يتجاهل العديد من المسؤولين في الإدارات العمومية تعليمة الوزير الأول 24 المتعلقة بتخصيص مسابقات التوظيف للبطالين والعاملين في إطار عقود ما قبل التشغيل أو عقود التضامن الاجتماعي، بغرض امتصاص البطالة واستغلال المناصب المالية الشاغرة، ويتجسد هذا التجاهل بالسماح للموظفين قيد الخدمة أو من يملك صفة الموظف في ذات القطاع أو في قطاعات أخرى داخل الوظيف العمومي بالمشاركة في المسابقات، ما ينجر عنه تقليل فرص البطالين في النجاح في المسابقات المفتوحة في عدة قطاعات كالتربية والمديريات التنفيذية المختلفة، خاصة أن أغلب هذه المسابقات تكون على أساس دراسة الملفات التي تلعب فيها الخبرة دورا أساسيا.
ويأتي هذا في الوقت الذي منعت المديرية العامة للوظيف العمومي مشاركة الموظفين في مسابقات التوظيف، في تعليمة تحمل رقم 08 موجهة لمسؤولي تسيير الموارد البشرية بالمؤسسات والإدارات العمومية، ومفتشي الوظيفة العمومية، من أجل التطبيق الأمثل لتعليمة الوزير الأول المذكورة أعلاه، جاء فيها: ”لفت انتباهي.. ترشح العديد من الموظفين قيد الخدمة في المسابقات المنظمة من طرف إداراتكم المستخدمة أو إدارات عمومية أخرى”، علما أن ”هدف تعليمة الوزير الأول هو الاستغلال الأنجع للمناصب المالية الشاغرة في المؤسسات والإدارات العمومية، وتوفير فرص عمل للشباب البطال أو العاملين في إطار جهاز المساعدة على الإدماج المهني أو الاجتماعي”. ولأن مشاركة الموظفين في هذه المسابقات قد تنقص من فرص المترشحين الآخرين للالتحاق بمختلف رتب الوظيف العمومي، أمرت المديرية العامة برفض ”أي ملف ترشح لمسابقة توظيف أودع في إطار تطبيق تعليمة الوزير الأول رقم 24 المؤرخة في 26 جانفي 2015 يتبين أن صاحبه يحمل صفة الموظف”.