عنوان الموضوع : مقالة في فلسفة العلوم الانسانية...ولا اروع!! باك ادبي
مقدم من طرف منتديات العندليب
ايمكن الحديث عن علمية جديدة في حقل العلوم الإنسانية؟.
ترشة عمار - ثانوية حساني عبد الكريم - الوادي
عـلم العليــم وعقل العــاقل إختــلفــا * من ذا الذي منهمــا قـــد أحرز الشــرفــا
العلــم قــال أنـــــــا أحــرزت غايــــته * العقــل قــال بي الرحمــــن قـــد عرفـــا
فأفصح العــلم إفصــاحا وقــــال لـــــه * بأينا الرحمــن في فــرقانـــــه اتصفــــــا
فبان للعــقــــل أن العـــــلم سيــــده * فقبــل العـقـــل رأس العــلم وانصـــرفــا
أضحت العلوم الإنسانية باعتبارها الحقل العلمي الذي يتخذ من الإنسان موضوعا له, مسالة تتمركز في شتى مجالات فلسفة العلوم . الشيء الذي جعل لهذا المفهوم إشكالا من تجلياته طبيعتها بذاتها، أي ما طبيعة العلوم الإنسانية ؟ هل يمكن تحقيق علمية بخصوص موضوع الإنسان ؟ وكيف الحديث عن تحقيق علمية بكائن تميز بالوعي و الإرادة و الرغبة ؟
إن الحديث داخل حقل العلوم الإنسانية عن علمية جديدة يصاغ بالأساس على اعتبار إمكانية وضع الإنسان، المعروف بأبعاده النفسية والاجتماعية والتاريخية، كموضوع للدراسة العلمية، بمعنى تطبيق، إذا أمكن، منهج قياس كما يتم في العلوم التجريبية، الشيء الذي يجعل الحديث عن هذه المقاربة تدخل ضمن إطار النزعة العلمية في العلوم الإنسانية، والتي أكدت طروحاتها على إمكانية دراسة الظواهر الإنسانية دراسة علمية .
ذهب هذا الاتجاه بأصحاب الفلسفة الوضعية و التي من ابرز ممثليها “اوغست كونت” إلى القول بان الفيزياء الاجتماعية ما هي إلا امتداد للفيزياء، وكذلك الفروع العلمية التي تندرج ضمنها، مما يجعلها بعد اعتبارها علوما للملاحظة، علوما تقبل أي تطبيق تجريبي، كما هو الشأن في العلوم الفيزيائية بغية الحصول على نتائج يقينية، وبالتالي الوصول إلى قوانين دقيقة و موضوعية.
يحذو “دوركايم” هو الآخر ذو النزعة العلمية في تصوره، حذو “كونت” من مجال تخصصه الاجتماعي العلمي، بالميل إلى دراسة الظاهرة الاجتماعية دراسة علمية وفق قواعد منهجية، خاصة بعلم الاجتماع مثلا. كما آلت به دراسته البحثة لظاهرة الانتحار بنتائج جد مقنعة ،وإن اعتبرت هذه النزعة في الدراسة وفي نظر بعض المتخصصين تندرج ضمن خصوصية الظاهرة الطبيعية. لكن هل كل هذا هو أوفى وأغنى للدراسة العلمية؟
أمدت النزعة العلمية، وبالأخص الفلسفة الوضعية، الدراسة العلمية بركائز و أطروحات مكنت من فتح مجالات أفضت إلى إمكانيات أخرى لتحقيق الدراسة العلمية في حقل العلوم الإنسانية،وبوجه الخصوص، على الإنسان باعتباره موضوعا وظاهرة من الظواهر الكونية، والى الوقوف عند علوم كعلم الاجتماع مثلا بكونه علما حقيقيا يرجى به تحقيق دراسة علمية للحصول على نتائج وقوانين يقينية منهجية بالدرجة الأولى،إذا أمكن ذلك. بيد أن هذا الاتجاه قد يكون بنظرته هاته لم يتجاوز إلى ما وراء الإنسان بأبعاده البتّة . وأن هذا الأخير يتميز بملكة الوعي والإرادة، التي قد يكون لها بالغ الأثر في عملية الدراسة العلمية نظرا لصعوبة التجربة على الذات. مما يفرض تعقيدا طبائعيا (يطبعه التعقيد) على العلوم الإنسانية. وهذا ما حمل “بياجي” لتبنيه الموقف الابستيمولوجي، على اعتبار وجود تداخل قائم بين الذات الامبيريقية(الملاحِظة) والموضوع الملاحَظ أو المدروس، وبذلك تتقلص المسافة العلمية بينهما،و أيضا لالتزام الباحث بمواقف فلسفية و إيديولوجية . هكذا، وحسب “بياجي”، تتكون صعوبات تعاني منها علوم الإنسان ، فتكون حاضرة كذلك في العلوم الطبيعية.
يضفي “فرانسوا باستيان” لمسته إلى جانب “بياجي” التي أكدت هي الأخرى عن استحالة وجود علمية داخل حقل العلوم الإنسانية، فذات الباحث الاجتماعي لا يمكن أن تنفصل كموضوع للبحث، لأنه ينخرط رغما عنه في المنظومة والصيرورة المعيشية الاجتماعية، فيلزم باستحضار الوعي والإرادة باعتبارهما ميزة الذات الإنسانية.
أكد هذان الموقفان ضرورة الوقوف عند الباحث أو الملاحظ للعلمية، على انه لا ينفك بنظرته داخل دراسته الحقة، فهو ذو ميزة نمطية (أي داخل نمط معين) قبل أن يكون صاحب تجربة . بحيث لا تخلو التجربة من وقائع معيشية تضفي طابعا لايقينيا على النتائج، فتصبح العلمية بذلك لا موضوعية. وبالتالي تخلص إلى لاتحقيقية العلمية في العلوم الإنسانية الذي كان للوعي فيها العائق الأكيد.
من الصعب خلو أي علمية، كانت كلاسيكية النزعة أو حديثة، من نظرتان متقاربتان ومتقابلتان، في حقل العلوم الإنسانية الحالية، للخروج بنتائج قطعية تدع مجالا للمنهجية في شتى طرقها، للمضي قدما نحو أنمذجة العلوم في هذه العلوم الإنسانية. وبذلك يكون تركيبيا قد تم الجمع بين إمكانية العلمية داخل هذا الحقل، وبين تحقيق تلك العلمية بخصوص موضعة صاحب الوعي و الإرادة، الذي يبقى في الأخير وقبل كل اعتبار، إنسانا ...ختاما.. نقول إن معرفة الإنسان لذاته لازالت في بدايتها ..و بين اعتماد نموذج جاهز أو إبداع نماذج أصيلة لازالت المحاولات و الاجتهادات مستمرة.. مع ما يتولد عليها من نقاشات و سجالات فكرية مهمة تعتبر السبيل الأمثل لتطور سيرورة العلوم الإنسانية .
و مع ذلك لا يمكن إنكار الدور الكبير الذي لعبته هذه الأخيرة في إنارة جوانب كانت إلى وقت قريب مظلمة من العالم الإنساني , كما لا يمكن إنكار الدور السلبي الذي لعبته في تعرية الإنسان و تشييئه وإفقاده تميزه كذات خالقة للمعنى و متسمة بالوعي و الحرية و الإرادة .
و بين هاذين الصورتين تبقى العلوم الإنسانية الآن ضرورة تفرض نفسها كمعرفة تزداد يوما بعد يوم تدقيقا و تخصصا ..و ربما قد يأتي يوم لا نشعر فيه بأي حرج في إدراجها ضمن العلوم الحقة ؟ أو ربما سيجيء اليوم الذي يعترف فيه روادها باستحالة فك لغز هذا الكائن المسمى الإنسان !!.....
-----------------------------------------
من.نص لغسان الكشوري ...بتصرف
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
قبل ان تغادر..هديتي اليك
مالك بن نبي ، تبسيط مشكلة الأفكار
وجدت سكوتي متجـراً فلزمته... إذا لم أجد ربحاً فلست بخاسر
ما الصمت إلا في الرجال متاجر... وتاجره يعلو علـى كـل تاجـر
ان تضي شمعة خير من أن تلعن الظلام
.
=========
>>>> الرد الثاني :
مشكككككككووووووووووووووور
=========
>>>> الرد الثالث :
بارك الله فيك وجزاك كل خير
=========
>>>> الرد الرابع :
=========
>>>> الرد الخامس :
شكرا أستاذتي على كل جهودك بارك الله فيك
تحياتي
=========
السلام عليكم
شكرا على الطرح المميز
بارك الله فيك
Mrciiiiiiiiiiiiiiii
شكرا وجزاك الله خيرا
بارك الله فيك استاذ
ولو كان الامر بيد الأعضاء لجعلناك مشرفا على هذا القسم !!!
فماشاء الله حضور دائم ومشاركات قيّمة
أسال الله أن يجازيك خيرا ويرزقك من حيث لا تحتسب
شكرا جزيلا
شكرا وبارك الله فيك