بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان المفروض بعد ماسمي ثورات الربيع العربي ان تتحول تلك البلدان التي تبنته وهلل له الكثير من الجهابذة والمفكرين الى بلدان تنعم بالرخاء والعدل والمساواة لا بل اقله ان يتغير النظام السابق ليأتي بعده ماكان البعض يمني الجميع به ولكن .. سقطت الاقنعة وخاب الظن فالانظمة لم تسقط بل ازدادت قوتها فعلمانية بن على في تونس تمت دسترتها في دستور تونس الجديد وبمباركة الاحزاب الاسلامية..! وديكتاتورية القذافي انتقلت الى ديكتاتورية الجماعات المسلحة وصارت لكل حي ليبي ديكتاتور ! والنظام الشمولي العسكري في مصر في عهد مبارك انتقلت شموليته الى حكم الاخوان وانتقلت عسكريته الى السيسي ورفاقه ! وجهوية علي عبد الله صالح في اليمن تكرست في ظل النظام الجديد الى مشروع الفيدرالية المقسم لليمن ...
فعن أي نظام ساقط يتحدثون ؟ولم لم تسقط الانظمة وتتغير ؟
الذي سقط حقيقة هو الرؤساء والارواح البريئة التي قتلت بدون ان تعرف سببا لقتلها ؟
ان الغوغائية لا تحدث تغييرا بل تزيد الطين بلة ولنا في تاريخنا الاسلامي المجيد العبر والدروس من حيث تغيير الانظمة واسقاطها ومعلمنا الاول في هذا النبي الاعظم صلى الله عليه وسلم
لقد قاد الرسول تغييرا اجتماعيا ادى الى تغير النظام في شبه الجزيرة العربية بل في اصقاع الدنيا كلها وهذا بالرغم من ان قريشا عرضت عليه الحكم والاموال مقابل تخليه عن الدعوة لكنه رفض ذلك وكان بمقدوره ان يوافق لو كان يؤمن بالتغيير من رأس الهرم بدلا من قاعدته ...لقد علمنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم كيف نغير المجتمع وكيف نغير الانظمة بان نبدأ بانفسنا ثم بمن حولنا فيتغير رأس الهرم تلقائيا بتغير قاعدته .
ان النظام في حقيقته ماهو الا صورة مصغرة للمجتمع فان صلح المجتمع صلح نظامه وان فسد فسد نظامه
وفي الجزائر و قبل فتح التعددية السياسية كانت هناك مااصطلح على تسميته بالصحوة الاسلامية وبغض النظر عن الموقف منها فالشاهد هنا هو تغير المجتمع الذي أدى الى تغير النظام
كان اقبال الناس كبير على مظاهر التدين وبدأ المجتمع يتغير وتسلق التغيير الى رأس الهرم فظهرالملتحون في الثكنات العسكرية المعروفة بالانضباط الشديد في الهندام ونوقش مشروع توقيف انتاج الخمور على مستوى السلطات العليا وغيرها الكثير من مظاهر استجابة النظام الآلية للتغير الاجتماعي
لقد برع السياسيون في اللعب بالعقول والقلوب بما يبثون من خطابات حماسية وشعارات رنانة غايتها الدنيا خداع الغلابة والمغفلين ومنتهى غايتها الكرسي واغراء السلطة ويشهد التاريخ كيف تحول بعض السياسيين من معارضين الى موالين بمجرد الحصول على بعض الفتات وكما قيل الموالاة تستفيد والمعارضة تستفيد
والى ان" يفيق كل بريق " استودع الله بلدي وشعبها ..