فما ذنب البهائم؟! لا ذنب لها، ما الذنب إلا ذنب من عصى الله عز وجل وجاهر الله تبارك وتعالى بالمعاصي وأعلنها، فهذا هو البطر.
ماذا قالت سبأ لما بطرت النعمة: وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرىً ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ [سبأ:18] حكمة من الله ورحمة منه أن أعاد لهم مرة ثانية شيئاً من الخير في الأرض، وجعل بينها وبين القرى التي بارك فيها -بلاد الشام - قرىً ظاهرة وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ [سبأ:18] تجارة وأمن وقرى ظاهرة، تمشي في الصباح من قرية وتبيت في قرية، فماذا قالوا؟ فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا [سبأ:19] يريدون المشقة والتعب ويريدون أن يتذوقوا متعة الرحلات.
فحالة البطر والملل التي تصيب الإنسان معروفة اليوم حتى عند علماء النفس والاجتماع، لو وجدت شاباً نشأ في ترف لا تصادفه أي مشكلة أبداً، كل شيء مهيأ له تجد أنه يحاول أن يفتعل مشكلة كبيرة يجرها على نفسه أو على أبيه أو على المجتمع، حتى يعاني من مشكلة، فهو لا يريد أن يعيش من دون مشاكل.
هذه حالة هؤلاء القوم فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ [سبأ:19] أين هم؟ لم يبق من أولئك القوم إلا أحاديث يتحدث بها في المجالس، ذكريات عابرة، هذا الذي بقي من أمة عظيمة كانت تطغى وتتجبر على خالق الأرض والسماء سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لما عصت الله عز وجل فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّق [سبأ:9] فهذه حالتهم.
ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
هناك أكابر المجرمين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، إذا تآمروا وإذا تُرِكَ لهم الحبل على الغارب، وأطلق لهم العنان، ولم يضرب على أيديهم، ولم يؤطروا على الحق أطرا، فهذا من أعظم أسباب دمار الأمم والشعوب.
يقول الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عن قوم صالح: وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ * قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ [النمل:48-49].
فالذين كانوا يمثلون دور أكابر مجرميها، ودور مترفيها، كانوا تسعة، وقالوا: لا بد أن نقضي على صالح، ولا بد أن نقضي على الناقة، فانطلق أشقاها فضربها بسهمه، فماذا كانت النتيجة؟ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ [النمل:51] دمر التسعة ومن معهم...! وما ذلك إلا لأن العاقل لم يأخذ على يد السفيه، ولم يضرب عليه.
المحاباة في حدود الله
بيَّن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبباً عظيماً من أسباب هلاك الأمم ودمارها، يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الضعيف قطعوه، وإذا سرق فيهم الشريف تركوه } إذا عطَّلنا أحكام الله عز وجل مراعاةً لحال فلان (هذا قريب) (هذا بعيد) (هذا شريف) فتدخل الشفاعة في حدود الله، وتقام على الضعفاء ولا تقام على الكبراء، فهذا مما يمهد لكي يكون المترفون أكثر قوة وتمكناً، حتى أن أحدهم لا يخاف من أي شيء، لأنه مطمئن أن أي شيء يقع فبيده أن يتخلص منه، فإن خُوِّف بعذاب أو بأمر أو بعقوبة، قال: العقوبة أستطيع أن أدفعها، وإن خوف بالفقر فهو يرى أنه أغنى من في المجتمع أومن أغنى الناس، وهكذا البطر حين يأتي إلى هذه القلوب.
فالأمة التي تقيم حدود الله على ضعفائها ولا تقيمها على أشرافها أمة معرضة للهلاك والدمار، فلا بد من إقامة أمر الله وحدود الله على الصغير والكبير، حتى ينزجر الناس ويرتدعوا، فتسلم بذلك الأمة، وتنجو من عذاب الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ومن عقوبته، وبغير ذلك فإن الناس لا يزدادون إلا قسوة، مهما رأوا من نذر العذاب، فإن القلوب إذا قست وإذا غفلت عن الله لا يؤثر فيها عبرة ولا موعظة، فهذان مثلان حالهما واحد.
مجاهرة الله بالمعاصي
يقول تشرشل قائد جيوش الانجليز في الحرب العالمية الثانية: ' لما كانت الطائرات الألمانية تضرب لندن كل يوم، وتنزل عليها الأمطار من القنابل، اضطر الناس إلى أن يضعوا المسارح والمراقص تحت الأرض ويقول العاملون فيها: إن الإقبال على المراقص وعلى المسارح وعلى شرب الخمر تضاعف، ويتضاعف عند القصف الألماني على البلد'.
وفي بلد آخر عربي ما هو منا ببعيد نفس المشكلة، يقولون: إن المراقص والمسارح تحت الأرض، فإذا تقاتلت المليشيات، ينزلون فيسكرون ويرقصون، فإذا أُعلنت هدنة مؤقتة عادوا إلى بيوتهم!
لا تظن أن الإنسان إذا ابتعد عن الله يمكن أن يعظه أي واعظ أو أي زاجر، ولهذا لما ذكر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الأمم التي أهلكها، وما تركت من آبار معطلة وقصور مشيدة قال بعد ذلك: فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج:46] فالقلوب إذا عميت ترى الآثار شاخصة ولكنها لا تعتبر ولا تتعظ، يمر بقصر مهجور، وببئر معطلة، ويمر بآثار العذاب -وقد يكون قريب منه ولكنه في غفلة، ولو عرضت عليه أسباب اللهو، لانتهزها فرصة، وترك العبرة والموعظة، وهذا لا يفعله حيوان، فالحيوان إذا رأى حيواناً يذبح فإنه يفر، ويخاف، وأما هؤلاء الناس فإنهم يرون الدمار والخراب، ويستمرون في معصية الله ويعرضون عن طاعة الله وذكره، ولهذا كان التهديد من الله: أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ [الأعراف:97] في أثناء هذا الليل الطويل من السكر والعربدة واللهو أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ [الأعراف:98] اللعب العام، فحياتهم كلها لعب، أو اللعب الخاص حين يجتمع في الملعب خمسون ألفاً أو مائة ألف ليس فيهم من يصلي -نسأل الله العفو والعافية- فماذا يريدون؟ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف:99].
نعوذ بالله من الأمن من مكر الله، ونعوذ بالله من الخسارة والدمار، ونسأل الله تعالى أن يحفظنا، وأمتنا، وإخواننا المسلمين من أسباب عقوبته وانتقامه، وأن يردنا إليه رداً حميداً؛ إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين.
=========
>>>> الرد الثاني :
لماذا تموت الأمم والدول والحضارات؟
ما هي بالضبط اسباب سقوطها وانهيارها؟
هذه قضية كبرى، اهتم بها المؤرخون والمفكرون وعلماء السياسة عبر العصور واجتهدوا في تقديم الاسباب والعوامل التي تفسر موت الامم من زوايا وجوانب شتى. الاهتمام بهذه القضية ليس مبعثه فقط محاولة الفهم والتفسير، ولكن لسبب آخر هو الاكثر اهمية.
فهم اسباب انهيار وموت الدول والامم والحضارات يقدم الاجابة للتساؤل المقابل.. كيف تحيا الامم؟ أي كيف يمكن لها ان تتجنب مصير الانهيار والموت والفناء؟ بالضبط بنفس معنى ان فهم اسباب المرض ومعرفة اعراضه هو ضرورة اساسية لمعرفة العلاج ووصفه للمريض.
وهذه قضية تهمنا بداهة في الوطن العربي اليوم على ضوء مظاهر التدهور والانهيار التي نشهدها في المرحلة الحالية التي تمر بها الامة.
ويستحيل ان نقدم ولو تلخيصا لكل ابعاد الجدل حول هذه القضية وما قدمه المؤرخون والمفكرون والعلماء من اجابات على هذه السؤال الكبير. لكن سنقدم على الاقل لمحة عامة لما قدموه تعطي صورة عامة للجوانب الاساسية المثارة بهذا الخصوص وتقدم الافكار الكبرى التي طرحت.
***
معنى موت الأمم
ماذا يعني بداية موت او انهيار الدول والامم والحضارات؟ قبل كل شيء، يجب ملاحظة ان «موت« الدول في بعض الحالات يكون علامة لحياة جديدة اكبر. نقصد تحديدا عندما تذوب الدولة في كيان وحدوي اكبر شأنا واكثر قدرة ومنعة ومكانة. وفي اوروبا مثلا يدور جدل واسع حاليا حول مصير ومستقبل الدولة في اوروبا في ظل تسارع الخطوات نحو قيام كيان اوروبي موحد كبير. وبالمثل، لو ان الدول العربية الحالية او بعضها ذاب في كيان عربي اكبر، لن يكون هذا انهيارا او موتا للدولة بالمعنى المقصود، لكنه سيكون بالعكس ميلادا جديدا للأمة.
موت الامم قد يعني موتها بالمعنى الحرفي المباشر، أي اختفاءها المادي من الوجود. وفي تاريخ البشرية نماذج كثيرة لأمم وحضارات قامت وازدهرت ثم اختفت من الوجود. لكن المثال الابرز الذي يرد فورا الى الذهن هنا هو دولة العرب والمسلمين في الاندلس التي عاشت لثمانية قرون كاملة متصلة ثم اختفت من الوجود.
غير ان موت او انهيار الدول والامم ينصرف ايضا الى معنى آخر غير معنى الاختفاء المادي الفعلي. الامم قد توجد على قيد الحياة، لكن بلا وزن ولا تأثير ولا دور فاعل في عالم التقدم والمكانة بكل معانيها وسط الامم الاخرى ومقارنة بها.
عموما، لنر كيف ناقش المفكرون والعلماء قضية موت وحياة الامم.
***
مع ابن خلدون
أي نقاش لقضية تفسير انهيار وموت الدول والامم لدى المفكرين لا بد ان يبدأ من العلامة العربي الكبير ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع المعاصر في العالم كله. ابن خلدون كان في طليعة المفكرين الذين ناقشوا القضية في عمله الخالد «المقدمة«، وقبل ان يتطرق اليها المؤرخون والمفكرون في الغرب بزمن طويل.
وحقيقة الامر ان هؤلاء المؤرخين والمفكرين عندما ناقشوا القضية بعد ذلك تأثروا بشدة بابن خلدون وافكاره بهذه الدرجة او تلك كما سنرى حالا. ماذا يقول ابن خلدون اذن عن هذه القضية؟
في رأي ابن خلدون، الدول لها دورة حياة مثلها بالضبط مثل الانسان.. أي تولد، ويقوى عودها وتشتد، وتهرم، ثم تموت. وبالنسبة اليه، الدولة تقوم على العصبية. والعصبية في مفهومه ليست مرادفا للمعنى الضيق المباشر الذي يرد الى ذهن البعض، لكنها تعني بتعبيراتنا المعاصرة الروح الوطنية والقومية. والعصبية التي تقوم عليها الدولة هي في رأيه تتعزز بالدين وهما متلازمان. في رأيه ان «الدعوة الدينية تزيد الدولة في اصلها قوة على قوة العصبية«. العلاقة الوثيقة بين الدين والعصبية في قيام الدول وفي تفسير قوتها لدى ابن خلدون هي مرادف لما نقوله اليوم من تلازم لا غنى عنه بين العروبة والاسلام.
وابن خلدون قدم تصورا متكاملا لمراحل تطور الدول من قيامها حتى موتها. هذا التصور يقوم على ان الدول تمر بخمسة اطوار:
الطور الاول: طور القيام والنشأة. حيث «ان مجموعة من الناس اصحاب عصبية جاهدت وقاتلت حتى حصلت على الملك تجد انهم في المرحلة الاولى مجتمعين لان الملك حصل لهم جميعا فبينهم تعاون وتضافر وتلاحم«.
والطور الثاني: هو ما يسميه طور الاستبداد والاستئثار بالسلطة والسلطان
والطور الثالث: طور الفراغ والدعة لتحصيل ثمرات الملك.
والطور الرابع: طور الخنوع والمسالمة والتقليد للسابقين بحيث «يقول الانسان ان ما كان عليه آباؤه واجداده هو السليم«.
والطور الخامس: هو الاسراف والتبذير واصطناع قرناء السوء وابعاد الصالحين الناصحين.
وكما نرى، فان ابن خلدون قدم تصورا لمراحل الانهيار التدريجي للدول، وسبب الانهيار في كل مرحلة الى ان ينتهي الامر بزوال الدولة.
بعض المفكرين العرب اخذ على ابن خلدون انه قدم نظرية لقيام وتطور الدول وموتها باعتبارها قدرا حتميا، ومن ثم فلا مجال لإصلاح او انقاذ الدولة من الموت. فطالما ان هذه هي دورة الحياة الحتمية للدولة، فان المعنى الضمني المفهوم ان أي جهد او اصلاح لن ينقذها في نهاية المطاف من مصيرها المحتوم. لكن الحقيقة ان هذا حكم تعسفي الى حد كبير. ذلك ان حرص ابن خلدون على ان يحلل ويفسر اسباب وعوامل الانهيار التدريجي يعني بداهة ان معالجة هذه الاسباب وتجنب دواعي الانهيار هذه كفيل بأن ينقذ الدولة من الانهيار.
وعلى العموم لو اعدنا قراءة هذا العرض المبسط جدا لتصور ابن خلدون، سنكتشف فورا الاسباب التي تقف في رأيه وراء انهيار وموت الدول.
***
نظرية توينبي
المؤرخ البريطاني الكبير ارنولد توينبي من اكبر من قدموا اسهاما في دراسة القضية.. قضية انهيار الحضارات. وهو بالمناسبة تأثر جدا بابن خلدون، وسجل بنفسه ذلك. كتب يقول: ان المجال الذي اختاره ابن خلدون بجهوده العقلية يبدو انه كان سابقا فيه، فلم يطرقه احد من اسلافه. ولم يكن له منافسون من معاصريه. وتعد مقدمته في فلسفة التاريخ بلا شك اروع انجاز من نوعه ابدعه عقل في أي زمان او مكان.
توينبي قضى كل حياته الفكرية تقريبا في دراسة هذه القضية بالذات. وقدم للفكر الانساني عمله الموسوعي الضخم «دراسة للتاريخ« في 12 مجلدا. درس في موسوعته هذه قصة صعود وسقوط الامم والحضارات في العالم. ودرس تحديدا قصة 22 حضارة في تاريخ البشرية. ذلك ان تاريخ البشرية بالنسبة لتوينبي هو تاريخ الحضارات وليس تاريخ الدول المتفرقة الصغيرة.
ونظرية توينبي في قيام وصعود وسقوط الحضارات بسيطة للغاية. يطلقون عليها «نظرية التحدي والاستجابة«. بالنسبة اليه، الحضارات تقوم وتصعد استجابة لتحديات محددة سواء كانت هذه التحديات مادية او اجتماعية. وفي تحليله ان الحضارة عندما تصل الى مرحلة تعجز فيها عن الاستجابة للتحديات التي تجابهها، فانها تدخل في مرحلة الانهيار.
لكن ما الذي يجعل حضارة تعجز عن الاستجابة للتحديات؟ في رأي توينبي ان السبب الاساسي لهذا العجز هو عندما تفقد الحضارة قوتها الاخلاقية والقيمية والروحية، أي عندما تشهد انهيارا قيميا واخلاقيا ودينيا.
في تحليل توينبي ان هذا الانهيار القيمي والاخلاقي والديني يقود الى الجمود، والى العجز عن الابتكار والتجديد والابداع، ومن ثم العجز عن مواجهة التحديات. حين يحدث هذا، تشهد الامة او الحضارة ما يسميه توينبي «شرخ في الروح« يقود الى موت القدرة الروحية والاخلاقية على الابداع والتجديد ومجابهة التحديات. هذه هي وباختصار شديد جدا ملامح نظرية توينبي في تفسير انهيار الحضارات وسقوطها. وهو بناء على نظريته هذه، يقسم مراحل تطور الحضارات الى خمس مراحل. ونلاحظ تأثره الشديد هنا بالتقسيم الذي قدمه ابن خلدون.
1- مرحلة الميلاد والنشأة.
2 - مرحلة الازدهار والتوسع السريع.
3- مرحلة الجمود والعجز عن التطور والابداع والتجديد.
4- مرحلة الانحلال والتدهور الاخلاقي.
5- مرحلة السقوط والانهيار.
اذن، جوهر نظرية توينبي يقوم على ان الامم والحضارات تموت اساسا بسبب عوامل داخلية. وفي القلب من هذه العوامل الداخلية انهيار القيم والقوة الاخلاقية. ولقد لخص هو بنفسه القضية برمتها في عبارة بليغة حقا عندما قال: «الحضارات لا تموت قتلا، وانما تموت انتحارا«.
***
.. ونظرية ويل ديورانت
ايضا المؤرخ الامريكي العظيم ويل ديورانت مثله مثل توينبي قضى عمره في دراسة قصة تطور وصعود وسقوط الحضارات في تاريخ البشرية. وليس غريبا ان النظرية التي خرج بها في تفسير انهيار وسقوط الحضارات والامم لا تختلف كثيرا عن نظرية توينبي، بل هي تكاد في الحقيقة تتطابق معها
ديورانت لخص بنفسه ملامح نظريته في مقال شهير له عنوانه «ما هي الحضارة؟«. في تحليله ان هناك مقومات محددة تقوم عليها الحضارة بالضرورة هي:
1- وجود نظام سياسي
2- وجود شكل من اشكال الوحدة في اللغة كي تكون وسيلة اتصال وتفاعل عقلي وثقافي.
3- لا بد من وجود معايير قيمية واخلاقية متعارف ومتفق عليها كي تكون موجها وهاديا وحافزا.
4- وجود دين او عقيدة اساسية حاكمة.
5- وجود نظام تعليمي ينقل القيم والثقافة الى الاجيال الجديدة. وفي رأي ديورانت، فان اختفاء او انهيار بعض هذه المقومات، واحيانا انهيار واحد منها فقط يمكن ان يدمر الحضارة ويقود الى انهيارها
وفي كتابات اخرى كثيرة، يضع ديورانت الانهيار الاخلاقي والديني والاخلاقي في مقدمة عوامل سقوط الحضارة. يقول: «الحضارات العظيمة لا تنهزم الا عندما تدمر نفسها من داخلها. والاسباب الاساسية لانهيار روما مثلا والحضارة الرومانية تكمن في شعبها واخلاقياته، وصراع فئاته وطبقاته، والاستبداد الذي عرفته.. وهكذا«. ويقول ايضا: «قبل عصرنا الحالي، لا توجد امثلة في التاريخ لمجتمع استطاع ان يسمو اخلاقيا في حياته من دون مساعدة اساسية من الدين«.
***
.. وافكار اخرى
بالاضافة الى امثال هؤلاء المؤرخين والمفكرين العظام، هناك كثيرون جدا من الكتاب والمؤرخين الاخرين الذين ناقشوا القضية وادلوا بدلوهم فيها. هذه بعض نماذج محدودة من اسهامات كتاب ومؤرخين توقفت عندها.
ادوارد جيبون، مؤرخ ومؤلف لكتاب «انهيار وسقوط الامبراطورية الرومانية«. جيبون حدد بدوره خمسة اسباب تفسر في رأيه انهيار وموت الامم. هذه الاسباب هي:
1- انهيار مكانة وقدسية البيت والاسرة باعتبار انها هي اساس المجتمع الانساني. 2- فرض الضرائب المرتفعة، وانفاق المال العام على الكماليات والامور المظهرية. 3- ما يسميه تحول المتعة الى اشكال من الجنون. مثال ذلك ان تصبح الرياضة عاما بعد عام اكثر عنفا ووحشية.
4- انهيار المسئولية الفردية. أي احساس الفرد بمسئوليته تجاه المجتمع.
5- انهيار مكانة الدين في المجتمع، وكقوة مرشدة وموجهة وهادية لأبناء المجتمع تفكيرا وقيما وسلوكا.
لورد ما كولاي، مؤرخ وكاتب انجليزي عاش في القرن التاسع عشر. كتب بدوره عن قضية انهيار وموت الامم واسباب ذلك. في رأيه ان الامم تمر في اعمارها عبر مراحل مختلفة هي على النحو التالي:
1- من العبودية الى الايمان الروحي.
2- من الايمان الى البسالة والشجاعة الفائقة.
3- من الشجاعة الى الحرية.
4- من الحرية الى الوفرة.
5- من الوفرة الى الاستكانة والرضا الفائق عن النفس.
6- من الاستكانة الى الانانية المفرطة.
7- من الانانية الى الاستهتار واللامبالاة.
8- من الاستهتار الى التبعية.
9- من التبعية الى العبودية مجددا
بالطبع من السهل من هذا الترتيب الذي وضعه لمراحل تطور الامم ان نعرف الاسباب التي حددها والتي تقود الى انهيارها وموتها.
***
هذه عزيزي القارئ بعض من النظريات والافكار التي طرحها المؤرخون والمفكرون في محاولاتهم الاجابة عن السؤال: لماذا تنهار الأمم وتموت؟ قبل ان اقدم بعضا من الافكار الاخرى بهذا الخصوص. لا بد من الاشارة الى ما قاله مولانا جلال الدين الرومي. فهو في جملة واحدة بليغة معبرة حقا لخص في حقيقة الامر كل هذا الجدل وان لم يفصل.
قال مولانا الرومي: الامم تموت عندما لا يصبح بمقدورها ان تميز بين الحق والباطل.
ماذا يعني كل هذا الجدل بالنسبة لحال امتنا العربية اليوم؟
=========
>>>> الرد الثالث :
=========
>>>> الرد الرابع :
=========
>>>> الرد الخامس :
=========