عنوان الموضوع : مقالات و مقولات....في المشكلة و الاشكالية تحضير بكالوريا
مقدم من طرف منتديات العندليب
مقولات و لا اروع في....المشكلة و الاشكالية
" في اعتباري أن الهاوي في الفلسفة هو الذي يقبل حدود المشكل العادي كما
ترد عليه...أما التفلسف بحق فيتمثل هاهنا في خلق/طرح المشكل وفي خلق
الحل..." برجسون.
"ينبغي بادىء ذي بدء أن نحسن طرح المشاكل ومهما قيل فان المشاكل في الحياة
العلمية لا تطرح نفسها بنفسها وعلى وجه التدقيق ان هذا الاهتمام بالمشاكل
هو الطابع المميز للروح العلمية الحقيقية ".. غاستون باشلار.
يقول اميل برييه :
"ينشأ المشكل بما هو مشكل عندما يكون الفكر في
منزلة متوسطة بين الجهل و المعرفة فلا وجود لمشكل في نظر الجاهل و لم يعد
هناك مشكل بالنسبة للحكيم ".
ديكارت في القاعدة الثانية من قواعد المنهج :
" أن أقسم كل واحدة من المشكلات التي أبحث فيها الى عدد من الأجزاء الممكنة واللازمة لحلها على أحسن وجه".
" يتمثل المنهج الخاص بالفلسفة في تصور المشاكل غير القابلة للحل تصورا
واضحا ثم في تأملها لا غير بثبات و بلا ملل طيلة سنوات في حالة من الانتظار
المجرد من كل أمل " اريك فايل.
"السؤال هو طلب الأدنى من الأعلى" بينما "المشكل فهو ما لا ينال المراد منه
الا بتأمل بعد الطلب وهو الأمر الداخل في أشكاله أي أمثاله وأشباهه مأخوذ
من قولهم أشكل أي صار ذا شكل"
يقول الفارابي :" والسؤال بحرف هل هو سؤال عام
يستعمل في جميع الصنائع القياسية.غير أن السؤال به يختلف في أشكاله وفي
المتقابلات التي يقرن بها هذا الحرف وفي أغراض السائل بما يلتمسه بحرف
هل.فإن في الصنائع العلمية انما يقرن حرف هل بالقولين المتضادين وفي الجدل
يقرن بالمتناقضين فقط وفي السفسطائية بما يظن أنهما في الظاهر متناقضان
وأما في الخطابة والشعر فإنه يقرن بجميع المتقابلات وبما يظن أنهما
متقابلان من غير أن يكونا كذلك..."
كانت المعتزلة قد قالت:" السؤال نصف العلم فكن مع
السائل فإنه المستخرج والمسألة علة الجواب وليس الجواب علة المسألة" فإن
العامي لا يقدر على التوجه الى السؤال وهو قاطن في تراث الحلول الي ورثها
ومتكرر من جاهزية الجواب المسبق التي يؤمنها له الخطاب الثقافي السائد
والنظام المعرفي الذي ينتمي له, ان الحشد يطرد السؤال ويدجنه ويصعب عليه
فتح أقفال هذا التراث الجوابي الذي تكون من شبكة من الحلول المكرورة.
ان الفلسفة كألف ليلة وليلة ليس فيها نهاية حاسمة وانما هي على الدوام
بداية متجددة وطرح مسترسل للأسئلة وفتح مستمر للآفاق "لا تعتبر نفسها
منتهية في كل ما تقوله بل هي عود على بدء وتجربة متجددة لما بدأته"
ان علاقة السائل في الفلسفة بالآخر هي علاقة بين سائل وآخر مسؤول عنه [
جواب] ولا علاقة سائل بمجيب غير مسؤول.ان السؤال الفلسفي سؤال قصدي أي هو
في فعاليته اتجاه نحو مطلوب ما فعندما نسأل في الفلسفة فنحن انما نسأل عن
شيء ما ومن الصعب فصل السؤال الفلسفي عن قصديته فهما شيئان لا ينفصلان: اذ
ليس هناك سؤال فلسفي خالص بل هناك سؤال يتضمن قصدا واعيا و" اذا وجدنا
فيلسوف يسأل ولا تنتهي أسئلته فهو اما حالما أو عابثا" لأن كل سؤال هو عن
شيء ما وسائل دون موضوع جميل يقصده والمقصد هنا هي الحكمة التي تفيد اقتران
النظر بالعمل والمعرفة بالممارسة تماما ليس هناك سؤالا للسؤال بل هنالك
سؤالا من أجل معرفة الذات والعالم والاتصال بالآخر.
يقول كارل ياسبرس :"ان جوهر الفلسفة هو بالبحث
عن الحقيقة لا في امتلاكها حتى لو خانت نفسها كما يحدث مرارا الى درجة أن
تنحل الى دغمائية والى معرفة متضمنة في صيغ ... أن نتفلسف معناه أن نسلك
السبيل".
كارل ياسبرس :" أن ماهو هام في الفلسفة ليس الأجوبة بل الأسئلة لأن لكل سؤال جواب وهذا الجواب يتحول الى سؤال جديد ".
هيدجر : " التفلسف هو تساؤل خارق للعادة خارج النظام عما هو خارج النظام "
يصرح آلان جيرانفيل بخصوص تعريف التساؤل وارتباطه بالسؤال :
"ان نمط التساؤل الفلسفي يشكل خاصية أساسية أخرى فهو تساؤل لا مجرد سؤال،ان
السؤال المنفرد لا يكفي وحده لكي يشكل سؤالا فلسفيا ،اذ يجب على السؤال
الفلسفي أن يكرر لا بمعنى تكرار نفس السؤال ... بل بمعنى تكرار سؤال آخر
ينتمي الى نفس التساؤل الفلسفي..."
" لو كانت حياتنا أبدية خالية من الألم فلن يقع لأحد أن يتساءل عن سبب وجود
العالم وعن سبب حمله لهذه الطبيعة الخاصة بل ستكون كل الأشياء مفهومة من
تلقاء نفسها."
اذا كان السؤال يمكن أن يتحول الى مشكل ويتطلب جوابا واحدا كافيا لفإن
الاشكالية المنبثقة عن هذا المشكل الذي يطرحه السؤال تقتضي حلا يرتكز على
سلسلة من الحجج والبراهين قد لا تكون لها قيمة بمعزل عن المنطلقات
والمرجعيات الفلسفية التي تعود اليها.
ان فعل التفلسف هو فعل الاستشكال,فهو ليس احصاءا للأجوبة ولا مجرد طرح
للأسئلة بل هو بالأساس عملية مسائلة للأسئلة بتحويل الأسئلة نفسها الى
مشاكل من خلال ابراز التناقضات التي تتضمنها والوقوف على المفارقات التي
تفترضها وتحسس الصعوبات التي تعترضها.
ان الاشكالي هو حارس الوجود وهو كذلك اعتراف بصعوبة اقامة جسور بين الواحد
والكل وبين المتناهي واللامتناهي وبين الحق و الخلق,انه لا يملك شيئا غير
تسآل ذاته ولا يفعل شيئا غير قرع الأبواب المغلقة والقفز على العتبات
المقدسة وتحطيم الأوثان.ألم يكن نيتشه محقا عندما رأى ان المشاكل الكبرى
تجوب الشوارع وتحكيها الصبية والشيوخ ويحلم بها المراهقين وأن لا أحد امتلك
جرأة الهجوم عليها ؟ ألم يشر فتغنشتاين أن المشاكل الأكثر عمقا ليست
مشاكل على الاطلاق طالما أنها تجد طريقها الى الحل؟ أليس معرفة ان كانت
الحياة جديرة أن تعاش أم لا هو أعظم مشكل فلسفي؟ ... زهير الخويلدي
انقل لكم من كتاب مقالات و نصوص فلسفية
للاستاذ زروخي الدراجي
ب – الـمواضيع الـمعالجة :
المقالة الأولى: السؤال والمشكلة
كيف تساهم الدهشة في خلق المشكلات الفلسفية ؟
- الطريقة : الاستقصاء الحر
-الـمقدمة :
العالم الطبيعي مشبع بالظواهر الغامضة، والإنسان بوصفه كائن عاقل وجب عليه
أن يكشف ويزيل الغموض حتى يتعرف على أسرار الكون ويتمكن من السيطرة على
الظواهر الطبيعية، هذا الأمر لا يتأت للإنسان إلا إذا كان فضوليا مندهشا
اتجاه الظواهر التي يشاهدها فكيف تساهم الدهشة في خلق المشكلات الفلسفية ؟
-التحليل :
الدهشة هي شعور المرء بجهل وجه الصواب وافتقاده للحقيقة والدهشة تولد فينا
الفضول وتخلق لدينا نوعا من الإحراج وهو ضيق المعرفة وجهل الحقيقة وهذا
إنما يدل أن الدهشة إذا كانت مصحوبة بالإحراج دفعتنا إلى طرح الأسئلة ويقصد
بالسؤال استدعاء المعرفة، والسؤال على علاقة وطيدة بالمشكلة فبعض الأسئلة
يستعصى حلها فتتحول بذلك إلى مشكلات فلسفية والمشكلة هي المسألة المبهمة
التي يستعصى حلها، ولا يتوقف المفكر بعقله عند حد المشكلات بل يرفع مستواه
إلى خلق إشكاليات و الإشكاليات بدورها مسائل تثير نتائجها فينا الشك
والارتياب، وتحتمل الإشكالية النفي والإثبات في آن واحد فالدهشة إذن هي
أساس قيام المشكلات والإشكاليات الفلسفية .
وعبر أرسطو عن دور الدهشة في خلق الفلسفة بقوله : (الدهشة هي الأم
التي أنجبت الفلسفة). فالدهشة تثير عقل الإنسان وتطالبه بالبحث عن الحقيقة
وهي سر الإحراج القائم من ضيق المعرفة وهذا هو السبيل لطرح مجموعة من
الأسئلة. ومن هنا نجد أنفسنا مدفوعين إلى تأسيس منظومة فلسفية فقيمة العقل
تقاس بقدرته على طرح الأسئلة وهذا ما عبر عنه كارل ياسبيرس بقوله : "قيمة
الفلسفة في الأسئلة التي تطرحها". ومن هنا تخلق المشكلات الفلسفية التي
تتناولها العقول وتبحث لها عن حلول، فاكتشاف نيوتن للجاذبية كان من اندهاشه
لسقوط الأجسام نحو الأسفل وعدم ارتفاعها إلى الأعلى وهذا ما أدى إلى
اكتشاف قانون الجاذبية وتأسيس فيزياء تعرف اليوم بفيزياء نيوتن .
إن دور الدهشة في تأسيس المشكلات الفلسفية لا يجب أن ينسينا في أثرها
السلبي أحيانا لأنها دفعت بعض الفلاسفة إلى طرح مجموعة من المشكلات التي هي
أكبر بكثير من متناول العقل، وهذا ما أدى إلى إرهاق العقول وضلالها في بعض
الأحيان.
-الخاتمة:
الدهشة تولد فينا الإحراج والإحراج يقودنا إلى طرح السؤال الذي يتحول إلى مشكلات فلسفية إذا استعصى حله .
المقالةالثانية : السؤال و المشكلة ؟
- طرح عليك سؤال في مادة الفلسفة و سؤال في مادة الفيزياء ،فما الفرق بينهما ؟
طريقة :المقارنة .
مقدمة :
يعمل الإنسان على تطوير الأبحاث العلمية و ترقية الحضارة، و هذا من خلال
طرحه لمجموعة من الأسئلة ، والسؤال هو استدعاء المعرفة رغبة في القضاء على
الجهل و إشباع الفضول البشري، و تختلف ميادين الأسئلة فمنها الفلسفية ،و
منها العلمية فما الفرق بين الاثنين ؟
أوجه الاتفاق :
إن الغاية من الأسئلة العلمية واحدة تتمثل في إشباع فضول الإنسان، و توسيع
نطاق البحث العلمي في محاولة لترقية الإبداع و بناء حضارة أفضل من سابقتها ،
فالاختراعات العلمية الحاصلة اليوم تعود في أصلها إلى السؤال العلمي و
السؤال الفلسفي و يعتبر التفكير الإنساني أساسا للأسئلة العلمية و الفلسفية
- أوجه الاختلاف:
رغم الاتفاق الحاصل بين الأسئلة العلمية والأسئلة الفلسفية ، إلاّ أن
الاختلاف بينهما واضح فموضوع السؤال الفلسفي يتمثل في القضايا الميتافزبقية
الغيبية، لذا فإن المنهج الملائم لحل الأسئلة الفلسفية هو المنهج العقلي
التأملي، في حين موضوع الأسئلة العلمية هو الطبيعة المادية المحسوسة و
المنهج الملائم لحل الأسئلة العلمية هو المنهج التجريبي، كما أن الفلاسفة
ينتهون في إجابتهم على الأسئلة الفلسفية إلى نظريات متباينة، بينما ينتهي
العلماء إلى إجابات ثابتة و متفق عليها تستقر في شكل قوانين علمية .
أوجه التداخل :
بالرغم من الاختلاف بين السؤالين العلمي والفلسفي إلا أن الاختلاف بين
ميدان العلم و الفلسفة لا يعني الانفصال ولا ينفي التكامل بين الاثنين، لأن
الأسئلة الفلسفية تفتح الأفق أمام البحث العلمي و تطوره و عبر عن هذا
المفكر العربي المعاصر محمد زيدان بقوله "إن العلم والفلسفة ليس أحدهما
غريبا عن الآخر، فالفلاسفة الطبيعيون مشغولون منذ أقدم العصور بالعلم
الطبيعي و محاولة فهمه". فالفلاسفة اليوم يحاولون أن يستفيدوا من أبحاث
العلماء في محاولة لمناقشتها و توسيع أفقها، و العلماء بدورهم يستفيدون من
انتقادات الفلاسفة و يعملون على أثرها على تعديل نظرياتهم وتصحيحها و هذا
ما عبر عنه رايشنباخ بقوله " و الحق أن تاريخ العلم في القرن التاسع عشر
يضع أمام أنظار الفيلسوف آفاقًا هائلة ذلك لأنه يجمع إلى وفرة الكشوف
الفنية تحليلا منطقيا زاخرًا و قد نشأت على أساس العلم الجديد فلسفة جديدة "
الخاتمة :
الفرق بين السؤال العلمي و الفلسفي يكمن في أن موضوع السؤال الفلسفي موضوع
ميتافيزيقي غيبي و منهجه عقلي تأملي، في حين موضوع السؤال العلمي مادي
محسوس ومنهجه تجريبي.
المقالة الثالثة : مشكلة أم شكالية
- أثبت بالبرهان صدق القول بضرورة الفلسفة
الطريقة : الاستقصاء بالوضع
- المقد مة :
إن الكلام عن الفلسفة اليوم، يبدو غريبا نظرا لانتشار الكشوفات
العلمية في هذا العصر، فلا حديث إلا على غزو الفضاء، والأسلحة النفاثة،
وصناديق النقد الدولي ومع ذلك، نلاحظ أن الكثير من برامج التعليم في مختلف
الدول تهتم بتدريسها، وما يزال فلاسفة العصر ينشدون ضرورتها . فكيف إذن
يمكننا البرهنة على صدق هذه الأطروحة التي تقف للدفاع عن ضرورة الفلسفة ؟
طبيعة الـموضوع : عرض منطق الأطروحة
(يمكن القول بأن منطق هذه الأطروحة يتمركز، حول الفكر، أبعاده، مواضيعه، وتقدمه ):
-الفكر : من حيث التعريف، نلاحظ أن الفلسفة عبارة عن تفكير، ولا يمكن يمارس الفلسفة بالطبع أو الضرورة إلا الإنسان.
-أبعاده : إن الإنسان، نظرا إلى كونه مفكرا، أي متفلسف يميل بالفطرة إلى التساؤل عن أصله ومصيره . ما يحيط به من أشياء وألغاز.
وسيحمله فضوله إلى ممارسة التشكيك فيما يراه وما يتعلمه وما يكسبه من
مدركات ومعارف . إن فكر الإنسان سيقوده، إلى طرح قضايا المنطق
والميتافيزيقا، الابستيمولوجيا وأسس المعرفة وحدودها .
-مواضيعه : إن الفكر سيذهب بالإنسان إلى ا لبحث عن المبادئ الأولى والأصول
البعيدة تقصيا للحقيقة الصافية المطلقة . ففي الأحلاق مثلا سيهتم بأمهات
المعاني ومصادرها الأولى.
-تقدمه : ومع تقدم العلم سيشتد انبهاره عندما يدرك ضرورة وجود الفلسفة إلى
جانب التقدم العلمي. والتاريخ يشهد أن الفلسفة هي عين الحكمة و أم العلوم .
إثبات منطق الأطروحة :
يمكن لنا أن نثبت الأطروحة من خلال أربع براهين :
-الفكر هو مبرر وجودنا : فإذا لا يمكننا الاستغناء عن الماء والهواء
والطعام، وإذا كانت خاصيتنا الجوهرية هي التفكير، وكان التفلسف مجرد
تفكير، استنتجنا أنه ليس في وسعنا التخلي عن الفلسفة، وإبعادها من مجال
حياتنا لسبب واحد هو أننا دوما نفكر. ولقد استطاع الفيلسوف الفرنسي
(ديكارت) تجسيد هذه الحقيقة في كوجيتوه أنا أفكر (أي أنا أتفلسف ) إذن أنا
موجود .
-الفضول حافز على التفلسف : الفضول وهو مظهر من مظاهر التفكير، ويعتبر من
محفزات التفلسف، ذلك لأن الفضول يدفعنا إلى الدهشة والحيرة، وإن كان العقل
النقي قد استطاع أن يحل محل الكثير من حركات الإنسان، فإنه يبقى عاجزا
أمام ما يمارسه هذا الإنسان من معانات فكرية وطرح إشكاليات فلسفية .
-تقدم العلم مرهون بوجود التفكير الفلسفي : إن الفلسفة مها كان تقدم العلم
واسعا تبقى بالنسبة إليه ضرورة في منطلقاته، وطرقه المنهجية، ونتائجه ونظرا
أيضا إلى شموليتها. فا لذي يرضي العلماء لا يرضي الفلاسفة .
-تقدم الفكر مشروط بالممارسة الفلسفية : وفضلا عن هذا تبقى الفلسفة تسعى
إلى فتح الآفاق المعرفية واختراق الحدود المألوفة العادية وتنشيط العقل.
إذ يرى برترند راسل، أن الشخص الذي لا يتوفر على شيء من الفلسفة يمضي في
وجوده سجين تعصبات زائفة وحياة روتينية مجردة من التأمل. فيظهر له العالم
محدودا محصورا واضحا، ولا تثير فيه الأشياء العادية أي سؤال . وبين
ديكارت أن لفظ فلسفة هذا معناه دراسة الحكمة، وليس المقصود بالحكمة الحذر
في الأعمال فحسب وإنما هي معرفة عامة بسائر الأشياء التي يستطيع الإنسان
معرفتها سواء من أجل السلوك أو من أجل المحافظة على الصحة واختراع سائر
الفنون، ويقول الأستاذ ميرسن "إننا نتفلسف كما نتنفس"
نقد خصوم الأطروحة :
وعليه، فإن الذين انتقدوا الفلسفة في بعض أجزائها كالغزالي أو جملة الفقهاء المسلمين لمخطئون، للاعتبارات التالية :
إن من يرفضها، باسم المروق عن الدين أو الإلحاد، يحتم عليه أن يبرهن على
صدق رأيه ليقنع من لا يقتنع به . وهذا تفلسفت، ولا غنى له عنه .
ومن يرفضها باسم العلم، ودقته ونجا عته، يتعين عليه الاعتراف بأنه يزن
الفلسفة بغير ميزانها فيقيس مثلا، من يطلب اليقين بمن لا يكترث به ويوازن
بين من يهتم بالأجوبة الجاهزة بمن يعتني أكثر بالأسئلة .
أن الفلسفة قد تصيب وتخطئ، ولا يجب رفضها لأنها تخطئ، ذلك لأن الخطأ إنما يكن نسبيا ومن النسبية نصل إلى الدقة .
- الخاتمة :
إذن تبقى الفلسفة ضرورية لأنها تفكير، والتفكير ميزة إنسانية والفلسفة أساس التقدم العلمي والحضاري .
النــــص :
" أجل كلنا فيلسوف . فالفلسفة بأوسع معانيها قديمة قدم الإنسان، فهي
مركوزة فينا وتجري في عروق كل فرد منا فلكل منا فلسفة في هذه الحياة وكل
إنسان فيلسوف بطبعه، على تفاوت في ذلك، فالفلسفة عنوان وجود الإنسان مادام
له عقل يحكم، مشاكل ملحة وواقع متمرد غير مطواع . إن كلا منا يحس على
منواله هو، بالطابع العام للكون، وهذا الشعور هو الذي يحدد له سلوكه.
فتصرفاتنا الحميدة أو المعيبة، ونشاطنا الموفق أو الفاشل وتبرمنا بالحياة
أو إقبالنا عليها كل ذلك مرجعه إلى فلسفتنا في الحياة. يقول نيتشه "إن
المشكلات الكبرى توجد في الشارع " فالفلسفة تنفجر من معين الإنسان، أي
إنسان، وتنبثق من أعماق وجوده لأنه يحتاج لعقلنه الأشياء وتعليلها وإشاعة
النظام فيها، فهو يتساءل دائما عن الأغراض والغايات : لم هذا و لم ذلك ؟
وما الحكمة من وجود هذه الأشياء ؟ و هل للحياة غاية تسعى إليها ؟ وهل
تستطيع أن تحقق هذه الغاية ؟.
وهكذا فالفلسفة بمعناها الأوسع غير منفصلة عن الحياة اليومية بل متصلة بها متفاعلة معها".
محمد عبد الرحمان مرحبا
المطلوب :
حلل النص تحليلا فلسفيا .
تحليل النص :
-الإطار الفلسفي :
إن وعي الإنسان يبدأ بالسؤال، والسؤال لحظة انفصال نوعي يتجاوز فيه الإنسان
غريزته، والفلسفة ليست سوى هذا السؤال الذي يطرحه الإنسان بدافع فضوله
العقلي ليدرك مجموع الموجودات وموقعه من هذا المجموع، لذا كانت الفلسفة
البحث في الوجود بما هو موجود، لكن الملاحظ أن بعض المتطرفين ذهبوا إلى
نفيها والتقليل من شأنها خاصة في العالم العربي الإسلامي وهذا ما دفع بمحمد
عبد الرحمان إلى كتابة نصه هذا ردا عليهم . وجاء النص مجيب على الإشكالية
التالية :
هل يمكن الاستغناء عن الفلسفة ؟
- الـموقف :
يبين صاحب النص أن إنكار الفلسفة لا يعدو أن يكون إنكارا للإنسان في
حد ذاته لأن الإنسان يمتاز بالتفكير في الوقائع التي يشاهدها والتفكير
وظيفة عقلية ومنهج فلسفي يستخدمه كل إنسان لأن الواحد منا مطالب بطرح
مجموعة من التساؤلات حول المشكلات التي يشاهدها في الشارع وحول هذا الكون و
مصيره وإذا شرع الإنسان في الإجابة عن هذه التساؤلات وجد نفسه في دائرة
الفلسفة فالفلسفة بذلك هي التي توجه الحياة وهي التي تتحكم في السلوك
الإنساني وتحدد مزاجه وهذا يعني أن الفلسفة مرتبطة بالوجود ولا يمكن بأي
حال من الأحوال الاستغناء عنها، كما بين صاحب أن التساؤل حول حقيقة الكون
والغاية التي وجد من أجلها هو دليلنا إلى تأسيس مشكلات فلسفية، ولكل إنسان
فلسفة خاصة به حتى ولو كانت على قدر كبير من البساطة وتجاهل الفلسفة يعتبر
نفي لوجود العقل الإنساني
-الحجج :
استخدم صاحب النص عدة حجج لإثبات رأيه نذكر منها:
- إذا كانت الفلسفة تدل على قدرة التفكير، والتفكير مرتبط بالعقل والعقل
خاصية إنسانية فهذا إنما يدل على أن الفلسفة خاصية إنسانية .
- توجد الفلسفة حيث توجد المشكلات، والمشكلات جزء من الواقع وبالتالي فإن الفلسفة جزء من الواقع .
- لا يمكن أن يعيش الإنسان في حالة فوضى دون نظام ولما كانت الفلسفة
أساس النظام، كان الإنسان بحاجة ماسة إليها للقضاء على الفوضى.
- النقد والتقييم :
استخدام صاحب النص عدة أدلة لايستهان بها ليثبت ضرورة الفلسفة وارتباطها
بالذات الإنسانية لكن صاحب النص تجاهل بعض السلبيات الموجودة في الفلسفة
والتي من بينها طرحها لأسئلة أكبر من متناول العقل ولا يمكن الإجابة عنها
كتلك التي تتعلق بالروح وصفات الخالق إذ هي قضايا غيبية قد لا نصل فيها إلى
جواب وهذا ما أدى إلى زلل العقول كما أن البعض استخدمها كوسيلة للمناداة
بالتمييز العنصري كما هو حاصل عند بعض الفلاسفة اليهود وبعض الفلاسفة
الألمانيين والبعض الأخر اتخذ منها طريقا للإلحاد .
دعواتكم ارجوها....
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
جزاك الله خيرا
=========
>>>> الرد الثاني :
مشكور وما قصرت
=========
>>>> الرد الثالث :
و الله كلما أقرأ أقوال الفلاسفة
تاتيني رغبة في الانفجار من الضحك
رغم اني اردسها لاول مرة و هي تعجبني لاني افهمها و لا اجد مشكلة معها .
=========
>>>> الرد الرابع :
=========
>>>> الرد الخامس :
=========