عنوان الموضوع : 25 جانفي /دعوة للمصريين لتكرار السيناريو التونسي
مقدم من طرف منتديات العندليب

يرفع المجتمع المصري الإلكتروني هذه الأيام شعار ''عايز أعيش''، إذ لا يكاد يخلو موقع إلكتروني، غير رسمي ولا مدونة من هذه العبارة المرفقة بموعد 25يناير، يعتقد المصريون أن الثلاثاء المقبل سيكون يوم التخلص من الخوف والجهر بالكره الذي يكنّه الشعب المصري للنظام. والحال أن التحضيرات لهذا اليوم الاحتجاجي قد انطلقت بالفعل، من خلال تحديد مواقع وخطط تجسيد المظاهرة السلمية، علّها تنجح في تكرار ما حدث في تونس، من أمثلة التحضيرات الجارية، تعيين مجموعة من المصورين المحترفين والهواة، المتطوعين طبعا، من أجل تصوير أي تعسف للأمن المصري وذلك من أجل تزويد المحامين المتطوعين هم كذلك للدفاع عن ضحايا التجاوزات الأمنية في حال حدوثها في اليوم المعهود.
يبدو أن السلطات الأمنية شرعت في التعامل مع هذه المجموعات الداعية ليوم الغضب الشعبي، على الطريقة التونسية بكثير من الجدية، إذ تشير المعلومات إلى أن الأمن بدأ بالفعل في نزع صور الرئيس المصري ونجله جمال مبارك، والغرض من ذلك عدم الرغبة في رؤية المتظاهرين يقتلعون أو يدوسون على صور الرئيس وابنه، صور قد تلقى الرواج الكبير في الإعلام العالمي.
المثير أن المتتبع لوتيرة التحضيرات على المواقع الإلكترونية والشبكات الاجتماعية يشعر أنه بصدد التحضير لثورة حقيقية، فالقوى المبادرة لهذا اليوم الاحتجاجي تنشر التعليمات، من قبيل عدم رفع أي شعارات لا دينية ولا حزبية، ولا غيرها مما قد ينسب الاحتجاج لطرف دون غيره. يريدونها مظاهرة شعبية نابعة من المصريين بكل أطيافهم، هكذا نقرأ في إحدى المدونات المصرية: ''الحمد لله أن الدكتور البرادعي مش موجود في مصر''، في إشارة إلى عدم الرغبة في نسب الاحتجاج لمرشح الرئاسيات المغضوب عنه.
ولضمان تلاحم المصريين في هذا اليوم اختصرت القوى المبادرة والمنظمة للاحتجاج مطالبها في كلمات من شأنها أن تجد لها صدى لدى كل المصريين ويتعلق الأمر: «عيش - حرية - كرامة إنسانية»، هي كلمات على بساطتها توحي بمدى القهر الذي يعيشه المواطن المصري. هذا عن المطالب العامة أو ما قد يسمى بالخطوط العريضة، في حين أن المطالب السياسية التي يرى بعض المنظمين أنها حتمية التطبيق من أجل مصلحة مصر، فتمتد لضرورة رفع حالة الطوارئ، والمطالبة بتعديل الدستور ليحظر ترشح أي رئيس لأكثر من فترتين. يعوّل المبادرون بهذا اليوم الاحتجاجي على حشد الجماهير، بعدما أكدت الكثير من الحركات السياسية دعمها، في مقدمتها ''حركة كفاية''، إلى جانب حركات حقوقية وناشطة في مجال حقوق الإنسان، على غرار حركة ''كلنا خالد سعيد وسيد بلال''.
ولمن لا يعرف من هو خالد سعيد وسيد بلال، نقول أنهما بمرتبة البوعزيزي التونسي، فالاثنان توفيا ''استشهدا'' بفعل تعسف الأمن، كلاهما من مدينة الإسكندرية توفيا تحت تعذيب الأمن المصري. الأول قيل أنه حاول ارتكاب جريمة والثاني بتهمة الضلوع في تفجيرات كنيسة ''القديسين''، مع العلم أنه لم يتم تقديم أي قرائن تثبت التهم الموجهة لهما، مع أنهما لم يكونا السبب في انطلاق ثورة بوعزيزية إلا أنهما نجحا مع ذلك في تشكيل وعي لدى الشباب المصري بضرورة وضع حد لمثل هذه الممارسات المتطاولة على القانون والمكرسة لدولة بوليسية، على حد قول القائمين على حركة ''كلنا خالد سعيد وسيد بلال''.
تأتي إذن هذه الحركة الاحتجاجية بعد فشل محاولات الانتحار حرقا اقتداء ببوعزيزي، في تحريك الشارع المصري، بالرغم من إعلان وفاة شاب حرقا، الأدهى أن السلطات المصرية لم تتعامل مع هذا الانتحار بلباقة، إن صح التعبير، فقد سارعت للتأكيد أن الشاب مختل عقليا وأن إقدامه على الانتحار حرقا لا علاقة له بأي مطالب لا اجتماعية ولا سياسية.
بالعودة لليوم الاحتجاجي المقرر الثلاثاء المقبل، تؤكد كل الحركات المشرفة عليها أنها لا بد أن تكون نقطة تحول ولا بد من الاستفادة من الدرس التونسي، حيث أشارت الكاتبة الصحفية نوارة نجم، نجلة الشاعر الثائر أحمد فؤاد نجم في مدونتها ''جبهة التهميش الشعبية'': ''إن التونسيين لم يتمكنوا من تحقيق ثورتهم المجيدة لولا تغلبهم على الخوف، وهو ما يجب أن يحدث في مصر، لا بد أن نساند بعضنا في مجموعات والخروج في 25 يناير''. في محاولة لتجاوز هذا الخوف والتحايل على التدابير الأمنية التي يمكن أن تعرقل سير اليوم الاحتجاجي، تم الاتفاق على تنظيم مسيرات عشوائية في كل أماكن الاكتظاظ بالقاهرة، مسيرات مفاجئة وفي كل الأماكن، حتى يصعب على الأمن تطويقها.
هكذا تراهن فئة عريضة من المصريين، التي عبرت صراحة عن رأيها في النظام الحاكم عبر الوسائط الإلكترونية، على اليوم الاحتجاجي من أجل السير على خطى التونسيين في إحداث التغيير، معوّلين على القهر والضغط الذي يعيش فيه الشارع المصري، ضغط ينتظر أقل الأسباب للانفجار.
يأتي هذا في الوقت الذي تؤكد فيه التجربة التونسية على أن الثورة لا يُخطط لها بقدر ما تأتي دون الإعلان عن هويتها، فلا موعد مسبق ولا مطالب واضحة، حتى البوعزيزي نفسه لم يتوقع أن يُحدث رحيله ثورة في البلاد، على الأرجح لو علم أي تونسي أنه بمجرد الإقدام على الانتحار سيتخلص الشعب بأكمله من نظام بن علي لتقدم آلاف بوعزيزي منذ عقود خلت، ولما انتظروا مرور 23 سنة من الهوان والذّل، جعلهم غرباء في أوطانهم. للثورة منطق لا يعترف بالمسلمات بقدر ما يعترف باللحظة الحاسمة، وللأسف هي لحظة لا تعلن عن نفسها إلا حين تحدث. لو أن الثورة تنطلق بمجرد الانتحار لشهدت مصر والجزائر ثورات وليس ثورة منذ رحيل بوعزيزي، الواقع أنه بالرغم من تأكيدات الخبراء على أن مصر تتوفر على كل عوامل الانفجار أكثر مما تتوفر عليه الجزائر، إلا أن الوضع المصري لا يختلف كثيرا عمّا يحدث في الجزائر. على عكس تونس التي لم يسبق لها أن شهدت احتجاجات والتي لا تملك تجربة طويلة في الاحتجاجات العنيفة، فإن مصر والجزائر تعيشان على وقع الاحتجاجات الظرفية والمكانية، تارة بسبب البطالة، الغاز، السكن وغيرها من المطالب الاجتماعية الاقتصادية، سرعان ما تخمد، الأمر الذي يجعل من الصعب تصديق فكرة التحضير وإطلاق ثورة عبر المواقع الإلكترونية، مرة أخرى الأنترنيت ساعدت على نشر ما أصبح يعرف فيما بعد بثورة التونسيين، لكنها لم تطلقها. من أطلقها كان ذلك الشعور بالهوان والخزي الذي لم يعد التونسيون يطيقونه، كل الرمزية في الشرطية التي صفعت البوعزيزي، ففضّل الرحيل عن عالم لا يحظى فيه بالكرامة. لم تكن ثورة مخطط لها من طرف نخبة، وإن سارعت في التجربة التونسية لتبني مطالب الشارع، لم يكن لهذه النخبة المعارضة أي صوت مسموع في تونس، غير أنها في الوقت المناسب انتهزت الفرصة. في المقابل تتوفر مصر على نخبة معارضة، طالما عبّرت عن رفضها للنظام القائم، نخبة على غرار ما يحدث في الجزائر لم تنجح في كسب ولاء الشارع لخطابها. ثم هناك نقطة مهمة قد لا تخدم تطلعات المتظاهرين الثلاثاء المقبل، ويتعلق الأمر بمكانة مصر في منطقة الشرق الأوسط، فإسقاط النظام المصري الحالي من شأنه التأثير على كامل المنطقة، مثلما يشير إليه الإعلامي المصري أيمن الزاهي بقوله: ''لم تكن أي مركز بحث ولا أجهزة أمنية تملك من المعلومات ما يشير إلى إمكانية حدوث ثورة في تونس، ومع أن ما حدث بالغ الأهمية وعكس الموازين في البلاد إلا أن تأثيره على المنطقة يبقى من باب الرمزية، نحن نشاهد اليوم كيف أن كل الأنظمة الغربية تبارك للشعب وتساند القادة الجدد، الحال مختلف تماما مع مصر، فالأمر يتعلق بدولة لها مكانتها وتأثيرها السياسي على المنطقة، أقول هذا بعيدا عن الشوفينية المصرية التي ترى أن مصر هي الزعيمة في المنطقة، الأمر أخطر من ذلك مصر محورية من منطلق تأثيرها على السياسات العربية، بداية من القضية الفلسطينية، لبنان، المسألة الايرانية وغيرها. ليس من مصلحة الدول الغربية وفي مقدمتها أمريكا أن تتغير الأمور في مصر، وعليه ستعمل على الحفاظ على الوضع القائم وأي تغيير سيكون مدروس''.
هي إذن مكانة مصر التي تمنع الشعب الراغب بكل ما أوتي من قوة في التغيير، من إيجاد تلك اللحظة التاريخية الحاسمة القادرة على إطلاق شرارة الغضب والسخط. ومع ذلك فإن اليوم الاحتجاجي المقبل أيا كانت نتائجه، فإنه على أقل تقدير قادر أن يؤكد على رغبة الشعب في التغيير الحقيقي وهو ما يجب أن تفهمه الأنظمة قبل أن يحين موعد تلك اللحظة الحاسمة دون سابق إنذار.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

اللهم احفظ بلاد المسلمين من الفتن

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

بي يحفظهم ويسترهم

وربي يحفظ كل بلاد المسلمين

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :