عنوان الموضوع : كامب ديفيد وأوسلو وجامعة الدول العربية اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

كامب ديفيد وأوسلو وجامعة الدول العربية
نصر شمالي


23/12/2016


تبعث مواقف المسؤولين في السلطة الفلسطينية وخطاباتهم أعمق أحاسيس الخيبة والأسى والغضب في نفوس من يتابعها. لقد غدت مشكلتهم، حسب مواقفهم وخطاباتهم، جزءاً لا يتجزّأ من المشكلة الإسرائيلية التي هي مشكلة أمريكية. وبالفعل فإنّ الأمريكيين يعالجون اليوم هذه المشكلة باهتمام أكبر، وذلك بصياغة كيان فلسطيني لا تتعارض وظائفه مع وظائف الكيان الإسرائيلي الأمريكية/ الأطلسية، الإقليمية والدولية.
إنّ وظائف الكيان الفلسطيني، في حال قيامه، سوف تكون في خدمة الأمريكيين خصوصاً والأطلسيين عموماً، أي من طراز وظائف الكيان الإسرائيلي. وإذا لم نتحدّث عن إرادة المقاومة الفلسطينية، في كمونها وبـــروزها، وغضــضنا الطرف عن قطاع غزّة المتمرّد الذي تمنّى رابين لو أنّ البحر يبتلعه، فإنّ الاستعصاء الذي نتابع فصوله، والذي يعرقل إقامة الكيان الفلسطيني، يكمن في جشع الإسرائيليين الذين يريدونه عاجزاً عن منافستهم في أيّ مجال مهما كان ثانوياً، بل يريدونه خادماً لهم وليس لسيّدهم.
لقد أصبحت قضية فلسطين قضية 'عائلية' داخلية أمريكية/إسرائيلية إنّ ربّ العائلة الأمريكي الكبير يحاول التوفيق بين مصالح أفرادها، أو أطرافها، والحيلولة دون خصامهم إن لم نقل اقتتالهم، لكنّه وهو الربّ الأبيض لا يستطيع إلاّ أن يراعي مصالح أبناء الستّ البيضاء على حساب مصالح أبناء الجارية السوداء! ويالها من مأساة وياله من حضيض انحدر إليه الفلسطينيون خصوصاً والعرب عموماً.
غير أنّ هول المأساة لا يعني فوات الأوان واستقرار الأوضاع تماماً ونهائياً لصالح الأمريكيين والإسرائيليين ومن يسير في ركابهم، فالأرض الفلسطينية الصغيرة، التي هي الفرع، يستحيل استمرار اقتطاعها من الأرض العربية الكبيرة التي هي الأصل. إنّ فلسطين غرفة من غرف البيت العربي، بل شرفة من شرفاته والشعب الفلسطيني الصغير، الذي هو عضو من أعضاء الأمة العربية، يستحيل فصله عن جسمها الكامل المتكامل وبقائه حيّاً، مثلما يستحيل بقاء الأمة صحيحة معافاة من دونه.
إنّه لمن الواضح أنّ نجاح مشروع الغزاة الصهاينة يقتضي تحويل الوطن العربي الكبير بكامله إلى كيان إسرائيلي، أو ما يشبهه، وهو ما حاوله الفرنجة (الصليبيون) في القرون الوسطى وفشلوا في تحقيقه. وإذا كان لا بدّ من الاعتراف للإنكليز بالنجاح في تحويل أمريكا الشمالية إلى كيان إنكليزي، فإنّه لمن البديهي الانتباه إلى الاختلاف الجذري بين التجربتين، حيث في أمريكا الشمالية هاجموا شعوباً لا تزال تعيش مرحلة جلجامش قبل آلاف السنين، أمّا في بلادنا فإنّهم يتعاملون مع الأمة التي انبثقت حضارتهم من حضارتها، وإن هي جاءت نقيضها أخلاقياً وسياسياً. وليس أدلّ على ذلك من فشل تجربتهم الفرنسية الاستيطانية في الجزائر. إنّ ما فشل تحقيقه في الجزائر لن يتحقّق أبداً في فلسطين.
لكنّ الاطمئنان إلى صلابة جوهر الأمة، والثقة بقدرتها على استرداد زمام المبادرة ميدانياً، لا يعني الاستخفاف بالكوارث الرهيبة والخسائر الفادحة التي تصيب الأجيال العربية الحالية، حيث الكثير من الإصابات ما كان لها أن تقع لولا انخراط تحالف الخيانة والانتهازية والجهل في خدمة المشروع الصهيوني، وإنّه لمن المؤكّد أنّ هذا التحالف لن يعفى من الحساب والعقاب، وأنّ ذلك سيبدأ بمجرّد استرداد الأمّة رسمياً وشعبياً لزمام المبادرة في ميادين الصراع. أمّا المقرّ الرئيسي للطرف الأول من أطراف تحالف الخيانة والانتهازية والجهل فهو جامعة الدول العربية.
لقد أنشئت جامعة الدول العربية، على غرار هيئة الأمم، لتنجز بعض وظائف هيئة الأمم في البلاد العربية. ولم يعد خافياً أنّ هيئة الأمم ليست سوى القناع الذي أخفى بالأمس ويحاول أن يخفي اليوم وجه الاستعمار الحديث بصورته الأمريكية، وإنّ مواقف وجهود جامعة الدول العربية، منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا، تتفق تماماً مع قرارات مجلس الأمن الدولي التي لا يمكن أن ترى النور قبل أن تحظى بموافقة واشنطن. أمّا إذا اتخذت الجامعة قرارات تبدو كأنما هي معارضة لقرارات الهيئة الدولية، فذلك يكون من باب امتصاص المعارضة العربية، وذرّ الرماد في عيونها. وبالفعل، سرعان ما يتضح أنّ مثل هذه القرارات ليست أكثر من حبر على ورق، وأنّ الجهود الميدانية للجامعة تبذل لتنفيذ قرارات الهيئة الدولية.
إنّ مواقف وخطابات المسؤولين في السلطة الفلسطينية ليست جذر مأساتنا الراهنة، بل فرعاً من فروعها. حيث هذه المأساة بدأت عندما وقع ذلك التحوّل السلبي الذي في أوضاع العرب بعد زيارة السادات للقدس المحتلة، وبعد اتفاقية كامب ديفيد. وإنّه لمن نافل القول أنّ السادات ما كان ليقدم على ما أقدم عليه لولا أنّه حظي بموافقة وتأييد أركان جامعة الدول العربية. ولا يغيّر في هذه الحقيقة أنّ حكومة مصر خرجت من الجامعة وأنّ الجامعة نقلت مقرّها من القاهرة، فذلك كلّه كان مؤقتاً، ريثما يتمّ امتصاص المعارضة العربية، أو كسر حدّتها على الأقلّ، ولعلّ ذلك ساعد الحكومة المصرية على تنفيذ سياساتها الجديدة بسهولة أكبر، وقد رأينا كيف عادت حكومة مصر إلى الجامعة، وعاد مقرّ الجامعة إلى القاهرة، من دون أن يطرأ ولو مجرّد تعديل على اتفاقيات الصداقة والتحالف والتعاون التي أبرمتها الحكومة المصرية مع الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة، ثمّ اكتشفنا أنّ حكومات كثيرة أخرى تفعل سرّاً ما فعلته الحكومة المصرية علناً، وأخيراً فإنّ لنا في ما كشفته الحرب ضدّ لبنان وغزة الدلائل القاطعة على ذلك.
لقد كانت اتفاقية كامب ديفيد بداية التسليم الرسمي العربي بتكامل الوظائف الإسرائيلية والوظائف الرسمية العربية تحت إشراف ورعاية الأميركي المعترف له بالسيادة في المنطقة العربية. ولم يكن اتفاق أوسلو، الذي لا يجوز فصله عن مقدّماته الفظيعة، سوى تكرار لاتفاقيات كامب ديفيد. وإنّ مقدار نجاح اتفاق أوسلو يعكس بالضبط مقدار نجاح جامعة الدول العربية في إنجاز وظيفتها الدولية في فلسطين. أمّا مقدار ثبات المقاومة الفلسطينية فيشير إلى مقدار تمسّك القوى الرسمية المحدودة (العربية والإسلامية) بنصرة هذه المقاومة، خلافاً لإرادة الجامعة، ويشير من جهة أخرى إلى الحجم الهائل الكامن للقوى الشعبية (العربية والإسلامية) التي تنصر المقاومة، والتي سوف ترفدها ميدانياً في اللحظة التاريخية المناسبة القادمة.
كاتب سوري


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

على قدر أهل العزم تأتي العزائم
أسأل الله أن تحوّل الجامعة العربية من مصر الى ليبيا وتعدل جميع قوانينها و يُستبدل أمينها

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

تحوّل الجامعة العربية من مصر الىتونس

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :