هذا المقال يبين بوضوح كيف تتلاعب امريكا وإسرائيل والناتو بدماء الشعوب وكيف وظفت الإعلام المتصهين والمأجور لكل من قطر والسعودية والإمارات لتنفيذ خطط إحتلال كل من ليبيا ومصر واليمن قريبا.
إن إستعمال الخطاب القائل بجلب الديمقراطية للعالم الإسلامي وتحرير الشعوب من ديكتاتوريات الحكام العرب هو مجرد غطاء أمبريالي صهيوني للتدخل في تلك الدول عسكريا واحتلال منابع النفط فيها، ولقد دأبت الإدارة الامبريالية الامريكية على توظيف كذبة جلب الديمقراطية وتحرير الأوطان حتى صدقها العرب مؤخرا، ولسخرية القدر ان تصبح الولايات المتحدة والناتو من مجرمي حرب في العراق وأفغانستان إلى محررين ودعاة الحرية بين يوم وليلة، ففي الوقت الذي قنبلت فيه قوات الناتو تجمعا سكانيا أفغانيا وقتلت 60 فردا ما ادى إلى كرزاي برفض إعتذار القائد العام للناتو، يقوم الناتو بمحاولة إيجاد منفذ للتدخل عسكريا في ليبيا من خلال تجمع دول الخميج "الخليج" العميلة.
وفي نفس الوقت الذي تقنبل فيه طائرات أمريكا الشعب الباكستاني في منطقة القبائل، تقوم بنشر الديمقراطية في كل من ليبيا واليمن عبر زج شعوبها في حرب خاسرة الرابح فيها خاسر، وبين يوم وليلة أصبح للأمبريالية وجهان لعملة واحدة، وجه إنساني في ليبيا واليمن !! ووجه شرير ولا اخلاقي في باكستان والعراق وأفغانستان، فهي تضرب الشعوب بيد وتقدم له الضمادات باليد الأخرى، لكن الشعوب العربية لم تتنبه إلى المكيدة وهذا كله بفضل الإعلام المتصهين والمدار من قبل مركز الحروب النفسية ووحدة الدعاية والتظليل في البنتاغون.
هل المعركة الحالية من أجل النفط أم من أجل تحرير الشعوب؟
وهل أكل من الولايات المتحدة الأمريكية وأدواتها من شيوخ البترودولار صادقون في نواياهم؟
لمعرفة كيف يفكر الغرب وكيف تدار الأمور من وراء الستار، وهل هي حرب من أجل نشر الديمقراطية أم من أجل نفط ليبيا وتجسيد مشروع الأفريكوم في إفريقيا يرجى زيارة
الموضوع التالي " تصوير المسلمين كشياطين والمعركة من أجل النفط".
فالولايات المتحدة ومجمع شركات النفط العملاقة في أمريكا وبريطانيا تستعمل كذبة نشر الديمقراطية وتحرير الشعوب وتستغل حالة الغليان والإحتقان لدى الشعوب لاتخاذها ذريعة للتدخل عسكريا في هذه الدول واحتلال منابع النفط فيها، وقد حدث هذا في العراق ويجري في أفغانستان وليبيا اليوم.
الخطة السرية للبنتاغون
الخطة السرية للبنتاجون للهجوم على لبنان 2016 ولسي كلارك يكشف خطة بوش للحرب "الحملة التي ستستمر لمدة 5 سنوات ستشمل 7 دول. ابتداءا بالعراق, ثم سوريا, لبنان, ليبيا, الصومال, والسودان." (مقتبس من كلام احد المسؤولين في البنتاجون لولسي كلاك) بحسب كلام الجينيرال ولسي كلارك كانت البنتاجون تخطط للهجوم على لبنان في عام2016
يقول الجينيرال كلارك في كتابه:
عندما عدت للبنتاجون في عام 2016 , كان لاحد المسؤولين العسكريين الوقت للحديث معي.
قال " نعم نحن ما زلنا على الطريق للتصدي للعراق لكن هناك المزيد. هذا يناقش ضمن خطة تستمر لمدة 5 سنوات وهناك 7 دول مستهدفة في هذه الحملة : سوريا, لبنان, ليبيا, الصومال, والسودان."
يقول كلارك:
كان المسؤول يتحدث بسخط وانا غيرت مسار الحديث لأنني لم ارغب في الاستماع الى المزيد ولم ارغب في ان تتحقق هذه الخطة..غادرت البنتاجون في ذلك اليوم وانا في غاية القلق طبعا هذا الكلام يتفق مع خطة المحافظين الجدد الرئيسية : اعادة بناء دفاعات الولايات المتحدة وتوماس دونللي وهو صاحب هذه الخطة هو مسؤول بارز في شركة لوكهيد مارتن وهي شركة تستفيد بشكل كبير من تلك الحروب. لذلك ليس من المفاجئ ان يتحدث الجمهوريون عن سحب القوات من العراق, لأننا سنحتاج تلك القوات في لبنان او ربما السودان وسوريا.
هل ستكون ليبيا هي الضحية التالية بعد يوغسلافيا؟
هناك عدة تقارير تقول أن كل من الناتو والولايات المتحدة الأمريكية تريد إعادة التجربة اليوغسلافية على ليبيا، فبينما تم تدمير يوغسلافيا لأن الرئيس الراحل ميلوزوفتش وقف عقبة أمام مطامح امريكا وأوروبا فتم تدمير يوغسلافيا وسيق رئيسها إلى محاكم لاهاي بدعوى إبادة المسلمين هناك!!
بينما يتم إجهاض أي مسعى في الأمم المتحدة لجر القادة الصهاينة إلى محاكم مجرمي الحرب رغم وجود قرائن ودلائل جلية وشهادات حية لذلك، إلا أن العرب وبسبب غبائهم الشديد وكذا تأثير الإعلام المتصهين في الخليج على عقولهم فإنهم لايعتبرون من مآسيهم، فقد قالها أحد المحللين الصهاينة أن العرب يرفعون شعار لايلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين بينما هم يلدغون مرات عديدة ومن نفس الجحر، لكنهم لا يعتبرون وهذه العقلية العربية التي أدت بهم إلى الخروج من التاريخ!!
إن الإدعاء بوجود حرب أهلية في ليبيا والقول بأن القذافي يذبح الشعب الليبي هو خرافة يروج لها الإعلام الغربي والإعلام المتصهين في كل من قطر والسعودية والإمارات المتصهينة، فغعلام هذه الدول الذي يتباكى على الشعب الليبي ويذرف دموع التماسيح تناسى أن حصار العراق وقتل أكثر من مليوني عراقي وأفغاني كان كل هذا يدار من قواعد عسكرية أمبريالية في قطر والسعودية، وتناسى أن تحرير قطر والسعودية والكويت من قواعد الأمريكان هو القضية الجوهرية.
فمن مقر القيادة الوسطة الأمبريالية في قطر تدار الدسائس وتحاك المؤامرات لاحتلال دول عربية وإسلامية من جديد، ومن هناك يتم التخطيط والتنفيذ والدعم، وكان الأجدر بأحذية البنتاغون كل من القرضاوي والعودة والبراك" إعلان النفير لتحرير قطر والكويت والسعودية أولا ثم يتحدثون عن ليبيا واليمن بعد ذلك، ولكن ذلك لن يحدث لأنهم عبارة عن عبيد مأمور ومستأجر لا غير.
إذا فالعمليات القذرة التي تدار من قطر وبتمويل إماراتي ودعم سعودي ماهي إلا عمليات سرية لتهيئة الظروف اللازمة للتدخل عسكريا في ليبيا واحتلال منابع النفط هناك وجلب مرتزقة القاعدة لتقتل حسب الهوية والمعتقد كما فعلت في العراق وإشغال الشعب الليبي بحرب طائفية يكون الرابح فيها هو الخاسر، بينما تقوم شركات النفط بسرقة آبار البترول بتواطئ من مجلس الذل والعمالة أو كرزايات ليبيا الجدد كما فعلوا مع العراق.
بقلم / غ.كربادو