عنوان الموضوع : الحياة الاقتصادية في نوميديا
مقدم من طرف منتديات العندليب
استنادا إلى المعطيات الأثرية، نجد أن ظهور الزراعة في بلاد المغرب القديم تعود إلى ما قبل ماسينيسا بزمن طويل ، وأن انتظامها وتوسُّعها بدأ بالتَّدرُّج إلى غاية مجيء هذا الملك الذي اهتم أكثر بالفلاحة ، وذلك بالحد من أراضي الرعي ومن تنقلات الرعاة بإقامته القلاع وتأمين حياة الاستقرار للزراع ، وقد يساعد ذكر بعض الأرقام المتوفرة لدينا والتي أوردها المؤرخون الكلاسيكيون على استجلاء هذه الحقيقة:
- سنة 200 ق.م: أرسل ماسينيسا للجيوش الرومانية المحاربة في مقدونيا 200 ألف صاع من القمح (أي 14 ألف قنطار) وكمية مماثلة من الشعير.
- سنة 198 ق.م: أرسل ماسينيسا 200 ألف صاع من القمح إلى الجيوش المحاربة في اليونان.
- سنة 191 ق.م: أرسل إلى روما 300 ألف صاع من القمح، و250 ألف صاع من الشعير، وأرسل في نفس السنة 500 ألف صاع من القمح و300 ألف صاع من الشعير إلى اليونان.
- سنة 170 ق.م: قدم هبة من القمح إلى الجيوش الرومانية المحاربة في مقدونيا تقدر بمليون صاع (70 ألف قنطار).
ورغم أن هذه الأرقام لا تحسم موضوع الإنتاج ، لكنها تبيِّن لنا على الأقل التَّطور السريع في الصادرات، الذي لا شكّ أنه انعكاس لتطور مماثل في الإنتاج الزراعي في عهد الملك ماسينيسا
ورغم التوسع الزراعي الذي عرفته نوميديا والذي تسبَّب في تقلُّص الرّعي، فإن ذلك لم يمنع من استمرار الحياة الرعوية كحرفة رئيسية لعدد كبير من النوميديين، وقد أكد العديد من المؤرخين الكلاسيكيين أن قطعان الماشية هي ثروة النوميديين الأساسية، ومن بين ذلك ما أورده سترابون في أن الملوك النوميد كانوا يقومون سنويا بإحصاء المهور لأهميتها في الحروب.
وعلى العموم فإن الاقتصاد النوميدي يكون قد تحوَّل من اقتصاد طبيعي (مقايضة) إلى اقتصاد نقدي منذ القرن الثالث قبل الميلاد على الأقل، وذلك بتحول المعاملات التجارية إلى معاملات نقدية خاصة في المدن، وتكون المقايضة قد استمرت إلى حد ما في الأرياف.
فالمدن التي تقوم بعملية المبادلات التجارية هي المدن الزراعية الكبرى، مثل باجة وسيرتا والكاف ( سيقا Sicca) التي كانت تمثل سوقا ضخمة للحبوب تباع فيها الحبوب المنتجة في السهول الكبرى ، وقد جذب سوقها حتى التجار الإيطاليين.
وقد نشطت صادرات نوميديا مع الدول المجاورة ، فكانت أهم صادراتها ، ريش النعام بيض النعام حيوانات السرك الخيول التي صدرت منها مثلا 1200 فرس سنة 170 ق.م وكذلك الفيلة، وخشب التويا (thuya) الذي يصنع منه أنواع الأثاث الرفيع.
كما ذكرت المصادر عددا من المدن التجارية الأخرى كانت مقرات للخزينة الملكية، منها سيرتا العاصمة، سوثول ، تالة ، كابسة ، كما تعتبر هذه المدن أنها كانت مقرات جهوية للإدارة المالية التي تقوم بدفع رواتب الموظفين والعمال في تلك الأقاليم، وكانت هذه الخزائن تحتوي على رصيد نقدي كبير حسب ما ذكره بعض المؤرخين الكلاسيكيين.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
نوميديا مملكة امازيغية تعكس الحضارة التي كانت قائمة في بلادنا قبل الميلاد
شكرا لك اخي الكريم
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
بارك الله فيكم على الإفادة.
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
شكراااااااااا بارك الله فيك
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kheiro didine
نوميديا مملكة امازيغية تعكس الحضارة التي كانت قائمة في بلادنا قبل الميلاد
شكرا لك اخي الكريم
عفوا اخي شكرا على المرور
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
و فيك بركة اخي شكرا على المرور