الذاكرة 1هل الذاكرة حادثةبيولوجية فقط ؟ هل الذاكرة حادثة فردية؟
◘ مقدمة:تتأثر أفعالنا اتجاه المشكلات التي تعترضنابمكتسباتتجاربنا السابقة وليس انقطاع الإدراك فيالحاضر معناه زوال الصورة الذهنية المدركة،بل إنالإنسان يتميز بقدرته على اختزان تلك الصورة مما يجعله يعيش الحاضر والماضيمعاوهذا ما يسمى بالذاكرة وهي القدرة على استعادةالماضي مع معرفتنا أنه ماضي , وقد اختلفالفلاسفةفي تفسير طبيعة الذاكرة وحفظ الذكريات هل هي عضوية لها مكان معينفيالدماغ أم هي قدرة عقلية نفسية ؟وهل يمكن تفسيرالذاكرة بالاعتماد على النشاطالعصبي ؟ هل تعتمدالذاكرة على الدماغ فقط أم تحتاج إلى غير ذلك ؟عرض الأطروحةالأولى يحاول الماديون تفسير الذاكرة تفسيرا ماديا وربطها بخلاياالدماغ;ويقولعنها ابن سينا (أنها قوة محلها التجويف الأخير من الدماغ) إن ملاحظات ريبوعلى حالات معينةمقترنة بضعف الذاكرة أو بفقدانها كحالة [ الفتاة التي أصيبتبرصاصة في المنطقة اليسرى من الدماغ فوجد أنها فقدت قدرة التعرف علالمشط الذي كانتتضعه في يدها اليمنى إلا أنها بقيتتستطيع الإحساس به فتأكد له أن إتلاف بعضالخلايافي الجملة العصبية نتيجة حادث ما يؤدي مباشرة إلى فقدان جزئي أوكليللذاكرةوجعلته يستنتج أن الذاكرة هي وظيفة عامةللجهاز العصبي.ولقدتأثرت النظرية المادية بالمقولةالديكارتية القائلة بأن الذاكرة تكمن في ثنايا الجسموأن الذكريات تترك أثر في المخ كما تترك الذبذبات الصوتية على أسطواناتالتسجيل ،وكأن المخ وعاء يستقبل ويختزن مختلفالذكريات ,وهي تثبت بطريقة آلية.اي شبيهةبالعادة ولقد استطاع ريبو أن يحدد مناطق معينة لكل نوع من الذكريات بل ويعد 600مليون خلية متخصصة لتسجيل كل الانطباعات التي تأتينامنالخارج مستفيدا مما أثبتته بعض تجارب بروكا منأن نزيفا دمويا في قاعدة التلفيف منناحية الجهةالشمالية يولد مرض الحبسة وأن فساد التلفيف الثاني من يسارالناحيةالجدارية يولد العمى اللفظي وغيرها ويقولريبو (إن الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية وظاهرة بسيكولوجيةبالعرض(ومن خلال كتابه أمراض الذاكرة رأى( إن الذاكرة بطبيعتها عمل بيولوجي)
مناقشة :لو كانتالذكريات مخزونة في خلايا القشرة الدماغية فكيف نفسر زوال جميع الذكريات أحياناوضعف التذكر أحيانا أخرىعرض الأطروحة الثانيةيرى برغسون أن الذاكرة نوعان ـ ذاكرةحركية تتمثل في صور عادات آلية مرتبطة بالجسم وهيتشكل مختلف الأعمال الحركية التي تكتسب بالتكرار . ـ وذاكرة نفسية محضةمستقلة عنالدماغ ولا تتأثر باضطراباته وهي الذاكرةالحقة التي غاب على المادين إدراك طبيعتهالأنهاغير مرتبطة بالجسم وهي ليست موجودة فيه .... إنها ديمومة نفسية أي روحويعرفلالاند الذاكرة بأنها وظيفة نفسية تتمثل فيبناء حالة شعورية ماضية ويرى برغسون بان عملية التذكر تتحكم فيها مجموعة من العواملالنفسية كالرغبات والميول والدوافع فمقدرة الشاعر على حفظ الشعر اكبر من قدرةالرياضي.ومقدرة الرياضي في حفظ الأرقام والمسائل الرياضية اكبر من مقدرة الفيلسوف ...وهكذا,والفرد في حالة القلق والتعب يكون اقل قدرة على الحفظ ,وهذا بالإضافة إلىالسمات الشخصية التي تؤثر إيجابا أو سلبا على القدرة على التعلم والتذكر كعامل السنومستوى الذكاء والخبرات السابقة...... ومنه وحسب برغسون أن وظيفةالدماغلا تتجاوز المحافظة على الآليات الحركية أماالذكريات فتبقى أحوال نفسية محضة.مناقشةإنبرغسون لا يقدم لنا أي حل للمشكلعندمااستبدل الآثار الفيزيولوجية المخزنة فيالدماغ بآثار نفسية أو صور عقلية مخزنة فياللاشعوروهو لم يفسر لنا كيف تعود الذكريات إلى سطح اللاشعور عن طريقإثارتهاكمعطيات ماضية ، كما ان الفصل المطلق بينهو جسمي وما هو نفسي أمر غير ممكن واقعياالتركيباذاكان ريبو أعاد الذاكرة إلىالدماغ ، وإذا كان برغسون أرجعهاإلى النفس فإنهالفاكس في النظرية الاجتماعية يرجعها إلى المجتمع يقول : ( ليسهناكما يدعو للبحث عن موضوع الذكريات وأين تحفظ إذأنني أتذكرها من الخارج....فالزمرةالاجتماعية التيانتسب إليها هي التي تقدم إلي جميع الوسائل لإعادة بنائها) ويقولأيضا : ( إنني عندما أتذكر فإن الغير همالذين يدفعونني إلى التذكر ونحن عندمانتذكر ننطلقمن مفاهيم مشتركة بين الجماعة) إن ذكرياتنا ليست استعادة لحوادثالماضيبل هي تجديد لبنائها وفقا لتجربة الجماعةواعتبر بيارجاني( أن الذاكرة اجتماعية تتمثل فياللغة وأن العقل ينشئ الذكريات تحت تأثير الضغط الاجتماعي ولا يوجدماضي محفوظ فيالذاكرة الفردية كما هو والماضي يعادبناؤه على ضوء المنطق الاجتماعي
الخاتمة:وأخيرا نستنتج أن الذاكرة هي وظيفة تكاملية بين الجسم والنفس والمجتمعويقولدولاكروا إن التذكر (نشاط يقوم به الفكرويمارسه الشخص فيبث فيه ماضيه تبعا لاهتماماتهوأحوال)
-----------------------------------------------
الذاكرة 2
- هل الذاكرة من طبيعة بيولوجيةمادية أو نفسية ؟
- وهل تحدث الذكريات أثر في الدماغ ؟
- هل تعللالذاكرةبالشعور؟
مقدمة:
يعيش إنسان حاضره بكل ما يحمله منأبعاد كما يمتاز الإنسانبقدرته على استخدام ماضيه واستفادة منه للتكيف معمختلف الظروف فهو(لا يدرك الجديدإلا تحت نور الماضي) والذكريات ومنه كانتالذاكرة أحد الملكات العقلية وإشكاليةالمطروحة:
- هل ذاكرة منطبيعة بيولوجية مادية أم نفسية ؟
- وهل تحدثالذكريات أثر في الدماغ؟
الرأي الأول:
الذاكرة من طبيعة عضوية مادية:
ذهبأنصار الطرح البيولوجي إلى أن الذكريات مخزنة في خلايا المخ والتجربة تثبتأن(الاختلال الهضمي ودوران الدم والتنفس تأثير على التذكر وإن بعض المواد التيتهيجأو تسكن الجملة العصبية تنسي الذاكرة أو تضعفها) كما أن فساد المخ يولدفقدانالذاكرة(الأمنيزيا) الكلي أو الجزئي وقد أثبتت تجارب (بروكا) أن نزيفادمويا فيقاعدة التلفيف الثالث من ناحية الجبهة الشمالية يولد المرض الجنسيوالحقيقة أن هذهالنظرية تؤمن بفكرة(ديكارت) [ تكسى الذاكرة في ثنايا الجسم] ويمثل هذا الرأيالفيزيولوجيون أمثال العالم ريبو الذين يرون أن الذاكرة منطبيعة عضوية مادية وليسمن طبيعة نفسية معنوية ولذلك فالذاكرة توجد في منطقةالجسم تسمى بالدماغ الذييعتبرونه بمثابة الوعاء أو أسطوانة التي تحفظ أوتخزن كل الذكريات التي تنتظربدورها المثير الذي يعمل على بعثها من جديد وقتالحاجة ولذلك قال(ريبو) في كتابهأمراض الذاكرة [إن الذاكرة حادثة بيولوجيةبالماهية وحالة نفسية بالغرض] ويدللالبيولوجيون على أن هذا الرأي بأن إصابةبعض الأجزاء الدماغ نتيجة حادث ما ينتج عنهفي الكثير من الحالات فقدانالذاكرة مما يعني أن الذاكرة من طبيعة عضوية حسية يختصبها الجهاز العصبي فيالدماغ وفي ذلك قال(ريبو) في كتابه السابق الذكر[الذاكرةوظيفة عامة للجهازالعصبي تنشأ عن اتصاف العناصر الخلايا العصبية الحية بالخاصيةالاحتفاظبالتبديلات التي تطرأ عليها وبقدرتها على ربط هذه التبديلات بعضها ببعض] وقال ها رتيب: تحفظ الذكريات على شكل اهتزازات وهكذا الذاكرة من طبيعة مادية .
نقد:
لو كانت ذكريات مخزونة في الخلايا المخ لاختلاف السنان باختلافنسبةالتآلف لكن هذا الأخير يتبع نظاما ثابتا، نسيان الأسماء الخاصة ثمالعامة ثمالأفعال مما يدل على نسبية التفسير المادي.
الرأيالثاني:
الذاكرة من طبيعةنفسية:
عند أنصار هذا الرأيأن الذاكرة من طبيعة نفسية حيث رأى (برغسون) إنه إذاأردت حفظ قطعة شعريةقسمتها بيتا ثم كررتها عدة مرات وكلما أعدتها مرة تحسن حفظيلها فلا يقالحفظتها إلا إذا أصبحت قادرا على تكرارها دون خطأ أن هذه الذاكرة شبيهةبالذاكرة الحركية ثم أنني أستطيع أن أتذكر أثر كل قراءة مفردة في نفسيفأتذكرهاأحدثت هذا الشعر في الأحاسيس أن هذه الذاكرة ثانية لا تشبه العادةولا تحتاج إلىالتكرار لأن تكرار قد يضعفها أن لها تاريخا إنها تامة منذالولادة وهي صورة نفسيةمحضة يمكن استرجاعها في أي وقت ولا تحتاج إلى زمنطويل وعندهم أن المخ آخر فياسترجاع الذكريات في تخزينها إنه مصفاة تصفي بهالذكريات للفعل الحاضر وهكذا يميزالفرنسي(برغسون) بين نوعية من الذاكرةذاكرة حركية مخزونة في الجسم تكتسب بالتكراروالحركة والعقل كالعاداتالجسمية المختلفة وذاكرة نسبية مخزونة في النفس وهي التيتعيد الماضي الذيمر بنا وهي غير قابلة للتجزئة وهي في ديمومة متصلة ومتجددة فهيالذاكرةالحقة ولذلك قال(برغسون) في كتابه [المادة والذاكرة] ذاكرة الذاكرة تسجل كلالحوادث التي تمر بنا أو على شكل صور وذكريات وتضعها وفق تسلسل زمني إنالذاكرةالحق في نظر برغسون تتصور الماضي وتستحضره فالذاكرة دائمامصحوبةبالشعور.
نقد:
بينت البحوث العلمية أن للتكرارالإرادي تأثير في اكتساب بعضالذكريات النفسية ثم أن هذه النظرية لا تبينلنا أين تحفظالذكريات.
التركيب:
التركيز على الجانبالعضوي البيولوجي هو طرح آلي لا يفسرلنا الجوانب الروحية للإنسان وهو يصلحقيقة لا نقاش فيها ألا وهي تأثير الجانبالنفسي على العضوي وفي المقابلالطرح النفسي يركز على الجانب الفرد و يهمل الجانبالاجتماعي كتب (بياربانيه) قائلا: الإنسان المنعزل لوحده لا يملك ذاكرة لأنه ليسبحاجة إليها. ومعنى ذلك أن البحث في طبيعة الذاكرة يقود إلى التركيز على الجانبالاجتماعيوهذا ما نبه إليه (ها لفاكس) فقال: الذاكرة تستمد وجودها من الأطروحةالاجتماعية ويتجاوز الإشكالية أطروحة فيري أن الإنسان يتذكر بكامل شخصيتهوبأبعادهاالمختلفة المتفاعلة والعضوية والنفسية والاجتماعية.
الخاتمة:
ومجمل القول أنالذاكرة من قضايا العلمية في شكلهاالجديد وفلسفية في صورتها القديمة طرحت أكثر منسؤال خاصة (طبيعة الذاكرة) وإذا كان ريبو يميل إلى جانب العضوي واعتباره أساس كلتذكر فإن برغسون فتحمجال بالجانب النفسي لكن الحقيقة الثابتة أن البحث العلميمعاصر قد أكد علىأهمية الجانب النفسي والعضوي معا من خلال وحدة متكاملة يساهم فيهاالبعدالاجتماعي وعلى ضوء تحليل أسبابه وكذا منطق التركيب ونستنتج (الذاكرة منطبيعة عضوية ونفسية واجتماعية وإنسان يتذكر بكامل عناصر شخصيته
------------------------------------------------------------
الأنظمة الاقتصاديةمقالة حول الأنظمة الاقتصادية
جدل بينالرأسمالية والاشتراكية). الأسئلة:-هل التنافس الحرّ كفيلبتحقيق الازدهار الاقتصادي؟-هل الازدهار الاقتصادي مرهون بتحرير المبادراتالفردية؟-هل تُحلّ مشكلة العمل بتقييد الملكية؟-هل تُحل ّمشكلة العمل بتحرير الملكية؟-هل تحقق الليبرالية العدالةالاجتماعية؟
مقدمة:تعتبر الرغبة في الحياة المحرّك الأساسي عند جميع الكائنات الحية خاصةالإنسانوالحيوان تدفعهم إلى الحركة داخلالوسط الطبيعي بحثا عن عناصر البقاء وفي محاولةللاستفادة منه لكن حركة الإنسان [قصدية, واعية, هادفة] هذهالخصائص مجتمعة تعرف فيالفلسفة وعلمالاقتصاد بظاهرة الشغل الذي يحيلنا إلى موضوع "الأنظمةالاقتصادية" فإذا علمنا أن الرأسمالية تعتمد على التنافس الحرّ والاشتراكية تتبنىتوجيهالاقتصاد فالمشكلة المطروحة:هل يتحققالازدهار في ظل الرأسمالية أم الاشتراكية؟
الرأي الأول (الأطروحة): ترى هذه الأطروحة أن [شرط الازدهارالاقتصادي يتوقف على مدىتطبيق النظام الرأسمالي في أرض الواقع] وهو نظام يحققالرفاهية المادية والعدالة الاجتماعية, ويهدف إلى ضمان "أكبرقدر من الربح الماديمع أكبر قدر منالحرية" تعود الجذور الفلسفية للرأسمالية حسب عالم الاجتماع "ماكسفيبر" إلى عاملين فلسفة التنوير التيدافعت عن حرية الفكر والتصرف والبروتستانتيةالتي مجّدت العمل والحرية, هذه الأفكار تجلّت في المذهب الفرديوالذي من أكبر دعاته "آدم سميث" و"ستيوارت ميل" والرأسمالية تقوم على مجموعة من الخصائص أهمها [الملكيةالفردية لوسائل الإنتاج وحقّالتملّك] التي هي في نظرهم تشبع غريزة حبّ التملّكواعتبرها "جون لوك" من الحقوق الطبيعية للإنسان وامتدادلغريزته وقال عنها "جونستيوارت ميل" {الملكية الخاصة تقليد قديم اتّبعه الناس وينبغي إتباعه لأنهيحقّقمنفعتهم}وترى الرأسمالية أن الاقتصادظاهرة طبيعية أساسه قانون العرض والطلب الذيينظّم حركة الأجور والأسعار ومنه ضرورة [عدم تدخّل الدولة فيالشؤون الاقتصادية] لأن تدخلها يتعارض مع أهمّ مبادئ هذا النظام وهو الحرية وهي حقّ مقدّس لكلإنسان لاينبغي النازل عنه وتدخّلها يضربالاقتصاد لأنه يخلق عراقيل مختلف وهنا يظهر مبدأ [التنافس الحرّ] الذي هو في نظرهمضروري لخلق حركية في الفكر والإبداع وإلغاءالتنافس يضعف الاقتصاد قال عنه "باستيا" {إلغاء التنافس الحرّمعناه إلغاء العقلوالفكر والإنسان} والتنافس يحقّق العدالة الاجتماعية وهذا ما أكّد عليه "آدم سميث" في كتابه [بحوث في طبيعة وأسبابرفاهية الأمم] لأن المصلحة العامة متضمنة فيالمصلحة الخاصة فالرأسمالية قادرة على تحقيق الرفاهيةالمادية.
نقد(مناقشة):لاشكأن الرأسمالية قد قسّمت المجتمع الواحد إلى طبقتين طبقة ملك وأخرى لاتملكوتجسّد بذلك استغلال الإنسان
لأخيه الإنسان.
الرأي الثاني (نقيض الأطروحة): ترىهذه الأطروحة أن [الرفاهيةالمادية تتحقق في ظل النظام الاشتراكي] الذي بنظرهم يحققالعدالة الاجتماعية بينأفراد المجتمع الواحد والاشتراكية{أيديولوجية اقتصادية ذاتأبعاد اجتماعية تمجّدالروح الجماعية} تعود هذه الأفكار إلى مجموعة من الفلاسفةمنهم"كارل ماركس" الذي رأىأن الرأسمالية تحمل بذور فنائها بداخلها حيث تزدادالفجوة باستمرار بين الطبقةالبرجوازية المالكة لوسائل الإنتاج وطبقة البروليتاريا (الكادحة) ويفسّر ماركس هذا التناقض قائلاُ {الذين يعملون لا يغتنون والذينيغتنونلا يعملون} هذا التناقض يولد مشاعر الحقد والكراهية فتحدث ثورة الفقراءعلىالأغنياء عندها تسقط الرأسمالية وتحل محلّها الاشتراكية التي تعتمد على مجموعةمنالخصائص منها [الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج] التي ذكرها "فلاديمير لينين" فيبيان الحزب الاشتراكي السوفياتي فقال {الاشتراكية نظام اجتماعي لا طبقي له شكلواحدالملكية العامة لوسائل الإنتاج} وهنا تظهر الحاجة إلى تدخّل الدولة فيالشؤونالاقتصادية أو ما يسمى "توجيه الاقتصاد" من خلال المخططات حيث يصبح العمالمحورالعملية الاقتصادية ويتجسّد بذلك شعار |من كلٍّ حب مقدرته ولكلٍّ حبحاجته|وبذلكتتحقق العدالة الاجتماعية لأن الاشتراكية كما قال "انجلز" {نشأت من صرخةالألملمحاربة استغلال الإنسان لأخيه الإنسان}.نقد (مناقشة): الاشتراكية كان مآلهاالسقوطفي عصرنا هذا بسبب التواكل وغياب روح المبادرة والإبداع وهذه أكبرسلبيات النظام.
التركيب: إن النظام الاقتصادي الفعال الذي يجمع بين المبادئوالغاياتوالوسائل فلا ينظر إلى الاقتصاد نظرة مادية فقط دون مراعاة الضوابطالأخلاقية كمافعلت الرأسمالية كما قال عنها "جوريس" {إنها ترمز إلى سياسة الثعلبالحرّ في الخمّالحرّ} بل لابدّ من السعي إلى تحقيق تكامل بين الروح والمادة وهذه هيفلسفةالاقتصاد في الإسلام فالبيع مقترن بالأخلاق لــ"قوله تعالى" {أَحَلَّ اللهالبَيعَوحَرَّمَ الرِبَا} والملكية ثلاثية الأبعاد [الله, الإنسان, المجتمع] والزكاة تطهيرللنفس ومواساة للفقراء لــ"قوله تعالى"{وفِي أَموَالِهِم حَقٌّللسَائِلِوالمَحرُوم} هذه الاعتبارات الأخلاقية والروحية تدفعنا إلى تجاوزالرأسماليةوالاشتراكية والدفاع عن الممارسة الاقتصادية في الإسلام. الخاتمة:وفيالأخير يمكنالقول أن الشغل ظاهرة إنسانية قديمة كان عنوانا للشقاء والعبودية فيالفلسفاتالقديمة وتحوّل تحت تأثير "فلاسفة العصر الحديث" إلى مصدر للتحرر وبناءشخصيةالإنسان, وظاهرة الشغل ترتبط بإشكالات كثيرة منها إشكالية الأنظمة الاقتصاديةالتيتطرقنا إليها في مقالنا هذا من خلال تتبع أفكار المذهب الرأسمالي الذي اعتبرالحريةجوهر العملية وكذا المذهب الاشتراكي الذي مجّد الروح الجماعية ومن منطلقأنالاقتصاد الفعال هو الذي يربط الممارسة الاقتصادية بالمبادئ الأخلاقيةنستنتج:يتحققالازدهار الاقتصادي عندما تتكامل النظرة الأخلاقية مع الأبعادالمادية.
اللغة والفكر
*** علاقة اللغة بالفكر ***مقدمة : يعتبر موضوع اللغة من المفاهيم الشائكة والمعقدة نظرا لما تطرحه منقضايا جدلية فهي ترتبط بدراسات نفسية من جهة ومن دراسات فيزيولوجية من جهة أخرى ،وعلى هذا النحو اختلف الفلاسفة في تعريف اللغة إذ كان فيلسوف يعرفها حسب مفهومهالخاص إلا أنهم اجمعوا على أن اللغة قد تكون رموز وإشارات قصد التفاهم وقد تكونألفاظ منتظمة لها دلالات معينة ، ومن بين المواضيع المعقدة التي أثارت اهتماماتناهي علاقة اللغة بالفكر ذلك الفكر الذي هو عبارة عن معاني وتصورات يصورها لنا العقلوفي هذه النقطة انقسم جمهور الفلاسفة إلى معارض و مؤيد للغة ومنهم من اتهمها بأنهاقبور المعاني ، ولكن هل يجوز لنا اتهام اللغة بأنها تعرقل الفكر؟وهل يمكننا أن نفصل اللغة بكل بساطةعن الفكر وبعبارة أوضحما مدى تأثير اللغة فيالفكر؟؟؟
التوسيع:القضية : اللغة تعرقل الفكر ـ الاتجاه الثنائيـ *يرى معظم الفلاسفة الحدسيين أمثال الفيلسوف الفرنسيبروغسونأن عدم التناسب بينما تملكه من الأفكار وما تملكه من ألفاظ يعود إلى ما يلي : ـالفكر متقدم عن اللغة ويظهر ذلك من توقف المتكلم أوالكاتب عن الحديث أو الكتابة وترددها بحثا عن اللفظ أو العبارة المناسبة لأداءالمعنى المقصود . تجاوزالفكر بدلالة اللفظ إذ اللفظ لا يعبر إلا على تعارف المجتمع وتبقى جوانب كثيرة ممايجده الإنسان في نفسه من المعاني يصعب التعبير عنها. ــالفكر متصل والألفاظ منفصلة ألأمر الذييجعل اللغة قابلة للتحليل أو التركيب ثم إن الألفاظ جامدة و ثابتة إذا أقيست بتطورالمعاني وبتبدلها من وقت إلى أخر وعلى هذا يصعب التعبير بواسطة هذه الألفاظ عنالحياة الفكرية الباطنية تعبيرا دقيقا لأن عالم الأفكار عالم متصل و عالم منفصل . ـفاللغة كما يلاحظجسبرينبمفرداتها و صيغتهاالثابتة قد أجبرت الفكر على أن يسلك سبلا مطروقة حتى أنهم والى اختفاء الأولين و آلبهم الأمر إلى أن كان تفكيرهم أشبه ما يكون بتفسير ما سبقهم . والفكر فيض منالمعاني المتصلة في تدفق لا تسعه الألفاظ وهذا ما يجعل اللغة تعرقل الفكر لأنهاتقيده وتجمد حيويته حتى قيل * الكلمات قبور المعاني * ثمالتوازي أو التداخل الذي تتميز به العلاقة بين الفكر واللغة ليست في الواقع مطلقافاللغة عبارة عن رموز اصطلاحية و نوصف بأنها اجتماعية عامية في حين أن التفكير يتسمقبل كل شيء بالخاصية الذاتية فهو انعكاس لشخصية الفرد .
* مناقشة:
صحيح إن الإنسان أحيانا يتوقف بل يعجز عن التعبير عما يريد لكن هذالا يعني استقلالية الفكر عن اللغة كما ذهب إليه بعض الحدسيين ولا تثبته للواقع إذنكيف يمكن أن تمثل في الذهن تصورات لا اسم لها ؟ وكيف تتمايز الأفكار فيما بينهالولا إدراجها في قوالب لغوية . * نقيض القضية: اللغة تساعدالفكرــ الاتجاه الأحاديــ يذهب فلاسفةاللغة إلى القول أن اللغة هي الوعاء الذي تصب فيه الأفكار وأكدوا على وجود وحدةعضوية بين اللغة و الفكر وحججهم في ذلك ما يلي : ـلا وجود لمعنى إلا إذا تميز عن غيره منالمعاني ، لا يكون التمايز إلا بعلامة يدركها الإنسان سواء بالتعبير عنها أوبالإشارة إليها مما يسمح للغة بإدراكها . ــلقد كشف علم النفس في تكوين المعاني لدى الأطفال مع اكتسابهم للغةوفقدان اللغة يلازمه اختلال في المقومات الذهنية ، ودلت التجارب أيضا على أن الطفليتعلم الألفاظ ويرددها قبل أن يعي أي يردد الكلمات قبل الأفكار ويقولكوثدياكالمعاني المجردة تولد من الحواسومعنى ذلك أن كل فكرة وصورة أصلها اللفظ أو الاسم الذي يلقيانه بواسطة الحواس .
إذا افتراضنا نظريا وجود معاني متوجة في تدفق يبقىهذا الافتراض خياليا إذ لا يكون لهذه المعاني وجود واقعي ما لم تحددها ألفاظاتلبسها حلة اجتماعية فالإنسان لا يمكن أن يتصور بوضوح إلا ما انتظم في نسق منالألفاظ والرموز المكتسبة وهو يسمي الأشياء المعروفة .... فيتميز باعتبارها الأشياءالتي لا يعرف لها اسما وبهذا يتأكد التلاحم بين الأفكار و الألفاظ فلا لغة بدون فكرولا فكر بدون لغة .
ــ يقول الفيلسوف الانجليزيهاملتونأن المعاني شبيهةبشرار النار لا تومض إلا لتغيب ولا يمكنإظهارهاوتثبيتها إلا بالألفاظ & فالألفاظ حصون المعاني & ــ كما شبهماكسمولرالتداخل بين الفكر واللغة بالقطعة النقدية حيث قال : $ ليس ما ندعوه فكر إلا وجه من وجهي القطعة النقديةوالوجهالأخر هو الصوت المسموع والقطعة شيء واحد غيرقابل للتجزئة $ كما يشيرمارلوبالتيأيضا إن الفكر لا يوجد خارج الكلمات أما فينظر ولسن أن التفكير بدون لغة كالقلم بدون حبر ، فنقول إن الفكر بالنسبة للغةكالروح بالنسبة للجسد . مناقشة : إن عالم العواطف والمشاعر يحتاج إلى لغة خاصة وقد تعجز اللغة في كثير من الأحيانعن التعبير عن أفكارنا كما ذكر لنا برغسون
ـ التركيب : اللغة هي الوسيلة الأساسية لنقلأفكارنا إلى غيرنا ولولاها لضاع تراث البشرية والأفكار لا تتضح إلا باللغة فهي تضعالفكر في الوقت الذي يضعها الفكر كما قالدولاكرونلذا بقيت بعض المعاني الروحيةأوسع من الفكر فان ذلك يشكل حافزا للعلماء واللغويين في أن يبعثوا أكثر ويبدعواألفاظ جديدة تسع عالم الروح والعواطف إن استطاعوه إلى ذلك سبيلا . الخاتمة : إذا كانت اللغة تعبر حقا إلاعلى القليل من مضمون الفكر فلا ينبغي رفضها لأن الفكر بأوسع معانيه بحاجة إليها فهيبالنسبة إليه أداة توضح وتنظم ، فالعجز الذي يصيب اللغة لا يجب أن يوحي برفضهاكوسيلة للتواصل ، إن التخلي عنها يعني إنكار الفكر .
-----------------------------------------------------
العادة
-هل العادة مجرد سلوك آلي ؟مقدمة: يتميز المحيطالذي نعيش فيه بالاتساع وهو ما يشكل عائق أمام تكيفنا خاصة أنما ولدنا به من استعدادات فطرية لا يمكننا من التكيف الأمر الذي جعلنا مضطرين الىاكتساب بعض السلوكات وهي العادة التي توفر لنا الجهد والوقت فهل هذا يعني أن العادةمجرد تكرار آلي أم حركات جديدة؟ هلب العادة مثل الغريزة مجرد ميل أعمى نحو غاية منغير إرادة ولا شعور؟ وإذا كانت حركة ميكانيكية فهل هي تقيد حريتنا وتجعل من الصعبالتحكم في سلوكنا؟
♥ ق1: حاول البعض تعليل العادة كسلوك آلي ذلك أن اكتساب العادةيقتضي ميلا للعمل وتكرار ، يقول أريسطوا (العادة وليدة التكرار )وهذا ما جعل أنصارالموقف الآلي الحديث يتخذون من الفعل المنعكس الشرطي أسس لتفسير السلوك وتقومالنظرية المادية في تفسير اكتساب العادة على أساس من الفروض الفيزيولوجية وردالعادة الى الثبات فيرى الديكارتيون (أن العادة مجرد آلية تحكم فيها نفس الوانينالتي تسير الطبيعة) مثال: ثني الورقة التي تحتفظ بآثار الثني وتسهيل إعادة ثنيهامرة أخرى وهذا ما يحدث لدى الكائنات الحية وتسمى (قابلية التشكيل) وكذلك (الاستبقاءالمغناطيسي) كمثال على (التعود الفيزيائي) فالقضيب الممغنط سابقا يسهل مغنطته ثانياوعليه فقد ربط الفيزيولوجيون أمثال جيمس ومارك دوغال العادة بالدماغ والجهاز العصبيالذي يحتفظ كالورقة بالآثار المرتبطة والمنظمة بحيث عندما تبدأ الحركة الأولىيعقبها الباقي بترتيب ثابت ويؤكد هذا أن أي اضطراب في الدماغ يودي بفقدان الكثير منهذه الحركات ثباتها وسرعتها ♥ نقد: لقد انتقد برادين النظرية الآلية معتبرا (أنالعادة ليست أي آلية أناه آلية ناتجة عن تدخل استعداد الكائن الحي في أن يتغير هوبنفسه) فالفعل المنعكس ليس عادة ، العادة ليست طبيعة ثابتة بل لما لا تكون(طبيعةعادة ثانية) كما يرى بسكال ويرى (فون برافليت) أن العادة نموذج في الاستجابة أكثرمنه سلسلة من الحركات المحدودة وهي لا تقوم على التكرار أو الربط وإنما على التنظيموالتقدم .
♣ ق2: يرى أصحاب النظرية الديناميكية (الحيوية) أن العادة لا يفسرهاالجسم ، فيميز أرسطو و رافيسون بين العادة (كخاصية من خصائص الكائن الحي ) والثبات (كخاصية للجوامد) يقول أرسطو : [ إن رمي الحجر في الهواء ألف مرة لايعلمه الصعوددون قوة دافعة] و يرى رافيسون : ( أن ما يميز الألة الحية ليست طبيعة خصائخهاالفيزيائية والكيميائية .... إنما كونها تتصف بالحياة ) فالروح هي التي تشكل الجسمعلى صورتها وليس العكس و لقد بينت أبحاث (بول ) أن الفأر الذي شكل بصورة جزئيةوالذي يقود على السيو في المتاهة تبقى فيه العادة ، فالخطة ثابتة في حين أساليبالتنفيذ لا تعرف الثبات و في نقد نظرية الإرتباط التي تلح على التكرار...يقول : إنإكتساب العادة يكون أسرع إذا فرقنا بين التمرين بفواصل زمنية فلو كانت النظريةالآلية صحيحة لكان التكرار آلي بدون الفواصل أنجح بكثير بكثير من التكرار المتقطع .
♠ تركيب : إن العادة ليست سلوكا آليا لأن التكرار ليس له مفعول بمفرده فهو لا يخلقآليا الروابط بين الأشياء ، كما أن الترابطات التي تحولت الى عادة لا تعود ثانية ،إلا أن الفرد يريد إعادتها فالإرادة هي التي تستخدم آليات العادة كوسيلة لغاية منالغايات ، الفعل لا يتكرر أبدا والإنسان لا يتعلم بالتكرار الآلي وإنما بالبدء منالجديد ،كما أن القول بأن العادة سلوك لاشعوري إطلاقا قول خاطئ لأن الشعور يحرسدائما الفعل العادي وأن العادة يراقبها الشعور الهامشي الذي ينتقل مباشرة للشعوركلما عجزت الآلية عن مواصلة الحركة (فإذا أخطأنا أثناء الكتابة شعرنا بخطئناوانتبهنا)
♥☻ الخاتمة : هكذا نرى أن الإرادة تهتم بالغايات و الطبيعية تقدم الوسائل، والعادة ليست غاية في حد ذاتها وإنما هي مجرد مرحلة أو وسيلة لتحقيق غاياتالإرادة والعادة كسلوك آلي ما هي إلا وضعية الخادمة إلى وضعية السيدة . يقول شوفالي : (إن العادة هي أدات الحياة أو الموت حسب إستخدام الفكر لها ).
------------------------------------------------
الإحساسوالإدراك
الادراكوالاحساس : هل الادراك هو محصلة للنشاط العقل ام هو تصورلنظامالاشياء؟ كيف يمكنادراك الاماكن البعيدة
مقدمة:باعتبارالانسانكائنا مدركاللاشياء المحيطة به فهو يدركها ادراكا ممباشرا عن طريقالتصوراتالذهنية عبرالحواس غير اننا نلاحظ أن في العالم اشياء مادية منفصلة عنذواتهاوللانسانمعرفة مسبقة لانه مرتبط بنفس ولكن كيف يتم لنا ادراك عالم موضوعي منفصلعنذواتنا؟
ق1نميز بين الافكار التى هياحولنفسية موجودة فيالذات وبين الاشياء المادية والتي هي امتدادات موجودة خارجالذاتومادام مجردحالة ذاتية غير ممتدة فان ادراك شيء ما يكون بواسطة احكام علىالشيءوبخائصه وصفاتهوكيقفياته كما هو عليها وعلى هذا يكون الدرالك عملية عقلية بحتةوالدليل على ذلك هوادراك البعد الثالث الذي لا يقابله أي انطباع حسي ببحيثيستطيعادراكه منخلال رسومات على لوح مسطح لا يوجد فيه عمق الا ان العقل يستطيع ادراكاهبوضوح ويدعمرايديكارت وراي كانطالذي يرى ان فكرة المكان لا تتولد منالتجربةالحسيةوامناهبي تصدر عن الذات المدركة( العقل)، فالمكتن و الزمان قالبانعقليانسابقان علىالتجربةتصب فيهما معطيات التجربة الحسية وبواسطتها تصبح الاشياءالحسيةقابلة للادراكفلاقيمة للمؤثرات الحسية على مشتوى الصور الذهنية ودليل كانط هوانناعاجزون عن تصورأي شيء الا اذا ارصفناه في المكان كما لا نتمكن من ادراك حادثةماالا اذا تصورناحدوثها من خلال زمن معين ثم اننا نستطيع تصور زوال الاشياءمنالمكان ولمكننا لانستطيع تصور زوال المكان من الاشايء لان الحيز المكاني يرجعفياصله الى اسسعقلية ، وقد ادى راي العقلانيون موقف باركلي جورج الذي يرى ان( تقديرمسافة الأشياءالبعيدة ليس إحساسا بل حكما ستند إلى التجربة) وقد استمد هذهالفكرةمن حالةالعمال الذي يسترد بصره كما يرى اننا لاندرك الاشياء كما تعطيها لناالحواسومن ذلكادركنا للمكعب منخلال رؤيته ثلاثة وجوه وتسعة اضلاع فالمكعب معقولوليسمحسوس.
نقد " ومن هذا فاننا ندرك ما للعقلمندور هام في ادراكالمكان ولكن لاينبغي اهمال دور الحواس او التجربة الحسية طالماانالاشياء مستقلة عنذواتها
ق2وخلافا لهذاالراي الجشطالتية ترى ان العقلانيون قد بالغو فيثقتهم بالعقل واهملوا دور الحواسلان ادراك المكان لا يستغنبي عن الحواس مادمت المعطيات الحسية منفصلةعنا فادراكالبعدالثالث يتعذر اذا لم نهتم بطبيعىة الشيء في العالم الخارجي الذي تنقلهالحواسكما ان العقليتاثر بالخداع الحسي ويرجع هذا الى ان التغيرات الحسية تؤثرعلىالحكام العقليةوبالاضافة الى هذا فان مدرسة الجشطالت ترفض التميز بينالحساسوالادراك وترىان الدراكيتم دفعة واحدة ويكون بصورة عامة للاشياء قبل اجزائهابفضلماتتمتع به منعوامل موضوعية كاتشابه والتقارب كما ترى هذه النظرية صور لاصنافعلىالمعطيات الحسيةبل تكون محايدة لها كما تنكر دون التجربة التي ركز عليهابريكليذلك ان الطفليستطيع مسك الاشياء تحت توجيهالنظر
نقد: ومن هذا نجد انالحسيون قدوقعو فيالخطا نفسه الذي وقع فيه العقلانيون باعادة الاعتبار للحواس لا ينبغيانيكون على حسابالعقل
خلاصة: ومن خلال اطلاعنا علىالمواقف ندركان هذه المواقف قد مزقت مفهومالدراك زبذلك فان الادراك يكمن في البطبين العقل والحواس لان الحكم العقلي مرتبطبالتجربة الحسية والعكس صحيح
------------------------
هل أصل المفاهيمالرياضية تعود إلى العقل أم إلى التجربة
السؤال إذا كنت أمامموقفين يقول متعارضين يقول احدهما أن المفاهيم الرياضية في أصلها الأول صادرة عنالعقل ويقول ثانيهما أنها صادرة عن التجربة مع العلم أن كليهما صحيح في سياقه ونسقهوطلب منك الفصل في الأمر لتصل إلى المصدر الحقيقي للمفاهيم الرياضية فما عساك أنتفعل؟
طرح المشكل
منذ أن كتب أفلاطون على باب أكاديميته من لم يكن رياضيا لا يطرقبابنا. والرياضيات تحتل المكانة الأولىبين مختلف العلوم وقد ظهرت الرياضيات كعلم منذ القدم لدى اليونانيين.وهي تدرس الكم بنوعيه المتصل والمنفصل وتعتمد علىمجموعة من المفاهيم .وإذا كان لكل شيء أصل .ولكل علم مصدر فما أصل الرياضيات ومامصدر مفاهيمها ؟فهل ترتد كلها إلى العقل الصرف الخالص, أم إلى مدركاتنا الحسية والى ما ينطبع في أذهاننا من صوراستخلصناها من العالم الخارجي ؟ وبعبارة أخرى هل الرياضيات مستخلصة في أصلها البعيدمن العقل أم من التجربة؟
عرض الأطروحة الأولى
أصل المفاهيم الرياضية يعود إلى العقل
يرى العقليون أن أصل المفاهيم الرياضية يعود إلى المبادئ الفطرية التي ولدالإنسان مزودا بها وهي سابقة عن التجربة لان العقل بطبيعته ,يتوفر على مبادئ وأفكار فطرية .وكل ما يصدر عن هذا العقل من أحكام وقضايا ومفاهيم ,تعتبر كلية وضرورية ومطلقة وتتميزبالبداهة والوضوح والثبات ومن ابرز دعاة هذا الرأي نجد اليوناني أفلاطون الذي يرىأن المفاهيم الرياضية كالخط المستقيم والدائرة .واللانهائي والأكبر والأصغر ......هي مفاهيم أولية نابعة من العقل وموجودة فيه قبليا لان العقل بحسبه كان يحيافي عالم المثل وكان على علم بسائر الحقائق .ومنها المعطيات الرياضية التي هي أزلية وثابتة , لكنه لما فارق هذا العالم نسي أفكاره ,وكان عليه أن يتذكرها .وان يدركها بالذهن وحده . ويرى الفيلسوف الفرنسي ديكارت أن المعاني الرياضية من أشكالوأعداد هي أفكار فطرية أودعها الله فينا منذ البداية وما يلقيه الله فينا من أفكارلا يعتريه الخطأ ولما كان العقل هو اعدل قسمة بين الناس فإنهم يشتركون جميعا فيالعمليات العقلية حيث يقيمون عليه استنتاجاتهم ويرى الفيلسوف الألماني "كانط" إنالزمان والمكان مفهومان مجردان وليس مشتقين من الإحساسات أو مستمدين من التجربة ,بل هما الدعامة الأولى لكل معرفة حسية
نقد الأطروحة الأولى
لا يمكننا أن نتقبل أن جميع المفاهيم الرياضية هي مفاهيم عقلية لان الكثيرمن المفاهيم الرياضية لها ما يقابلها في عالم الحس.وتاريخ العلم يدل على أن الرياضيات وقبل أن تصبح علماعقليا ,قطعت مراحل كلها تجريبية .فالهندسة سبقت الحساب والجبر لأنها اقربللتجربة
عرض الأطروحة الثانية أصل المفاهيم الرياضية هي التجربة
يرى التجريبيونمن أمثالهيوم ولوك وميل أن المفاهيم والمبادئ الرياضية مثل جميع معارفنا تنشا من التجربةولا يمكن التسليم بأفكار فطرية عقلية لان النفس البشرية تولد صفحة بيضاء .فالواقع الحسي أو التجريبي هو المصدراليقيني للتجربة.وان كل معرفة عقلية هيصدى لادراكاتنا الحسية عن هذا الواقع .وفيهذا السياق يقولون (لا يوجد شيء في الذهنما لم يوجد من قبل في التجربة )ويقولونايضا (ان القضايا الرياضية التي هي منالأفكار المركبة ,ليست سوى مدركات بسيطةهي عبارة عن تعميمات مصدرها التجربة )ويقول دافيد هيوم ( كل ما اعرفه قداستمدته من التجربة) ففكرة الدائرة جاءتمن رؤية الإنسان للشمس والقرص جاءت كنتيجة مشاهدة الإنسان للقمر. والاحتمالات جاءت كنتيجة لبعض الألعاب التي كانيمارسها الإنسان الأول .وقد استعانالإنسان عبر التاريخ عند العد بالحصى وبالعيدان وبأصابع اليدين والرجلين وغيرها ,والمفاهيم الرياضية بالنسبة إلى الأطفالوالبدائيين .لا تفارق مجال الإدراك الحسيلديهم ,وان ما يوجد في أذهانهم وأذهانغيرهم من معان رياضية ما هي إلا مجرد نسخ جزئية للأشياء المعطاة في التجربةالموضوعية.
نقد الأطروحةالثانية
لا يمكننا أن نسلم أن المفاهيم الرياضية هي مفاهيم تجريبية فقط لأننا لايمكننا أن ننكر الأفكار الفطرية التي يولد الإنسان مزود بها.وإذا كانت المفاهيم الرياضية أصلها حسي محض لاشتركفيها الإنسان مع الحيوان
التركــــــــــــــــــيب
إن أصل المفاهيم الرياضية يعود إلى الترابط والتلازم الموجود بين التجربةوالعقل فلا وجود لعالم مثالي للمعاني الرياضية في غياب العالم الخارجي ولا وجودللأشياء المحسوسة في غياب الوعي الإنساني .والحقيقة أن المعاني الرياضية لم تنشأ دفعة واحدة ,وان فعل التجريد أوجدته عوامل حسية وأخرى ذهنية
الخاتمة
إن تعارض القولين لا يؤدي بالضرورة إلى رفعهما لان كلا منهما صحيح في سياقه , ويبقى أصل المفاهيم الرياضية هو ذلكالتداخل والتكامل الموجود بين العقل والتجربة .ولهذا يقول العالم الرياضي السويسري غونزيث (في كل بناء تجريدي ,يوجد راسب حدسي يستحيل محوه وإزالته .وليست هناك معرفة تجريبية خالصة ,ولا معرفة عقلية خالصة.بل كل ماهناك أن أحد الجانبين العقلي والتجريبي قد يطغى على الآخر ,دون أن يلغيه تماما ويقول" هيجل" "كل ما هو عقليواقعي وكل ما هو واقعي عقلي"
طرح المشكلة : تعد اللغة بمثابة الوعاءالذي يصب فيه الفرد أفكاره ، ليبرزها من حيز الكتمان الى حيز التصريح . لكن البعضأعتقد ان اللغة تشكل عائقا للفكر ، على اعتبار أنها عاجزة عن إحتوائه والتعبير عنه، مما يفترض تبني الاطروحة القائلة ان اللغة منفصلة عن الفكر وتعيقه ، ولكن كيفيمكن الدفاع عن هذه الاطروحة ؟
- محاولةحل المشكلة
1ا- - عرض الاطروحة كفكرة : يرى أنصار الاتجاه الثنائي ، أن هناك انفصال بين الفكرواللغة ، و أنه لا يوجد تناسب بين عالم الافكار وعالم الالفاظ ، حيث ان ما يملكهالفرد من أفكار و معان يفوق بكثير ما يملكه من الفاظ وكلمات ، مما يعني ان اللغة لاتستطيع ان تستوعب الفكر او تحتويه ، ومن ثــــمّ فهي عاجزة عن التبليغ او التعبيرعن هذا الفكر .
1-ب - مسلمات الاطروحة :الفكر أسبق من اللغة و أوسع منها ، بحيث ان الانسانيفكر بعقله قبل ان يعبر بلسانه .
1-ج -كثيرا ما يشعر الانسان بسيل من الخواطر والافكارتتزاحم في ذهنه ، لكنه يعجز عن التعبير عنها ، لانه لا يجد الا الفاظا محدودة لاتكفي لبيانها ، وعلى هذا الاساس كانت اللغة عاجزة عن إبراز المعاني المتولدة عنالفكر ابرزا تاما وكاملا ، يقول أبو حيان التوحيدي : " ليس في قوة اللغة ان تملكالمعاني " ويقول برغسون : " اننا نملك افكارا اكثر مما نملك اصواتا "
-اللغة وُضعت اصلاللتعبير عما تواضع او اصطلح عليه المجتمع بهدف تحقيق التواصل وتبادل المنافع ،وبالتالي فهي لا تعبر الا على ما تعارف عليه الناس ( أي الناحية الاجتماعية للفكر ) ، ويبقى داخل كل فرد جوانب عميقة خاصة وذاتية من عواطف ومشاعر لا يستطيع التعبيرعنها ، لذلك كانت اللغة عاجزة عن نقل ما نشعر به للآخرين ، يقول فاليري : أجملالافكار ، تلك التي لا نستطيع التعبير عنها .
-إبتكار الانسان لوسائل التعبير بديلة عناللغة كالرسم و الموسيقى ما يثبت عجز اللغة عن استيعاب الفكر و التعبير عنه .
2- تدعيم الاطروحة بحجج شخصية ( شكلاومضمونا )
:تثبت التجربة الذاتية التي يعيشها كل انسان ، أننا كثيرا مانعجز عن التعبير عن كل مشاعرنا وخواطرنا وافكارنا ، فنتوقف اثناء الحديث او الكتابةبحثا عن كلمة مناسبة لفكرة معينة ، أو نكرر القول : " يعجز اللسان عن التعبير " ،او نلجأ الى الدموع للتعبير عن انفعالاتنا ( كحالات الفرح الشديد ) ، ولو ذهبنا الىبلد اجنبي لا نتقن لغته ، فإن ذلك يعيق تبليغ افكارنا ، مما يثبت عدم وجود تناسببين الفهم والتبليغ .
3- أ–عرض منطق خصوم الاطروحة
يرى انصار الاتجاه الاحادي ، أن هناك اتصال ووحدة بينالفكر واللغة ، وهما بمثابة وجهي العملة النقدية غير القابلة للتجزئة ، فاللغةوالفكر شيئا واحدا ، بحيث لا توجد افكار بدون الفاظ تعبر عنها ، كما انه لا وجودلالفاظ لا تحمل أي فكرة او معنى . وعليه كانت اللغة فكر ناطق والفكر لغة صامتة ،على الاعتبار ان الانسان بشكل عام يفكر بلغته ويتكلم بفكره . كما أثبت علم النفس انالطفل يولد صفحة بيضاء خالية من أي افكار و يبدأ في اكتسابها بموازاة مع تعلمهاللغة . وأخيرا ، فإن العجز التي توصف به اللغة قد لا يعود الى اللغة في حد ذاتها ،بل الى مستعملها الذي قد يكون فاقدا لثروة لغوية تمكنه من التعبير عن افكاره .
3-ب – نقد منطقهم
لكن ورغم ذلك ، فإن الانسان يشعر بعدم مسايرة اللغة للفكر ، فالادباء مثلا رغمامتلاكهم لثروة لغوية يعانون من مشكلة في التبليغ ، وعلى مستوى الواقع يشعر أغلبالناس بعدم التناسب بين الفكر واللغة .
iii- حل المشكلة
:وهكذا يتضح ان هناك شبه انفصال بين اللغة والفكر ، باعتبار انالفكر اسبق واوسع من اللغة ، وان اللغة تقوم بدور سلبي بالنسبة له ، فهي تعيقهوتفقده حيويته ، مما يعني ان الاطروحة القائلة : " أن اللغة منفصلة عن الفكر وتعيقه " اطروحة صحيحة .