مختار بلمختار في غزوة عين أمناس كشف الستار عن عمالة النظام وحجم البطالة في الجنوب الذي أضحى يوظف كلاب البيتبول بدل العباد
البطالون خرجوا للشارع بالجنوب لكن لا حياة لمن تنادي
شركات بترولية "توظف" 600 كلب "بيتبول" بـ 735 مليون شهريا
لجأت العديد من الشركات الأجنبية بعاصمة الذهب الأسود حاسي مسعود بورڤلة الأشهر الأخيرة إلى تأجير كلاب سيما "البيتبول" وأخرى ألمانية الأصل بمبالغ ضخمة للحراسة وحماية بعض الشخصيات الأجنبية، وتصوّروا حجم الكلاب المؤجرة التي فاقت 600 كلب وقيمة الأموال التي تنفق على محترفي هذه المهنة التي وجدوا فيها استرزاقا جديدا أفضل من تشغيل بطالين منهم من يحمل شهادات عليا ولا زال يتخبط في سوق الشغل.
تعمل شركات مناولة جزائرية، أو ما يعرف بالسماسرة على تأجير الكلاب للشركات البترولية ويصل مبلغ تأجير الكلب الواحد المدرب إلى 4 ألاف دج يوميا أي ما يعادل 12 مليونا شهريا يتقاضاها صاحب هذا الحيوان، وهو ما لا يتقاضاه مدير ثانوية أو أستاذ يظل يتحدث طوال اليوم، وبعملية حسابية يتضح أن الشركات تصرف شهريا 735 مليون شهريا على 600 كلب تقريبا.
شركات مناولة تتولى التأجير دون حساب مبلغ التنظيف والأكل والبيطرة
منها مبلغ 2016دج لكل ثلاثة أيام تقريبا تصرف على الأكل والبيطرة والتنظيف، أي إنفاق ما يزيد عن 6 ألاف دج أسبوعيا على نظافة كلب واحد بمعنى صرف 15 ألف دج شهريا لإزالة الأوساخ والاستحمام.
قضية تأجير الكلاب التي استشرت في الشهور الأخيرة بحاسي مسعود وبعض منابع النفط بإيليزي منحصرة على شركتين للمناولة فقط تعملان بحاسي مسعود مع عدة شركات أجنبية متعاقدة منها شركة عربية كما "دوخت" الجميع بمناطق الجنوب.
وفي اتصال"الشروق" بإحدى الوكالتين بحاسي مسعود لمعرفة صحة المعلومات التي بحوزتنا كشف المكلف بالتسيير أن قضية كراء كلاب الحراسة للشركات الأجنبية دون سواها راجع للطلب المتزايد من طرف هذه الأخيرة التي تفضل الكلاب..وقال إنه لا علاقة لها بحماية الشخصيات وهي موجهة لحماية معدات وألات الشركات في ورشات الحفارات البترولية، حيث تبقى بعد انتهاء المشروع في مواقع صحراوية بعيدة وتتطلب لحراستها كلبا مرفوقا بعامل واحد فقط متدرب على مصاحبته، بدلا من توفير حراس بالسلاح الناري، إذ يخشى تعرضهم لاعتداء إرهابي وتجريدهم من السلاح، لذلك تفضل الشركات كلاب مدربة لها مهام محددة، على أن يتقاضى أصحابها مبالغ، ورفض محدثنا الكشف عن قيمة الأموال التي تصرف وأحالنا على بعض المؤجرين للكلاب.
ورغم اتصالنا بأحدهم، إلا أنه لم يزوّدنا بتوضيحات حول كيفية تأجير كلبه وكم يتقاضى عليه شهريا، قال إنه كلب مدرب وقوي ويستحق أكثر من مبلغ 4 آلاف دج يوميا، وهو ما يعادل كراء سيارة رباعية الدفع التي عادة ما تطلبها الشركات.
ومعلوم أن وكالات المناولة التي تم حلها في مارس 2016 لا زالت تنشط وتطلب شروطا خاصة ومواصفات معينة حول طبيعة الكلاب وعمرها وموطنها الأصلي على غرار الكلاب الألمانية ذات الشهرة الكبيرة والأمريكية، في حين يظل عشرات "الشومارة" يتخبطون في مشاكل لم تنته منذ 10سنوات.