عنوان الموضوع : نسيم الصباح للتعريف بمناقب الشيخ بولرباح من الثقافة الجزائرية
مقدم من طرف منتديات العندليب

السلام عليكم :
اضع بين ايديكم هذا الكتيب والعمل الذي ندعوا من المولى ان يجزيه عنا كل خير الكتا بعنوان:

نسيم الصباح للتعريف بمناقب الشيخ بولرباح




قال صلى الله عليه وسلم :
'' خيركم من تعلم القران وعلمه''



إعداد التلميذ:
تومي محمد كمال

مقــدمة:
إن الفؤاد ليعجز أن يتكلم عن رجل من رجالات الدين والمعرفة رجل نطق بالقرآن وعاش بالقرآن فسطره التاريخ قرآنا وحق أن يقال فيه : « من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ».
وإذ أنني خضت هذا البحر الخضم المتلاطم الأمواج والذي لا ساحل له حيث أردت أن أنفض الغبار عن حياة الشيخ سيدي بولرباح الملقب بالأحرش ونظرا لشح المعلومات والتي التقطتها من ولده الشيخ سي بن ساعد حفظه الله أطلب العذر منكم لكثرة جهلي وقصور فهمي.

1
مدخـــل:
إن لكل فرع أصل ولكل منبع عروق ولكل حلقة حلق ولكل بذرة شجرة ولكل شجرة أشجار وغابتنا اليوم كثيفة الأشجار والزهور ، تفوح بعبق النسيم والريحان تتجلى مظاهرها بالزينة في كل حين من دخلها غاب عقله مذ نظر وصار يقلب مقلتيه مالخبر فأرجع البصر ثم كرر النظرفذاك بولرباح بلأحرش اشتهر وهذه أيامه فسل التاريخ وأقلام السهر وإن شأت قل :
سل الزوايا ثم سل أهل الكرم يسوقونك التاريخ درا ينتظم
فهاتـــه الآثـار جـاء ضئرهــا بالمغربــي ســـاد أصلهــــــا
من هو الشيخ أحمد بن المغربي الجد ؟
هو العارف بالله القدوة الراسخ والبحر الزاخر سيدي الشيخ أحمد بن عبد الله الملقب بالمغربي المالكي مذهبا، الأشعري عقيدة، الجنيدي مسلكا، الرحماني طريقتا، المغربي أصلا، الجزائري منشأ ودارا. ولد رحمه الله وقد سره سنة 1790 أو
1800 وهذا تخمينا لأنه من أقران الشيخ سيدي بولرباح


2


المولود سنة 1790 من أسرة ميسورة الحال تفوح بعبق القرآن الكريم ونسيمه أبا عن جد مصداقا لقوله تعالى» : والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه« ، حيث نشأ الشيخ عن حب القرآن حتى كبر وترعرع بين ثناياه وطاف من أجله عدة ولايات بدأ من مستغانم والتي جاء منها إلى عدة ولايات أخرى معلما ومربيا ومرشدا إلا أن ساقه القدر إلى ولاية الجلفة وبالضبط بلدية زكار ثم إنتقل إلى عين الإبل وتزوج فيها بامرأة من أولاد مباركة تسمى عائشة مسكة بنت أميديد وأنجب منها محمد وعبد المجيد والذي مات بعدما حفظ القرآن الكريم وهكذا حط الشيخ رحاله فيها مكملا مسيرته المعهودة ألا وهي تعليم النشأ القرآن الكريم فجد وأجتهد حتى عرف بين الناس وصار اسمه على كل لسان .
ولم يكن الشيخ يعلم القرآن فقط بل كان حكيما يداوي الناس بحكم حباه الله بها من رقية وغير ذلك »ومن أوتي الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا. « وفي تلكم الحقبة كانت هناك عدة زوايا تنشط في منطقة أولاد نايل وكان من أشهر تلكم الزوايا زاوية الشيخ سي بولرباح قدس الله سره، فكان له الباع الطويل في نشر القرآن وعلومه وكان يقصده طلبة العلم من كل مكان وفي كل زمان.

3

لكن حدث للشيخ ما لم يكن في الحسبان حيث صار ما من تلميذ يبلغ سورة البقرة يصاب بالصرع وبعد ذلك يموت فما كان من الشيخ سيدي بولرباح إلا أن اجتمع بخدمه لينظر في هذا الأمر فأشاروا إليه بالرأي الصواب ألا وهو الاتصال بالشيخ أحمد بن المغربي علما أنه قد زار الزاوية قبل ذلك وكان الشيخ سيدي بولرباح قد سمع عليه ما سمع بما حباه الله به من الحكم فأرسل في طلبه ليأتي إليه وهكذا وصلت دعوة الشيخ سيدي بولرباح للشيخ أحمد بن المغربي فحزم أمتعته وسار نحوه بنية وصدق حتى وصل إلى منبع التنزيل فاستقبله الشيخ استقبالا يليق بمقام حملة كتاب الله وقص عليه قصة الصرع التي أصابت طلبته فقال له : لا تخف ولا تحزن الله سبحانه وتعالى جعل لكل داء دواء وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة وسينزل الشفاء بإذنه سبحانه وانتقل مباشرة إلى مكان إيواء الطلبة فقرأ رقيته المعهودة هناك ودعا الله أن يرفع هذا البلاء وما هي إلا أياما حتى ارتفع هذا البلاء واستجاب الله سبحانه الدعاء وأمرهم بأن يذبحوا بقرة ويقسموا لحمها على الطلبة والمريدين والفقراء والمحتاجين شكرا لله على نعمة الشفاء مصداقا لقول الحبيب _ص_ : داووا مرضاكم بالصدقة .« وصدق سبحانه وتعالى إذ يقول : » أدعوني أستجب لكم « وقوله : » وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة. «
4



هذه الجمادات تتأثر وتخشع فكيف بالمخلوقات التي زرع الله فيها العقل فانبهر الشيخ سيدي بولرباح بالشيخ المغربي وكيف أن الله أنزل الشفاء على يديه فارتفع البلاء وهذا إن دل على شيء انما يدل على تقوى الشيخ وورعه والله سبحانه يتقبل من المتقين وهكذا مرت الأيام على الشيخ المغربي معززا مكرما في الزاوية ولم يرد الشيخ سيدي بولرباح ان يفرط فيه ولا ان يتركه يغيب عن عينه وازداد تعلقه به يوما بعد يوم لكن كان لأحمد رأي أخر كيف لا وقد ترك أهله وبيته هناك فما كان منه الا ان استأذن الشيخ طالبا منه الاذن بالرحيل والرجوع إلى زكار فقال له لاتعد هذا الكلام ستكون ساعدي الأيمن في
الزاوية تعلم القران لأبناء المسلمين فاعتذر الشيخ أحمد المغربي بلباقة وقال يا سيدي لااستطيع ان أتي الى هنا لأنني مرتبط بأهل زكار أعلم أولاد هم القران الكريم وأصلي بهم ولا أستطيع أن أتركهم فألح عليه الشيخ كثيرا فما كان من الشيخ إلا أن قبل ولكن بشرط أن يسمح له أهل زكار وهكذا ذهب الشيخ إلى زكار
والحياء قد ملأ محياه ماذا أقول لهم كيف يقبلوا أن افارقهم بعد هذه المدة لكن الشيخ سيدي بولرباح سهل له المهمة حيث أرسل رسالة سريعة وصلت قبله




تحمل في طياتها تودد الشيخ لأهل زكار بأن يسمحوا للشيخ أحمد أن يعلم القران عنده فلما وصل الشيخ بن المغربي
الى هناك واجتمع مع كبار العرش وطلب منهم ان يسمحوا له بالذهاب لزاوية الشيخ سيدي بولرباح لتعليم القران الكريم هناك وقال لهم هذا الأمر ليس مني ولكنه أمر الشيخ بولرباح وأمره لايرد ومعلوم أن الشيخ بولرباح
له شخصية نافذة وسط أهالي أولاد نايل وغيرهم فلا يستطيع أحد أن يرد
له شيئا ولهذا فالشيخ المغربي لم يرد قوله ولكنه استحيا من أهل زكار وهكذا حزم الشيخ متاعه وودع أحبابه وتلاميذه والدموع تنهمر من عينيه ودعو له بالخير والصلاح والفتح المبين وسار الشيخ على بركة الله مع أهله حتى بلغ خيام الشيخ بولرباح وكانت الزاوية أنا ذاك متنقلة صيفا وشتاء من مكان إلى مكان يتتبعون الكلأ لمواشيهم والتي هي رأس مالهم في الرزق وما ان وصل الى هناك امتعه الشيخ بمؤدبة عشاء على شرفه وجعل له بيتا من الشعر لإيوائه هو وأهل بيته مجاور للزاوية وهكذا بدأ الشيخ مهامه الجديدة القديمة ألا وهي تعليم القران الكريم كان ذالك سنة 1835 متوكلا على الله مخلصا في قوله وفعله وكان في الزاوية أنا ذالك الشيخ عبد اللطيف وكان قبله كلا من عبد الغفار الشيخ سي أحمد بن يحي فتخرج على أيديهم الكثير من الطلبة وأعان كل منهما الأخر علما أن الزاوية أنا ذاك استقبلت كما هائلا من طلبة






العلم والقران فتفنن الشيخ احمد في تعليم القران حتى أصبح له الباع الطويل
في ذلك فتخرج على يديه الكثير من حفظه كتاب الله وعلومه مرددين رسالة
التبليغ و التي علمهم اياها الشيخ أحمد بن المغربي فكانت حياته منذ نعومة أظافره خادما للقران الكريم الى أن أصابه المرض فلم يعمر بعد هذا المرض طويلا حتى فاضت روحه إلى بارئها فاجتمع أحبابه من كل مكان لتوديعه وإلقاء النظرة الأخيرة عليه وحملوه على الأعناق مهللين حتى وصلو به الى مقبرة ونسة فدفن هناك فرحمة الله عليك يامن كنت سببا في تبليغ الرسالة
وأداء الأمانة يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وأدخلي جنتي (
من هو الـــشيخ سي محمد:
هو الفاضل والقدوة الكامل والبحر الزاخر والطود الشامخ سيدي محمد بن الشيخ أحمد بن المغربي ولد ونشأ بين ينابع الحكمة والقران في مهد مورد البيان حيث ترعرع وشب وما أن فتح عينيه لعالم الوجود أحبه أبوه حبا جما ففرح به واستبشر به خيرا كيف لا وقد يكون خليفته في الزاوية يوما ما فقام بتربيته أحسن تربية
على الأخلاق الفاضلة معلما إياه أخلاق النبي )ص( وأخلاق السلف وبث فيه روح التفاني والإتقان في العمل فحفظ القران الكريم

في صغره على يد والده وكذلك على يد الشيخ عبد اللطيف وقبل سي احمد بن يحي ونقشت أخلاقه بين جنبيه فأصبح القران قوله وعمله وطريقه فتفنن فيه أداء وأحكاما وتجويدا ومنه أخذه الشوق إلى زاوية أولاد جلال بموطن ربعها الشيخ المختار فتفقه في الدين وبرع في النحو والبلاغة وكانت مدة تعليمه في الزاوية قد قاربة الأربعة سنوات وبعد ذلك رجع إلى مهد البراعة والتعليم زواية سيدي بولرباح فزوجه الشيخ ابنته وكان له منها
سى بولرباح الملقب بالطالب الاحرش وسي أحمد وبنتا أخرى أما سي أحمد فقد ارتحل إلى زمالة الأمير عبد القادر لتعليم القران هناك وأنجب أولادا وهكذا مرت الأيام ويلازم المرض الشيخ أحمد بن المغربي وماهي إلا أياما قليلة حتي فاضت روحه إلى بارئها فأخذ الشيخ سي محمد على عاتقه هذه الأمانة معينا الشيخ سي الحليب فحافظ عليها كما أنه حافظ على وصية أبيه والتي أمره بها ألا وهي ملازمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فجد واجتهد وثابر حتي أنهكه المرض وبينما هو على فراش المرض أوصى ولده الشيخ سيدي بولرباح بالزاوية خيرا وبالأمانة فضلا وبينما هو يتلو كتاب الله فاضت روحه إلى بارئها ودفن بمقبرة ونسه بجوار والده فرحمهم الله جميعا
وقد حضر جنازته جموعا غفيرة من جميع القبائل .
8


التعريف بالشيخ سيدي بولرباح الطالب
الملقب بالأحرش:
هو القدوة الكامل والبحر الزاخر والجبل الشامخ معدن الحقيقة وسر الشريعة المقرئ البارع والطود المانع شيخ شيوخ زمانه الشيخ سيدي بولرباح ابن الشيخ سي محمد بن الشيخ أحمد بن المغربي المالكي مذهبا والأشعري عقيدة والصوفي مسلكا والرحماني منبعا ولد سنة 1896 ميلادي بين أحضان عائلة طيبة عرفة بالتقوى والدين والمحافظة على القران الكريم وسط معالم القران ومرتع البيان في حجر زواية جده والذي سمي باسمه سيدي بولرباح قدس الله سره فرضع القران ونبغ في القران وترعرع في دفتيه
فكانت مسيرته القران متفننا في بيانه متفوقا على أقرانه وهو فى سن
12 من عمره بل كبر في عقله وهو في هذا السن فأصبح يجالس الكبار من الطلبة والمدرسين يناقشهم في أمور دينهم ودنياهم بل يقيم الحجة عليهم كيف لا وقد أعطاه الله سبحانه عقلا راجعا ورأيا سديدا وهو القائل )وأتقو الله ويعلمكم الله(فما كان من الشيخ سي محمد الوالد إلا أن سافر به في طلب العلم مصداقا لقوله تعالى):وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم



طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون (.. وقول صلى الله عليه وسلم )من يرد الله به خيرا يفقه في الدين( متجها إلى قلعة من قلاع العلم ألا وهي زاوية الشيخ المختار قد س الله سره فرحب به نجله محمد بن الصغير رحمه الله ومكث عندهم خمس سنوات فتفقه في الدين وجاء بزاد قويم ففرح بذالك الشيخ سى محمد وخاله الشيخ سيدى المصطفى وأقاموا له عرسا كبيرا على شرف التخرج وبعد ماتخرج من زاوية أولاد جلال زوجه خاله الشيخ سيدي المصطفى بابنت أخيه الطيبة الطاهرة السيدة زينب بنت أحمد فكانت نعم الزوج والرفيق تعينه في أمر دينه ودنياه فسارة المكمل والسند القويم له ولقد صدق الشاعر إذ يقول:الأم مدرسة إذا أعددتها اعددة شعبا طيب الأعراق فأنجبت منه أربعة ذكور كلهم حملة لكتاب الله أولهم المرحوم الشيخ سي بن سليمان إمام في الأغواط والشيخ سى المصطفى إمام فى ولاية الاغواط والشيخ سي بولنوار أستاذ في تعليم القران الكريم في دائرة الادريسية ولاية الجلفة والشيخ سي بن ساعد أستاذ في تعليم القران هذا الأخير والذي خلف أباه في زاوية سيدي بولرباح مدة من الزمن فكان خير خلف لخير سلف كما أنها أنجبت منه ثلاثة إناث كلهن تقيات طاهرات ولقد صدق النبي صلى الله عليه وسلم اذ يقول)إذا مات ابن أدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقه جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له وهذا هو مربط الفرس( فأنعم بها من أسرة جمعت الخير كله.

10



وحافظت على كتاب الله كما أنها دعت إلى الخير بكل حزم وثبات فهنيئا لك سيدي الوالد الطالب الاحرش قوله تعالى)ونكتبوا ماقدموا وأثارهم(.
بـــدايته لتعليم القران الكريم :
وبعد ما شب الشبل وقوي عوده امتطى جواده مقبلا بحزم وثبات مخلصا في قوله وفعله وذلك بعد وفاة والده الشيخ سي محمد وكذلك الشيخ سي الحليب أخذه الشيخ سي المصطفى إلى زيارة زاوية الهامل وزاوية الشيخ المختار بأولاد جلال وما إن أتموا الزيارة ودعوا الله سبحانه وتعالى طلب الشيخ المصطفى الإذن من الزاوية للشيخ الطالب سى بولرباح لكي يعلم القران في الزاوية فقال له نجل الشيخ سي المختار وذالك قبل وفاته بسنة) سي بولرباح هو المفتاح) وسيكون له شأن كبير ودعا له بالخير والصلاح وانطلق الشيخ بعزيمة الرجال متوكلا على الله سائرا على قوله جلا فى علاه (فتوكل على الله انك على الحق المبين)
كان ذلك سنة1919 فبرع بلسانه وأبدع بقلمه حيث كان له الباع الطويل في إعادة هيكلة الزاوية وعصرنتها وذالك بالنسبة لزمانه فجعل منها قوة قرآنية تتجدد فيها المعرفة وتتقوى فيها الهمة ممن مكنها أن تصبح قبلة معروفة لطلبة القران والعلم بل ازدهرت في عهده أكثر من عهد أبيه وجده بل وعهد
المعلمين الذين كانوا قبله فقصدها الطلاب من كل الأنحاء وذاع صيت الشيخ فى كل مكان وصار اسمه على كل لسان بل عجزت النساء أن تلد مثله بالنسبة لمنطقتنا كيف لا و قد ملك زمان التعليم بالصبر والحكمة والذكاء حتى بلغ ذروته وهامته
كيفية التعليم عنــد الطالب الاحرش:
إن كيفية التعليم عند الطالب الاحرش قل نطيرها عند غيره لايستطيعها إلا من وفقه الله لذالك فقد كان توقيت القراءة عنده توقيتا واحد سواء كان صيفا أو شتاء أو غير ذالك فبداية القراءة عنده تكون على الساعة الثالثة صباحا ولم يكن في تلك الفترة لا كهرباء ولا أي شئ بل كانوا يقرؤنا على الشموع وإذا لم تكن هناك شموع قرؤوا على الحلفاء أو الرمث لكن لما كان الشيخ في آخر حياته جيء للزاوية بمولد كهرباء يشعلونه في الليل ساعتين فقط وأول مايبدؤون به قراءة الحزب الراتب فيقرؤون ما يقارب 14حزبا حتى يلج وقت الفجر فيؤذن للصلاة ثم يقومون لأدائها وبعد ذالك يجلسون لقراءة الأوراد الرحمانية وبعد الانتهاء يستظهرون على الطالب سي بولرباح ماكتبوه في اللوح ويسمونه القديم وبعد الانتهاء من إزالة ماكتبوه على الألواح يشربون قهوة الصباح ثم يدخلون على الطالب وتبدأ مرحلة الإملاء



12


على الطلبة وبعد تمام الإملاء يبدأ الشيخ في تصحيح الألواح ومن ثم إعادة قراءة ماكتبوه على الشيخ سواء كان ثمن أو ربع أو نصف أو دون ذالك حتى منتصف النهار فيؤذن للطلبة للتوجه لوجبة الغذاء ثم بعد ذالك يرجعون إلى قراءة الحزب الراتب حتى يؤذن لصلاة الظهر فيصلون ثم يسمح لهم بالقيلولة ساعة أو ساعتين إلى أن يؤذن لصلاة العصر فيصلون ويشربون القهوة ثم تبدأ مرحلة قراءة اللوح من جديد فيعيدون التصحيح ويبدؤن بحفظ الجهة القديمة حتى يدخل وقت المغرب وبعد الأذان يصلي بهم الشيخ كالعادة ثم بعد ذالك يبدؤون بقراءة الحزب على الشموع او الحلفاء أو الرمث حتى يدخل وقت العشاء وهكذا بعد الأذان يصلي بهم الشيخ والحزب الراتب أقله دائما عشرة أحزاب ثم يذهب الطلبة لتناول وجبة العشاء وبعد ذالك يرجعون للقراءة حتى الساعة الحادية عشر ليلا ثم يأمرهم بالذهاب إلى النوم حتى إلى الساعة الثالثة وهكذا أما العطلة فلا تكون إلا أمسية الخميس لمن أراد غسل ثيابه أ,و ماشابه ذالك أما عطلة الذهاب إلى بيوتهم فلا تكون إلا في مناسبتي عيد الفطرا والمولد النبوي الشريف ولا يزيدون عن15 يوما فهذا هو جدول التوقيت عند الشيخ وهذه هي رزنامته ضف إلى ذالك أنه كل يوم يعيد عليه عشرة من الطلبة ماحفضوه ونسمية بالعامية السرد ومع كل هذا الاكتظاظ في التعليم لا يعرف التعب ولا الملل فالطلبة
يتعبون ويملون وهو لايكل ولا يتعب ولا يذهب إلى بيته إلا نادرا ولا يسافر أبدا بل كانت حياته



اليومية كلها قرءانا سواء تلاوة أو تعليما أو قياما كما أنه لا يخاف في الله لومة لا يم ولا يغضب إلا لله بل له جرأة في الحق قل نظيرها حتى لقب بالاحرش نتيجة ردة الفعل عنده تجاه الحق ضف إلى ذالك غلظته تجاه الطلبة أثناء القراءة من أجل حفظ القران الكريم متمثلا في القول القائل
لا تسألن عن الصبيان إذا ما ضربوا فالضرب ينفعهم بالعلم يرفعهم إلا أن قال لولا المخافت ما قرؤا وما كتبوا .
وفـــاءه للزاوية :
لقد كان للشيخ رحمه الله وفاء منقطع النظير تجاه الزاوية فما من عمل يعمله في الزاوية إلا وتجد الإخلاص مبدأ والنية عنوانه والصدق قرينه والصبر مئاله وفي المبدأ لاتغيره الخطوب ولا تزعزعه الآفات يعمل للزاوية عمل الخادم المطيع لايعترض عن قول ولافعل بل كان عمله التسليم والوفاء يقتدى بخدمته للزاوية بسيدنا انس ابن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقتدى بوفائه بسيدنا أبى بكر الصديق رضى الله عنه وثاني اثنين إذ هما في الغار ومن كثرة خدمته للزاوية لايحبذ الذهاب إلى





بيته إلا نادرا فتجده ينام في الزاوية ويتفقد أحوالها وأحوال الطلبة فهل يوجد أعظم من هذا الوفاء
اهتمـــامه بأمور الزاوية:
إن الزاوية مهما كبرت وعظمت وكثر خدامها وأصحاب الرأي فيها فإنها تحتاج إلى حكمة الشيخ وذكائه وسداد رأيه فكان الشيخ سدها المنيع ومنبع الرفيع وساعدها الأيمن في تدبير شؤونها وكان له دائما الرأي الصواب فكثيرا ما كان الشيخ سي احمد وقبله الشيخ سيدي المصطفى يطلبون رأيه ومشاركته في كثير من الأمور التى تخص الزاوية كموسم الحصاد وما يجنيه المحصول في هذا العام وماهو الكم الذى يبقى فى الزاوية والكم الذي يقسم على الفقراء والمساكين ولم يتوقف عند هذا الحد فقط بل كانت له أراء أخرى في جميع الميادين كما كان للزاوية فى ذالك الوقت عدد لا باس به من الغنم والبقر فكان يقسمون الغنم إلى قسمين قسم يسمونه اللغو يعدونه خصيصا للضيوف والمريدين وكان يتولى هذا الآمر الشيخ فيأمر خدام الزاوية فيقومون بالذبح والسلخ والشواء وغير ذالك زد على
ذالك ملازمته لضيوف الزاوية من مريدين وزيارا يعضهم ويرشدهم للخير ويأمرهم بقراءة القران وحب الصالحين

وإصلاح ذات البين وما إلى ذالك زيادة على ذالك حبه للشيخ سي أحمد والتفاني في خدمته ليلا نهار حتى صار كل من الطالب والشيخ لايستطيع أحدهم أن يرفع صوته بحضره الأخر احتراما لبعضهما البعض علما أن الشيخ سي بولرباح أكبر سن من الشيخ سي أحمد فكان يجمعهم الحب والوصال والإخاء فكان الشيخ سي أحمد المغربي يعتبر نفسه بدون الطالب سي بولرباح لاشئ والطالب سي بولرباح يعتبر نفسه بدون سي أحمد لاشئ فكان كل واحد منهما متمما للأخر مكملا لشخصيته وهذا ماقصه عنا احد تلاميذه وحينما يأتيه الزيار والضيوف لا يهنئ لشيخ سي أحمد بال حتى يكون بجواره سي بولرباح الطالب يرتشف معهم فنجان القهوة ويتجاذبان أطراف الحديث ولا يتقدم أحد للغداء أو العشاء حتى يكون الشيخ وسطهم يمتع مجالسهم ويشرف على إطعامهم ويمازحهم بالنوادر الطيبة
الجــــد والاجـتهاد:
وفي عام1970 بنيت الزاوية في مقامها المسمى الآن بذراع الزوبير وبني للشيخ مسكنا بجوار الزاوية وكانت هذه الخطوة تعد التغير الجذري لمحور الزاوية وعلو شأنها فزدادت همة الشيخ في العطاء وكانت تلكم الحقبة قد تخرج فيها الكثيرا من

حفظة كتاب الله وفي نفس الوقت توافد الكثير منهم على الزاوية لحفظ كتاب الله فجدوا واجتهدوا حتى بلغو مقصدهم وهكذا كل من صار عن الدرب وصل وكيف لا يصل وهو تحت راية فارس من فرسان القران ونجما من نجوم البيان قدم النفس والنفيس خدمة للدين والوطن حتى استحق بذالك أن يلقب بفارس التعليم نعم بفارس التعليم وإذا أردنا أن نحصي من تخرج على يدي الشيخ من حفظة كتاب الله فقد نحتاج إلى بحث جديد لكي نذكر الأسماء فقط والعدد غير مضبوط لأن أفواج الطلبة كثيرة فوج يمكث عام ويحفظ القران ومنهم عامان ومنها 3سنوات ومنهم أربعة إذا فالعدد غير مضبوط لكن هناك روايات تبث أن الشيخ تخرج على يديه أكثر من 800 طالب وهم اليوم أئمة ومعلمين وإطارات في الدولة نافعين يافعين
للبلاد والعباد ولا يزال ألان تلاميذ تلاميذه يصنعون الحدث في كل مكان
أما من قرؤا على يديه ووصلوا إلى نصف القران أو ربعه فلا يستطيع أحد أن يحصيهم فهذا هو الشيخ سيدي بولرباح وهذه عظمته وهذا هو تاريخه فلم يكن الشيخ سيدي بولرباح معلما للقران فقط بل كان مربيا ومرشدا وناصحا أمنيا ترعرع وأرتوي من حياض القران فكان نصحه القران فبلغ الرسالة على أكمل وجه وأدى الأمانة على أحسن حال فانتفع منه خلق كثير وعم نفعه البلاد والعباد حتى أن سلسلة التعليم التي تركها لازلت مشرقة في قلوب تلاميذه ومحبيه من أئمة ومعلمين و مرشدين ودعاة كل هذا هو بذرة الوصال
والإرث الذي تركه ومن جملت خصاله الحميد



محبته لطلبته بدون استثناء بل ويتفقد أحوالهم في كل حين يعين محتاجهم ويعطف على فقيرهم وتزول تلك الغلظة عند التعليم إلى حلم خارج التعليم فيعامل الجميع كأنهم أولاده بل وأثناء القراءة الكل سواسية أولاده أو غيرهم وما كان عمله لوجه فلان أو علان بل كان لوجه الله الواحد الأحد لهذا حقق نجاحا باهرا في ميادين التعليم والقراءة, والعمل إذا كان لله دام واتصل وإذا كان لغيره انقطع وانفصل وتزداد محبته للمتفوقين في حفظ كتاب الله والمجتهدين فيه فيكرمهم ويقربهم إليه ويبالغ في نصحهم ولقد عانا الشيخ
و الزاوية الأمرين كغيرهم من مواطني تلك المنطقة من مضايقات وتعذيب من طرف المستعمر الفرنسي وكانت عيون المستعمر مصوبة نحوى الزاوية لما لها من مكانة وسط الناس ولأنها كانت مرحلة عبور للمجاهدين فكان شيخ الزاوية يزود المجاهدين بالمؤنة ويحثهم على الجهاد مما سبب لهم متاعب وضغوط زد على ذلك سنين القحط والجوع التي مرة عليهم وكل هذا لم يثني من عزيمة الشيخ فواصل على الدرب متحديا جميع الصعاب حتى بلغ مناه.




18
زهــــــــده:
لقد كان الحلم سمته والكرم منبعه والجود لبنته وما التفت يوما إلى الدنيا وما سكنت قلبه بل كان همه الوحيد هو القران وتعليمه والعمل به والتهجد به في أوقات السحر ولقد صدق الله حين قال ): رجال لاتلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله واقام الصلاة وإيتاء الزكواة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ماعملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء يغير حساب(.
فكان يصوم النهار ويقوم الليل ويحسن للفقراء والمساكين وينصح الناس ويعضهم ويرشدهم ويمشي في قضاء حوائجهم مصدقا لقوله صلى الله عليه وسلم (خيركم للناس أنفعكم لهم) ولم يكن التعليم فقط وضيفته بل فعل الخير كذالك له النصيب الوافر في حياته اليومية.
آخر عهـــــد :
إنني لأجث الركب وأنا مع آخر عهد مع الشيخ الجليل والمعلم الكريم والمربي الرؤوف والذي نذر حياته للدين والوطن متربعا على صدارة التعليم منذ1919 إلى غاية 1986 فكانت مدة تعليمه 66 سنة .ناصحا وواعظا ومرشدا فجمع بين الين والشدة فنال بذالك رضى الله ورسوله


ورضا المشائخ ففتح الله على يديه من المواهب الربانية والأسرار اللدنية إذ نال بذلك
مجامع البيان وسجايا الريحان فتصدر بذالك محاربة الجهل وفلوله فأنار عقولا حائرة وصدورا بائسة مسجلا بصماته في سجل التاريخ بحروف من ذهب ترويها ألسنة الأجداد للأحفاد
إلى الرفيق الأعــــلى:
وبعد عطاء حافل بالقرآن الكريم صال وجال في نواديه مبلغا وداعيا للخير إذ ألف الرجال وزرع الآمال فكان من خيرة من اصطفاهم الله مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم )خيركم من تعلم القران وعلمه( بل هو من جلساء الرحمان يوم القيامة كما جاء في الحديث فأكرم بها من مزية ويكفيه شرفا كذالك قول النبي صلى الله عليه وسلم )هم القوم لا يشقى بهم جليسهم ( فكان الشيخ من زمرة هؤلاء فقد وهب حياته لله مربيا ومعلما ومثابرا جد واجتهد فكان
للتاريخ رمزا قد ورد فحري به قول الحي الصمد
يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات فالزاوية تشهد والتاريخ يشهد وألسنة القوم تشهد فسطر لك التاريخ بحروف من ذهب جهاد لايستطيعه إلا من وفقه الله لذالك أيها الحبيب لقد كنت نعم الرفيق ونعم المعلم ونعم المربي أديت الأمانة وبلغت الرسالة حتى أتاك اليقين ففي عام 1985 أصيب الشيخ بمرض ألزمه الفراش ومع هذا لم ينقطع عن التعليم حتى أنهكه المرض وازدادت حالته سوءوفي عام 1986 رحل الشيخ سي


بولرباح عن عمر ناهز 92 عام تاركا وراءه إرثا عظيما وجيلا من حملت كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهنيئا لك الفردوس في أعلى علين مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أوليك رفيقا ومهما تكلمنا ورثينا وبحثنا فلن نستطيع أن نوفي حق الشيخ ولقد فارقت روحه جسده الطاهر وهو يقرأ القرآن فكانت بدايته بالقرآن ونهايته بالقران ومن كان أخر كلامه لا اله إلا الله دخل الجنة فما بالك إذا كان القرءان آخر كلامه عند السكرات فهنيئا لك الجنة في أعلا المقامات وقد شهدت جنازته جمعا غفيرا اكتظت الزاوية بحضورهم ودفن بمقبرة ونسه جوار أبويه فرحمة الله عليه ونسأل الله تعالى أن يجعلنا نسير على درب شيخنا في تبليغ الرسالة وأداء الأمانة انه ولي ذلك والقادر.
>>يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي
إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادتي وادخلي جنتي<<



21



الخاتمـــة
نسال الله أن يختم لنا ;ولكم بالسعادة وان يجعل خير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا أواخرها وخير أيامنا يوم نلقاه وختام كلامنا هذا سيكون ختامه مسك ونقلا عن ما ذكره العلماء في كتبهم عن فضائل تعليم كتاب الله وهذا ما اخذ به الطالب سي بولرباح الاحرش وسار على نهجه واسمع ما ذكره احد العلماء في احد المواقع وهو يتكلم عن هذا المنهج بقوله
ومن أجَلِّ ما عني السلف الصالح بتنشئة أولادهم عليه ، حفظ كتاب الله تعالى .
قال الإمام البخاري : باب تعليم الصبيان القرءان . وساق فيه بسنده عن ابن عباس، رضي الله عنهما): توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا ابن عشر سنين، وقد قرأت المحكم ( رقم (5035) ، وقوله أيضاً) : جمعت المحكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له : وما المحكم ؟ قال : المفصل ( رقم (5036). وقد دل الحديث على فوائد منها :
1- استحباب البداءة بالمفصل عند تعليم الصغار ، لأنه أسهل عليهم .
2- -ينبغي ألا يبلغ عشر سنين إلا وقد حفظ المفصل .
3-
4- والسن التي يبدأ عندها بتعليم الصغار القرءان : من حين يعقل ويميز ، وذلك ببلوغه سبع سنين . وقد روى ابن أبي شيبة عن عمرو بن شعيب قال : كان الغلام إذا أفصح من بني عبدالمطلب علمه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية سبعاً>> : وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنْ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً<< الإسراء111 )المصنف):10/556
5- وروى أيضاً عن إبراهيم النخعي، قال : )كانوا يكرهون أن يعلموا أولادهم حتى يعقلوا ( المصنف : 5/557. ولا ريب أن التربية تتطلب قدراً من الجهد والمعاناة من قـِبل الأبوين ، على تفاوت بين الأولاد في ذلك . ومن الأسباب المعينة لهما لبلوغ الغاية المأمولة ، والفرحة المنشودة ما يلي :
6- أولاً : القدوة الحسنة :
7- قال عتبة بن أبي سفيان لمؤدب ولده) : ليكن أول إصلاحك لولدي، إصلاحك لنفسك ؛ فإن عيونهم معقودة بك ؛ فالحسَن عندهم ما صنعت ، والقبيح عندهم ما تركت ( البيان والتبيين .
8- ولا ريب أن الطفل الذي يفتح عينيه على أبويه يتلوان القرءان ، آناء الليل وأطراف النهار ، سينشأ معظماً للقرءان ، محباً له ، مستسهلاً ثني ركبتيه
23
في حلق التحفيظ ، متشوفاً للسير على خطى والديه . كما أن رفع المثل العليا ، وضرب الأمثلة بسير النبلاء والصالحين ، والموفقين من أقرانه ، وأترابه، حافز له على التأسي والاقتداء.
ثانياً : التعويد منذ الصغر :
عن الربَيِّع بنت معوذ، رضي الله عنها، قالت) : أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار : من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليصم، قالت : فكنا نصومه بعد ، ونصوم صبياننا ، ونجعل لهم اللعبة من العهن ؛ فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذلك ، حتى يكون عند الإفطار ( متفق عليه . وقال ابن مسعود، رضي الله عنه : )حافظوا على أبنائكم في الصلاة ، ثم تعودوا الخير ؛ فإن الخير بالعادة ( رواه البيهقي، وعبدالرزاق، وابن أبي الدنيا، وابن أبي شيبة .
ثالثاً : السياسة الحسنة :
جاء في كلام عتبة بن أبي سفيان لمؤدب ولده) : وعلمهم كتاب الله ، ولا تكرههم عليه فيملوه ولا تتركهم منه فيهجروه البيان والتبيين(




فعلى المربي الحكيم أن يلحظ نفسية الناشئ ، وما يقع لها من إقبال وإدبار ، وانبساط وانقباض فيستغل حال نشاطه ، ويخفف عنه حال تبرمه وفتوره . ومن ذلك أن يتيح له ما يكفيه للترويح ، والتلذذ بمباهج الطفولة ، وأشواق الشباب ، ولا يحمله على عزائم الكبار ، فإن لكل زمان لبوساً .
رابعاً : الحوافز التشجيعية :
عن أبي خبيب الكرابيسي ، رحمه الله ، قال : كان معنا ابن لأيوب السختياني ، في الكُتَّاب، فحذق الصبي ، فأتينا منزلهم ، فوضع له منبر ، فخطب عليه، ونهبوا علينا الجوز ، وأيوب قائم على الباب ، يقول لنا : ادخلوا ، وهو خاص لنا .
وقال يونس : حذق ابن لعبد الله بن الحسن، فقال عبد الله) : إن فلاناً قد حذق ، فقال الحسن ، رضي الله عنه : كان الغلام إذا حذق قبل اليوم نحروا جزوراً ، وصنعوا طعاماً للناس ( رواه ابن أبي الدنيا .
عن النضر بن شميل، قال : سمعت إبراهيم بن أدهم يقول) : قال لي أبي : يا بني ! اطلب الحديث؛ فكلما سمعت حديثاً وحفظته ، فلك درهم، فطلبت الحديث على هذا(

25


وهذه الآثار، وأمثالها ، تدل على أن الاحتفاء بالحفاظ ، وتكريم أهل القرءان ، من الصغار ، طريقة إسلامية ، وعادة سلفية ، درج عليها المسلمون منذ عهودهم الأولى ، ورصدوا لها الجوائز التشجيعية ، والحوافز المادية والمعنوية ، ولم يروا ذلك ، كما يدعيه بعض الناس ، قادحاً في النية أو مناقضاً لحسن التربية . والله أعلم .
خامساً : الدعاء لهم :
قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام) : وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ ( (35) ، وعنه أيضاً) : رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء) ( إبراهيمِ (40_ ، وكذلك قوله) : رَبِّ هَبْ لِي مِنْ الصَّالِحِينَ ( )الصافات(100 _
وقال عن زكريا عليه السلام) : فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً)( مريم(
وقال عن عباد الرحمن) : وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً_ 74 )( الفرقان(



وكثير من الآباء والأمهات يغفل عن هذا الباب ، وتستغرقه مُجريات الحياة ، فيسعى لاهثاً في توفير الأسباب المادية لرفع مستوى أبنائه ، وينسى أمر الدعاء ، مع عظيم أثره . بل ، إن من الآباء والأمهات الحمقى من يفعل العكس ! فإذا غضب على أحد من أولاده ، دعا عليه غير آبه ! فربما استجيبت دعوته ، فشقي بها الولد والوالد. سادساً : انتخاب الرفقة الصالحة ، وتجنيبهم رفقة السوء :
ما سمي الإنسان إنساناً ، إلا لميله إلى المؤانسة والخلطة والاجتماع ، فهو مدني بطبعه ، كما يقال . ولما كان الأمر كذلك ، كان ينبغي للمربي الحكيم أن لا يدع أمر الرفقة متروكاً للظروف ، بل عليه أن يسعى جاهداً لإحاطة ولده برفقة صالحة ، وبيئة نقيه ، يتنفس من خلالها الطهر والنقاء والسمت والأدب ، وأن يجنبه رفقة السوء من البطالين والعابثين . ولعل خير وسط يترعرع فيه الناشئ حلق القرءان ، في أكناف المساجد ، مأوى الملائكة ، ومتعلق قلوب الصالحين . قال الإمام الذهبي ، رحمه الله ) : قد ثبت بقول المصطفى صلوات الله عليه :" أفضلكم من تعلم القرءان وعلمه" يا سبحان الله! وهل محل أفضل من المسجد ؟ وهل نشر العلم يقارب تعليم القرءان ؟ كلا، والله ! وهل طلبة خير من الصبيان الذين لم يعملوا الذنوب السير( :6/396

27


وفى الأخير نسال الله أن يجازي صاحب هذا المقال خيرا كما أسأله تعالى أن يجعل هذ البحث الذي جمعته خالصا لوجهه الكريم وأن يجعله نافعا لمن يقرأه كما أنى أطلب ممن قرأ هذا البحث أن يدعوى لي بالهداية والصلاح وأن يرحمنى بعد الممات وأعلموا أن هذا البحث لايخلوا من الأخطاء النحويه وهذا إن دل على شيء فان يدل على كثرة جهلى وقصوري فهمي

أخوكم تومى محمد كمال
20 أكتوبر 2016-
24 ذي القعدة








العـــنوان:
1- المقدمة .................................................. ..........
2- مدخــل .................................................. ..........
3- من هو الشيخ أحمد بن المغربي الجد ............................
4- من هو الشيخ سي محمد ...........................................
5- التعريف بالشيخ سيدي بولرباح الطالب الملقب بالأحرش....
6- بدايته لتعليم القران الكريم .........................................
7- كيفية التعليم عند الطالب الاحرش...............................
8- وفاءه للزاوية .................................................
9- اهتمامه بأمور الزاوية ..............................................
10- الجـــد والاجتهاد ............................................
11- زهــــــده .................................................. ...
12- آخر عــــهد ..................................................
13- إلى الرفيق الأعلى ..........................................
14- الخاتــــمه .................................................. ....




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

حياك الله اخى الكريم

اللهم انفعنا مما علمتنا و زدنا علما

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

حياك الله اخى الكريم

اللهم انفعنا مما علمتنا و زدنا علما

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :