عنوان الموضوع : «النفط» مقابل «التحرير»
مقدم من طرف منتديات العندليب
في تصريح مذهل تختلط فيه معاني الغطرسة والاستغباء قال رئيس وفد الكونغرس الأمريكي إلى العراق "أواسط الشهر الجاري" إن بلاده تأمل من العراقيين والليبيين أن يعوضوا نفقات الاحتلال الأمريكي لبلاد الرافدين والقصف الجوي لليبيا، وذلك لأن الولايات المتحدة قريبة جداً من أزمة اقتصادية خطيرة للغاية ويمكننا الإفادة من مساعدة الآخرين بعد أن اعتنينا بشؤونهم.
وانتقد "دانا روهر باشر" رئيس الوفد في مؤتمر صحافي عدم السماح لوفده بزيارة معسكر "أشرف" التابع لـ"مجاهدي خلق" الإيرانية للتحقق من "جرائم" ارتكبها الجيش العراقي أثناء محاولة اقتحام المكان.
وعلى الرغم من الترحيب العارم بقرار الحكومة العراقية طرد الوفد من العراق فإن الترحيب به في أربيل بعد القرار يظهر أن الحكومة العراقية "مع الأسف" تسود في بغداد وليس شمالي العراق، بل قد لا تسود بشكل تام في العاصمة حيث كان لزعماء الأكراد موقف مختلف.
والواضح أن تطاول الوفد الأمريكي على العراق ما كان ليقع لولا المناخ المهين الذي أشاعه أقطاب "العملية السياسية"، إذ شددوا خلال السنوات الماضية على أن بلادهم لا تحتلها الجيوش الأمريكية وأن هذه الأخيرة "وغيرها" جاءت لتحرير العراق ولنصرة أهله ولإنقاذهم من الديكتاتورية، لذا بدا أنه يحق لـ"المحرر" الأمريكي أن يطالب "بنفقات" تحريره، وبالتالي أن يتصرف في العراق كما يحلو له! أليس "محرراً"؟ أي سيداً على أرض حررها؟!
ليس التصرف الأمريكي الكيفي بمصائر العراق والعراقيين استنتاجاً خاضعاً للجدل، وليس راهناً بل هو مرافق للاحتلال منذ سقوط بغداد عام 2016؛ وتفيد شهادات كثيرة عن استخفاف المحتل بشعب مجرد الإرادة، ومن بينها شهادة عبد المنعم شيخ عشائر آل بدير في محافظة واسط العراقية الذي قتل المحتلون زوجته وأخاه عن طريق الخطأ، ومن ثم اعتذروا منه، فرفض الاعتذار قائلاً: "يعتذر أنا آسف، أنا حزين عليك، أنا أصلي لك، ولمأساتك التي فقدت فيها أخي، وزوجتي. أنا عندي أطفال، عندي بنت عمرها سنة ونصف السنة، يعني من لها؟ وبنت سبع سنوات ونصف السنة، وعندي ولد 11 سنة، هؤلاء أطفال أصبحوا يتامى. ما هو السبب؟ السبب استهتار، استهتار بأرواح الناس، ودولتنا لا تحمينا، نحن أصبحنا غنماً بيد أمريكا"، والكلام دائماً للشيخ العراقي.
ولم يقتصر غضب عبد المنعم آل بدير على التظلم، فقد طالب بتسليم الجندي الأمريكي قاتِل أسرته إلى السلطات العراقية، غير أن أحداً لم يعبأ بطلبه ما يؤكد أن حكومة بلاده، كما قوات الاحتلال، تنظر إلى العراقيين بوصفهم "غنماً" يجوز للمحتل أن يتصرف بمصيرهم من دون أن يخشى المحاسبة والعقاب. فهل يتغير مصير العراق والعراقيين مع انسحاب قوات الاحتلال نهاية هذا العام؟
ما من شك في أن الشعب العراقي لطالما راهن على استعادة السيادة على بلده وعلى مصيره مع انسحاب آخر جندي أمريكي نهاية العام الجاري، غير أن عوامل عديدة قد تعترض هذا الرهان من بينها التقسيم العملي للعراق وللمجتمع العراقي وفق اعتبارات عرقية وطائفية، وبالتالي حرمان البلاد من مرجعية قادرة على طرد وفد أمريكي "وقح" من بغداد ومن أربيل في الآن معاً.
والراهن أن هذا التقسيم الذي يضع العراقيين بمواجهة بعضهم بعضاً سيحملهم على اللجوء غالباً إلى السفارة الأمريكية للتحكيم في خلافاتهم التي رسم المحتل أصولها بين مذهب ومذهب، وعرق وآخر، وجهة وأخرى، وأتاح لقوى خارجية التسلل إلى تضاعيفها واللعب على أوتارها، هذا إذا افترضنا أن المحتل سيرحل تماماً ولن يترك خلفه قواعد عسكرية مموهة بحجة توفير الحماية لقنصلياته التي قرر فتحها في العديد من المدن العراقية وسفارته التي تحتل هكتارات بالجملة وسط العاصمة العراقية والتي تعد- حسب وسائل الإعلام الأمريكية- أكبر سفارة في الشرق الأوسط ومن بين الأكبر في العالم، وهذا الخيار ليس عفوياً فهو يحسب دوراً مرجعياً في بلاد العراقيين ومصائرهم.
يبقى أن للعراقيين في هذه الأوقات الدقيقة فرصة تاريخية في رسم خاتمة وطنية للاحتلال في بلادهم عبر مواجهة الإملاءات بأي سبيل، والإفادة من علامات التعب المتزايدة لدى الرأي العام الأمريكي الذي بات يكره الحرب وخسائرها البشرية ونفقاتها الباهظة وينزع إلى الأمان داخل حدوده.
نعم، لا يحق للأمريكي أن يخاطب العراقيين بلغة "الكاوبوي" الباحث عن "النفط" مقابل ما يسمى "التحرير"، فهم ليسوا زمرة من الفلاحين المكسيكيين البسطاء الذين حررهم الفارس "رينغو" لقاء كمية من الذهب والأواني الثمينة، بل ورثة حضارة متعددة الألفية اعتدى "رعاة البقر" عليها ودافع نفر من أهلها عن أرضهم حتى الرمق الأخير تحت شعار العراق الحر تماماً أو الموت.. وما عاد أمامهم سوى صبر ساعة
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
ماذا تنتظر من النصارى
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
الحرية لا ثمن لها .... والشعوب العربية لو ارادت المال لقبلت بالانظمة القمعية .....
لأنها تعرف ان فاقد الشيء لا يعطيه....
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
الموضوع مغلق
يمنع كتابة أكثر من موضوعين في اليوم في القسم نفسه
و أنت تكتبين بعضوية أميرة و عضوية أنيسة ، فاختاري واحدا منهما فقط .
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :