عنوان الموضوع : هــؤلاء هـم المجاهدون .. بحق !؟
مقدم من طرف منتديات العندليب
هؤلا هم المجاهدون ... بحق ..
ليس شهيدا ، ولا ابن شهيد ، وليس مجاهدا ، ولا ابن مجاهد .... إن كان في عرفنا أن الشهيد هو الذي قتله العدو ... وإن كان في عرفنا وتعريفنا أن المجاهد هو الذي يحمل السلاح ويقاتل العدو .... فهو ليس واحدا من هؤلاء ...
ولكنه مجاهد بطل ، ووطني حر ، أفضل من كثير من المتسلقين الراكبين لكل موجة ، المستفيدين من كل مأساة .... ببساطة كان معلما فقط !!!؟؟ .
.... / ....
تخرج سنة 91 ... وأُلقِيَ في قرية نائية حتى سنة ألفين ، .... تخرج مع بداية المأساة وعاشها كلها على حافة الخطر .... كان الكل يهدده ، والكل يهينه ، والكل يتهمه بالعمالة للطرف الآخر .... بين عمله ومنزله 50 كم فقط .. ولكنه كان يقطع 140 كم لكي يذهب إلى عمله أو يعود منه ... كان يسلك طرقا يظنها آمنة ... فكانت كثيرا ما تزيد من أدلة اتهامه ... وكان لا يجد جوابا لهذا السؤال شبه اليومي :
مالذي جاء بك إلى هذا المكان ما دمت تقول أنك تعمل في ذاك المكان ؟؟؟؟؟
.... / ....
لم يكن المسكين يستطيع أن يخرج باكرا خوفا من اعتراض المسلحين له .... ولم يكن يستطيع التأخر خوفا من عدم تفهم وتقدير مسؤوله لأسباب تأخره .... فلم يكن أحد يضمن أو يثق في أحد حينها .... فالتأخر أو التغيب معناه ذهابك إلى مكان غير مرغوب فيه !! وتهمة مجانية ! ....
كان عمله تهمة ، واستقالته منه تهمة أيضا .. فالبقاء في العمل كان يعني مناصرة الحكومة ، والاستقالة منه كانت تعني مناصرة المسلحين ......
كان ذلك يحدث له حتى داخل القسم ... فتدريس الأناشيد الوطنية كان يعني مناصرة الحكومة ، وتدريس التربية الإسلامية كان يعني مناصرة المسلحين ..
.... / ....
عشر سنوات وهو يدفع من راتبه الضئيل ثمن تنقله اليومي ، ومأكله ، ومشربه .... وثمن عودته سالما إلى أولاده .... لم تكن له حصانة ولا ضمان من أي طرف ، كان الكل يتبرأ منه ، والكل ينظر إليه نظرة الشك بأنه يعمل لحساب الطرف الآخر .....
عشر سنوات لم يكن للمسكين من ذنب سوى أنه كان يذهب إلى المدرسة ليعطي لأطفال صغار - هم مستقبل هذا الوطن - ما يستطيع من علم وأدب .... فكان يقف على ثغرة من ثغور هذا الوطن يسدها بكل ما أوتي من حيلة وقوة ، عسى أن تنجلي هذه الفتنة يوما ....
.... / ....
إنه الوحيد الذي رفع السلاح ، ولكن ليس في وجه أبناء وطنه وإنما في وجه الفتنة والفناء ، لم يكن سلاحه البندقية ... كان سلاحه العلم والعمل ... هو الذي حفظ - بعد حفظ الله عز وجل - هذا الوطن من الاختلال ، وحفظ - بعد حفظ الله تعالى لها - هذه الدولة من السقوط والاندثار ....
كان يبني النشء حين كان غيره يهدم .... وكان يحفظ ميراث الأجيال ... حين كان غيره يفني الحرث والنسل .... وكان متمسكا بواجبه حين تخلى غيره عن واجبه وانخرط في عمل له أهله ورجاله .....
إنه الوحيد الذي لم يستثمر جهاده في طلب المقابل - بعد انجلاء الأزمة - حين بدأ غيره في امتصاص ما تبقى من خيرات هذه الأمة ، وما تبقى من دماء هذا الشعب ......
إنه الوحيد الذي جاهد في هذه السنوات دون أن يشارك في المأساة أو يؤذي أحدا من أبناء وطنه ......
.... / ....
لو كان في هذه الدولة خير وبعض العرفان بالجميل لبحثت عن أمثال هذا الرجل فكرمته .... فهؤلاء هم الوطنيون بحق ... هؤلاء هم الذين لم يتلونوا بكل لون يوم كان التلون شطارة .... وهؤلاء هم الذين لم يقفزوا إلى ضفة الغالب يوم كان القفز إليها مهارة .....
هؤلاء لم يركبوا سفينة القراصنة يوم امتهن غيرهم القرصنة .... وهؤلاء لم يقفزوا من سفينة الوطن يوم قفز غيرهم ظنا منهم أنها سوف تغرق ... ولكنها بحمد الله لم تغرق ....
هؤلاء هم الذين لم يخذلوا الوطن يوم كان في أمس الحاجة إلى نصرتهم .... وهؤلاء هم الذين لم يتنقلوا بين الحبال الآمنة ، ولا بين العواصم الفاتنة ...
.... / ....
أمثال هؤلاء من الموظفين في كل القطاعات ... كانوا الأرض الصلبة التي يقف عليها بنيان هذا الوطن ، فلم تهتز تحته ، ولم تتحرك ، ولم تتضعضع... فبقي - برغم هول الفتنة - صلبا ، صامدا ، شامخا .... حتى كتب الله - عز وجل - له الفرج من عنده ......
.... / ....
أمثال هؤلاء ما يزالون حتى الساعة يخرجون - باكرا - إلى وظائفهم ، يؤدون واجبهم في صمت .....ولا يرجون من الله - عز وجل - إلا دوام الصحة والعافية ....
.... / ....
أليس هؤلاء هم المجاهدون بحق ؟؟؟ !!!!!
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
شكرا على الموضوع
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
كلام جميل جدا
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
وشكرا لك على المرور .
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
السلام عليكم و رحمة الله
فعلا هؤلاء هم المجاهدون الحق
و لكن من تراه لندائنا يسمع
اجرهم على رب العالمين
ففقط يوم الحساب لا يضيع من عمل الانسان ذرة
بارك الله فيك اخي على هذا الموضوع المميز
و اثاب الله امثال هؤلاء النوادر
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :
و مرورك من هنا أجمل