عنوان الموضوع : إنهم يكذبون ويريدوننا أن نصدق اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب
في انتظار البرابرة بوردة دمشقية وغصن زيتون
المثنى الشيخ عطية
\04q-2.htm
في درعا، السوريون يشيّعون شهداءهم مكفنين بالأبيض، لكن بوجوهٍ مكشوفة، وجوه شباب لم تستطع ضراوة الطلقات أن تمحو من ملامحها إرادة الحياة صدورٌ مرميةٌ عليها أغصان زيتون، أو وردات دمشقية، تمنح الموت معنى الحياة ليتفتح الربيع، حقول أرجوان تمتد من سهول الجزيرة إلى سهول حوران...
في سورية، الربيع السوري، ربيعنا
يعبّر عن نفسه هكذا: وردٌ دمشقي وأغصان زيتون..
رموزنا البسيطة في التعبير عن حبنا للحياة والسلام، وعن مجدنا
تمتزج بأجساد شبابنا، من أجل أن تنبض الحياة في الإنسان...
في سورية، نعبّر عن حبنا لمن فقدنا هكذا،
نشيّع شهداءنا ببساطة هكذا،
نعيدهم إلى أرضهم التي أحبّوا ببساطة هكذا،
وردٌ دمشقي وأغصان زيتون
دون أن نفكّر بحزننا، بإصرارنا على المواصلة هكذا،
فقط نحن نشيّعهم ببساطة هكذا..
غير أن الكاميرات تلتقط المشهد،
كاميرات العالم تلتقط المشهد هكذا،
السوريون يكفّنون شبابهم بالورد الدمشقي وأغصان الزيتون..
بعد أن التقطت كيف أطلق أمن وشبّيحة النظام
عليهم النار هكذا،
كيف هم أطلقوا النار على الرؤوس والقلوب والأعناق
بكامل نيّة القتل الفاجرة الداعرة هكذا،
كيف انسفح دم الشباب على إسفلت الشارع هكذا،
كيف خرج دماغ طفل من رأسه
الذي انفلق بفعل رصاصة الشبّيحة هكذا..
لتُظهر الكاميرات صورهم للعالم هكذا..
هؤلاء هم شهود العيان على ما يحدث من جرائم ضد الإنسانية،
جرائم نظام الشبّيحة بحق شباب سورية..
هؤلاء هم شهود العيان...
في سورية، في تشييعنا لشهدائنا
مكفنين بالأبيض، بالورد الدمشقي وأغصان الزيتون،
لا نفكّر بحزننا، بعزيمة المواصلة في إصرارنا،
لا نفكّر بالكاميرات التي تلتقط المشهد..
لا نفكّر بما يشغل العالم أمام هذا القتل العاري من الضمير..
مبرّرون، محلّلون، ساخطون، منتهزون..
لا نفكّر مَن هذا الذي يترأس هذا النظام..
الرئيس الإبن أم حرس الأب القديم
لا نفكّر بماذا جُبل جلاوزة هذا النظام
لا نفكّر بماهية رأس هذا النظام
الذي رفع الشعبُ عالياً شعارَ إسقاطه:
'الشعب يريد إسقاط النظام'،
لا نفكّر بتفاهة القول إنه يشبه 'هاملت'،
بمسخرة التفكير إنه يشبه 'مايكل كورليوني'،
بمتاهة الافتراض إنه مريض بعقدة نقصه أمام زيادة أبيه
بعبثيةِ التساؤل هل هو ديكتاتور أحمق صغير، أم مافيوزو أخرق كبير
لا نفكّر بأنه ربما لا يفكّر
أنه ربما لم يعد يستطيع التفكير
ربما أن تفريغ الكائن فيه وصل إلى نقطة اللاعودة إلى الإنسان
أن 'عينيه ربما ودّعتا آخر وهمٍ له حول الإنسان'
لا نفكّر هل هو يعلم أو لا يعلم بجرائم قوى أمنه
يرى أو لا يرى أي وحوش، أي برابرة هؤلاء الذين يهتفون باسمه..
لا نفكّر هل هم يهتفون أو يقتلون باسمه..
لا نفكّر، لا نتساءل هل هو يخجل أو لا يخجل
هل هو يهتم أو لا يهتم..
بهتاف هؤلاء الوحوش له: 'إحنا رجالك نشرب دم'..
لا نفكّر في الدم..
لا نفكر سوى بأن تهدأ نفوس شهدائنا..
ببضع آيات من القرآن،
ببضعة ترتيلاتٍ من الإنجيل،
ببضعة أبيات من شِعرنا،
تهدأ فيها نفوس شهدائنا، لتهدأ فينا رغبة الانتقام،
لترتاح صدورنا من عبء الضغينة،
ليعم نفوسَهم ونفوسَنا السلام...
في سورية لا نفكّر إلا في أن نرطّب الثرى الذي يحتضن شهداءنا..
بهذه الأغصان البسيطة من زيتوننا
بهذه التويجات الزكية من ورد دمشقنا،
لا نفكّر إلا بالاعتذار منهم على أننا..
لم نستطع حمايتهم كفاية، لم نستطع ردّ الرصاص عن أجسادهم كفاية..
أننا لا نملك بيدنا
سوى أن نواصل المسير في ما شقّوا لنا..
من دروب نحو حريتنا
من مُثلٍ 'السلميّة' التي رفعوها شعاراً يسلّح أجسادنا
العارية إلا من حبّهم لنا،
في سعينا إلى الحرية، في انتظارنا..
رصاصة القتل القادمة أمام هؤلاء البرابرة.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :