عنوان الموضوع : الأمير عبد القادر الجزائري يعود بقوة في ذكراه المئوية الثانية من تاريخ الجزائر
مقدم من طرف منتديات العندليب
63 مليون دولار كلفة فيلم يتناول حياته
يعود الأمير عبد القادر الجزائري( 1807-1883م ) هذه الشخصية التاريخية الثورية الفكرية الجزائرية العظيمة التي أسست أول دولة جزائرية عصرية، بقوة هذا الأسبوع في الذكرى المئوية الثانية لميلاده، من خلال ملتقى دولي ضخم يتناول مآثر هذه الشخصية متعددة الأبعاد، كما تتسم عودة الحديث عن الأمير بطعم خاص مع قرب إنتاج فيلم سينمائي عالمي يتعرض حول سيرته الذاتية وما تضمنته الأعوام الـ76 التي عاشها من أحداث ومنعرجات كان لها أثرها على الجزائر والعالم، تبعا لكون الأمير الذي أبهر الفرنسيين وأنهى حربا طائفية بالشام، كما عقد مصالحة تاريخية بين المسلمين والمسيحيين هناك، وكان الأمير شخصية بارزة وفذة طبعت القرن التاسع عشر، وشكّل مثلا يقتدى به في مقاومة المغامرة الإستعمارية في الجزائر والشرق الاوسط، تماما مثلما أفنى حياته وكرس أعماله خدمة لمثل الحرية والتقدم.
وسيكون فكر الأمير وارؤاه، اعتبارا من اليوم السبت بالجزائر العاصمة، أرضية خصبة لنقاشات موسعة بين عشرات الشخصيات البارزة في مجالات التاريخ والفكر والآداب والأديان من البلد المضيف ودول عربية وأوروبية وكذا أمريكية، وذلك برسم الملتقى العلمي حول "الأمير عبدالقادر وحقوق الإنسان، مفهوم الأمس ومفهوم اليوم"، حيث سيٌعنى الموعد بالبحث في أبعاد إنسانية وثقافة الأمير، منذ ولادته سنة 1807م إلى غاية وفاته العام 1883م.
ملحمة الحكمة
يوصف الأمير عبد القادر بكونه "ملحمة الحكمة"، إذ كان "محاربا صوفيا وشاعرا، رجل دولة وحاكما إداريا متصرفا ماليا ومنطقيا رياضيا مفوضا ودبلوماسيا"، ، يعتبر أ/زكي بوزيد أنّ الاهتمام الذي تستدعيه الخصال والإسهامات المتصلة بالأمير، تثبت أنّ ميدان تأثيره ما زال نشيطا، مشيرا إلى الكمّ الهائل من النتاجات الأدبية والتاريخية التي تؤكد على أنّ مواهب الأمير متعددة، في صورة ما زخرت به أشعاره الخالدة كالقصيدة العنقاء "يا سواد العين".
ويقول الوزير الجزائري السابق "كمال بوشامة" في مؤلف صدر له حديثا، أنّ الأمير سعى إلى تأسيس استقلالية العرب في الجزائر تحت سلطة واحدة، مضيفا أنّ الأمير كان عادلا ويسمي العدل والعلم والشجاعة والاعتدال "أم الفضائل"، بينما لاحظ القائد الروحي للطريقة العلوية الشيخ "خالد بن تونس"، أنّ الأمير انتهج تجربة روحية اتكأت على السلوك الصوفي الموروث عن السيرة المحمدية، كما نهل من معين "ابن عربي" وما خلفه من إرث روحي وثلاثية "التعلق فالتخلق ثم التحقق".
ويلتقي كل من الدبلوماسي "إدريس الجزائري" أحد أحفاد الأمير، وأسقف الجزائر "هنري تيسيي" و"بوعلام بسايح" رئيس المجلس الدستوري في الجزائر، في كون الأمير عبد القادر كان سباقا إلى احترام القانون الدولي الإنساني قبل توثيقه، ما يجعله في مرتبة الرائد للقانون الإنساني ومنشد الحوار بين الديانات، ومفكر في الحداثة، على حد وصف عالم الاجتماع الجزائري "عبد القادر جغلول"، بينما يشدد "محمد بوطالب" رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر على ضرورة اماطة اللثام عن الكثير من الزوايا التي لا تزال مجهولة وغامضة في شخصية الأمير، وإظهار زيف المغالطات التي تحيط بشخصية هذا البطل "السابق لأوانه".
وسيكون الملتقى المذكور حافلا باسهامات حول "التماثل والتباين في الفكر النظري والعملي للأمير"، فضلا عن شخصية الأمير عبد القادر ودوره في التأسيس لثقافة التسامح في زمن الحرب بتقديم مجموعة من القراءات حول شخصيته ومواقفه من الأسرى وكيفية معاملتهم في الحرب وعلاقته بأهل الكتاب وكذلك دوره في التأسيس لثقافة حقوق الإنسان في زمن الحرب، في انطباع يبرز سمو هذه الشخصية التي تحظى بالتقدير على المستوى الدولي، كنتاج للحضارة الإسلامية التي تعترف وتقدر القيم الإنسانية.
فيلم سينمائي طال انتظاره
من جهتها، أكدت وزيرة الثقافة الجزائرية "خليدة تومي" أنّ بلادها عازمة على إنتاج فيلم سينمائي كبير حول حياة الأمير عبد القادر، وشدّدت أنّ السلطات الجزائرية العليا مهتمة بإبداع فيلم يكون "رائعة من روائع السينما الجزائرية والعالمية على حد سواء"، علما أنّ مشروع الفيلم تعثر بصفة مزمنة على مدار أكثر من عقدين بالرغم من وجود إرادة قوية لتجسيده.
وقالت الوزيرة أنّ كلفة الفيلم قد تزيد عن 5 مليارات دينار (بما يعادل نحو 63 مليون دولار)، واوضحت أنّ القيمة لا تساوي شيئا إذا ما قورنت بالمخصصات المرصودة لأفلام عالمية كبرى بحيث تفوق ميزانياتها أضعاف المعطى المذكور، مع الإشارة أنّ إنجاز فيلم حول حياة الأمير ظلّ مصطدما بإشكالية قانونية تتصل بقانون الصفقات العامة في الجزائر، طالما أنّ المعايير التي حددها الأخير لاختيار المتعاملين، لا تنطبق على العمل الإبداعي" بحسب تصور فاعلي قطاع السينما هناك، لذا تعتزم وزارة الثقافة الجزائرية طلب ترخيص لإبرام صفقة بالتراضي، لتمرير المشروع الاستراتيجي بمنظار الجهات المختصة.
ولتوفير كل عوامل النجاح، اتصلت الجزائر بكوكبة من المؤرخين وكتّاب السيناريو وأكبر المخرجين السينمائيين العالميين، تمهيدا لاختيار شركة انتاج والشروع في تصوير العمل، الذي سيتعرض استنادا إلى عرّابيه إلى مختلف جوانب مسار الأمير كشاعر وأديب وقائد عسكري فذ ورجل دولة و سياسي دبلوماسي مازالت بصماته قائمة الى اليوم.
ورشح أنّ الفنان السوري أسعد فضة قد يتقمص بنسبة كبيرة شخصية الأمير، وسيشرف عليه مخرج عالمي لم يكشف عن هويته، كما تعتزم عدة دول المساهمة في تمويله بينها الولايات المتحدة وفرنسا والمغرب وسوريا إضافة إلى الجزائر، وصرّح فضة مؤخرا:"الأمير عبد القادر شخصية نادرة، وزمانه حافل بالأحداث المؤثرة والفيلم يبشر بعمل فني عملاق".
الأمير في سطور
هو الشيخ الأمير عبد القادر بن الأمير محيي الدين بن مصطفى بن محمد بن المختار ولد في مايو/آيار 1807م، بقرية "القيطنة" بوادي الحمام في ولاية معسكر (أقاصي الغرب الجزائري)، اشتهر والده "محيي الدين" بوطنيته، واصطحب نجله عبد القادر منذ صباه عام 1241هـ/ 1825م، إلى رحلة طويلة جاب خلالها تونس ثم مصر والحجاز وبلاد الشام والعراق وأخيرا مدينتي برقة وطرابلس، ودرس الأمير الفلسفة من أرسطو طاليس وفيثاغورس إلى رسائل إخوان الصفا، كما انكب على مدارسة علوم الفقه والحديث، وأجاد أسرار ألفية النحو، والمنطق وعلوم القرآن، كما برع في فنون القتال والفروسية، وكتب الشعر منذ شبابه الأول.
وهبّ الأمير عبد القادر منذ احتلال فرنسا للجزائر في يوليو/تموز 1830م، ليذود عن وطنه، وتمّت مبايعته أميرا وأطلق عليه لقب "ناصر الدين" في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1832، فاضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة مع الأمير أطلق عليها "اتفاقية دي ميشيل" سنة 1834م، كما أرغمت أيضا على الاعتراف بدولة الأمير عبد القادر، وبعد أقل من عام نقض الجانب الفرنسي الهدنة، فأعلن الأمير الجهاد وألحق بالجيوش الفرنسية هزائم عديدة في مواقع مختلفة، ما جعل فرنسا تعود ثانية للمطالبة بهدنة سنة 1837م، وبقيت الحرب سجالا إلى غاية العام 1847م، حيث تسبب نفاذ المؤونة والعتاد وتدهور الوضع المعيشي للسكان المحليين في حمل الأمير على التفاوض مع الفرنسيين، وكان إبرام معاهدة استسلام في 23 ديسمبر/كانون الأول 1847م، بيد أنّ فرنسا نقضت ما تعهدت به وزجت الأمير في أحد سجونها، بعدما وعدته في وقت أول بالسماح له بالهجرة إلى الإسكندرية أو عكا رفقة أتباعه.
وبعدما أفرج عنه بأمر من "نابليون الثالث"، غادر الأمير إلى بلاد الشام عام 1860م، واستطاع هناك أن يطفئ شرارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، وحال دون الفتك بأكثر من 15 ألف مسيحي استجاروا به، قبل أن يتوفى في بيته العتيق بدمشق منتصف ليلة 24 مايو/آيار 1883 عن عمر يناهز 76 عامًا، حيث دُفن بجوار الشيخ ابن عربي بمنطقة الصالحية، ليُنقل جثمانه إلى مسقط رأسه بالجزائر بعد استقلال الأخيرة أوائل سيتينيات القرن الماضي.
كامل الشيرازي - موقع إيلاف
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
بارك الله فيك اخي الامير
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
اهلا بأستاذنا الفاضل
شكر على الموضوع
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
ثانمرث اوما
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
السلام عليكم
من المؤسف أن تضر بشخصية مثل الأمير عبد القادر من خلال فيلم و هذا حسب رأي الشخصي .
يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
ليس كل ما نسب للأمير فهو له أو فعله .
و في هذا الفيلم سينسبون كل ما يجدونه لملأ الأوراق و الله المستعان.
جمعية الأمير تتحمل القسط الأكبر من هذا لأنهم في الحقيقة ببغاوات الكتاب من الكفار الذين لا يصدقوا في أقوالهم.