عنوان الموضوع : حتى إذا لم يبق من الأحرار إلا واحد.. خبر عاجل
مقدم من طرف منتديات العندليب
حتى إذا لم يبق من الأحرار إلا واحد..
مالك التريكي
5/1/2016
نختم سلسلة التعليقات عن الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة، بمناسبة الذكرى العاشرة لوفاته، بالتطرق لمقوم هام من مقومات شخصيته: مقوم نادر، بل شبه منعدم، ليس لدى الحكام العاديين فقط بل حتى لدى الزعماء التاريخيين شرقا وغربا سواء في الزمن الغابر أم المعاصر. مقوم نادر هو الذي حدا بنا، قبل حوالي عامين ونصف العام، إلى القول هنا إن اللبنانيين، مثلا، قد أهدروا فرصة التوافق على إسناد رئاسة الدولة لرجل من أهل الفكر والثقافة، وبذلك فقد 'أضاعوا ميشال إده وأي فتى أضاعوا'.
لقد كان بورقيبة نموذجا ممتازا عن رقيّ النخبة الثقافية التونسية الحاملة لتراث النهضة والإصلاح والمغتنية بمكاسب التأليف السلس بين الثقافتين العربية والفرنسية. لم تكن دراسته في السوربون وإجازته في الحقوق والعلوم السياسية تدشينا لسيرة مهنية فردية (حيث لم يكد يمارس مهنة المحاماة) بل كانت مفتاحا لمسار نضالي متماه مع مصير البلاد، حيث انهمك انهماكا جارفا منذ عودته إلى تونس أواخر العشرينيات في النشاط في الصحف الوطنية ذات اللسان الفرنسي، مثل 'صوت التونسي' و'الراية التونسية'، قبل أن يتولى رئاسة تحرير جريدة 'العمل التونسي' التي أنشأها مع ثلة من رفاقه.
لكن بورقيبة اكتشف، منتصف الثلاثينيات، أن الكتابة في الصحافة (على أهميتها) لا تحقق ما يحققه 'الاتصال المباشر' بالشعب. فدأب منذئذ على ذرع البلاد بلوغا إلى أنأى القرى. كان خطيبا ألمعيا يلقي جميع خطبه، وهي بالآلاف، ارتجالا على طريقة النجوم من الأساتذة الجامعيين الذين تكتظ المدرجات رغبة في سماع محاضراتهم الآسرة (وليس بغريب أن يكون أفضل الكتّاب منزلة في قلب بورقيبة هو الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون الذي كانت تتزاحم الجموع على محاضراته من داخل الجامعة وخارجها). ومن مزاياه أنه كان يخاطب الشعب بما يفهم، أي بالعامية (لم يكن يستخدم الفصحى إلا في المناسبات)، لكن مع حرص ثابت على رقي المضمون، حيث كان كثير الاستشهاد بالقرآن والحديث ووقائع التاريخ، كما كان يستشهد بمونتسكيو، وروسو وفولتير. بل إن حتى البسطاء من التونسيين صاروا يعرفون قولة أوغست كونت المثبتة تحت تمثاله في ساحة السوربون، 'الحياة من أجل الآخرين'، من كثرة ما كان بورقيبة يرددها ويؤكد على أثرها الإلهامي في توجيهه إلى نهج الكفاح الوطني (ولا عجب أيضا أنه كان يعدّ كونت، مع ديكارت وكلود برنار ونابليون، أعظم شخصيات التاريخ).
كان كثير الارتياد للمسرح سواء في تونس أم في باريس. ورغم عمق ثقافته الفرنسية، لم يكن يزعم أنه يتذوق الموسيقى الغربية. بل كان مولعا بالموسيقى العربية الأصيلة. وأذكر أني سمعته يوما يمتدح موهبة أم كلثوم. كما كان يحب الشعر العربي ويطرب لسماعه. وقد بلغ من إعجابه بالمتنبي أنه فكر في أن يأمر بأن ينقش على مدخل مقبرة آل بورقيبة بيت أبي الطيب: 'قد كنت تدرأ كل خطب نازل، حتى أتى الخطب الذي لا يدرأ'. وكان يقدّر طه حسين، حيث بكّر باستضافته في تونس منذ عام 1957 (بعد حوالي عام من الاستقلال). كان، بشهادة كل من عرفوه، كثير القراءة في السياسة والتاريخ والفكر (وقد سئل مرة فتبين أن الكتاب الذي كان يطالعه آنذاك هو 'حياة يسوع' لأرنست رينان). وعندما وهنت صحته صار يستمع إلى من يقرأ له كل يوم مثلما كان يفعل طه حسين. بل إن الباحث الأمريكي تشارلز اف. غالغر كتب أواخر الخمسينيات أن الحديث الإذاعي الذي كان يخاطب به بورقيبة التونسيين، كل ليلة خميس، في مختلف الشؤون وخاصة في أحبها إليه، أي السياسة الدولية، ربما يكون مستوحى من 'حديث الأربعاء' الشهير لطه حسين.
كان بورقيبة معجبا بالشاعر الفرنسي ألفريد دو فينيي (وخاصة بقصيدته 'موت الذئب' التي كان يحفظها عن ظهر قلب لما فيها من تمجيد للإقبال على المصير بكل شجاعة، ولتحمّل الألم 'دون بكاء أو تأوه'). كما كان معجبا بشاعر فرنسا وأديبها الفذ فيكتور هيغو. حتى أنه لما اعتقل أول مرة عام 1938 ومثل أمام القاضي الفرنسي مقيدا بالأصفاد، وقف شامخا عزيزا ثم أنشد متمثلا من قصيدة 'فصل الخطاب' (التي كتبها فكتور هيغو من منفاه عام 1852) بأبيات ماضية كالنصل تعلن في إباء وشمم أن على الحر الكريم واجب الثبات على الحق، أيّا كان عدد أنصار الحق: ألفا كاملة، أم مجرد مائة. وإذا ظل من القابضين على جمر الحق عشرة فقط 'فسأكون عاشرهم'. أما إذا لم يبق منهم إلا واحد... 'فاعلم أنني هو'.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
اسمح لي اخي الفاضل ان اكشف للاخوة والاخوات القراء الجانب الاخر من شخصية الحبيب بورقيبة عليه من الله ما يستحق
فقد كان الحبيب بورقيبة رمزًا لهذا الجيل المتغرب المهزوم، فكانت أولى قرارات دولة الاستقلال برئاسته، الإقدام على ارتكاب ما لم تجرؤ عليه فرنسا نفسها من غلق جامع الزيتونة الشهير، ومصادرة القضاء الشرعي، وتأميم الأوقاف التي كانت تمثل ثلث الملكية في البلاد مخصصة لخدمة التعليم الإسلامي والنفع العام، وكذا الإجهاز على شرائع الإسلام الثابتة في الضمير التونسي والتي يتحاكم إليها الناس وتصيغ عقولهم ونفوسهم ووجدانهم.تجاوز بورقيبة الخطوط الحمراء عندما أمر التونسيين بعدم صيام شهر رمضان؛ بحجة أن التنمية الاقتصادية هي بمثابة "الجهاد الأكبر"، وبما أنه ولي أمرهم أفطر أمامهم في حركة استعراضية، وأحدث ذلك رَجَّة قوية في تونس وفي العالم الإسلامي؛ مما أفقده ثقة قطاعات واسعة من التونسيين، وجلب عليه تهمة الكفر والمروق من الدين.أصدر عام 1956م قانونًا يقضي بتحريم تعدد الزوجات، وقانونًا ثانيًا يحرم زواج الرجل من مطلقته التي طلقها ثلاثًا بعد طلاقها من زوج غيره، وثالثًا يبيح التبني الذي حرَّمه صريح القرآن، ثم ألغى المحاكم الشرعية، وأغلق الديوان الشرعي، ووحَّد القضاء التونسي وفق القوانين الفرنسية.
كما طعن بورقيبة في القرآن ووصمه بالتناقض، وأنه ملئ بالخرافات، ويقول في هذا: (إن في القرآن تناقضًا لم يعد يقبله العقل بين {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} [التوبة: 52]، وآية: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11])، ونال أيضًا من شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال عنه: (إنه كان عربيًّا بسيطًا يسافر كثيرًا عبر الصحراء العربية، ويستمع إلى الخرافات والأساطير البسيطة السائدة في ذلك الوقت وينقلها إلى القرآن).
واتهم بورقيبة الشريعة بالنقص والخطأ في معاملة المرأة، وعزم على سنِّ قانون يسوِّي بين الذكور والإناث في الميراث، وفي هذا الإطار فقد ألغى القوامة للرجل في المنزل، وحرَّم اللباس الشرعي على المسلمات، بدعوى أنه لباس طائفي يرمز إلى مذهب متطرف هدام، وقام باعتقال مئات النساء المتدينات بتهمة ارتداء الحجاب، وقام بتعميم نوادي الرقص المختلط في المدن والقرى، وأطلق حملة لتصفية الكتب الإسلامية من الأسواق باعتبارها مصدر التطرف، وأجبر طالبات كلية الشريعة بجامعة الزيتونة الإسلامية على المشاركة في مسابقات للسباحة وهن يرتدين المايوه "البكيني"، كما قام بعمل مدن جامعية مختلطة لطلاب الجامعة التونسية؛ مما أدى لانتشار الفواحش الأخلاقية.
كما أنه الرئيس العربي والمسلم الوحيد الذي نزع الحجاب عن وجه امرأة أمام عدسات الكاميرات في 1960م عبر إزاحته "السفساري"، وهو الغطاء التقليدي الذي تضعه النساء على رءوسهن في تونس، وفي فترة لاحقة اعتمد قانونًا يشرع الإجهاض 1967م كما كان الحبيب بورقيبة هو أول الحكام العرب سعيًا إلى إقامة علاقات مع "إسرائيل" في الستينات من القرن الماضي.
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
بورقيبة له من الافضال الكثير كد و جهد و عمل و فكر و بناء دولة و دعم للاخوة " الجزائر فلسطين "... و له من المساوئ الكثير تسلط و تجبر و ديكتاتورية و تغريب و سجن و مسخ ثقافي ديني ...
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :