عنوان الموضوع : نو فمبر شهر الشهور/ ذكرى و معنى / بقلم : محمد الفاضل حمادوش تاريخ جزائري
مقدم من طرف منتديات العندليب

نو فمبر شهر الشهور/ ذكرى و معنى / بقلم : محمد الفاضل حمادوش


نو فمبر شهر الشهور/ ذكرى و معنى
عظمة الماضي و حيرة الحاضر و مطالب المستقبل
بقلم : محمد الفاضل حمادوش



نو فمبر شهر الشهور/ ذكرى و معنى / عظمة الماضي و حيرة الحاضر و مطالب المستقبل/ بقلم : محمد الفاضل حمادوش

بمجرد أن نذكر هذا الشهر حتى تثور في كياننا موجات من الأفكار تتلاطم و تتصادم ، و تنهض خواطر و تتحرك عواطف ، حينها نغيب عن وجودنا الجسدي و نغفل عما يدور حولنا و حتى ولو كان دبيب النمل ، أو رفرفة أجنحة النحل حيث تحضر أحداث الثورة بكل زخمها ، و يلفنا جوها و يغمرنا جلالها و عظمتها فنحسب أن كيانها الزمني و المكاني قد انفصل و استقل و لم تعد له صلة بكرتنا الأرضية بل أصبح شمسا يضيؤها نهارا و قمرا ينيرها ليلا أو جاذبية تدير توازنها ، أو جبال رواسي تثبتها و تحفظها من أن تميل أو تتصدع . هي وسام لتاريخ الإنسانية و خلاصة الثورات و ترياق التحرر يعجب الإنسان لهذه الضفيرة أو( الجديلة ) التي ضفرت من خيوط الدين و الثقافة و التاريخ و المعانات قبل أن تقلع قاطرتها و تنطلق رصاصتها بزمن لانقول قصيرا أو طويلا لأن احساسنا به في ذلك الوقت كان ذو طابع خاص ، كانت أحزاب و جماعات و شخصيات تفكر و تدبر و تنشط و تحسب ، و تتصل ، لم يحالفها الحض في أن تحسم الأمر سرق منها الشك و التردد و الخوف ارادتها و بدد طاقتها ، مما سمح لشباب في عمر الزهور أن يتأهب و يقرر و يعزم ويقفز ليقع في لجة الصراع ماضيا في سبيله الى هدفه المنشود بالرغم من شدة الصراع و حدته و تعملقه ، ألم تكن فرنسا دولة كبير وراءها تاريخ زاخر بالأفكار و الرموز و العلم و التكنولوجيا و القوة العسكرية ذات التقاليد العريقة و المكانة الدولية التي تجعل سياستها ذات نفوذ و تأثير بالإضافة الى ما تستمده من الدول الأربية و أمريكا من دعم مادي و معنوي و سياسي ، و عسكري صحيح أن من يريد أن يتصدى لها ينهزم على مستوى الفكر و الشعور ، و المعنى و يغمره الفشل من قمة رأسه الى أخمص قدميه قبل أن يتحرك لكن هؤلاء الشباب استثنائيون كسروا حواجز العادة و الإلف ، بعد أن تحرروا من عوائق الفكر و النفس ، و مضوا الى قمة المجد اقتداء بأجدادهم و ترسما لخطى أسلافهم الذين أضاؤوا العالم بنور التوحيد ، و تركوا أسماءهم و لغتهم و علومهم في جميع أجزاء الأرض ، ليس كبيرا عليهم أن يهزموا قوة جبارة و استعمارا غاشما و يلحقوا به الذلة و العار و يكشفوا مخازيه و مساوئه لسكان المعمورة على كل الثورة الجزائرية ثورة نوفمبر 1954 م هي عين يشرب منها المقربون و جائزة نفيسة يتعارك عليها المتسابقون حبنا لها و شغفنا بها كالحلقة التي ليس لها طرف . هي مصنف للثورات و البطولات ، و الشجاعة و الإيثار ، و نكران الذات و العطاء المجاني و الذكاء و الحيلة كل ما هو نفيس و مجيد و مميز و متفرد و نادر . في كل ثوراتنا من ثورة بدر الى ثورة 1954 م يشملها هذا المصنف و يحتويها لم تستنفد امكانيتها بعد . و لم تكشف عن كل معانيها و لم تخبوا جذوتها ، و لم تخفت أصواتها هي كشعر المتنبي كلما قرأته زاد اشتعالا و كلما عركته ازدادا عطرا هذا المصنف اذا ما تنقلنا بين سطوره أو قلبنا صفحاته اعترتنا قشعريرة الدهشة و امتلأنا اعجابا و استدرجنا ذلك الى الغرق في تفاصيلها و التوغل في دقائقها و ما تناهى في الصغر و عز على الرؤية ، و تمنع عن الملامسة و السمع .
من أين نبدأ من عروق الثورة التي تمتد في ظلمة الأرض ، أم من جذعها أم من أغصانها و أوراقها و ثمارها التي تعانق عنان السماء ، وتحتضن قبتها ، و هل يمكن الإستغناء عن شيء من هذه الأشياء أو ايلاء الأهمية الى شيء من هذه الأشياء دون الآخر أبدا كلها مهمة و كلها سمية ، أدناها كأعلاها و باطنها كظاهرها و مخبرها كمظهرها تسري في كيانها عروقا واحدة تغذيها و تمدها بالحياة ، كان الجزائريون كلهم موجودين على ساحة نوفمبر متصافين متراصين يحدوهم أمل واحد تحرير الجزائر و افتكاكها من مخالب الإستعمار . الكبار و الصغار المتعلمون و الأميون الفلاحون و العمال و حتى المشردين و المجانين . الا أن شيئا يثير استغرابنا و يملأ عقلنا بعلامات الإستفهام بل يغضبنا و يألمنا أن يقال و القول لمؤرخين مرموقين مثل المحفوظ قداش أن المرابطين كانوا أدوات في يد الإستعمار أو مرتكز يرتكز عليهم في تأبيد احتلاله . من هم المرابطون ؟! هل هم ورم يجب استئصالهم من ذاكرة الجزائريين . أليس المرابطون هم الذين حافظوا على عروبة الجزائر و اسلامها ألم يكونوا سدا منيعا في وجه التبشير ، و الإستشراق ، و التدجين ، و الإختراق الثقافي . الطريقة الرحمانية و زواياها دليل على ذلك بوعمامة ، و الأمير عبد القادر و لالة فاطمة أمسومر ، أليس هاؤلاء مرابطين ؟! تصور لو أن الجزائر خلت من هاؤلاء ................... و انتظرت مجيئ جمعية العلماء لكان الأمر قد قضي و تمحضت الجزائر لفرنسا و استسلمت لثقافتها . نعم توجد بعض الطرق الصوفية و بعض الزوايا ساندت الإستعمار ، أو سايرته ، أو أدارت ظهرها لمقاومته ، لكن هذه الطرق و زواياها و شيوخها لايزال لها نفوذ في زمن الإستقلال ، و تحظى بالإحترام و التقدير ومن يمسها تحرقه النار يا أستاذنا محفوظ قداش إنك لا تجرأ أن تقدم لها لوما فضلا عن أن تنتقدها و تنسبها الى العمالة أليس مؤسيا أن تلتمس الأعذار و المبررات للحزب الشيوعي بالرغم من زلاته.
إن ما يبعثكم على إلصاق النقائص و المعائب بالمرابطين هو أنكم تصرون على التمسك باللغة الفرنسية و تعتبرونها غنيمة حرب و ترفعون من شأن كل من يكون قريبا منكم متبني لرؤيتكم _ نستطيع أن نتكلم على جمعيات و على علماء و لكنا لا نقول الا حقا _ و سيكون قولا صادما و مفزعا حاجز الحياء لا يدعنا نفعل ذلك .
شيوخ الطريقة الرحمانية و طلبتها كان لهم حظ ، وافر وسهم مجزي ، في فعل الثورة المظفرة ، لبوا النداء في حينه ، بحسبانه تأدية فريضة ،مضاعفة طاعة لله و تحرير للوطن هذا دأبهم ، و شغلهم الذي ألزموا به أنفسهم ، منذ نشؤوا ولتدريس العلم و تعليم الشرع و اشاعته بين المسلمين ظهروا ، وهو رباط لا يقل شأنا ، لا ينقص قدرا عن رباط الجهاد فهو الممهد و المهيئ له ، و للتوسل به مبرر و مشرعن و لقد قال عنهم المؤرخ المشهور أبو القاسم سعد الله : يبقون منزوين في زواياهم منعكفين على تدريس العلم و أخذه و توسيع دائرته ، مكرسين جهودهم للعبادة و خدمة الخلق لايبغون عنها حولا ، و ما إن يظهر داعي الجهاد حتى يسارعوا الى الإستجابة ، و يسدوا الحاجة ، طائعين راضين . و ما إن تضع الحر أوزارها حتى يؤوبوا الى أماكنهم و يستأنفون دورهم غير عابئين بنتائج الحرب و ما يترتب عنها من سلط ، أو عطايا و منح .


بقلم : محمد الفاضل حمادوش

01 / نوفمبر / 2016 م



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

موضوع رائع بارك الله فيك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :