عنوان الموضوع : لعالم السياسي ينقلب رأسا على عقب الأخبار
مقدم من طرف منتديات العندليب
صحافي بريطاني: العالم السياسي ينقلب رأسا على عقب في الشرق الاوسط
واشنطون – – يقول المحلل الصحافي باتريك كوكبيرن في مقال نشرته "كاونتر بنش"، الاميركية ان العالم السياسي انقلب رأسا على عقب في الشرق الاوسط منذ اندلاع الانتفاضة العربية. وقد تشابكت في المنطقة اكثر التغييرات الجوهرية منذ نهاية الاحتلال الامبريالي وتأسيس دولة اسرائيل في العام 1948.
ومن ابرز التطورات ان: العديد من الدول العربية ستصبح اكثر ديمقراطية في المستقبل، لكنها ستكون اضعف من حيث قوة وقدرة الدولة على تأمين استقلالها. وقد برز هذا الضعف بشكل اوضح في العراق، وهو في الطريق اليه في ليبيا ومن المحتمل ان يقع الان في سوريا.
هذا الضعف، الذي لا يحتمل ان ينقلب الى عكسه لسنوات عديدة، يؤكد تنامي نفوذ الدول الاجنبية. وقد اتضح هذا الامر الاسبوع الفائت في اعقاب ما حظي به رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان من ترحيب هائل في القاهرة، وما لقيه (رئيس وزراء بريطانيا) ديفيد كاميرون و(الرئيس الفرنسي) نيكولا ساكوزي من استقبال الابطال في طرابلس وبنغازي. وقد لا يحظى أي زعيم عربي زائر بمثل هذا الترحيب.
وقد بدأت تبرز الانقسامات السياسية والطائفية والاثنية في عدد من الدول العربية بعد ان كانت تكتم سابقا. اذ وقفت هذه الانقسامات في وقت ما امام توحيد المعارضة. وينسب اكثر عوامل نجاح حركات الانتفاضة العربية في تونس وليبيا ومصر وسوريا الى تشكيل ائتلاف معارض للنظام، يضم ليبراليين ومحافظين وعلمانيين ودينيين، اغنياء وفقراء، مثقفين وغير مثقفين. الا ان هذه الائتلافات تظل عرضة للانهيار. اذ ليس بينها عوامل مشتركة اللهم الا الاطاحة بالمستبدين المكروهين.
وهناك تاريخ طويل للانقسامات الطائفية والاثنية في الكثير من الدول العربية. الا ان العقد الاخير تسبب في تعميقها. ففي العراق، يخشى الشيعة السنة والاكراد بعضهم بعضا وتتساورهم الشكوك من بعضهم اكثر من المساندين الاجانب سواء كانوا ايرانيين، اتراكا، اميركيين او سعوديين. وفي سوريا، اصبحت الكراهية بين السنة والعلوية اكثر سوءا يوما بعد اخر، حيث يعتمد الرئيس بشار الاسد على العلويين، الذين يمثلون السند الاساسي لنظامه.
وعلى أي حال، فان الهدف الرئيس للانتفاضة العربية هو مقاومة استمرار اليات الدولة القوية التي بررت التعسف الدكتاتوري لنصف قرن ثمنا للسلام المحلي والاستقلال الوطني. وقد يبدو هذا الامر رهانا مقبولا في مصر خلال ازمة السويس العام 1956 وفي سوريا بعد هزيمة حرب 1967 او حتى في العراق في السبعينات.
لكن المستبدين لم ينفذوا قط وعودهم. ففي حوالي العام 1975 اعتبروا ان من المؤكد انهم لا يمكن الاطاحة بهم بانقلاب وذلك بعد ان اقاموا اجهزة امن متعددة الطبقات كتمت أي معارضة واخضعت للسيطرة او اقتلعت من جذورها مصادر قوة الاستقلال، مثل وسائل الاعلام والاحزاب السياسية والاتحادات العمالية، وما امكن من المساجد. وتحولت الانظمة العسكرية الى دول بوليسية تديرها عائلات مثيلة للعائلة الملكية امكنها ان تستحوذ على الثروة.
ومع تركيز السلطة في ايدي عائلات مبارك، الاسد او القذافي فانهم اغفلوا او خدعوا انصارهم السابقين. فقد فقدت الانظمة السورية والمصرية والليبية قاعدتها الشعبية. اذ انه قام في سوريا نوع من التفاهم الجماهيري، توفر الدولة بموجبه الوظائف والحد الادنى من الاجور وتسيطر على الاسعار. وقد لقيت الانتفاضات الدعم من هذه القطاعات من الطبقة العاملة التي كانت تدعم النظام في السابق. فعمال مشاغل القطن في مصر كانوا من بين اوائل المحتجين، وكذك كانت المناطق الاكثر فقرا او قدما في طرابلس. وفي ايران فان الحكومة بذلت جهودا كبيرة لضمان ابقاء حركة الاحتجاج الديمقراطية للخضر الى حد كبير داخل الطبقة الوسطى، ولم تجد مكانا لها بين جماهير جنوب طهران.
ان المستبدين القوميين العرب، ومعظمهم ارتفى الى السلطة في السنوات التي تلت الفوز العسكري الاسرائيلي في العام 1967، فقدوا مصداقيتهم او اطيح بهم. كما قضي على قومياتهم المختلفة مع سقوطهم. وكانت الانقلابات العسكرية والاحتجاجات الشعبية في الخمسينات والستينات ترفع شعارات قومية، الا ان الانتفاضة العربية افرزت القليل منها. ففي ميدان التحرير لم تكن هناك لوحات تهاجم اسرائيل (وان كان التلفزيون الاسرائيلي قد عرض تكرارا القليل منها). وكان لب ثورات هذا العام هو التحرر من الطغاة المحليين وليس النفوذ الاجنبي. وقد حاول القذافي ان يدق على طبل القومية، مدعيا ان الثوار كانوا عملاء لدول اجنبية تريد سرقة ثروة النفط الليبية. لكن هذه الدعاية بدت خاوية ولا تخدم الا الكشف عن ان القذافي وابناءه هم الذين استولوا على الكثير من الثروة لانفسهم.
وفي نهاية المطاف سيكون للدول الاجنبية تأثير متزايد في عالم عربي ضعيف. وهذا ما حدث بالفعل في العراق، ومن المحتمل ان يتكرر في سوريا، حيث يرتفع مستوى الطائفية والقبلية. فنظام الاسد يمكن ان يحاول البقاء على قيد الحياة بارتكاب مجزرة جماعية ضد المحتجين. بينما تأمل المعارضة في وقف هذا بالتهديد بالتدخل الاجنبي مثلما حدث في ليبيا. وقد يتمكن بشار الاسد من ابقاء نظامه بالمذابح الجماعية، الا ان من المحتمل ان يؤدي ذلك الى حرب اهلية. ومثلما كان الوضع بالنسبة للقذافي، فان الاسد يعاني من تنامي القناعة لدى حلفائه السابقين بانه لا بد خاسر.
والفائز كما يبدو هو تركيا. اذ انها تظهر في الوقت الراهن على انها القوة الناشئة في الشرق الاوسط. فلديها حكومة اسلامية معتدلة ديمقراطية وقوية تحكم شعبا يزداد رفاهية يعد بـ 80 مليونا. كما ان تصاعد عدائها لاسرائيل ودعمها للفلسطينيين من الامور المهمة عندما تظل الولايات المتحدة محتجزة ابدا مع اسرائيل.
لم يتخل اردوغان عن بذل كل جهد ممكن الاسبوع الماضي في توسيع اطار النداء التركي في الشرق الاوسط. وفي خطوة فاجئت الكثيرين في تركيا، واصابت الاخوان المسلمين في مصر بالقنوط، دعا بقوة الى العلمانية. وقال "الناس احرار في النظام العلماني في ان يكونوا متدينين او غير متدينين. وانصح بدستور علماني في مصر. لا يخشى احدكم العلمانية، لانها لا تعني عداوة الدين".
وبدا زعماء اسرائيل مرتبكين حول مدى جدية تبني المبادرة التركية لقيادة العالم العربي. وللمرة الاولى منذ انشاء اسرائيل، تعارضها الدول الاكثر قوة في المنطقة: تركيا ومصر وايران. اما وانها تخصصت لفترة طويلة في المبالغة بالتهديد من فئات صغيرة مثل حماس وحزب الله ومنظمة التحرير الفلسطينية، فان الزعماء الاسرائيليين يجدون صعوبة في الرد على وضع شديد الحساسية عندما تتخذ اثنتان من افضل اصدقائا وحلفائها موقفا معاديا.
مصدر الخبر :
https://www.alquds.com/news/article/view/id/296892
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :