عنوان الموضوع : الفرقة الناجية أو الطائفة المنصورة خبر عاجل
مقدم من طرف منتديات العندليب
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد – عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم – خاتم الأنبياء والمرسلين الذي أرسله الله رحمة للعالمين ,
فالحديث عن الطائفة المنصورة قد كثر في هذه الأيام , فكل فريقٍ يقول عن نفسه بأنه الطائفة المنصورة , فلا تخلو فرقة مِن المسلمين إلا وتدعو نفسها بالطائفة المنصورة كلٌ يؤيد حزبه ويأخذ بالآيات والأحاديث ليستدل به ! وصدق الله إذ يقول { كل حزبٍ بما لديهم فرحون }(المؤمنون : 53) , وسبب ذكر الأحزاب لهذا الفريق أن الرسول – عليه الصلاة والسلام – بّشر به وبيّن أنه الفريق الناجي والذي هو على الحق المبين وأن الله سينصره وأنه القاهر لعدوه , فتتشبث كل فرقة بهذا الحديث ويسوقونه كلٌ من طرفه يشدونه , فمِنهم من يقول أن الطائفة المنصورة هي مُعلقة بحزب مُعين ومنهم من يقول أنها في بيت المقدس ( تعليقها بمكان معين ) , ولا ينتهي ذهابهم إلى الأمور المشتبهات وترك المحكمات , فعندما يُوافق الحديث حالتهم وهو ضعيف أو موضوع يعملون ويقولون به ! فيصححون ضعيف ما قد يؤولونه لمصلحتهم ويضعفون ما يقف عائقا أمام طريق تحركهم – تضعيفا وتصحيحا وإستدلالا لا يليق بمسلم يخاف الله – عز وجل – { إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون }(الأنعام : 116) .
والحديث الذي تتراكض إليه الفِرق هو حديثٌ لرسول الله – عليه الصلاة والسلام – ورد بعِدة روايات صحيحة منها :
ما في صحيح الجامع للشيخ الألباني – رحمه الله – من حديث عقبة بن عامر – رضي الله عنه – أن الرسول – عليه الصلاة والسلام – قال : " لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على الحق ، لا يضرهم من خالفهم ، حتى تأتيهم الساعة ، و هم على ذلك " ومنها ما هو نحو : " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ، ظاهرين على من ناوأهم ، حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال " ومنها ما هو نحو : " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " وغيرها مما صح عن هذه الطائفة !
والجدير بذكره أن الطائفة المنصورة ليست محصورة في مكان محدد , فالمسلم الذي يسير على الحق وعلى نهج الصحابة – رضوان الله عليهم – بسنة المصطفى – عليه الصلاة والسلام – وكلام الله – عز وجل – هو من الطائفة المنصورة ! فالطائفة المنصورة من رِجالها مَن هم في العراق , ومنهم من في فلسطين ومنهم من في أفغانستان , ومنهم من في الصومال وهو منتشرون في بِقاع الأرض كلها – ولله الحمد – لا يضرهم نُباح علماء السلطان ولا يضرهم عِواء فقهاء الطواغيت ولا يُثبط مِن عزيمتهم صراخُ العلماء المُضلين وهم على هذا في ثبات حتى قِيام الساعة .
ومِن الصفات المذكورة لهذه الطائفة :
1 – أنها تُقاتل على الحق , أي تُجاهد أهل الكُفر والرِدة في سبيل الله , يُقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا , ليكون الحُكم في الأرض لله الواحد القهار , للدفاع عن العقيدة الإسلامية من الضياع , يُضحون بدمائهم ليعيش فِكرهم , ويُضحون بأموالهم وأولادهم وأزواجهم للقتال في سبيل الله – عز وجل – وهذه إحدى صفاتهم , ولا يكفي أن تُقاتل فحسب ! إنما يجب أن تُقاتل على الحق وليس على الباطل !
2 – أنها لا تُبالي بضجيج المثبطين , " لا يضرهم من خالفهم " " لا يضرهم من خذلهم " – فكِلاب الحكومات تعوي لإسقاط محاولة إعادة إحياء النِظام الإسلامي وتحكيم شرع الله في الأرض ومحاولة تطهير الأرض مِن الحكومات المُشركة والكافرة والمرتدة , ولكن هذه الطائفة لا يضرها مَن خالفها وحاول إنزال اليأس في كيانها وإحباط مخططاتها لإعادة العالم للنظام الذي يُعبد الله وحده دونما شريك في الحكم والتشريع , كما هو حاصل اليوم مِن تسلط الحُكام الطواغيت عربهم وعجمهم على عامة الشعب وكبتهم وإصدارهم الأحكام والتشريع حسب قوانين وضعية ( مِن وضع الإنسان ) وتنبذ القوانين الربانية ( مِن وضع رب البشر – جل جلاله – ) , كأن تُحكم الديموقراطية في الحُكم ويُنبذ حُكم الله وهذا كُفر بواح ظاهر وصريح – والله على ما نقول شهيد –
3 – أنها ثابتة حتى قِيام الساعة , لا تبدل ولا تتراجع , " حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك " " حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك " , وليس كما هو حال الكثير من التوجهات والحركات الإسلامية التي نلمس فيها تراجعات كثيرة وعظيمة مِن مثل دخول البرلمانات التي يُتحاكم فيها لغير شرع الله أو يُرضى بالجلوس في هذه البرلمانات وسماع الإشراك في حُكم الله متناسين قول الله { وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا }(النساء : 140) فيُكفر بحُكم الله ويُعطى للشعب فإن إختار الكُفر فله الكفر !! وكُفرهم من ناحية أخرى تتجلى في قول الله – عز وجل – : " ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ... " (النساء : 60) , فبيّن الله – عز وجل – كما في التفاسير أن الله يصف إيمانهم بأنه مزعوم ! فدّل ذلك أن العمل كُفر مُخرج من الدين – نسأل الله السلامة –
وقد عجبت مِن أحد الشيوخ قال بأن الطائفة المنصورة في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وقال بالذات في مكان معين ( لا أريد ذِكره ) , فقلت : أن هذه الرواية بين منكرة والضعيفة بكل الأشكال التي وردت فيها أن الطائفة والعصابة التي على الحق التي تُقاتل في سبيل الله في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس إلا ما صححت الطبري رحمه الله في مسند عمر فقط !!
والروايات التي ورد فيها تعليق بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وغيره مِن الأماكن الأخرى هي كالتالي :
1 – الحديث في السلسلة الضعيفة للشيخ الألباني – رحمه الله – من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن الرسول – عليه الصلاة والسلام – قال : " لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها ، وعلى أبواب بيت المقدس وما حولها ، لا يضرهم خذلان من خذلهم ، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة " وقد قال فيها الشيخ أنها رواية ضعيفة بهذا السياق !
2 – الحديث في السلسلة الضعيفة للشيخ الألباني – رحمه الله – من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن الرسول – عليه الصلاة والسلام – قال : " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على أبواب بيت المقدس وما حولها ، وعلى أبواب أنطاكية وما حولها ، وعلى أبواب دمشق وما حولها ، وعلى أبواب الطالقان وما حولها ، ظاهرين على الحق ، لا يبالون من خذلهم ، ولا من يضرهم حتى يخرج لهم الله كنزه من الطالقان ؛ فيحيي به دينه كما أميت من قبل "
وقد قال فيها الشيخ أنها رواية منكرة جدا بهذا التمام !
3 – الحديث في السلسلة الضعيفة للشيخ الألباني – رحمه الله – من حديث مرة بن كعب – رضي الله عنه – أن الرسول – عليه الصلاة والسلام – قال : " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على من ناوأهم ، وهم كالإناء بين الأكلة ، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك . قلنا : يا رسول الله ! وأين هم ؟ قال : بأكناف بيت المقدس . قال : وحدثني : أن ( الرملة ) هي ( الربوة ) ، ذلك أنها مغربة ومشرقة "
وقد قال فيها الشيخ أنها رواية منكرة بهذا السياق !
4 – الحديث في السلسلة الضعيفة للشيخ الألباني – رحمه الله – من حديث أبي أمامة الباهلي – رضي الله عنه – أن الرسول – عليه الصلاة والسلام – قال : " لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين ، لعدوهم قاهرين ، لا يضرهم من خالفهم ؛ إلا ما أصابهم من لأواء ؛ حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك . قالوا : يا رسول الله ! وأين هم ؟ قال : ببيت المقدس ، وأكناف بيت المقدس "
وقد قال فيها الشيخ أنها رواية منكرة بهذا التمام !
وقد أنكر صِحة هذه الروايات المحدثون مِن قبل الألباني – رحمه الله – :
المعلمي – رحمه الله – في الأنوار الكاشفة , وإبن رجب – رحمه الله – في كتابه فضائل الشام , وإبن عدي – رحمه الله – في كتاب " تاريخ دمشق " وكتاب " الكامل في الضعفاء " , وكذا إبن القيسراني – رحمه الله – في كتاب " ذخيرة الحفاظ " , وكذا الذهبي – رحمه الله – في كتاب " ميزان الإعتدال " , وكون الهيثمي – رحمه الله – قال بأن رجاله ثقات فهذا لا يعني أن الحديث صحيح لأن للحديث خمسة شروط حتى يكون صحيحا مِنها أن يكون الرِجال ثِقات – والله أعلم بالصواب – والمقال لا يتسع لمِثل هذا التفصيل !
فلم يقل بصِحة هذا الحديث مِن جمع المحدثين إلا إبن جرير الطبري رحمه الله !!!
فلا تعليق للطائفة المنصورة بمَكان أو زَمان أو جنسية أو حِزبية , فكل مُسلم يسير وِفق الكتاب والسنة بفهم الصحابة والسلف الصالح , فهو الناجي لقول الرسول – عليه الصلاة والسلام – : " تركت فيكم شيئين ، لن تضلوا بعدهما : كتاب الله ، و سنتي " والتعليق للسلف الصالح والصحابة – رضوان الله عليهم – لقول الرسول – عليه الصلاة والسلام – : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ ألا إن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار " [1] وقوله – عليه الصلاة والسلام – : " وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة ، كلهم في النار إلا ملة واحدة ، قالوا : من هي يا رسول الله ؟ ! ! قال : ما أنا عليه وأصحابي " [2] – فعلق سنته بسنتهم – عليه الصلاة والسلام – لنفرق ما كان خاصا له وما كان عام , وأيضا لأن الفِرق الضالة أيضا لها دليل مِن رسول الله – عليه الصلاة والسلام – تستدل به وتؤوله ولذلك علق فهم الحديث والسنة بأصحابه ( أي الصحابة ) رضوان الله عليهم
والحمد لله رب العالمين
[1] صححه البزار وغيره
[2] حسنه الألباني
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
سلام عليكم
بارك الله فيك اخي طارق على الموضوع وجعله في ميزان حسناتك
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
وعليكم السلام ورحمة الله أخي بوعلام وفيك بارك الله
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
جزاك الله خيرا اخي الفاضل والله انه موضوع شائك وهو بلأهمية بمكان ليتك توسعت فيه بارك الله فيك وجعله قي ميزان حسناتك
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :