عنوان الموضوع : لماذا قتلت أمريكا بن لادن في هذا التوقيت؟ اخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب
بعد تسريبات ويكي ليكس الأخيرة التي كشفت أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت على علم بمكان إقامة أسامة بن لادن مند 2016، يتبادر السؤال البديهي لماذا تخلصت منه في هذه الوقت بالذات؟ألم يكن بوسعها صيد طريدتها و هي الدولة العظمى التي تتعاون معها غالبية أجهزة الإستخبارات العالمية خصوصا ممن وقعت على قانون الإرهاب؟
السؤال عن خلفية إختيار الوقت يدفعنا إلى رصد أهم أحداث عالم هذا الوقت.
وهناك أسباب متنوعة إلا أنها تجتمع في ثلاث نقاط رئيسية؛ منها ما هو متعلق بالرئيس أوباما نفسه و بسياسة الولايات المتحدة الداخلية، ومنها سياستها الخارجية، ومنها حدث عالمي كوني يهم هذه الدولة العظمى أن تتحكم في خيوطه قبل أن تجد نفسها خارج الحلبة، خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بالشعوب الغنية بخيرات الله رب العالمين و المفقرة بأنظمة من صنع الغرب الإستعماري.
1- تفيد عدة استطلاعات نشرتها وسائل إعلام امريكية من بينها وول ستريت جورنال وشبكة تلفزيون إن بي سي نيوز وغيرهم بتراجع شعبية الرئيس الأمريكي أوباما بين الامريكيين وذلك بسبب عدم رضاهم عن أداء رئيسهم الذي اختاروه وآخر اخفاقاته هي ارتفاع أسعار الغاز بنسبة فاحشة، وجاء هذا في الوقت الذي يستعد فيه للدخول في انتخابات 2016، و يبقى إعلانه عن مقتل رئيس تنظيم القاعدة الذي أرهب العالم بمثابة ورقة رابحة تجلب له أنظار إعجاب المواطنين.
2- الفشل الأمريكي الغربي الذي مُنِيَ به من جراء الضربات الموجعة التي ألحقتها التنظيمات الأفغانية بما فيها طالبان، والفشل في إدامة السيطرة الغربية على الغالبية العظمى من الأرض الأفغانية، فتكون هذه الورقة مناسبة لإظهار جدوى قوات الغرب وتقدمها بنجاح يكللها مقتل رمز الرجل الذي أزعج العالم مند عقد من الزمن!.
3- بعد التسونامي الذي عصف باليابان وما خلفه من نتائج ترعب سامع أخبارها، ظهر الخطر الأشد فتكا بالإنسان و بالحياة وهو تسرب الإشعاع النووي، وهذا ما دفع إلى تظاهر الشعوب الغربية ليس ضد الجوع وإنما من أجل الحياة نفسها، فما من محطة نووية إلا ويقبع تحت أقبيتها رعب أخطر من تفجير سفارة أو محطة حافلات، والكل يعلم بالعرش الإقتصادي والإستراتيجي الذي يتربع عليه وجود الأنظمة الغربية، وتخلى الغرب عن البرنامج النووي سيعد بمثابة تخلي عن قوة ضحى بأبنائه في الحروب من أجل الوصول إليها، وهنا يأتى دور الورقة السحرية التي ستكشف عن مقتل رمز الإرهاب و التخويف من عمليات إنتقامية قادمة! تصرف الأنظار عن الخطر النووي المحدق وتجعل الغرب يرهب شعوبه وهم في محطات مترو الأنفاق والأسواق، فهذا الخطر سيكون بالتالي أقرب من حدوث ظاهرة طبيعة نادرة! وشأن هذه اللعبة شأن المسلسلات المترابطة فما أن تنتهي حلقة بإلقاء القبض على المجرم حتى يظهر مجرم آخر غامض يدفع المتفرج إلى الإنتظار إلى الحلقة المقبلة!.
4- هبة الشعوب العربية و تفلتها من قبضة أنظمة القمع المنمق بشعارات ديمقراطية، هذه الأنظمة التي لم تكن سوى دمى تحركها يد الغرب الذي يطمع في ديمومة التحكم في ثروات الشعوب المقموعة وإذلال كل الحركات التحررية المعادية لإستعباد الإنسان.
ولا ننسى تداعيات هذه الهبات الشعبية التي أبانت عن شجاعة منقطعة النظير وأسلوب في غاية الحكمة ونفس عميق ووعي متين، فمن جهة يكشف بهدوء حليم تواطؤ الغرب ودعمه للأنظمة الدكتاتورية بما يتناقض مع الشعارات المعلنة، ومن جهة أخرى تقدم هذه الهبات الصارخة في وجه الظلم كاتالوجات ثورية سلمية مرنة ومبدعة تتنوع بتنوع الظروف والواقع المحلي مما يجعلها تبهر المتتبعين الغربيين، وتؤثر في بعض الشعوب الأخرى (مثل الصين و أمريكا اللاتينية على سبيل المثال) وتشد انتباه الشعوب المسلمة و الغير العربية التي تنظر باعجاب إلى ذاك العربي الذي حمل لها دينها التي تعتز به.
5- حادث انفجار مقهى أركانة بمراكش في المغرب، فلا ننسى أن الرئيس الفرنسي ساركوزي صرح قبل التحقيق باحتمال ضلوع القاعدة غاضا طرفه عن الجهات الرسمية التي من مصلحتها قمع الإحتجاجات السلمية التي لا تطالب إلا بكرامة الشعب وحقوقه، و ليس من المعقول أن تسكت فرنسا عن قتل أبنائها من أجل طغمة فاسدة و لكن الحادث وقع و المطامع أكبر وسياسة المصالح لا تعترف بالفضائل.. و هنا يظهر لنا أن ورقة أوباما (قتل بن لادن) تهيء الأجواء لإلصاق كل تفجيرة قنينة غاز و لو خطأ للقاعدة ومن غير تحقيق! حتى و لو كانت من تنفيد الأنظمة التي لا تهمها حياة شعوبها فضلا عن كرامتها و حقوقها..المهم وضع حد لإحتجاج هذ الشعوب المعذبة و التي لا ذنب لها غير خيانة حكامها.
إن اختيار الظرفية الزمنية و اللعب بورقة وهمية يُظهر لنا نظرة الغرب القاصرة للوجود و للإنسان، فالعالم أكبر من أن تحده نظرة مستعمر يستعبد الإنسان العريق من أجل نهب خبزه، و إن تقمص الولايات المتحدة شخصية البطل الأسطوري الذي ظهر فجأة معلنا انقاذ العالم و الإنسام من دمار أشباح آتية من عالم آخر سيجعل منها فرجة تثير إشمئزاز الإنسان الحديث الذي بلغ نضجه مستوى لا تدركه من أعمته أنانيته عن رؤية غيره.
عمل درامي!!
إن حكاية بن لادن و اختيار ظرفيته و طريقة دفنه بتثقيل جتثه والغوص بها في أعماق البحار لأشبه بروايات "إدجار ألان بو" أو أفلام الرعب التي تشد انتباهنا إلى إلى أبسط حشرة أو حتى دمية أطفال، وكيف تتحول إلى مصدر للتهديد بالقتل الدموي في أبشع صوره، وهذا الفيلم الخاص ببن لادن ينتهي بتصدي البطل (أوباما) وقيامه بحرق أو إغراق مصدر التهديد..و في لقطة النهاية نرى أصابع بن لادن الغريق وهي متشبثة بالصخر! وهنا قد يدوسها البطل وتنتهي القصة، أو لا يراها فتبقى القصة مفتوحة! وأترك للقارئ أن يختار النهاية حسب رؤيته للأمور..فالنضج ليس حكرا على أحد دون آخر..و الغرب ليس معصوما من الخطأ.
فبالرغم من قتل بن لادن رحمه الله، فإن ورقة الإرهاب وفزاعة القاعدة سيبقيان ساريتان المفعول رغم انحسارهما الواضح، سيما أن قوى الإستكبار العالمي لا يهمها سوى الهيمنة وتحقيق المكاسب على حساب حريات وكرامة الآخر، إلا أن الثورة التونسية أخجلت الغرب الذي كان يسند الأنظمة الديكتاتورية، كما أن النموذج الذي قدمته الثورة المصرية السلمية ستضع القوى الإستكبار العالمي أمام أمرين: إما القبول بالتعددية الحضارية أو الكشف عن النوايا المخبئة خلف التشدق الحرية والديمقراطية، وهذا في حد ذاته برهان للشباب الذي كان يستفزه الحماس فيهرع إلى أعمال العنف ظنا منه أن ذلك أقرب طريق للوصول إلى الحرية.
المصدر: أون إسلام
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
بارك الله فيك على الموضوع وقد حددت نقاط مهمة ومركزية
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
شكرا اختى الكريمة ايمان
تحياتى
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :