عنوان الموضوع : استفسار الرجاء الرد تحضير بكالوريا
مقدم من طرف منتديات العندليب
اذا كان الإنسان كائنا أخلاقيا،فهل هذا يعني أن القيمة الخلقية واحدة بالضرورة ؟
هل لها علاقة بهذه المقالة
هل القيمة الخلقية موضوعية ام ذاتية ؟
مقدمة : اتفق علماء الأخلاق على أن يكون موضوع الأخلاق هو دراسة للسلوك الإنساني وهو موضوع متفق بينهما وبين علم النفس لكنها تختلف عنها لكونها لا تدرس السلوك كما هو وإنما كما يجب أن يكون ونلاحظ ان لكل مجتمع قيم خلقية فهي تتنوع باختلاف المجتمعات والعصور بل تختلف باختلاف الطبقات والأشخاص انفسهم ولكن ما نلاحظه هو ان جميع المجتمعات تتفق على مبدأ الأخلاق الصوري المتمثل في استحسان بعض الاعمال وواجب القيام بها واستهجان بعض الأعمال وواجب النفور منها فلا يمكن تصور اخلاق غير مرتبطة بالخير والشر أي إننا نلجأ الى تقييمنا وفق معيار ما يجب ان يكون عليه الفعل مستقبلا ولكن الاختلاف يكمن في تقييمنا وحكمنا على الأفعال فقد يحكم البعض على ان يضرب الاب ابنه بقسوة قصد تاديبه بانه فعل حسن في حين يستهجنه الغير ولهذا علينا ان نتساءل : هل القيمة الخلقية للفعل مستقلة ومنعزلة عن ارادة ورغبة الشخص الذي يحكم ام ان كل قيمة أخلاقية هي قيمة يمنحها الفرد وفقا لرايه الشخصي لفعل معين ؟ او بتعبير آخر : هل القيمة الخلقية موضوعية ام ذاتية
تحليل الموقف الذي يرى ان القيمة الخلقية هي موضوعية او مطلقة : يذهب أصحاب هذا الطرح من أصحاب الفلسفة التقليدية وغيرهم الى اعتبار القيم غايات قسوى وليست وسائل لغايات ابعد منها فهي تحمل قيمتها في باطنها ولا تتغير بتغير تضره الناس إليها ولا تختلف باختلاف الظروف التي تكيف حياة الناس وتغير من رايهم في الأشياء والأفعال لأنها قائم في طبائع الأشياء لا خارجها ويرى – أفلاطون- ان القيمة الخلقية ثابتة ومستقلة عن الإنسان وانطلق من مبدا مناقص لمبدا السفطائيين الذي يقول الالاه مقياس الأشياء كلها وليس الإنسان ويرى ان عالم الاشاء الذى نعيش فيه وندركه هوضل عالم المثل وان الاشاء التى نراها فى الواقع متشاركة بدرجات متفاوتة الحقائق المماثلة لمعانى العالم العلوي والتى تتميز بالكلية والثباة بالحقائق مثل العدل والخير والفضيلة لا وجود لها عند أفلاطون فهي توجد اولا في عالم المثل قبل ان توجد في عالم الحس وعليه فالفكرة مقياس وجود كل شيء في الواقع لان كل ما نراه قيم اخلاقية جزئية مثل الصدق والأمانة هي في الأصل قيم كلية ذاتية او مطلقة توجد في عالم المثل ويدركها الانسان فقط عن طريق العقل لان روحه كانت تقيم في عالم المثل قبل انصالها بجسده ولكن اتحاد الروح مع الجسد لم ينسيها ما كانت عليه وبقيت لها ذاكرة تسترجع من خلالها القيم الخلقية الأصلية وعليه فالإنسان لا يصنع لبقيم الاخلاقية لان وجوده سابق عليه هي ثابتة وكلية واحدة عند جميع البشر ومن ثم فهي موضوعية وهذه النظرية القديمة عرفت عند – المعتزلة- في ردهم على أهل السنة من المسلمين حيث ترى المعتزلة بزعامة – واصل بن عطاء- ان الخير والشر عقليان أي ان العقل هو ذاتنا الأساسية في التمييز بين الخير والشر وبالتالي هو مصدر الإلزام الأخلاقي وتؤكد المعتزلة انه لم يكن الخير والشر عقليان لحس من الذي لكل شيء ولم لم يكن الخير والشر معلومات قبل ورود الشر لاستحال ان يعلم عند وروده ويكون الشرع قد جاء بما لا يعقله السامع ولا يتصوره كما عرفت هذه النظرية في مطلع العصر الحديث عند الذين انكرو علماء اللاهوت في الغرب موقعهم من الافعال الخيرة والشريرة مع العلم ان القيم الاخلاقية عند اصحاب النزعة التقليدية تتميز بخصائص هي انها عاصة وليست خاصة وضرورية غير عرضية لان الحياة لا تستقيم بدونها كما انها واضحة بذاتها ولا تستقي ببرهان ان يكفي ان يفهمها الإنسان ليسلم بصوابها فهي لا تحمل التناقض أي يستحيل جعل نقيضها قاعدة عامة للسلوك الإنساني مثلا لا يستطيع احد ان يدعي ان من حقه ان يكون ضالما ولا هو يقبل ان يقع عليه الظلم من الغير فنقيض المبدا الخلقي مستحيل
نقد : وهنا نتساءل فنقول هل استطاع اصحاب هذا الطرح : هل الاشكال بالنسيبة للقيمة الخلقية تتعلق بالصورة التي ينبغي ان يكون عليه السلوك الانساني فان القول باستغلالها يفقدها حيويتها وفاعليتها التي لا يمكن فصلها عن طبيعته وحريته فلو كانت القيم الاخلاقية مطلقة لما تغيرت بتغير الزمان والمكان والتاريخ فهذا الاخير يشهد ان القيم الاخلاقية السائدة في المجتمعات الحديثة تختلف اختلافا اساسيا عن القيم الاخلاقية التي كانت سائدة في المجتمعات القديمة وهذا ما ذهب اليه دعاة الطرح الثاني.
نقيض القضية : تحليل الراي القائل ان القيم الأخلاقية ذاتية او نسبية حيث يرى اصحاب هذا الطرح ان القيم الأخلاقية ذاتية لان الفرد في نظرهم هو الذي يختار ويفكر فيها قصد تايسها وتوضيحها وترتيبها وفقا لسلم القيم الذي يتصور عزل القيم عن ييولوجيا الفرد وقديما نصح السوقطائيون الإنسان بعدم الاهتمام بالأمور الالاهية التي لا يعرف عنها شيئا وان يشتغل الا بما يقع في النطاق انسانية وعليه ان يعتمد على ذاته في اصدار الاحكام لانه مستقل عن كل الاسباب الخارجية واستغلاله يظهر في مجال الاخلاق والسياسة فما يظهر له خير فهو خير وما يظهر شر وما يترتب على هذا هو ان القيم بصفة عامة والقيم الخلقية بصفة خاصة تابعة للانسان ووجودها متوقف على وجودهم يرون ان السلوك ليسوا في مجموعة من الظواهر الخلقية الجزئية التي ترتبط بصاحبها باعتباره فردا يعيش في ظروف معينة وفي بيئة وزمن معينين وحينئذ تتيسر دراسة هذه الظواهر في مناهج التجربة الحسية فمن الطبيعي ان ينكر هؤلاء الطبيعيون امكانية وجود علم معياري يدرس ما ينبغي ان يكون لانه ليس بكائن وما لي بكائن يستحيل دراسته دراسة علمية ومن الواضح ان القول بنسبية القيم ياتي في مقدمة النتائج التي تترتب على هذا الاتجاه الذي يقول اصحابه ما من فضيلة الا وكانت عند بعض الناس رذيلة وما من رذيلة الا وكانت عند بعض الناس فضيلة لان الناس يختلفون باختلاف ثقافتهم ومعتقداتهم وسائر مقومات حضارتهم وهذا ما اكده – جون بول سارتر- حي اكد ان كل انسان يصنع قيما بنفسه ما دامت الحرية هي نسيج وجوده ان الخير والشر في نظره من ابداع الانسان ويقول : لا يوجد غيري فانا وحدي الذي اقرر الخير واخترع الشر. ويرى انه لا يوجد شيء يرغم الانسان على الافعال يكون بكل حرية ويختار لنفسه ما يشاء من القيم والاخلاق – سارتر- لا وجود لها الا بوجود الانسان وليس لها في ذاتها كيان مستقل عن ذاته أي الاشياء لا تحمل في ذاتها قيما بل الانسان هو الذي يمنحها اياها وفي ه\ا الصدد خير – برغسون- بين نوعين من الاخلاق : اولا الاخلاق المغلقة وهي الاخلاق التي يجدها الانسان في مجتمعه وهي ذات صلة وثيقة بالعادات والتقاليد ومميزاتها الاساسية هي ان الفرد ملزم باحترامها ولم يساهم في ايجادها وثانيا الاخلاق المتفتحة وهي اخلاق المصلحين وغيرهم وتتميز بحدتها وعدم انسجامها مع الاخلاق والعادات والتقاليد لانها قيم جديدةابدعها بعض الافراد الذين يرفضون الاخلاق التي تنشا وعليها ومنه هل وفق اصحاب هذا الطرح فيما ذهبو اليه؟
مناقشة: في الواقع لا يمكن ان ننكر ان الفرد الانساني هو محور العملية الاخلاقية لكن ربط هذه القيمة بالانسان وتعليل وجودها بميوله ورغباته يفقدها خصائصها الروحية وهنا يتناقض مع الروح الاخلاقية السامية ويتعارض مع كل تنظيم اخلاقي يطمح الى تحقيق الكمال الانساني م ان القول ينفي المبدا الكلي بدعوى اختلاف نظرة الناس الى الفعل الواحد لا يكون في المبدا وانما في التطبيق مع حالات خاصة وجزئيةفقتل النفس رذيلة من حيث المبدا ولكن سيصير غير اخلاقي في حالات استثنائية كافشاء الاسير لاسرار وطنه
التركيب : وهنا يحق لنا التوفيق بين الطرحين فنقول : ان القول بذاتية القيم الخلقية هي لكيانها المستقل واثبات لاثر الانسان في وجودها كما ان القول بانها مطلقة هي نفي لاثر الانسان فيها واثبات وجودها المستقل اذن القيم الاخلاقية هي موضوعية وذاتية في نفس الوقت. خاتمة: ونستخلص من كل ما سبق ان القيمة الاخلاقية من صنع الفرد الذي يعيش داخل مجتمعه ويجعل سلوكه منسجما مع مقتضيات الجماعة ومصالح المجتمع والقيم ذاتية في مستواها الفردي وموضوعية في ممارستها الاجتماعية.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
=========
>>>> الرد الثاني :
=========
>>>> الرد الثالث :
=========
>>>> الرد الرابع :
=========
>>>> الرد الخامس :
=========