عنوان الموضوع : ربي يعيشكم ثانية ثانوي
مقدم من طرف منتديات العندليب
من فضلكم عاونوني راني غارقة
أريد معلومات حول معاهدة التافنة ودي ميشال لكن االمطلوب لو تجدون لي الوثيقة الأصلية اللتي كتبها الأمير عبد القادر بيدة و هي مطبوعة و قديمة صورة لها تكفيني
و إن لم تجدو فلا بأس بمعلومات عادية
و جزاكم الله خيرا و جعلها في ميزان حسناتكم
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
وينكم بلييييييييييز عاونوني
=========
>>>> الرد الثاني :
شوووف هدا ليساعدك :
معاهدة التافنة 1837م
- ظروف انعقاد المعاهدة:
أمام هذه الهزائم المتتالية أرسلت الحكومة الفرنسية الجنرال بيجو* احد أشهر قادتها العسكريين على رأس جيش كبير جدا لمواجهة الأمير عبد القادر، فأدرك الجنرال انه من الصعب تحقيق ذلك فاقترح عليه معاهدة عام 1837 تعرف بمعاهدة التافنة وذلك بوضع حل سلمي ينهي الصراع بين الأمير عبد القادر والجنرال بيجو.
أ- ظروف الأمير عبد القادر.
نظرا لوجود عدة ظروف صعبة واجهت الأمير عبد القادر خاصة في صيف 1836 دفعته لعقد صلح من جديد مع الفرنسيين كان على رأسها انهزام قواته في معركة السكاك(+) والتي علق الأمير عبد القادر أمالا كبيرة حيث أرادها أن تكون إعادة لما حدث في معركة المقطع لكن الحظ حالفه فتفرق حشود القبائل من حوله وعودة معظم المقاتلين إلى أوطانهم كما سرت روح التشاؤم والهزيمة في الحقول ولم يجد معه من الزاد إلى حبات من التين قدمتها إليه عجوز لم تكن تعرف من يكون واعتبر الفرنسيون نهايتها نصرا كبيرا لهم.(1)
وبالتالي كان لزاما على الأمير عقد صلح مع الفرنسيين لوضع حد للمشاغبين والانتهازيين والخونة وإصلاح الخلل الواقع في بعض الجهات من جهة ومن جهة أخرى تنظيم شؤون الدولة والشعب وتوفير السلاح للمجاهدين، ونتيجة لهذه الظروف دعا الأمير إلى عقد إلى عقد مجلس استشاري حضره كل من شيوخ كبار القبائل وزعماء الفرسان...الخ على ضفة نهر الهبرة في 25 ماي 1837.(2)
=========
>>>> الرد الثالث :
* توماس روبير بيجو: هو ماريشال من نبلاء بيكو( بفرنسا) ملقب بدوق اسلي ولد في1784 وتوفي في 1849عين قائد لمنطقة وهران وخاض ضد الأمير عبد القادر عدة معارك انتصر في بعضها (السكاك). للمزيد أنظر شارل أندري جوليان، تاريخ الجزائر المعاصر، ص164.
(+) معركة السكاك: أحد روافد يسر الغربي) وقعت بين الأمير وبيجو في 06 جويلية 1836. للمزيد أنظر مذكرات الكولونيل أسكوت، ص110.
(1) إسماعيل العربي، المقاومة الجزائرية تحت لواء الأمير عبد القادر، ص137-138.
(2) إدريس الخضير، البحث في تاريخ الجزائر الحديثة،الجزء 01،دار الغرب للنشر والتوزيع، ص115.
نتيجة لذلك اتهمه الحزب المتعصب بالطموح الشخصي وبالتضحية بالمبادئ الدين من اجل أغراضه الشخصية إلا أن الأمير عبد القادر كذب ما اتهم به وطلب السلام بإرادته إذ نظر إليه على أساس عمل قومي وهذا ما عبر عنه في كلمات افتتاحية قال فيها:< لا أريد أن اسمع احد منكم يتهمني بالرغبة في عقد السلام مع المسيحيين إن قضية السلام والحرب قضية انتم الذين تبقون فيها.(1)
(1) أوصديق فوزي، النظام الدستوري الجزائري،ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، ط05،1995،ص115.
ب- ظروف فرنسا:
وصل الجنرال بيجو إلى الجزائر على رأس ثلاث جيوش بعد انهزام الجيش الفرنسي في معركة المقطع، التي هزت الرأي العام الفرنسي وحركت المعارضة بشدة في فرنسا وكادت أن تسقط حكومة باريس.(1) حدث هذا في الوقت الذي هزمت فيه القوات الفرنسية بقيادة كلوز يل أمام حامية قسنطينة وانكسرت وتحملت ويل الهزائم الشنيعة.(2)
فقام بيجو بفك الحصار المضروب على القوات الفرنسية التي كانت معزولة في تلمسان، وكانت مهمته هذه تتسم بنوع من النجاح وهو أول انتصار يحوز عليه بأرض الجزائر. فكسب على إثرها رتبة " ليوطنان" لا سيما أن معركة السكاك هي معركة هامة انتصر فيها بيجو على الأمير عبد القادر فأثبت انه قائد محنك وأنه قادر على تقديم المزيد من الخدمات لفرنسا، وتواصلت رغبته في الحصول على فرص أخرى لكسب المزيد من الرتب العسكرية.(3)
وبعد انهزام الأمير في معركة السكاك اتجه إلى معسكر ليعيد تنظيم المقاومة ومنها أدركت الحكومة الفرنسية عظمة القوة الشعبية التي يمثلها الأمير عبد القادر وأن الهزيمة لا تغير شيأ من جوهره، وأنه أشبه ما يكون بالطائر الأسطوري الذي يبعث من جديد من رماده كلما احترق. وتيقنت أيضا أن كسب الحرب في ولاية وهران وهم ( من أوهام القواد العسكريين المتعاقبين)، ولكي تضمن استمرار الاعتمادات العسكرية الهائلة التي تلتها حرب الجزائر ولكي تخفت أصوات المعارضة الصاخبة إلى نصر سريع وقليل التكاليف قام الجنرال بيجو بعقد معاهدة الصلح مع الأمير عبد القادر.(4)
(1) العربي منور، تاريخ المقاومة الجزائرية في القرن 19، دار المعرفة، ص192.
(2) يحي بو عزيز، الأمير عبد القادر رائد الكفاح الجزائري، ط1، دار الكتاب الجزائري، 1989،1964،ص39.
bernarel paul. Les grands soldats de l algerie. Cahier de centenaire de l algerie n4 1931p32 (3). .
(4) إسماعيل العربي، المقاومة الجزائرية تحت لواء الأمير عبد القادر،ص138.
2- الاتصالات لعقد المعاهدة:
أ- الاتصالات الأولية:
جاءت هذه الاتصالات بعد معركة زادي السكاك التي أبدى فيها الأمير عبد القادر وجيوشه بلاءا حسنا، اضطر الجنرال بيجو بعد وصوله في 05 أفريل 1837 السعي لربط اتصالات مع الأمير. وقبل الشروع في ذلك كتب الجنرال بيجو أولا إلى وزير الحربية في 16 مارس رسالة يعلن فيها عزمه على عرض السلام على الأمير عبد القادر وأرفق بالرسالة مشروع رسالة ينوي توجيهها إلى الأمير بعدما توافق الوزارة عليه.(1)
وفي 12 أفريل 1837 وجه رسالة إلى الأمير عبد القادر بمثابة إنذارات يهدد فيها أهل البلاد جاء فيها:< إلى سمو الأمير عبد القادر أخبركم أنني قد حضرت إلى وهران مكلف من طرف دولة فرنسا بإجراء أحد الأمرين؟ إما الصلح وهو الأولى والأسلم على شروط خيرها ونفعها عائدين على الأمتين العربية والفرنسية. وإما الحرب إلى آخر درجة تصل إليها الاستطاعة فأرجو بعد التأمل فيما ذكرناه أن تتنازلوا لرد الجواب.>(2)
وبعد اطلاع الأمير على مضمون الرسالة أدرك أن الفرنسيين عازمون على الحرب ونحن في حاجة إلى صلح ولو لمهلة محددة وهذه المهام تضعف قوة وحماس الجيش الجديد وتجعلهم يميلون إلى الراحة.(3)
(1) إسماعيل العربي، المقاومة الجزائرية تحت لواء الأمير، ص192.
(2) إدريس الخضير، البحث في تاريخ الجزائر الحديثة، ص109-110.
(3) إسماعيل العربي، نفس المرجع، ص127.
فبعث الأمير رسالة إلى بيجو مع وكيله ابن داران جاء فيها: <أنني أشد الناس رغبة في حصول العافية وأشدهم بغضا لسفك الدماء بدون موجب شرعي وان فرنسا لتعلم أنني أرغب في عقد الصلح وإقامة دعائمه على أساس قوة لا تتضعضع. ويشهد بذلك ما خابرتها به على يد سفيرها في طنجة، فان ساعدت العناية الالاهية على إجراء هذا الأمر على يدكم فهو دليل على صفاء طويتكم وصدق رغبتكم وخدمتكم للدولة والشعب معا، فانظر ما ترغبون فيه وأخبروني به على الفور بواسطة رسولي إليكم حتى أنظر فيه.>(1)
ولما وصل كتاب الأمير إلى بيجو اقتضى نظره إلى جنوح إلى الصلح فكتب بيجو رسالة تنص على الشروط: < سمو الأمير عبد القادر، أخبركم بوصول رقيمكم وجميع ما حوله من كلامكم صار معلوما عندي ولرغبتي في حصول الخير للأمتين قد حملت الرسول ورقة ذكرت فيها الشروط التي يتوقف إجراء الصلح عليها وإنني أطلب أن تقبلوا احترامي لجنابكم العالي واليكم شروطي:
أن يعترف الأمير برئاسة فرنسا.
2- تحديد مملكته إلى نهر الشلف.
3- أداء الجزية.
4- أن يعطي رهينة كفالة وفعلا موافقا لكل معاهدة يتوقف عليها في المستقبل.
5- كل من يلجأ من الأمتين إلى الأخرى لا يجبر على الرجوع إلا إذا كان قاتلا.(2)
(1) العربي اسماعيل، المقاومة الجزائرية تحت لواء الأمير، ص127.
(2)إدريس الخضير، المرجع السابق، ص111.
ولما اطلع الأمير عبد القادر على هذه الشروط رأى أنه لم يزل على الحال التي كان عليها من قبل المراسلة. بل أنه في مقام أعظم وأعلى فلا يمكنه أن يقبل هذه الشروط المجحفة بمقامه الذي اعترف به من تقدمك من حكام الجزائر ووهران لمعاهدة الجنرال ديميشال لا سيما والمسلمون يرفضون أن يكون تحت حكم الإفرنج، فان كانت دولة فرنسا تريد إذلالهم وإخضاعهم لحكمها فدون ذلك حرب طويلة الذيل مديدة السيل. فعدل الأمير عن مخاطبة بيجو وكتب إلى الحاكم العام دامريمون:< أنه غير خفي على حضرتكم ما جرت به المفاوضة بيننا وبين بيجو حاكم وهران في عقد الصلح والعدول عن الحرب التي أضرت بالأمتين وحيث أنني وجدت مطمح أنظاره بعيدا عن المطلوب عدلت من مفوضته إلى مفاوضة حضرتكم آملا نجاح في ذلك.>(1)
فاهتز الحاكم العام "دامريمون" لخطاب الأمير فرحا وهذا ما تؤكده رسالته إلى الأمير على إمكانية الوصول إلى تسوية بين الطرفين عن طريق المفاوضات. وبهذه المناورات أشعر الأمير بيجو بوجود بديل أكثر صلاحية منه، وهذا ما أثار قلق الجنرال بيجو،(2) فأرسل شكواه إلى الحاكم العام بفرنسا وهذا الأخير كتب إلى الأمير ما يلي: < لقد أخبرتكم بشديد رغبتي في إجراء الصلح والى الآن لم أزل على ذلك، غير أن أمر الحرب والصلح مرتبط بالجنرال بيجو فان وجدتم وجها مناسبا لإجرائه معه ففعلوا واقبلوا مني مزيد اعتبار لمقامكم.>(3)
وبعدها بعث بيجو رسالة إلى دامريمون يتهجم فيها عليه ويتذمر من الاتصالات التي جرت بينه وبين الأمير عبد القادر، حيث اعتبر تصرفه تدخلا فيما لا يعنيه وغضب بيجو لم يمنعه من إرسال شروط فيها بعض التعديل لكنها لم تلقى القبول من كلا الطرفين. (4)
(1) إدريس الخضير، البحث في تاريخ الجزائر الحديثة، ص122.
(2) إسماعيل العربي، المقاومة الجزائرية تحت لواء الامير عبد القادر، ص144.
(3) مجاهد مسعود، تاريخ الجزائر، الجزء الأول، ص 270.
(4) إدريس الخضير، نفس المرجع.ص 114.
وفي الأخير عزم الجنرال بيجو على الشروع في الحرب فخرج بجيوشه من وهران متوجها إلى الناحية الغربية إلى أن وصل إلى التافنة. ولما علم الأمير بالأمر وكان موجودا بناحية ندرومة يدعو الناس إلى الجهاد فقلق الجنرال بيجو عندما وصله خبر تجمع المسلمين إلى الجهاد وعمل على تجديد المفاوضة مع الأمير من أجل الصلح وصعب على الأمير قبول شروط بيجو فقام بتعديلها بعد مناقشتها مع أعيان دولته ويعيد عرضها على بيجو وذلك بتخليه عن ممارسة سلطانه على المسلمين الذين يقيمون في المناطق الخاضعة للاحتلال.(1)
وفي الأخير اتفق الطرفان على عدم استئناف القتال قبل انتهاء المفاوضات، واستمرت الاتصالات بين الطرفين عن طريق " سي حمادة سقال" بشأن وضع الصيغة النهائية للمعاهدة.(2)
وبعد المناقشات الحادة بين الطرفين تم التوصل إلى عقد صلح ينهي الخلافات بينهما في المعاهدة التي حملت اسم " التافنا" في 30 ماي 1837.
(1) إدريس الخضير، البحث في تاريخ الجزائر الحديثة، ص114.
(2) العماد مصطفى طلاس، فارس الجزائر الأمير عبد القادر.دمشق 1980.ص 131.
ب- الاتصالات المباشرة للمعاهدة:
تلت الاتصالات الأولية التي كانت بين الطرفين في ايطار المراسلات إلى لقاء مباشر بين الأمير عبد القادر وبيجو في 30 ماي 1837، وقبل هذا التاريخ لم يكن قد حصل اجتماع بين الطرفين. ولولا تحديد الشروط النهائية للمعاهدة ما كان ليجتمعا في لقاء مباشر بطلب من الجنرال بيجو ورغبته في أن يكون الاجتماع في مكان وسط بين معسكره ومعسكر الأمير.(1)
فأعجب هذا الأخير بفكرة بيجو ورأى في لقاءه فائدة حيث يتم من خلال هذه المقابلة تعزيز علاقات التفاهم والوئام الجديدة هذا من جهة، ومن جهة أخرى تمكين القبائل والمناضلين من مشاهدة الجنرال بيجو وهو يسير للقاء الأمير عبد لقادر بن محي الدين على بساط السلام.(2)
وقد وصل بيجو إلى المكان المتفق عليه في الوقت المحدد على ضفة التافنة على الساعة التاسعة وإذا بأحد من رسل الأمير يتقدم ليخبره أن مولاه لم يستطع الحضور في الموعد المضروب لتوعكه. وطلب منه التقدم مسافة أخرى لملاقاته فتقدم بيجو نحو مكان الأمير رغم نصح ضباطه بالتراجع خوفا من الوقوع في كمين وبعد السير نحو ساعة أتى رئيس قبائل الواحات أبو حميدة وابلغه أن الأمير في انتظاره عند تل بعيد وفي هذا الأمر يقول بيجو <لقد شعرت في تلك اللحظة أنني وسط مقدمة الأعداء فصحت بالرئيس أبو حميدة قائلا إن هذا العمل في غاية الجرأة من مولاك فقد تركني أنتظر طويلا.> وكانت إجابة الرسول: <كن مطمئنا فلا خوف عليك.> وبعدها تقدمت حاشية الأمير عبد القادر مكونة من مائتي مرابط تتبختر جيادهم وترقص على أنغام الموسيقى، وظهر الأمير ممتطيا جواده الأسود وحوله بعض أفراد أسرته يمسكون بركابه وبأطراف ثيابه.(3)
(1) مجاهد مسعود، تاريخ الجزائر، ص 272.
(2) الجزائري محمد بن عبد القادر، تحفة الزائر في مآثر الأمير عبد القادر، دار اليقظة العربية، بيروت، 1964. ص972.
(3) مجاهد مسعود، نفس المرجع، ص 273.
وقد عبر الجنرال بيجو عن هذا في رسالته إلى رئيس الوزراء حيث كتبها بعد المقابلة مباشرة جاء فيها:<رأيت الحرس المرافق للأمير وهو يتكون من الفرسان الأعيان والرؤساء ذوي الوجوه النيرة، انه لمنظر جميل حقا، أما الأمير عبد القادر فقد كان يتقدمهم ببضع خطوات ممتطيا صهوة جواد أسود كان يدير عنانه بلباقة كبيرة لقد أطلقت عنان جوادي وأسرعت إليه، بعدها سألته عما إذا كان هو عبد القادر مددت إليه يدي التي أخذها وضغط عليها مرتين قبل أن أدخل في الحديث معه أخذت أتأمل وجهه وكسوته ومظهره العام الذي يدل على التقوى والخشوع...>(1)
وبعد مرور خمسة عشر يوما تقريبا وافقت فرنسا على الاتفاقية وأصدرت الأوامر إلى الجنرال " كافينياك"قائد حامية تلمسان تأمره بالخروج منها وتسلم القلعة لنائب الأمير عبد القادر، وامتثل هذا الأخير لهذا الأمر وهو يهتز خوفا.(2)
(1) إسماعيل العربي، العلاقات الدبلوماسية في عهد الأمير عبد القادر، ص120، 121.
(2) مجاهد مسعود، تاريخ الجزائر، ص273.
3- بنود معاهدة التافنة:
تضمنت هذه المعاهدة خمسة عشر بندا على النحو التالي:
المادة01:
يعترف الأمير عبد القادر بسلطة فرنسا في إفريقيا.
المادة02:
تحتفظ فرنسا لنفسها في ولاية وهران بمستغانم ومز غران ووهران وأرزيو وأراضيها وذلك بالإضافة إلى أراضي واقعة من الشرق نهر المقطع والبحيرة( المستنقعات) التي يخرج منها الوادي ومن الجنوب خط يمتد من البحيرة فيمر جنوب السبخة حتى الوادي المالح على مجرى نهر سيدي سعيد، ومن هذا النهر حتى البحر بحيث تكون جميع الأراضي الواقعة ضمن هذه الحدود تابعة لفرنسا. وفي وطن الجزائر مدينة الجزائر والساحل وسهول متيجة التي يحدها شرقا وادي القدرة وما فوقه ومن الجنوب حتى القمة الأولى من جبال الأطلس حتى وادي الشفة وهذه الحدود تشمل البليدة وسائر نواحيها وغربا زاوية وادي مزغران. ومن هناك في خط مستقيم حتى البحر وتشمل المنطقة القليعة مع أراضيها بحيث تكون جميع الأراضي الداخلة فيها تابعة للفرنسيين.
المادة 03:
يمتد سلطان الأمير عبد القادر على ولاية وهران وولاية تيتري وأراضي ولاية الجزائر في الغرب مما لا يدخل في الحدود المرسومة في المادة الثانية، ولا يسمح له بالدخول إلى منطقة أخرى في الايالة.(1)
(1) الكولونيل أسكوت، مذكرات الكولونيل أسوت عن إقامته في الزمالة الأمير عبد القادر. ترجمة وتعليق إسماعيل العربي، الشركة الوطنية لنشر والتوزيع، الجزائر،1981،ص 201-202.
المادة 04:
لا يجوز للأمير بسط سلطانه على المسلمين الذي يختارون الإقامة في الأراضي التابعة لفرنسا، والذين ير يدون العيش في الأراضي الواقعة تحت سلطان الأمير يستطيعون ذلك
كذلك يستطيع المسلمون الذين يعيشون في بلد الأمير الانتقال بدون عائق إلى الأراضي التابعة للفرنسيين.
المادة05:
يمارس العرب الذين يعيشون في داخل حدود الأراضي التابعة لفرنسا شعائر دينهم بكل حرية ويمكنهم بناء المساجد تحت إشراف قاضي كبير للمسلمين.(1)
المادة06:
يدفع الأمير للجيش الفرنسي 30ألف كيل وهراني من القمح و30 ألف كيل وهراني من الشعير وخمسة ألف رأس بقر ويتم تسليم ذلك في وهران على ثلاث دفعات تسلم بعد ثلاثة أشهر من تاريخ توقيع المعاهدة مع مهلة خمسة عشر يوما، والقسطان الباقيان عند رأس كل شهرين بعد ذلك.
المادة07:
يشتري الأمير من فرنسا البارود والكبريت والسلاح الذي تحتاج إليه.
المادة08:
الكرغليون الذين يعيشون في تلمسان أو في مكان آخر لهم الحق في الاحتفاظ بممتلكاتهم وفي أن يعاملوا على قدم المساواة مع الحضر والذين يريدون التنقل إلى الأراضي الفرنسية يكون من حقهم بيع ممتلكاتهم أو تأجيرها.(1)
(1) الكولونيل أسكوت، المصدر السابق، ص204.
المادة 09:
تسلم فرنسا للأمير جزيرة رشغون وتلمسان وقلعة المشور والمدافع التي وضعت فيها قديما، والأمير يلتزم بنقل الذخيرة الحربية والأمتعة العسكرية التابعة للجيش الفرنسي من تلمسان إلى وهران.
المادة10:
تكون التجارة حرة بين العرب والفرنسيين الذين يقيمون في مملكة الأمير أو الأراضي الفرنسية.
المادة11.
يكون الفرنسيون محترمون بين العرب، كذلك العرب بين الفرنسيين وتكون الأسلحة والأملاك التي اقتناها الفرنسيون أو سيقتنونها في أراضي الأمير مضمونة لهم، ولهم حق التصرف بكل حرية ويتعهد الأمير بتعويضهم عن أي خسارة يلحقها العرب بأملاكهم.
المادة12:
يتعهد الأمير بعدم تسليم أي جزء من الساحل إلى أي دولة أجنبية مهما كانت بدون إذن فرنسا.
المادة 13:
يتعهد الطرفان المتعاقدان بان يعيد أحدهما للآخر المذنبين أي قطاع الطرق والذين يحرقون الأملاك وغيرهم.
المادة14:
لا تجوز المعاملات التجارية للولاية إلا في الموانئ الفرنسية.(1
(1) محمد العربي الزبيري، الكفاح المسلح في عهد الامير عبد القادر، المؤسسة الجزائرية للطباعة، الجزائر،1982، ص168.
المادة15:
تبقى فرنسا على ممثلين لها لدى الأمير وفي المدن الخاضعة لسلطته حتى يعمل كوسطاء لصالح الرعايا الفرنسيين وللنظر في كل الخصومات التجارية التي قد تنجم بينهم وبين العرب، ويتمتع الأمير بنفس الامتياز في المدن والموانئ الفرنسية.
حرر برشغون في 24 – 1253ه. التافنة-31 ماي 1837.(1
(1) محمد العربي الزبيري، المرجع السابق، ص169.
*- تحليل بنود المعاهدة:
لم تمض فترة طويلة على كتابة المعاهدة حتى بدأ الخلل وسوء التفسير واضحا عليها، وهذا من خلال التناقض الذي لوحظ على النصين العربي والفرنسي للمعاهدة وحتى بين المواد في حد ذاتها.
ولقد عبر الجنرال بيجو عن رأيه أثاء جلسة في مجلس النواب في 1838 قال< إن الكثير قد قيل عن النقص والخلل الذي جاء في تفاصيل المعاهدة، والتي أعترف بصراحة أن هناك حقا بعض الخلل ولكن أعتقد أن أهمية هذا الخلل مبالغ فيه،وليس هناك سوى خلل واحد وهو عبارة عن مسافة تقطع على واد القدرة وما وراءه. إن هذا التعبير غامض لكن يجب أن لا ننسى أنني كنت في سباق مع الزمن، فقد كان هنالك زورق بخاري في انتظار ما أرسله من بريد وكان من الضرورة القاطعة أن أختم المفاوضات بالحرب أو السلم.>(1)
ولقد تم التفاهم إضافة إلى هذه البنود التي ذكرت في المعاهدة الرسمية على شروط أخرى مفردة منها، أنه يجب أن يسلم الأمير عبد القادر رجاله الذين وقعوا أسرى في يد الجنرال في معركة السكاك ووصلوا إلى وهران في 03 يوليو ومنها أرسلوا إلى بلاد الأمير، وأيضا تم الاتفاق على أن يقدم الأمير إلى بيجو هدية تتضمن 200 ألف فرنك فرنسي حدد الجنرال نصفها الأول لإصلاح الطرق في المقاطعة والنصف الثاني في المنطقة المحيطة به ولكن هذا الاتفاق لم ينفذ لأن الجنرال لم يتلق الموافقة من الوزارة.(2)
(1) هنري تشرشل، حياة الأمير عبد القادر، ترجمة سعد أبو القاسم، تونس،ص159.
(2) د.ن. دينيبزن، الأمير و العلاقات الفرنسية في الجزائر، الجزائر، ص120.
ومن خلال اطلاعنا على المراجع التي تناولناها في موضوعنا هذا تبين لنا أن كل تلك المراجع اتفقت على أن المفاوضات تمت عن طريق اليهودي ( أبن دران ) و الذي تلاعب في بعض الأحيان في تعامله مع الأمير وبيجو لكسب امتيازات منهما، و هذا ما أكدّ عليه العماد مصطفى طلاس في كتابه – فارس الجزائر الأمير عبد القادر.(1)
كما لا يمكن أن تتكرر أن المعاهدة التي تم عقدها قد تضمنت بنودا مختلفة كانت فيما يبدو في فائدة فرنسا لاسيما ما يتصل من ذلك بالتجارة و هي البنود لم تتضمنها معاهدة – ديميشال 1834 و هذه الفائدة كانت بسبب سوء الترجمة للبنود، و تفسيرها تفسيرا سيئا ففسرها كل طرف على طريقته الخاصة، فالسيادة التي احتفظت بها فرنسا في البند الأول لم تكن متلائمة مع روح البند الثاني.
على العموم فأن المعاهدة لم يتم وضعها فيما يبدو طبقا لنظام يشمل كل ما يتصل بالممتلكات الجزائرية الفرنسية فكيف يتناسب ذلك مع التخلي في منطقة وهران عن أهم مدينة تلمسان في داخل البلاد، و الأستلاء في مقاطعة أخرى قسنطينة على أهم نقطة في الداخل و كان على الفرنسيين أما أن يتخلوا على الأماكن التي تكلفهم غاليا أو يحتفظوا بها كلها.(2)
ولقد زعم المؤلفان ( ايميرت Emerit , و هنري بيريس PERES) أنهما عثرا على النص العربي لمعاهدة التافنة و أن هذا النص أيضا ترجمة عن النسخة الفرنسية الأصلية و أكد فيما ذهب إليه أن الذي قام بترجمته إلى العربية هو السيد ( بريسن ) الذي كان أستاذا للعربية في الجزائر. كما أكد أن الصياغة ليست من أسلوب الأمير فالعبارات عامية والتركيز فيها دائما على المصالح الفرنسية التي نصت عليها المعاهدة.(3)
(1) عماد مصطفى طلاس، فارس الجزائر الأمير عبد القادر، ص133.
(2) د.ن.دينيبزن، المرجع السابق،ص121.
(3) هنري تشرشل، المصدر السابق،91.
وقد جاء في المادة الثالثة من الوثيقة: ( إن الأمير يحكم حتى بلاد وهران والمدية ...من العمالة الجزائر التي ما دخل في حدودنا...)والضمير في كلمة حدودنا يعود إلى الفرنسيين، وبالتالي فان هناك من ترجم المعاهدة وعمل على تزوير الحقيقة، وكذلك المادة الخامسة تشمل على عبارة ( بموجب شريعة دينهم على يد قاضيهم كبير الإسلام) وتعبير كبير الإسلام يجعل للأمير السلطة الدينية العلية، وهذا الأمر لا يمكن أن يوافق عليه الأمير عبد القادر الذي يوقع رسائله بلقب أمير المؤمنيين، فكل هذا دليل على الترجمة الرديئة للنص الفرنسي الذي وضع ليحل محل الأصلي.(1)
ولم يتم كذلك تحديد المناطق التي تم التنازل عنها لفرنسا بدقة وعناية وهو الموضوع قد يؤدي إلى نشوء نزاعات أخرى كما أكده الزمن فيما بعد وهكذا كان سهل مليتة الواقع في السبخة من نصيب الأمير مع أن هذا السهل كان منذ القديم المصدر الرئيسي لرفاهية فرنسا من الدوائر و الزمالة، وقد غاب عن بيجو أيضا أن يحتفظ لفرنسا بالطريق الرابط بين آرزيو ومستغانم، بحيث أصبحت مستغانم نقطة منفصلة تماما عن بقية المناطق الفرنسية.(2)
كذلك الحال بالنسبة للمادة السابعة التي نصت أن السلطات الفرنسية التي تمد الأمير عبد القادر بكل أنواع الأسلحة والذخيرة أو المواد الحربية التي قد يحتاج إليها بسعر الشراء. وكان عميله في مدينة الجزائر قد أعطى التعليمات الواضحة لتسهيل مثل هذه الصفقات، وكان هذا العميل مفيدا لسيده لجلبه له الخبراء الفرنسيين من باريس لكي يشرفوا على مشاريعه الداخلية المختلفة وهذا طبقا للمادة العاشرة من المعاهدة إلا أن هذا العميل تم اعتقاله فجأة فما كان من الأمير إلا أن بلغت نظر المارشال فالي إلى ذلك التصرف الذي أساء إلى حقوقه الشرعية إلى أن الرد كان أن المارشال له صلاحيات غير محدودة.(3)
(1) العربي إسماعيل، المقاومة الجزائرية تحت لواء الأمير عبد القادر،ص154.
(2) د.ن.دينيبزن، المرجع السابق، ص121.
(3) هنري تشرشل، حياة الأمير عبد القادر، ص167.
لكن رغم هذا نقول أن وثيقة معاهدة التافنة هي وثيقة صحيحة لحد بعيد، حيث أنها موثوق فيها إلى حد ما بالإضافة إلى أننا نجدها في كل المراجع المتحدثة عن هذا الموضوع، رغم حدوث بعض التجاوزات في الترجمة من الفرنسية إلى العربية ومما لا شك فيه أن معاهدة التافنة تبين لنا دمى رغبة الأمير عبد القادر في السلم ورغم كل ما في المعاهدة من اختلاف في وجهات النظر إلا أنها اعتبرت انتصارا للطرفين.
4- انعكاسات معاهدة التافنة:
أ- على الأمير عبد القادر:
المقصود هنا ما مدى تأثير معاهدة التافنة على دولة الأمير عبد القادر؟ وهل حقق مكاسب من خلال؟
لقد حقق الأمير عدة مكاسب من خلال معاهدة التافنة أولها اعترفت للأمير بالسيادة على المنطقة وتبادل القناصل بين الطرفين.(1) وهذا ما سعى إليه الأمير دائما منذ بداية جهاده. كما أن هذه المعاهدة قد ضمنت له فترة من السلام والهدوء الذي سيدوم 30 شهرا لتدعيم الاستقلال السياسي والاقتصادي لبلده، ولتدعيم المؤسسات الوطنية ولتقوية أركان دولته الفتية.(2) كما استغل الأمير عبد القادر الصلح مع فرنسا في توسيع سلطته في داخل البلاد وتثبيتها، فأقام في تلمسان فترة طويلة لإزالة الفوضى التي أوقعها العرب فيها فادخل إصلاحات على المنشور وفي الدور، وعمر المدينة من جديد وحاول أن يفعل منها النقطة المهمة التي يهيئها لها موقعها الممتاز.(3) وأيضا تفرغ الأمير للقضاء على الفتن الداخلية وعلى المعارضة الموجهة ضده مثل معارضة " الشيخ ديجاني" في عين ماضي بولاية الاغواط والذي لم يكن يعترف بسلطة الأمير وتم لهذا الأخير القضاء على خلافات العشائر وتحديد مواقف التابعين من المعارضين وهذا ما جعل منه قوة وطنية موحدة للقبائل.(4)
وفي هذه الفترة انشأ الأمير جيشا نظاميا قوامه 15000 جندي في ظروف وجيرة جدا منها 12000 مشاة و 2500 خيالة و250 مدفعية و500 فارس.(5)
(1) العربي المنور، تاريخ المقاومة الجزائرية،ص199.
(2) محمد العربي الزبيري، الكفاح المسلح في عهد الأمير عبد القادر، ص115.
(3) د.ن.دينيبزن، المرجع السابق، ص 128.
(4) قليل عمار، ملحمة الجزائر الجديدة، دار البحث ، ط1، الجزائر-قسنطينة،1991،ص35.
(5) إدريس الخضير، البحث في تاريخ الجزائر الحديثة1830-1962،ص138.
ب- على احمد باي:
إلى حد اليوم لايزال الغموض يسود طبيعة الخلاف والنزاع بين الأمير عبد والحاج أحمد باي. والتي تحكمت فيها عدة عوامل نفسية واعتبارات اجتماعية والظروف السياسية، أدت إلى توتر في العلاقات بل نتج عنه في بعض الأحيان وضعية مضرة للمقاومة الجزائرية إذ أنه لم تكن نية الأمير عبد القادر من معاهدة التافنة ضرب الحاج أحمد باي أو التفرغ إليه وإنما مع بيجو لأخذ بعض الوقت.(1) لان دافعه في هذه المعاهدة مع بيجو تمثلت في رغبته في إرساء قواعد دولته وتقوية جيشه، وقد أشعر اتفاق الأمير هذا أحمد باي أنه لم يعد أهلا لتزعم المقاومة.(2) ونتيجة لهذا الأمر كتب الحاج أحمد باي في مذكرته< إن الأمير عبد القادر لقد كتب إلى العرب يخبرهم بأنه أبرم الصلح مع الفرنسيين الذين اعترفوا بسيادته على كامل أنحاء البلاد وعليه يطلب منهم أن يتخلصوا من سلطاني ويدخلوا سيادته، وإذا لم تفعلوا ذلك فإنني أثير عليكم الفرنسيين وفي وقت وجيز ستسحقكم قواتي وقواتهم>(3)
بينما كان هدف الفرنسيين مهمة سلم مع الأمير ليتسنى لهم القضاء على مقاومة أحمد باي وهذا ما انعكس عليه سلبا بسقوط قسنطينة في 13 أكتوبر 1837.(4) وهذا وتكمن نقطة الضعف في موقف الأمير عبد القادر من سقوط قسنطينة موقف المتفرج وحصول اختلال توازن ميزان القوى في الجزائر فاختفى الخصم الضعيف للأمير وبقي الخصم القوي الفرنسيون، وكان من المفروض أن يضل أحمد باي يمثل قوة توازن في الشرق الجزائري تشغل فرنسا وترغمها على مهادنة الأمير عبد القادر.(5)
(1) صالح فركوس ، تاريخ الجزائر مراحل كبرى، ص215.
(2) ناصر الدين سعيدوني، الجزائر منطلقات وآفاق مقاربات للواقع الجزائري من خلال قضايا ومفاهيم تاريخية، دار مغرب الإسلامي، ط1 ، ص109.
(3) محمد العربي الزبيري، مذكرة أحمد باي وحمدان خوجة وبوضربة، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع،ط2، الجزائر 1891 ، ص08.
(4) العربي منور، تاريخ المقاومة الجزائرية، دار المعرفة، ص194.
(5) ناصر الدين سعيدوني، نفس المرجع، ص110.
وعوض أن يحدث التقارب بين الأمير وأحمد باي كان الصراع والخلاف في وجهات النظر وواقع أن تسلط الباي في موقفه ناجم عن اعتقاده الراسخ بأنه الوارث الشرعي لحكومة الجزائر، فما جني من هذا الاعتقاد إلا خسارته كقائد على بايلك الشرق ( قسنطينة ).
ج-على فرنسا:
بإبرام معاهدة التافنة ظهرت ردود فعل لها في فرنسا فقد استقبلها البعض بارتياح ولكن بعد فترة عارضوا لما رأوا فيها من خدمة للأمير عبد القادر، لكن الحكومة الفرنسية رأت أنها أمنت جانب الأمير وترى أنها تخلصت من مقاومته العسكرية لها.(1) وهذا بهدف تصفية حسابها مع الحاج أحمد باي من خلال سعي فرنسا لتسكين الجهة الغربية للجزائر حتى تجد حريتها للقضاء عليه.(2)
هذا بالنسبة لانعكاس المعاهدة على فرنسا ومساعيها من جهة أحمد باي، أما للأغلبية من الرأي العام والبرلمان الفرنسي فإنها تلقت خبر الصلح بقلة الاهتمام وحتى أن بعض المسؤولين استنكروا هذه الوثيقة واعتبروها انهزام لهم وكارثة سياسية لفرنسا، ومن بين القادة الفرنسيين الساخطين على المعاهدة الجنرال " دامريمون " ففي نظره أن المعاهدة تجعل الأمير ملكا على جميع أطراف الايالة ما عدا قسنطينة وشريط ضيق يمتد على ساحل الجزائر ووهران.(3) كما أن اعتراف الأمير بالسيادة الفرنسية بهذه المعاهدة كان له انعكاس ايجابي وآخر سلبي ، فيتمثل هذا الانعكاس السلبي في وجود نوع من الغموض مما يمكن تفسيرها بالاعتراف وهذا ما استنتجه دامريمون في رسالته إلى رئيس وزراء في 15جوان 1838 < ما معنى هذه السيادة؟ إنها كلمة جوفاء ما دامت فرنسا تعامله ( الأمير ) على قدم المساواة وتجعل منه الأمير الفعلي للبلاد باستثناء قطعتين من الأرض احتفظت بهما لنفسها.(4)
ونتيجة لما حققته فرنسا من مكاسب من هذه المعاهدة من اعتراف الأمير بالسيادة الفرنسية الأمر الذي طالما رفضه ورفض التنازل عنه منذ أن رفع السلاح في وجه العدو لكن مع تطور الأحداث استطاع أن يتعامل مع فرنسا دبلوماسيا، واعترافه هذا ما كانت تحتاجه ليكون وجودها بصفة رسمية وبالتالي تحقيق أغراضها الحقيقية.كما أن هذا السلام سيتيح الفرصة لفرنسا لتجربة ما يسمى " الاحتلال المحدود النطاق " وهو النظام الوحيد الذي يمكنه أن يأتي بثمرة.(5)
=========
>>>> الرد الرابع :
ميرسي شعيب ربي يعيشك، بصح ياليت لو جبتلي الوثيقة الأصلية للمعاهدات المكتوبة بخطه الأصلي
=========
>>>> الرد الخامس :
=========