عنوان الموضوع : مــا بعـد سقــوط أنظمـة الاستبــداد العـــربي الأخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ما بعد سقوط أنظمة الاستبداد العربي :
هل تقوى الشعوب العربية على مجابهة تحديات صناعة الأنظمة الديمقراطية؟

بتاريخ 6-3-1432 هـ الموضوع :
تعيش الشعوب العربية بعد ثورة تونس الشريفة مخاضا قويا سيسفر بإذن الله عن ولادة
الديمقراطية رغم أنف ديكتاتورية الساسة ونفـاق كثير من أهل السياسة في الداخل و
الخارج ...
و لكن ستبقى هذه "الديمقراطية" مجـرد مصطلح مضاف إلى القاموس السياسي العربي
إذا لم تُحقق الصناديق النظيفة رغبة الشعوب ، وتُحتـرم خياراتها مهما تكن النتائج ،
إذ ما فائدة الديمقراطـية إذا صُودرت رغبـات الشعـوب ولم تُقبل كـما هي ...
فالتجارب الماضية في الجزائر و فلسطين مثلا أسقطـت أقنعة الغرب المنافق و معهم ما
يسمون بالعلمانيين و الإستئصاليين والمستغـربين الذين لا يؤمنون إلا بالديمقراطية التي
تفـرز صناديقها عن حَمَلَة أفكارهم و السائريـن على نهجهم حتى ولـو كان ذلك
بالتزوير و أكل حقوق الناس بالبـاطل .
لقد حاول الأمريكان و معهم إخوانهم من الإتحاد الأوروبي أن يسوِّقوا في العالم العربي
ديمقراطيةً خاطئة كاذبة على مقاسهم تستثـني من لعبتها فئة -اتفقنا معها أم اختلفنا-
تملك رصيدا جماهيريا كبيرا هـي "الإسلاميين" الذين لا يقبلون التدجين أو التطبيع أو
الرضوخ للإملاءات الغربية ، و يرفضون صراحة وجود الكيان الغاصب "إسرائيل" في
فلسطين ، و يؤمنون بالمقاومة كحل لعودتها إلى العقد العربي الإسلامي ، و هذا ما عبر
عنه بوضوح وزير خارجية الكيـان الغاصب في فلسطين "افيغدور ليبرمان" حين سُئل
عن حقيقة العـلاقة الدبلوماسية القـوية بين مصر و إسرائيل و معاهدة السـلام التي
تربطهما ، فـرد باستخفاف قائلا :"إنكـم تتحـدثون وكـأن النظام الحاكم نظام
ديمقراطي ، لو تُرك الأمر للإرادة الحـرة للشعب المصري لما وافق هـذا الشعب على
تواصل حـالة السلام بيننا ، من هنا ، فعندما يغيب الرئيس مبارك عن سدة الحكم ،
فإن هناك احتمالات أن تسيطر الحركات الإسلامية على الحكم ، و عندها لن تتردد و
لو للحظة واحدة عن القيام بكل خطوة من شأنها تدمير إسرائيل و القضاء على شعبها
قضاء مبرما" .
و في استطلاع للرأي العام أُجري في أربع دول إسلامية – المغرب ، مصر ، إندونيسيا
، باكستـان - أجرته جامعة (ميريلاند) الأمريكية بطلب من لجنة الخارجية في مجلس
النواب الأمريكي فإن مصر تصـدّرت المجموعة في رفض الوجود الأمريكي في الشرق
الأوسط ، و معاداة إسرائيل ؛ إذ يتعـاطف 93 % من الشعب المصري مع العمليات
التي تُشن ضد القـوات الأمريكية في العـراق ، و اتهموا الأمريكيين بالعداء للإسلام
كدين ، و حتى المصريين الذين لهم بعض التحفظات على العمليات التي ينفذها تنظيم
القاعدة ، فإنهم يؤيدون بقوة العمليات الموجهة ضد أمريكا و إسرائيـل .
و لهذا يدرك الغرب أن الديمقراطية الحقيقية ستفـرز لا محالة الخيار الشعـبي الحقيقي
المتعاطف مع الذين يعادون الأمريكان و الصهاينة ، كما أن هوى الجماهير العريضة –
و فيهم حتى غير الملتزميـن دينيا مئة بالمئـة- تميل بالفطـرة نحو الأفكار الإسلامية و
شعاراتها التي تخاطب العقل و تمس الوجـدان ، و لهذا يسابق الغربيون في مواقع صنع
القرار الزمن محاولين أن يدركوا قافلة الثـورات الشعبية التي لم يُحسب لها حساب في
المنطقة العربية لتخيط لها ديمقراطية على المقاس تضع على كرسي الحكم حاكما عميلا
يحمل غصن زيتون مكان حاكم ديكتاتور جاء على ظهر دبابة يحمل سوطا ، وأحسن
نموذج على الديمقراطية التي يريدها الغرب و على رأسه الولايات المتحدة الأمـريكية
ديمقـراطية العـراق التي جاءت بـ "المالكي" و ديمقراطية أفغانستان التي جاءت بـ
"كرازاي" و همــا دميتان يلعب بهما البيت الأبيض كما يشاء من أجل الحفاظ على
المصالح الأمريكية و المصالح الإسرائيلية في نفس الوقت ، و تحقيق المزيد من المكتسبات
لصالحهما .
إن الغرب عامة والأمـريكان بشكل أخص لن يرضوا أبدا بدولة يحكمها الإسلاميون
في تونس أو في مصر أو في غيرها من البلدان العربية خاصة التي هي على خط التماس
مع إسرائيل و لو قبلوا باللعبة الديمقراطية و جاءت بهم الصناديق الشفافة – و لا يمكن
القياس على نموذج تركيا و حزب العدالة و التنمية في كل الأحوال كما يظن فريق من
المحللين فالمسألة ليست معـادلة رياضية - و في المقـابل لم تعد نماذج الأنظمة العربية
الديكتاتورية تمثل الضامن الفعلي للاستقـرار في المنطقة عـلى حسب الرؤية الغربية
بالعموم و الأمريكيـة بالخصوص ، و لهذا و ذاك تسعى مكاتب البيت الأبيض بتوجيه
من الاستخبارات الأمريكية – كـما أكدت بعض التقارير المسربة من داخله - إلى
فرض خريطة طريق ثــالثة من خلال هندسة سياسية شريرة متقنة و هي تمييع الحياة
الديمقراطية بعد وجودها و مباركتها بتفعيل الصراعات الطائفية ، و ضرب الإسلاميين
بالإسلاميين ، و الإسلاميين بالعلمانيين ، و زرع الفتن و القلاقل التي تهز الاستقرار ،
و تشوه صورة "الإسلام السيـاسي" .
أعتقد أن التحدي الأكبر و الأخطر في البلاد العربية ما بعد الثورة في سبيل الديمقراطية
يكمـن في أهمية صناعة نظام ديمقـراطي حقيقي متماسك يستمـد قوته من وعـي
الحركـات الوطنية المخلصة و النُخب و الجماهير على حد سواء ، و حماية مكاسبهم
السياسية من اللصوص و قطاع الطُرق في الخارج و الداخل .

عـن موقـع جـريدة البصـائر




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :