عنوان الموضوع : ابك* ‬يا* ‬بلدي* ‬الحبيب | محمّد* ‬الهادي* ‬الحسني (صفعة للنائحين على محاكمة سويسرا لنزار الساكتين عن خيانة مدلسي) خبر جزائري
مقدم من طرف منتديات العندليب




ابك ‬يا ‬بلدي ‬الحبيب | محمّد ‬الهادي ‬الحسني (صفعة للنائحين على محاكمة سويسرا لنزار الساكتين عن خيانة مدلسي)

حدّثني الأستاذ سعدي بزبان، وهو من طلبة معهد ابن باديس، أن الشيخ العباس ابن الحسين، رحمه الله (1912 - 1989) كان يلقي -ذات يوم- في قسنطينة (عاصمة الشرق الجزائري ومهد جمعية علماء المسلمين) خطابا من خطبه التي تهزّ النفوس الخامدة، وترجّ الأجساد الجامدة، وتلهب القلوب الباردة، ثم افتعل السقوط على الأرض فهرع إليه الناس لإقالته

من عثرته وإنهاضه من سقطته، ولكنه نهض من تلقاء نفسه، ثم وجّه كلامه إليهم قائلا: لقد افتعلت السقوط فأسرعتم إليّ -وأنا فرد- لتنهضوني، ولكن الجزائر ساقطة منذ قرن وربع لم تسارعوا إلى انتشالها من وضعها، وإخراجها من حالها.

تذكرت هذه الحادثة عندما قرأت ذلك التصريح الذي وقّعه مائة وثمانون شخصا (180) احتجاجا واستنكارا على الاستجواب الذي أجرته وكيلة الكونفدرالية السويسرية للجنرال خالد نزار (بسبب تهم التعذيب والقتل خارج القانون أيام كان وزيرا للدفاع الجزائري)، حيث اعتبر أولئك الموقعون -وكثير منهم ليسوا أشخاصا عاديين- ذلك الاستجواب "مساسا بسيادة الشعب الجزائري وكرامته"، وأنه بذلك الاستجواب "تمّ المساس بكرامتنا كمواطنين جزائريين، بحكم تدخّل دولة أجنبية في شؤوننا الداخلية.

جميل أن ينفر أي جزائري للدفاع -بأية وسيلة- عن أي جزائري آخر، ومنه دفاع هؤلاء الأشخاص عن خالد نزار، مهما اختلفنا معه، ومهما تكن مسؤوليته في الأزمة التي أصابت الجزائر في العمق؛ ولكن ما بال هؤلاء الموقعين.. يهرعون للدفاع عن خالد نزار -وهو الآن مواطن عادي مهما تكن مسؤولياته السابقة- ويغمضون أعينهم، ويستغشون ثيابهم، ويضعون أصابعهم في آذانهم، إذ لم نحس منهم من أحد ولم نسمع لهم ركزا عقب ذلك الحادث الرهيب الذي كادت تنشق له الأرض الجزائرية وتنهدّ له جبالها، ويخرج شهداؤها من الأجداث، ولا أعني إلا استدعاء وزير خارجيتنا -مراد مدلسي- الممارس للمسؤولية من قبل لجنة الشؤون الخارجية في برلمان دولة أجنبية، ويا ليتها كانت أية دولة، ولكنها الدولة التي قال الشيخ الجليل عبد الحليم ابن سماية (ت 1933) لمن سأله أن يعلّمه ذكرا ذا أجر كبير؛ قال له: "قل من بزوغ الفجر إلى غسق الليل قائما وقاعدا ومتكئا: يلعن دين فرنسا (❊)"، وذلك لما ارتكبته من فواحش وجرائم في الجزائر، لا تبلغ جرائم جميع الدول معشار معشارها.

لقد زعم الموقعون على التصريح الموجه ضد سويسرا أنه "تمّ المساس بكرامتنا كمواطنين جزائريين بحكم تدخّل دولة أجنبية في شؤوننا الداخلية"، فهل استدعاء وزير خارجيتنا من طرف البرلمان الفرنسي لا يعتبر عند هؤلاء الموقعين تدخّلا في شؤوننا الداخلية، مسّا بكرامتهم، أم أن فرنسا -بالنسبة لهم- ليست دولة أجنبية، وبالتالي يجوز لها أن تفعل في الجزائر، وبالجزائر ما تشاء، ولا يجوز الاعتراض والاحتجاج عليها، ولا تسأل عمّا تفعل.

إننا نعرف أنّ ممّن وقعوا على ذلك التصريح من يعتبرون الفرنسيين مثلهم الأعلى في كل شيء، ويقلدونهم حتى في أتفه الأمور، فما بالهم لا يقلدونهم في منع الدول الأجنبية في التدخل في شؤونهم الداخلية؟

إن العجب العجاب الذي يشيب له الغراب، وينطق له الذباب، وتنتحر له الذئاب والكلاب هو أن يكون من بين الموقعين على ذلك التصريح مجاهدون أعضاء في المنظمة الوطنية للمجاهدين الذين لم يتحركوا أبسط حركة، ولم ينبسوا ببنت شفة في وجه "الكبيرة" المتمثّلة في مساءلة وزير خارجيتنا الممارس أمام برلمان فرنسا، الدولة الأشد عداوة لنا، والأكثر مقتا من الجزائريين، كما لم يدينوا ولم يحتجوا على أولئك الذين منعوا "البرلمان" الجزائري من إصدار قانون تجريم فرنسا على ما فعلته في الجزائر، وهي -فرنسا- التي تصدر قانونا إثر قانون؛ هذا لتجريم من ينكر ما تسميه "إبادة الأرمن".. هذا الاستعمار الذي قال فيه الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفيلت: "إن الاستعمار الفرنسي هو أسوأ وأخبث ما يمكن أن ينكب به شعب من الشعوب" (1).

لو يعود شهداء الجزائر كما تخيل (الكاتب الروائي) الطاهر وطار-غفر الله له- وشاهدوا بعض ما يجري في الجزائر من مهازل، وسمعوا بعض ما يقع فيها من منكرات، وقرأوا بعض ما يحدث فيها من جرائم لبكوا دماء، ولتبرّأوا ممن أوصلوا الجزائر إلى هذا الدرك ولو كانوا رفاقهم في الجهاد، بعدما رفعوها إلى أعلى عليين.

لم أجد جملة أجعلها عنوانا لهذه الكلمة، وتعبّر عما في نفسي من حسرة شديدة وألم مرير وضيق حرج وأنا أقرأ عن مثول وزير خارجيتنا أمام النواب الفرنسيين، وما تفوّه به أمامهم إلا الجملة التي يعنون بها آلان باتون أوارد (❊❊) (Alan platon Award) إحدى رواياته وهي: (إبك يا بلدي الحبيب) (Cry, the beloved country) يصور فيها بعض مآسي جنوب افريقيا.

إنني أعتبر يوم مثول وزير خارجيتنا أمام النواب الفرنسيين يوم حداد وطنيّا، وأذكره بجملة حفظتها -قبل أن أبلغ الحلم- قالها محمد خيضر، رحمه اللّه وهي: "لو أردنا الخروج من عالمنا لرفضنا العالم الآخر"، وأذكره بكلمة الداي حسين، رحمه الله، وهي: "لن تزهر الدّفلى الفرنسية في الجزائر"(2)، وأذكره أخيرا بأبيات لمالك حداد، رحمه الله ، وهي:

"إن البرنوس الذي ارتداه أجدادي، البرنوس الذي يتراءى أمامي في كل مكان، ما يزال دثاري، ما يزال استمرار الحياة في داري.. لكلمة وطن عندنا طعم الغضب"(3).

إن الزبد سيذهب جفاء، وإن الجزائر وفرنسا كالماء والزيت لن يندمجا ولو رجّتا رجّا عنيفا، خاصة أن بينهما بحارا من دماء الشهداء وجبالا من أجسامهم، إضافة إلى اختلاف السّما والسحنات، وجولان الضاد في اللهوات كما يقول الإمام الإبراهيمي، أخلد اللّه اسمه، ورفع ذكره.



هوامش

❊) هذه الجملة أرويها عن الشيخ علي مغربي، رحمه الله.

1) عبد الرحمن الجيلالي: تاريخ الجزائر.. ج 4. ص 366 ط 1980.

❊❊) أصله بريطاني، من مستعمري جنوب إفريقيا، ولكنه كان معارضا للتمييز العنصري، ولد في 1903 وتوفي في 1988 ، وقد نشر روايته في 1948.

2) مولود قاسم: شخصية الجزائر الدولية..ج 2. ص 191.

3) عبد الله الركيبي: الأعمال الكاملة، مجلد 5. أحاديث في الأدب والثقافة.

https://www.echoroukonline.com/ara/ak...ani/89832.html





>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

والله يامحمد احييك لقد اثلجت صدورنا بارك الله فيك ويرحم والديك راني حاير كيما راك حاير يا الله يالله يالله ياجزائر [size="7"][color="red]

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة socrates
والله يامحمد احييك لقد اثلجت صدورنا بارك الله فيك ويرحم والديك راني حاير كيما راك حاير يا الله يالله يالله ياجزائر [size="7"][color="red]



حفظ الله الجزائر وازاح عنا ابناء فرنسا


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

بارك الله في استادنا محمد الهادي الحسني و حفظه الله

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

محمد الهادي الحسني

الله ينفعنا بعلومك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

محمد الهادي الحسني

الله ينفعنا بعلومك