قبل أن يتحول إلى معتقل، كان عبارة عن كهوف وصخور ومغاور، كانت تأوي إمرأة تدعى (معزوزة) قبل سنة 1947، وكان هذا مكانا وميدانا لرمي الأحجار Carrière de Tuf، وبقيت هذه التسمية إلى يومنا هذا.
وعندما اشتدّ الصراع بين مجاهدي جيش التحرير الوطني بقيادة الشهيد سي محمد الجبلي والقوات الفرنسية في دوار القشاقشة في معركة سيدي زقاي التاريخية التي وقعت في شهر سبتمبر |1956، همّ السكان إلى مساعدة المجاهدين والوقوف في جانبهم لمدهم العون والمؤازرة، أقدمت الإدارة الإستعمارية في تهيئة وتجهيز هذه المغاور والكهوف لتحويلها إلى زنزانات لغَرَض اعتقال كل من يقف بجانب المجاهدين وصارت تعتقل يوميا أكثر من 200 معتقل لِزَجِّهم داخل هذه الزنزانات.
وقبل زيارة ديغول لسيدي علي في سنة 1958، ساهمت في بنائه بصفة منتظمة، بوضع القرميد للتسقيف وبناء جدرانه بالأحجار ووضع أبواب فولاذية له، وبناء برج لمراقبة تحركات المواطنين، حتى داخل بيوتهم، مع تعيين قائد لهذا المعسكر الرهيب، والذي يعتبر من أكبر الجلادين في منطقة سيدي علي، ويدعى النقيب Andréas الذي كان يسلط على كل من يدخل زنزاناته أنواع التعذيب والعذاب، ومنها: التجويع – ترهيب المرأة – الكي – الاستنطاق – الماء – الكهرباء – الإغتصاب – الإعدام والتقييد.
مدخل المعتقل وزنزانات التعذيب وما تحويه
ويقوم الجلاد بإعدام المعتقلين داخل دهليزك سري تحت الأرض بعيدا عن أعين الناس، سماه المعتقلون "دار عقبة"، الذي عدم فيه 3000 شخص.
وقد سمي هذا المعسكر بعدة نعوت، ومنها:
§ معتقل الموت،
§ المكتب الثاني،
§ مركز التعذيب والإعتقال،
§ مركز الإقامة الجبرية،
مخطط تمثيلي للمتحف والمعتقل
حيث تظهر فيه الزنزانات التسع على اليمين وقاعات العرض والمكتبة على اليسار
وبعد الإستقلال الوطني، قُرِّر إغلاق باب هذا الدهليز، تكريما لمن أعدموا بداخله.
واليوم، وبعد ترميمه وإنقاذه من السقوط والإنهيار، تحول إلى متحف لتعريف الأجيال الصاعدة بما اقترفته الإدارة الإستعمارية في حق الشعب الجزائري المناضل، ومحاولة فك الثورة عن الشعب.
ويحتوي المتحف على ثلاثة أروقة:
§ رواق الزنزانات،
§ رواق قاعات العرض،
§ المكتبة.
1. الزنزانات، وعددها تسعة التي وضعت بداخلها مجسمات لإبراز وضعية المُعتقل بداخل، بما فيها وسائل التعذيب وكل زنزانة مخصصة لطريقة من طرق التعذيب، وأرفق المشهد المأسوي بصوت يعبر عن معاناة المعتقلين أثناء التعذيب، من أنين وصراخ وعويل، مصحوبة بلحن حزين لآلة الناي.
2. رواق قاعات العرض:
§ القاعة الأولى: للتاريخ الوطني، وفيها عرضت صور الشهداء، نماذج من رايات الجزائر القديمة، عروض لأهم الأحداث التاريخي التي وقعت في مختلف مناطق الوطن.
§ القاعة الثانية: للتاريخ المحلي، وفيها تمَّ عرض كل ما يتعلق بتاريخ سيدي علي ومنطقتها.
رايات الجزائر القديمة وتطورها
أسماء بعض شهداء الثورة المجيدة
أسلحة قديمة لشهداء المنطقة
المنبر الذي وقف عليه الشيخ مولاي بن شريف خلال خطبة الجمعة في زاويته التي بناها سنة 1927
آثار قديمة و أواني لسكان المنطقة
مخطوطات قرآنية قديمة تم جمعها.
القاعة الثالثة: للعرض السينمائي، وهي القاعة التي تعرض فيها الأفلام والأشرطة الوثائقية عن الثورة الجزائرية.
قاعة العرض السمعي البصري للمتحف
3. المكتبة: وهي القاعة التي كانت مقر قائد المعتقل، تحولت إلى مكتبة، تضم كتبا تاريخية والعلوم الاجتماعية الأخرى.