عنوان الموضوع : مصر وأخواتها.. "نصف ثورة" و "نصف انقلاب"
مقدم من طرف منتديات العندليب

منذ أن اشتعلت الانتفاضات في الشوارع العربية، معلنة بداية مرحلة جديدة، وقعتُ، مثل كثيرين غيري، في حيرة من أمري، وتساءلت: أيعقل أن أسعى من أجل التغيير لسنوات، وما أن يحل حتى أرحل عنه بعيدا، إن لم يكن على الصعيد المادي، الوجودي، فعلى الصعيد المعنوي، القيمي، العاطفي؟..
أليست هذه الحالة قريبة من وضع اليهود حين كانوا ينتظرون ظهور نبي جديد، حتى إذا ما أرسل إليهم ، وإلى العالمين نبي الإسلام، كفروا بما جاء في كتابهم؟.. ثم هل من المعقول أن أدّعي الانتماء إلى المثقفين ثم لا أكون في صف الشعوب العربية المستضعفة؟
إذا كنت على المستوى الشخصي أطرح تلك الأسئلة وغيرها، فإن القرّاء يطرحون نقيضها، معتقدين ـ وقد يكونون على حق ـ أن الوقوف إلى جانب الشعوب في ثورتها الحقيقية أو المزيفة، حق على المتشغلين بالهمّ العام، خصوصا وأننا ندخل مرحلة الفرز والحسم على أساس المواقف، فمن ليس مع الشعوب، حتى لو تهورت، فهو ضدها، وربما لهذا السبب تُظهر عناصر فاعلة، سياسيا وثقافيا، خلاف ما تبطن.
لذا دعوني أعلن ـ شهادة للتاريخ مادام الحديث هذه الأيام مركزا على الحسم الثوري ـ أنني ومن منطلق تجربة وطنية خالصة، أرفض أن تضيع الأوطان من أجل تحقيق مطاب فئوية أو طائفية أومذهبية، حتى لو كانت مشروعة.. أرفض أن نحوّل عمالة الحكام أو خضوعهم للقوى العالمية، إلى تدجين الشعوب واستحمارها ـ حسب تعبير المفكر الإيراني علي شريعتي ـ من أجل تحقيق المشروع الإستكباري في دولنا.. أرفض أن نذهب إلى حيث يريد لنا الآخرون النهايات المفجعة والمؤلمة.. أرفض أن تكون أفعالنا، أو حتى خطباتنا اليومية، دعوات لاستمرار الفتنة وسفك الدماء.
قد يكون رفضي هذا غير مقنع لغيري من أبناء أمتنا، الذين غوتهم لحظات حرية عابرة، لكن هل من توصيف لوضعنا الراهن؟.
إذا استثنينا الحالة التونسية، فإن ما يجري في مصر وأخواتها ـ ليبيا، اليمن، سوريا، يمكن اعتباره نصف ثورة ونصف انقلاب، وهذا التوصيف جاء على لسان أستاذي في الصحافة المكتوبة" سعد هجرس"ـ رئيس تحرير جريدة نهضة مصر ـ وصاحب الخبرة الطويلة في مجال الإعلام وإليه يرجع الفضل في التحاقي بالصحافة المصرية، خاصة جريدة العالم اليوم.
صحيح أن سعد هجرس أطلق الوصف السابق ـ وهو يتحدث في برنامج أجندة مفتوحة ـ البي بي سي ـ على الحالة المصرية الراهنة، لكن يجوز التعميم على الحالات العربية الأخرى، حيث لم تتمكن القوى المتمردة عن الشرعية ـ حتى لو جاءت من انتخابات مزورة ـ من الاستمرارية أو حتى القدرة على مواجهة القوات النظامية دون مساعدة الخارج سواء بالقوة العسكرية، كما هو الأمر في ليبيا، أو بالضغط الاقتصادي والجغرافي والقبلي كما نراه اليوم في اليمن، او بتصعيد الأزمة لتصبح قضية دولية عبر مجلس الأمن، كما هو الأمر بالنسبة لسوريا.
في مصر يأخذ قطار الزمن الشعب في رحلة، ليست واضحة نهايتها، ولكنها تؤسس لحالة جديدة من التغيير أحرقت فيها القاهرة مرة أخرى؛ فحريق القاهرة في العهد الملكي كان في الخامس والعشرين من يناير وحريقها في العهد الجمهوري بقيادة حسني مبارك كان في اليوم نفسه. وفي الحالتين ـ حسب رأي بعض المصريين ـ تخلى الجيش عن الشرعية.
المشكلة في اعتقاد بعض المصريين أنه من الضروي تصدير الثورة..
أيعقل أن تأخذ بعضهم العزة بالإثم ويود تصدير الفتنة وخراب الدولة وغياب الشرعية، وإحلال نظام عسكري إلى العالم المتقدم؟.
أيعقل أن يعجز الغرب كله بضلاله، بترغيبه وترهيبه، عن تصدير الديقراطية، وتود مصر الغارقة اليوم في تبعات ما بعد الثورة أن تحدث تغييرا في المنطقة، وأول ما تقوم به أن تأتي بحلف الناتو عن طريق عمرو موسى ليحتل ليبيا، أو تدرب المنتفضين الليبيين بالشراكة مع الجيش الأمريكي.
لا أزال، على قناعة تامة بأن ذل مصر أو انكسارها هو ذل للعرب جميعهم، ومن يريدها بسوء سيرد كيده في نحره، وهي بالتأكيد أكبر من هذه الحالة الراهنة، وإليها ستشد الرحال من أجل الأمان ولو طال الزمن، لكن ما أوده من عناصر النخبة في مصر أن لا تتحول من عبودية النظام إلى عبودية ثورة.. هي تدرك جيدا أنها ليست عملا مصريا خالصا بتقاطعها مع مصالح قوى خارجية، وهي أيضا مطالبة بالكف عن تزييف الوعي داخل المجتمع المصري.
كثير من عناصر النخبة المصرية يعرف أن هناك مخططا ـ بدأ تنفيذه ـ لإعادة تشكيل خريطة المنطقة، ومن شروط تنفيذه إغراق مصر في مشكلاتها الداخلية، وحين تعود إلى رشدها، يكون أمر الوطن العربي قد قضي، وكثرة الحديث عن إنجازت الفعل الثوري فيها، سيؤدي لا محالة إلى تصدع الجبهة الداخلية.. ليس هذا فقط بل إن المحاكمات الجارية في مصر الآن تعد سببا مباشرا في الوضع المأسوي في ليبيا واليمن وفي سوريا مستقبلا.
كان من المأمول فك طلاسم الأزمة اليمنية من خلال المبادرة الخليجية، وذلك بعد أن أبدى الرئيس علي عبد الله صالح موافقته عليها. وتتحدث مصادر يمنية عن أنه في اليوم الموعود تابع ما يواجهه الرئيس مبارك في مصر، فرفض التوقيع، وقد سبق لسيف الإسلام القذافي أن قال عن والده: أنه ليس مثل الرئيس مبارك، وكذلك الحل بالنسبة للرئيس بشار الأسد.
وبالعودة مرة أخرى إلى فكرة سعد هجرس، الذي اعتبر الوضح الحالي في مصر "نصف ثورة ونصف إنقلاب"، فإن ليبيا في حربها الأهلية بدعم الحلف الأطلسي بدأت بإنقلاب فاشل، ولم تصيح ثورة بعد، وستنتهي إلى فتنة تدوم لسنوات، وهي غير مرهونة برحيل القذافي، وإن قالت المعارضة غير هذا.
أما في اليمن فإن الانقلاب الدموي الفاشل ضد عبد الله صالح، يخدم حزب المؤتمر الحاكم، ولن يكون في صالح جمهور ميدان التغيير، حتى لو أبعد صالح أو توفي أو منع من العودة بالقوة.. وهكذا سيجد الشعب اليمني نفسه أمام ثورة مضادة من النظام.
وبالنسبة لسوريا، فإن الوضع سيتنهي بتكلفة بشرية باهظة، وسيتعطل مشروع الإصلاحات، لكن رحيل حزب البعث السوري ليس وشيكا، كما يخيل للمعارضة السورية لأسباب ليس هنا مجال ذكرها.
وبغض النظر عن نتائج الانقلاب في مصر، كله أو نصفه، فإن أخواتها سيكنّ في وضع أسوأ منها بكثير، لكن الحكم في مصر وفي أخواتها المتبرجات اليوم بزينة الفتنةـ ليبيا، اليمن، سوريا ـ سينتهي إلى العسكر وذلك أخطر ما في التغيير.. عندها تتبين الشعوب الرشد السياسي من الغي.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

اين انتم

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

لايمكنا اختاه ان نشك في نوايا من قاموا بالثورة في مصر وقبلها تونس ولكن ما وقع أن أن الغرب الذي تفاجأ لما وقع لعرابيه مبارك وبن علي يحاول ركب القطار ولو متأخرا ، لذا نجده وقف ضد القذافي من باب المصلحة حتى وان كان هناك اتفاق بين هذا الاخير والغرب ،

على كل نتائج الثورة لم تتجل بعد وذلك لتدخل الغرب لحماية مشاريعه

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

شكرااااا على مرورككككككك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :

اااه فعلا كلامك صحيح

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :

لماذا فى كل موضوعاتك تحاولين اقناعنا بان الثوره المصريه هى نصف ثوره او ثوره فاشله نحن الان فى مرحلة بناء نظام جديد فى مصر بعد سقوط النظام السابق ولهنا حدث الخلاف كنا فى ارض التحرير يد واحده فكر واحد هدف واحد لكن حينما بدانا فى بناء حدث خلاف بين التيارات المختلفه لاننا سنضع دستور يحدد ملامح او الاسس الى ستنظم الحياة السياسيه فى مصر فحدث خلاف بين التيارات المختلفه وهذا شئ طبيعى اسلاميين و علمانيين و ليبراليين و يساريين او ناصريين وانا اعتقد ان الدستور فى البدايه سيعتمد على اقامة نظام مدنى فى مصر وحكم ائتلافى بين التيارات السبقه ولن ينفرد تيار بالحكم نحن نتقدم لتحقيق هدفنا من يوم لاخر و كلما تقدم الزمن كلما تحققت اهداف الثوره وهى ثوره كالمه اسقطت اعتى الانظمه